IMLebanon

الخارج والارتهان…

أخيراً تأكّد وجود “خارج” ما يحول دون اللبنانيّين وتحقيق حلم ملء الفراغ الرئاسي، مثلما تأكّد وجود ارتهان ومرتهنين حين يقول نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم لوفد من محامي الأردن “إننا قادرون على انتخاب رئيس للجمهورية إذا قرّرنا عدم الارتهان للخارج”.

لقد أعجبني هذا الكلام. وسرّني. واستوقفني. وجعلني أبني عليه “نهاريات” اليوم.

وبما أن الحزب يعتبر إيران من أهل البيت ومن عظام الرقبة، و”وجودها” القوي في لبنان يبعد عنها صفة “الخارجي” و”الغربة” وإن لم يسقط عنها تهمة التدخّل في الشؤون اللبنانية، ولا ينفي عنها احتمال أن تكون هي ذلك “الخارج” .

وهذا من تحصيل الحاصل لبنانيّاً.

ليست هي المرة الأولى يكون للخارج دور رئيسي في صناعة الرئيس. كما لن تكون الأخيرة.

إنما كان من المهمّ جداً لو أقدم نائب الأمين العام على فضح هذا الخارج بالاسم والدور والتفاصيل، وكشف في طريق الحديث أولئك المرتهنين الذين يتسبّب ارتهانهم بإبقاء لبنان طوال هذه الفترة الحرجة رهين الفراغ الرئاسي، وفي مهبّ كل الرياح وكل الاحتمالات.

التحليلات الرائجة والتسريبات التي تلعلع عبْر الفضائيّات، والمحليّات، والمجالس بالأمانات، تحمّل إيران المسؤولية وتصفها أنها هي “الخارج” الذي يعرقل الاستحقاق الرئاسي عن سابق تصوّر وتصميم، ويعتبره مادة إضافيّة حرزانة في المفاوضات النوويّة.

ليس الغرض هنا توجيه تهم باتت شبه مستهلكة، إنما محاولة الإفادة من كلام مرجعيّة حزبيّة معروفٌ عنها التأني والدقّة في اختيار الكلمات والمفردات والمواضيع. خطابة وكتابة وتحدّثاً.

لذا يتساءل البعض عن الأسباب والموانع التي تجعل قيادة “حزب الله”، البارزة الأهميّة في دورها اللبناني والسوري والعراقي والإيراني حتماً، تتردّد في كشف هذا “الخارج”؟

وهذا واجب وطني، بل أبسط ما يمكن أن يُطلب من حزب بات أشهر من أن يُعرَّف، وخصوصاً بعد انتشاره القوي والفعّال في المعارك الطاحنة التي تدور رحاها في سوريا والعراق.

على أن ما يجب هنا قوله لـ”حزب الله” وحلفائه، كما لقوى 14 آذار وحلفائها ماذا تنتظرون لتحرّروا الاستحقاق الرئاسي، ولبنان الدولة والمؤسّسات، ودورة الحياة الاقتصاديّة المجمَّدة، ما دمتم قادرين على انتخاب رئيس “إذا قرّرنا عدم الارتهان للخارج”؟

بخطوة كهذه، إذا صدقت النيات، يجعل اللبنانيون الخارج القريب والبعيد يعترف بوطنيّتهم، وحرصهم الحقيقي على لبنانهم، وعدم ارتهانهم لأية جهة.