Site icon IMLebanon

عن غابة صور المرشحين  

 

«إنها ثروة طائلة تذهب هدراً».

 

هذه هي الخلاصة التي إنتهى إليها بحث / دراسة أعدّته ورشة عمل بتكليف من سفارة دولة أوروبية، وكان بمثابة رسالة جامعيّة.

الغاية من البحث كانت معرفة مدى تأثير الصور التي تنشر بشكل عشوائي على امتداد الرقعة اللبنانية، من الناقورة الى النهر الكبير، ومن فقش الموج الى أعالي القمم.

توصل البحث الى رقم مالي كبير هو تكلفة نشر هذه الصور التي تُعلق عشوائياً على الجدران وواجهات البنايات وفوق السطوح وعلى الأشجار كذلك، وأعمدة الهاتف والتيار الكهربائي (…) ناهيك بلوحات الإعلانات بنسبة كبيرة تكاد توازي 90% منها.

إختار القيّمون على البحث عشوائياً  أفراداً وثنائيات ومجموعات صغيرة كذلك من مختلف المناطق اللبنانية، ومن مختلف الأطياف، ومن أعمار تراوح بين 21 سنة (السن القانونية التي تمكّن المواطن اللبناني من ممارسة حقه في الإقتراع) و80 سنة… والذين تناولهم البحث كانوا شبه متساوين عددياً بين نساء ورجال.

وجاءت النتيجة كالآتي:

أولاً – شبه إجماع على أن الذين استُطلعت آراؤهم لا يتأثرون بالصورة إطلاقاً، لأن المواقف السياسية والحزبية والطائفية والمذهبية هي التي تشكل الخيار الإنتخابي، وليس للصورة أي تأثير بأي شكل من الأشكال.

ثانياً – اعتبر الكثيرون (وبأكثرية راجحة) أنهم إذا تأثروا بالصورة، فإنه تأثير سلبي. بمعنى أن الكثير من الصور تتحوّل الى مادة «تنكيت». فالسخرية على هذه الوضعية، أو تلك البسمة المصطنعة، أو ذلك الفم المائل، أو تلك العين الناعسة الخ… هي أكثر ما يسترعي الإنتباه من دون أي تأثير آخر.

ثالثاً – قال بعضهم (وهو غير قليل)، إنه يبحث في الصورة «عن شغلي حتى نضحك»… وأضاف: مهما كانت الصورة «مدروسة» فإننا نجد فيها ما يثير الضحك!

رابعاً – لاحظ كثيرون أن إنتشار الصور (خصوصاً في داخل المدن والبلدات والأرياف) يتسبب بإساءة كبيرة الى البيئة (…).

خامساً – توقف البعض عند صور بعض المرشحات للإنتخابات بانتقادات قاسية (…).

سادساً – تناولت الدراسة تحليلات لنماذج من الصور قام بها خبير صفته مدير الإبداع والتنفيذ في شركة إعلانات عالمية، فوصف معظم الصور بأنّها تفتقر الى الكثير من الذوق، وتنمّ عن «لعب ولاد زغار».

سابعاً – أمّا الشعارات على الصور فبعضها كيدي، وبعضها إطلاق نار بالكلمات، وبعضها غباء، وبعضها الآخر سخافة (على حد ما ورد في البحث / الدراسة).

وأما الخلاصة التي إنتهت اليها الدراسة فهي السطر الاوّل من هذا المقال.