إنتهت »موقعة« إنتخابات الرابطة المارونية كما يفترض بها أن تنتهي بهدوء عبّر عن ديموقراطية مثالية، فاز فيها من فاز بالأصوات وخسر من خذلته الصندوقة، مع ملاحظة أنّ الفائز كان يعرف سلفاً أنه سيفوز، لأنّ استطلاعات الرأي »الداخلية« والإتصالات اليومية، بل على امتداد ساعات النهار والليل، بيّنت إتجاه رأي عام النخبة المارونية سلفاً.
وثمة ملاحظات:
أولاً ـ كان لافتاً إنسحاب المرشحين لرئاسة الرابطة لسببين واضحين: أولهما أنّ الأكثرية معروفة الى جانب النقيب أنطوان قليموس، والثاني إقراراً للرجل بأهمية برنامجه الذي أطلقه من على منبر نقابة الصحافة اللبنانية وبأنه يشكّل نقلة نوعية في عمل الرابطة، وبأنّ الرجل معروف عنه الإلتزام بأقواله بكثير من الجدية.
ثانياً – إنّ المعركة »الحقيقية« خيضت على موقع نائب رئيس الرابطة الذي فاز به، من ضمن اللائحة التي يرأسها قليموس، المحامي توفيق معوض المعروف بأنه أحد أبرز رجال الإنتالجنسيا الموارنة واللبنانيين عموماً والمعروف بقربه من الجميع على الساحتين الزغرتاوية والوطنية.
ثالثاً – لا شك في أنّ الشرخ داخل الصف الماروني حول معركة رئاسة الجمهورية إنعكس بوضوح على إنتخابات الرابطة المارونية وأرخى بأثقاله عليها، وبالتحديد الشرخ الذي قام بين التيار الوطني الحر وتيار المردة في أعقاب ترشيح النائب سليمان فرنجية للرئاسة وبالذات إثر مقابلته التلفزيونية مع الزميل مرسال غانم من خلال برنامج »كلام الناس« عبر شاشة LBCI والتي خصصها لحملة على العماد ميشال عون. وسواء أكان إستبعاد مرشح المردة (العميد إبراهيم جبور) مقصوداً أم مصادفة، فإنّه أدى الى إنعكاسات سلبية سرعان ما عرف جبور كيف ينهيها بوضع ترشحه في عهدة رئاسة الرابطة. وهذا خفف كثيراً من الإحتقان الذي إستبق العملية الإنتخابية.
رابعاً – جاء الإقبال الكبير على الإنتخاب ليؤكد على أنّ إعلان معراب بين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع قد فعل فعله الإيجابي في الأوساط المسيحية عموماً والمارونية تحديداً خصوصاً بعدما كان للطرفين دور كبير في تسهيل تأليف اللائحة الوحيدة كما شُكلت. يُضاف الى ذلك أنّ النتيجة التي اسفرت عنها الإنتخابات أكّدت على هذه الحقيقة بل كرّستها.
خامساً – الآن أضحت إنتخابات الرابطة المارونية وراءنا، ويجب إعطاء مجلس الرابطة الجديد، برئاسة النقيب أنطوان قليموس، مجالاً رحباً حتى ينفذ برنامجه الذي إلتزم به علناً.
وكلمة أخيرة: عساها مناسبة كي تنطلق الرابطة المارونية في مسار جديد فتضحى ليس فقط رابطة المواقف الصلبة وحسب، بل أيضاً الرابطة التي تقرر وتنفذ.
وعلى هذه القاعدة سيكون الحساب في نهاية الولاية الجديدة. مع التمنيات والتبريكات.