ولعت بين انصار ومؤيدي الرئيس نبيه بري ضد التيار الوطني الحر بعد تسريب الفيديو الكلامي لوزير الخارجية جبران باسيل الذي وصف فيه رئيس المجلس بالبلطجيي، لكن الشارع والرأي العام الذي ضج يوم امس بخبر الاحتجاجات «الأملية» على كلام باسيل لم تفته واقعة المقدمة الاخبارية لتلفزيون الـ «otv» ضد احد حلفائها او ضد نفسها حتى، فمن تابع مقدمة النشرة الاخبارية لتلفزيون الـ «otv» يوم الاحد هاله ان يكون الوزير السابق الياس بو صعب هو الشخصية التي لم تسمها المحطة بالاسم وانما قصدته في اطار هجوم حاد وعنيف لم يراع الادبيات اللفظية ولا اواصر العلاقة التي تربط بو صعب وتجمعه بالتيار الوطني الحر ولا موقع الرجل كمستشار للشؤون الدولية لرئاسة الجمهورية،ولا كونه مرشحاً عن المقعد الارثوذكسي على لائحة التيار الوطني الحر المتنية. الهجوم بدا لاذعاَ ومقززاً في وقت كان التيار الوطني الحر في قلب المعركة التي يخوضها التيار الوطني الحر في السياسة والاعلام مع حركة أمل على خلفية المرسوم والشريط التلفزيوني المسرب للوزير جبران باسيل وبعدما التزمت المحطة الصمت في تلك الليلة عن التعرض لـ«أمل» والحملة التي تشنها على مقاطعي المؤتمر الاغترابي وضد التيار لتصوب على بو صعب وحده المفترض انه احد المستشارين الاساسيين لرئيس الجمهورية ومرشح التيار الوطني الحر في انتخابات 2018، فماذا جرى؟
ما حدث مع ابو صعب لم يكن وليد ساعته وتصريح الوزير السابق الذي اقترف فيه ذنباً بكلام أسيىء فهمه وتشويهه واستغلاله الى حد ما من قبل فريق عوني لا ينسجم مع المرشح الذي تلازمه صفته القومية كونه من بلدة الضهور والمقرب من الحزب القومي قبل ان يصبح حليفاً للتيار ووزيره ونائبه مستقبلا،كما ان كلام بو صعب الذي اعتبر بالنسبة لآخرين بمثابة كلام يعبر عن رأي صريح بدون التعرض لاحد في نضاله خصوصا ان مكتبه تولى تفنيد التفسيرات اللازمة لذلك لكن الواضح كما يقول عارفون ان هناك من كان يتلطى له «على الكوع» ليس بحجة الدفاع عن عونيين ناضلوا في زمن الاحتلال السوري بل لغايات معروفة من قبل العونيين ومسلسل ما يحصل من مناكفات داخل البيت الواحد وانقسام الآراء والتوجهات او ما يعرف بصراع الاجنحة معروف كما هو واضح من يديره ومن يتدبر ويرسم المؤامرات والسيناريوهات، والمفارقة قبل نشرة التلفزيون العوني ما سيق على وسائل التواصل من تعليقات سبقت النشرة المسائية على قاعدة التسويق لها «انتظروا ما سيحصل الليلة» على وسائل التواصل للناشطين، مما يعني ان هناك من حاك المؤامرة على بو صعب بدون ادنى شكوك
فما وراء الاكمة والهجوم عدة معطيات وان كان ما جرى مع بو صعب هو من مسؤولية المدير السياسي للمحطة جان عزيز والذي هو ايضا المستشار الاعلامي للرئىس ميشال عون، بحسب عونيين، ويتداول العونيون بسلسلة اخطاء حصلت في ازمة الحريري وملفات كادت تورط العهد والتيار الوطني الحر في متاهات وحيث سئل المشرفون عن الاخبار السياسية في المحطة في مسائل كثيرة بعد وقوع ارتكابات اعلامية اساءت الى صورة التيار واحيانا الى موقع رئيس الجمهورية،وبحسب المواكبين لما حصل فان القصة هي قلوب مليانة وصراع الاقوياء في التياروبسبب الفلتان الاعلامي وغياب التنسيق الفعلي بين رئاسة التيار الوطني الحر والاعلام البرتقالي،وحيث يتحدث عونيون قبل فترة عن موجة استياء قوية حصلت بعد استضافة المحطة لشخصية بينها وبين التيار خلاف كبير حول ملف قديم على مدى ساعة ونصف في حوار يسبق الانتخابات في دائرة حساسة مما استدعى استقالات من التيار في احدى المناطق الجبيلة التي لم تتقبل الحوار الطويل مع الضيف ولم تجد امامها ما تفعله الا تقديم الاستقالة ، علماً ان هذا الحادث من شأنه تعكير الانتخابات النيابية لاحد وزراء التيار ومرشحيه الاساسيين ممن هم على تماس مع الملف المذكوروهم من المقربين من باسيل.
فيلم the post شكل المحور الثاني لاخطاء المحطة واعتراضات مجموعة قياديين في التيار بعدما جرى التهشيم بحزب الله ومقاطعته للفيلم،وقد تردد ان مسؤولين في حزب الله بادروا الى سؤال رئاسة التيار الوطني الحر حول موضوع المقدمات الاخبارية التي تتعرض لحزب الله وبشكل مسيىء جدا لحركة أمل مما يعرض تفاهم مار مخايل لهزات ليست بمحلها اليوم، وحيث ان رئيس التيار الوطني الحر لم يجد بدا من جواب سائليه «انا ما خصني اسألوا ادارة المحطة والمشرفين عليه».مما يعني ان باسيل ليس راضياً عن اداء المحطة او ان هناك خلافا مستتراً يتم التستر عليه في الكواليس الداخلية، وقد وصلت الامور الى حد الربط بين ابتعاد باسيل عن المحطة وتدخله مؤخرا بعدما بات واضحاً ان ثمة فريق له صلاته في اروقة الاعلام البرتقالي يخوض معركة لا تتناسب مع ما يريده رئيس التيار مما جعله يرفع الصوت عالياً في آخر اجتماع عقده التيار لمكتبه السياسي بضرورة ضبضبة الوضع الاعلامي ليتماشى مع السياسي والتزام المعايير التي تتناسب مع سياسة التيار وتحالفاته حتى لا تؤثر مواقفه على مرشحيه.
عدم رضى باسيل وما تسرب من اعتراضات كان كافياً لاضرام النار وحرق الجسد العوني فالشرارة التي اندلعت وتراكم النكايات البرتقالية بين العونيين أحرقت بطريقها الياس بو صعب خصوصاً ان الأخير ووزير الخارجية يتفقان في كل ألأمور وفي العلاقة الشخصية والسياسية ايضاً،ولعل ما ازعج جان عزيز ليس الكلام الذي صنف ضد بو صعب عن الاحتلال السوري بل ما قاله الأخير عن عدم قبول رئاسة التياراو عدم موافقتها على النشرة الاخبارية لها والذي لا ينسب الى ادبيات التيارفحصل ما حصل.
وعليه اختلط الحابل بالنابل وتفاقم صراع الاجنحة فثمة من يعتقد ان هناك من يتقصد زكزكة باسيل خصوصاً ان الاخير لعب دوراً بتزكية ظروف احد المرشحين على الانتخابات على ظروف احدهم مما أزعج البعض،والمفارقة ان التيار الذي يخوض معركة قاسية في مرسوم الاقدمية حصلت فيها «زلات» في تصويب البوصلة خصوصاً ان الفيديو المسرب لباسيل جاءت ارتداداته مدوية ومؤذية،فان التيار يخوض معركة في صفوفه، فكيف يعقل مثلاً ان تشن حملة على مرشح من التيار ومستشار للرئاسة ، وهل يعقل ان يعلن صراحة قريبون من رئاسة التيار ان المقدمات الاخبارية للتلفزيون العوني لا تمثل التيار وان ما يمثلهم يصدر فقط عن المكتب السياسي للتيار، واذا كان ما قاله بو صعب «زلة لسان» او كلام لا ينسجم مع نضال التيار وتضحياته فهل يجوز جلده وصلبه على الشاشة بدل تهدئة الاجواء وترتيب المخرج لازمة ما،واي اعلام هذا كما يقول عونيون على وسائل التواصل الاجتماعي لا يلتزم بمرشحيه وحلفائه «ساعة سماحة السيد وساعة بو صعب»، وهل يجوز ان يخرج صراع الاجنحة الى العلن بهذا الشكل وبدل ان يتم لم الشمل قبل الانطلاق الى معركة انتخابية على قدر عال من الدقة في ظل قانون ملتبس وغامض فاذا بالامور تنحدر الى مستويات ليست في توقيتها ومحلها الصحيح.. ثمة من يغمز في ما حصل الى لا اتفاق بين باسيل والمدير السياسي للمحطة جان عزيز وثمة من يغمز من باب الحرتقات الاخيرة لباسيل والتشويش على معركة عزيز في جزين بمصالحة حصلت مؤخرا بين النائب زياد أسود وباسيل وطي صفحة الماضي لتعويم النائب اسود وقطع الطريق على المستشار، تتعدد الروايات العونية على وسائل التواصل ولم يعد هناك «ستر مخبى» في ما حصل بعد عملية «برش» الياس بو صعب من قبل اهل البيت….فعلاً «جنوا العونيين» هكذا كتب احد المتابعين للاشتباك العوني الاخير بينهم وبين ذاتهم