Site icon IMLebanon

عن الصحافة

 

 

ليؤذن لي أن أكشف أنه عندما عرض عليّ أحد أبرز الأطراف الفاعلة في لبنان أن أترشّح لعضوية نقابة المحررين فلموقع النقيب إعتذرت شاكراً ليس فقط كوني عضواً في مجلس نقابة الصحافة إنما لأنني أعتبر أن موقع النقيب (في نقابة المحررين ونقابة الصحافة اللبنانية) ليس للوجاهة. إنه تكليف أكثر منه تشريفاً وبالتالي يقتضي إنصرافاً كاملاً الى هذه المسؤولية التي أصفها بالجسيمة والجليلة.

 

ولقد سرّني أن تكون العملية الإنتخابية (الديموقراطية) قد أفرزت مجلساً آلت رئاسته الى الزميل العزيز الأستاذ جوزيف القصيفي الذي أعرف الكثير عن مهنيته ومناقبيته وأخلاقه، وشبكة العلاقات الواسعة التي نسج خيوطها إن داخل البيت الصحافي أو على مستوى الوطن، وهو الذي أمضى في مهنة البحث عن المتاعب عقودا لم يتخل خلالها، يوماً، عن إيمانه بوطنه وعن التزامه آداب المهنة وأخلاقياتها.

 

وإذ أكرر التهاني للزملاء جميعاً، في مجلس نقابة المحرّرين، أود أن أهمس في أذن النقيب الجديد كما سبق لي أن همست (كتابة في هذه الزاوية) في أذن الزميل الكبير الأستاذ عوني الكعكي، غداة إنتخابه نقيباً للصحافة. وباختصار شديد، إنطلاقاً من أن أحداً لا يزعم أن واقع الصحافة في لبنان هو بخير.

 

وبالتالي لابدّ من حراك ما:

 

أولاً وبداية – نود أن نشدّد على كون التعاون بين النقابتين هو قدرهما معاً، فلا صحافة من دون محرّرين عاملين فيها… ولا محرّرون من دون مؤسسات صحافية يعملون فيها.

 

ثانياً – ندعو الى وقف هذه الفرقة المزمنة بين صحف سياسية وصحف غير سياسية. أليس أنّ أصحاب النوعين وناشريها ينضوون، معاً، داخل نقابة الصحافة، وأنّ العاملين في ضفتي هذا القطاع هم في نقابة الصحافة (أو هناك يجب أن يكونوا)؟

 

ثالثاً – ما هو الفرق بين المدير والعاملين في قسم الثقافة، أو الفن، أو في الصحيفة المصنّفة سياسية، وبين زملائهم في المؤسسات غير المصنّفة سياسية؟

 

رابعاً – الصحافي هو المحرر، وهو المندوب، وهو المراسل، وهو المصحح وهو المنفّذ (…) ولسنا ندري ما هي الفائدة من تشطير المهنة بل وتشظيتها الى مجموعة نقابات و»جمعيات «؟!

 

 

فلولا صدور الصحف على أنواعها كيف يكون هناك محرر إقتصادي، ومصور صحافي، ومخرج صحافي الخ…؟

 

خامساً – إننا ندعو الى تفعيل المجلس الأعلى للصحافة أقله لجهة التوحيد بين النقابتين.

 

سادساً – من التقادير أن يأتي النقيب جوزيف قصيفي الى رئاسة النقابة (مثل النقيب عوني الكعكي قبله) في أكثر ظروف المهنة دقة وحراجة…. لذلك فالمسؤولية أكبر.

 

سابعاً – ندعو الى تعزيز المجلس التأديبي وتطوير القوانين  كي يكون لهذا المجلس دور وفاعلية.

 

ثامناً- نطالب، بإلحاح، أن يكون لنقابة المحررين دور فاعل في الدفاع عن المحررين الصحافيين وصيانة حقوقهم، وهم (مع أصحاب الصحف) يحملون هموم القطاعات كلها، فأقله أن تحمل نقابتاهم بعضاً من أعبائهم في القطاع الصحافي.

 

تاسعاً – نطالب بإلحاح العمل على العودة الى صندوق تعاضد وإسعاف الصحافيين ليكون فاعلاً… بدلاً من صندوق الضمان الإجتماعي.

 

عاشراً- انا في المبدأ من دعاة توحيد الجسم الصحافي في إطار نقابي واحد، فتكون نقابة الصحافيين اللبنانيين، أما أصحاب المؤسسات الصحافية (غير الصحافيين) فيمكنهم أن يكونوا أعضاء في نقابة الناشرين أو أي جسم نقابي آخر.

 

حادي عشر، وأخيراً وليس  أخر، فليعمل الجسم الصحافي، مجتمعاً، مع السلطات المسؤولة لإلغاء وزارة الإعلام، فتتحول الوكالة الوطنية للإعلام الى هيئة (رسمية) مستقلة يدير شؤونها مجلس إدارة برئيس وأعضاء، وكذلك إذاعة لبنان، وبالطبع تلفزيون لبنان، وتكون مديرية الدراسات جزءاً من الوكالة الوطنية للإعلام.