Site icon IMLebanon

حول خطاب حسن نصرالله

 

أيّ انتصار وأيّ شموخ؟ لا نريد أن ندخل في تفاصيل دور حزب الله في حماية داعش وجبهة النصرة ومقاتليهم ومشهد الباصات الخضر التي نقلتهم آمنين مطمئنين قبل عام في اتجاه إدلب السورية، ولا عن ذاك البيان الصادر عن الحزب والذي اضطرّ لسحبه لاحقاً وهو يتفجّع على هؤلاء الإرهابيّين محذراً من مجزرة سترتكبها طائرات التحالف الدولي بحقّهم، نريد فقط أن نتوقف عند ملاحظات ثلاث فقط على نقاط ثلاث كانت حاضرة في خطاب أمين عام حزب الله بالأمس احتفاءً بنصر وهميّ آخر!

 

الملاحظة الأولى نسجّلها حول ما قاله «السيّد» بالأمس ناسياً أو متناسياً من هو المنظّر الأول له، بقلب قويّ أوحى نصرالله أنّه «بعد الانتخابات النيابية أشيع جو وما زال أنّ لبنان بات يحكمه حزب الله وهو يسيطر على الدولة ولا يُتخذ قرار من دون موافقة الحزب في المال والتعيينات وتركيبة الدولة فهذا ليس له أي اساس من الصحة»، «ولَوْ يا رجل»، في حزيران الماضي نظّر لهذا الأمر «رئيسكم» اللواء قاسم سليماني، معتبراً أنّ «الانتخابات التي أجريت في لبنان أخيراً كانت بمنزلة الاستفتاء الشعبي، موضحاً أنها تمثل انتصاراً كبيراً لحزب الله الذي تحول من حزب مقاوم إلی حكومة مقاومة»، ونقطة على السطر!!

الملاحظة الثانية، تتعلّق بمخاوف حقيقيّة لحزب الله من العقوبات الخانقة التي ستحكم قبضتها عليه «أعداؤنا مقتنعون أن الحرب مع حزب الله غير مجدية وصعبة فقرّروا أن الحل يكون بإسقاطه في بيئته وظنّوا أنهم بالضغط ماليًّا على حزب الله وتحميله مسؤولية ما لا علاقة له به سيخسر جمهوره»، يُدرك حزب الله أنّه وإيران قد حان وقت دفعهما لثمن الإرهاب الذي نشراه في المنطقة، لا يستطيع أمين عام حزب الله أن يتهرّب من مسؤولية حزبه الكبرى عن زعزعة أمن المنطقة، وأنّه هو أوصل بيئته إلى هذه الضغوط منذ عوّدها على شراء الدم والأرواح والبيت والأرض ودفع ثمن القتلى، هكذا سياسة تسليع تفضي إلى هكذا نتيجة، كلّ ما ومن يُشترى يباع ويبيع!

الملاحظة الثالثة، تحدّث نصرالله بالأمس عن أنّ «المحكمة الدولية ستصدر قرارها في أيلول وهناك وضع مستجد سيبنى عليه وسيكون له تأثير دراماتيكي على تشكيل الحكومة»، هذه المخاوف الدراماتيكيّة لحزب الله عاجلة، أما الحديث عن «اللعب بالنّار»،  فهو تهديد للداخل اللبناني يستحقّ أن نسأل أمين عام الحزب، من يملك السلاح والصواريخ والترسانات غيركم في لبنان؟! من أساساً يلعب بالنار ويشعلها ويطفئها في أنحاء المنطقة غيركم؟!

ما الجديد الذي ستزفّه المحكمة الدوليّة في قرارها الاتهامي غير الذي قيل ويقال منذ ثلاثة عشر عاماً؟ منذ أيار الماضي والتساؤل عن صدور القرار الاتهامي أواخر فصل الصيف في قضيّة اغتيال الرئيس رفيق الحريري حول ما إذا كان  سيتهم أمين عام حزب الله حسن نصرالله؟ مجدداً نقول، سبق وكتبنا في هذا الهامش عشرات المقالات، أشرنا فيها إلى تورّط حزب الله من بيروت إلى طهران بدماء رفيق الحريري وكلّ الشهداء الذين طالتهم اغتيالات إرهابيّة ربما علينا أيضاً أن نعيد اللبنانيين بالذاكرة إلى فتوى المرشد الإيراني علي الخامنئي في 21 كانون الأول من العام 2010 والتي اعتبر فيها «أن المحكمة شكليّة، ومرفوضة، وأيّ قرار أو حكم سيصدر عن المحكمة يعتبر باطلاً ولاغياً»، في 28 أيلول من العام 2013 نشرت صحيفة «نيويوركر» الأميركية تحقيقاً مطوّلاً للصحافي ديكستر فيلكينز عن كبير «إرهابيّي» إيران قائد «فيلق القدس» في حرس الثورة الإيراني الجنرال قاسم سليماني وإدارته لعملية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، علّ أيلول المقبل يضع نقطة نهاية  لمسار حزب الله والتقيّة الإرهابيّة طوال ثلاثة عقود من الخداع والعمالة لإيران!