فيما اسماك القرش تغزو البحر اللبناني في ظاهرة تبدو غريبة، تصر قروش السياسة اللبنانية على ارعاب اللبنانيين من المصير الاسود الذي ينتظرهم، في ظل الاستحقاقات الداهمة التي تطال حياتهم اليومية وتؤثر فيها، ووسط اجماع اسياد المقرات على وصف اللقاءات بموفد الام الحنونة، بالصريحة والجيدة، يتابع موفد الرئيس ماكرون مهمته في بيروت.
فالنشاط السياسي تختصره جولة الوزير السابق جان ايف لودريان على المعنيين، واستقباله لبعضهم الآخر في مقر اقامة السفير الفرنسي على موائد الغذاء ام العشاء، فيما تراوحت التسريبات حول الزيارة، بين من يجزم أنها لا تحمل أي جديد باستثناء الاستطلاع، ومن يحسم بأنها رسمت حدا فاصلا بين مرحلة ومرحلة، وبأنها تحضيرية لما سيأتي في المستقبل غير البعيد.
جو نجح مضيفو «الدبلوماسي المخضرم» في بثه، ليزيد من موجات التشويش المواكبة للزيارة منذ تعيين لودريان، فاذا كان ما فهم من جبهة باسيل-جعجع ان فرنجية «باي باي»، فان الاخير وبالاستناد الى ما سمعه ما زال مرشح مبادرة باريس، ليكون الفرق بين المحورين شاسعا يتخطى المسافة بين بنشعي والبياضة.
وختمت المصادر بان مشهد اليوم الاول بدا فيه لافتا نقطتان اساسيتان محورهما معراب:
-الاولى، تقاطع جعجع مع باسيل، على ان المرحلة السابقة قد انتهت وسقطت، مستخدمين التعابير والاوصاف نفسها، وهو ما فهم على انه غمز من قناة سقوط تبني ترشيح فرنجية، قبل ان يعود رئيس التيار الوطني الحر الى التاكيد ان لودريان لم يفاتحه باسماء.
-الثانية، اتفاق بين معراب وعوكرعلى اعتبار الاستحقاق شأنا لبنانيا صرف لن ياتي من خارج الحدود، وانتخاب رئيس غير فاسد وغير خاضع للنفوذ الخارجي.
فهل المبادرة الفرنسية ما زالت قائمة؟ وما هي خارطة الطريق الفرنسية للخروج من المأزق الرئاسي؟ هل باقناع احد الاطراف المسيحية بالانقلاب على وحدة المعارضة؟ ام باغراء الثنائي الشيعي بالذهاب نحو تسوية مع الاطراف التي تقاطعت على انتخاب ازعور؟
اسئلة محورية تحتاج اجاباتها الى ايام قبل ان تتضح معالم مرحلتها، بعدما باتت الحلول برسم التوافق الاقليمي والدولي بعدما ثبت ان افرقاء الداخل «طبك طبني العافية».