Site icon IMLebanon

عن رسالة «نصيب» الرئاسة.. وقيادة الجيش

هذا ما التزم به بيت الوسط مع الرابية

عن رسالة «نصيب» الرئاسة.. وقيادة الجيش

قبل سفره الى واشنطن، بعث سعد الحريري برسالة الى ميشال عون قيل إن مفادها «ما زلنا عند التزامنا»، وأن غطاس خوري نقل هذه الرسالة.

تلى تلك الرسالة دخول لنادر الحريري على خطها، ومن ثم إيفاد الرسول نفسه للقاء الوزير جبران وإبلاغه بمضمون الرسالة ذاتها. وأكثر من ذلك، قُطع وعد للرابية بأن ما بعد عودة الحريري من أميركا سيشهد ترجمة «لما التزمنا به».

كان عون بصدد إحداث صدمة كبيرة في الواقع الداخلي، يصفها «مقربون جداً» منه بـ «المدوّية»، فستكون شاملة لا تقف عند حدود هدم الهيكل الحكومي، بل تصل الى حد المجاهرة بالكفر بالطائف وبكل ما هو ناتج عنه، بالتوازي مع تحرّكات شعبية على الارض تأخذ شكل تظاهرات واعتصامات. ولكن يبدو ان تلك الرسالة لقيت صداها في الرابية، فتقرر «إعطاء فرصة» لحين عودة الحريري.

بماذا التزم الحريري لعون؟

خلال لقاء الحريري وعون في بيت الوسط في 18 شباط الماضي، الذي بادر فيه رئيس «المستقبل» الى الاحتفال بالميلاد الثمانيني لرئيس «تكتل التغيير»، ترددت رواية أن عون هو من طلب اللقاء وفاتح مضيفه بتعيين العميد شامل روكز قائداً للجيش مقابل الموافقة على تعيين العميد عماد عثمان مديراً عاماً لقوى الامن الداخلي.

ويومها كانت لتلك الرواية تتمة تنسف الحفاوة التي احيط بها عون من قبل الحريري، وفيها ان عون ابلغ بري عندما زاره في عين التينة يوم الاثنين 9 آذار الماضي، ان الحريري قال له إنه لا يعارض تعيين روكز، فلفت بري انتباهه الى ان الحريري ابلغه بأنه مع التمديد للقادة الامنيين والعسكريين، بدءا بالتمديد لمدير عام قوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص.

هنا تنتهي الرواية. ولكن بعد أيام قليلة تلاها وصول «ملحق» لها الى الرابية، حيث جاء من يبلغ عون بأن قرار التمديد للواء بصبوص قد تم توقيعه بالفعل، وقد أسرّ عون بهذا الامر الى مقربين منه، الذين لاحظوا الغضب الشديد الذي انتاب الجنرال، وسمعوا توعده بخطوات تصعيدية.

ولكن قبل ايام قليلة يخرج كلام عوني جديد، معاكس تماما لتلك الرواية، لا بل ينسفها من اصلها، وفيه ان «العشاء الميلادي» في بيت الوسط جاء بدعوة من الحريري، ولم يكن عون هو من بادر الى طرح موضوع الرئاسة او موضوع القادة الامنيين، بل ان الحريري فاجأ عون بقوله: «جنرال.. نحن قررنا ان نمشي بشامل روكز قائدا للجيش».

للوهلة الاولى لم يصدق عون، لكنه ارتاح الى هذا الكلام، فرد على الحريري «ونحن من جهتنا نمشي بالعميد عماد عثمان مديرا عاما لقوى الامن الداخلي». وثمة شهود على هذه الواقعة وهم جبران باسيل وغطاس خوري ونادر الحريري الذي انضم الى اللقاء بعد انتهاء الجولة السادسة من الحوار بين «حزب الله» و«تيار المستقبل» في عين التينة، والتي صادف انعقادها في مساء اليوم نفسه.

حتى الأمس القريب، بحسب الرواية الجديدة، كان الموفدون من قبل الحريري يزورون الرابية باستمرار وينقلون كلاما ايجابيا وتأكيدا على «الالتزام»، وآخره كلام مفاده «ما زلنا على موقفنا، ولكن اترك لنا كيفية الاخراج». وثمة كلام مباشر في هذا الخصوص كان بين جبران باسيل وغطاس خوري بعلم نادر الحريري.

ولكن بلغ بيت الوسط، تضيف الرواية الجديدة، ان الرابية مرتابة من تأخير التعيين، وانها تخشى من ان تكون هناك محاولة لفرض التمديد امرا واقعا، خاصة وان موعد انتهاء خدمة اللواء بصبوص مطلع حزيران المقبل، اي بعد شهر تقريبا، وثمة كلام يتردد بقوة ان التمديد لمدير قوى الامن الداخلي واقع لا محالة.

تقول الرواية انه على اثر هذا الكلام العوني، تم ارسال رسالة حريرية على عجل الى الرابية مفادها «لن يكون هناك تمديد للواء بصبوص مطلع حزيران المقبل، كما لن يتم تعيين بديل له حاليا، بل سننتظر الى ان يحين موعد تعيين قائد الجيش، وعندئذ نعيّن الاثنين معا».

الرسالة لا ترضي عون المستعجل على التعيين في الوقت الحالي، لأنه يخشى انه كلما مرّ يوم تضعف فيه ورقة العميد روكز الذي يحال على التقاعد في تشرين الاول المقبل.

ولكن ماذا عما يتردد عن صفقة ما تقول بخروج عون من معركة الرئاسة مقابل تعيين صهره قائدا للجيش؟

لا تأكيد لوجود مثل هذه الصفقة او نفي لها من قبل «تيار المستقبل»، واما الرابية فتتعاطى بسخرية مع هذا الكلام وتحسم الموقف «لن يخرج عون من المعركة الرئاسية تحت اي عنوان».

واذا كان كثير من المراقبين يدرجون موقف الحريري من عون في سياق محاولة كسب الوقت، فإن ما جاء على لسان الرئيس فؤاد السنيورة يفترض انه قد اظهر صورة الموقف الحقيقي لـ«تيار المستقبل» بأنه «ليس لعون نصيب في رئاسة الجمهورية».

كلام السنيورة هذا مستفز للرابية، وهناك من قرأ فيه «لا» مستقبلية مزدوجة.. اي «لا» لعون في الرئاسة، و«لا» لروكز في قيادة الجيش!