إدارة أوباما تطلب تفويضاً من الكونغرس لقتال “داعش” ديمبسي: قلقون من النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط
الملك السعودي يرسم معالم عهده: حفظ الاستقرار.. والحد من تأثير النفط
يربط قيادي بارز في قوى «8 آذار» الحرب السعودية على اليمن بهدفين رئيسين: أولاً، غطّت الاتفاق الاميركي، وبالتالي الغربي، مع إيران حول الملف النووي الايراني. وثانياً، ثبّتت أركان الحكم السعودي الجديد في مواقعهم.
برأي هذا القيادي أن «وقف عاصفة الحزم، جاء نتيجة الاشتباك السياسي الحاصل داخل أركان الحكم، بين صقور المملكة المؤيدين للحرب بقيادة وزير الدفاع محمد بن سلمان، وبين الحمائم المعارضين للحرب ويقودهم رئيس الحرس الوطني متعب بن عبدالله».
ويضيف القيادي: «ان الملك سلمان بن عبد العزيز سارع الى اعلان وقف العمليات العسكرية خشية انتقال الاشتباك السياسي بين اجنحة الحكم الى اشتباك ميداني. وانطلاقا من ذلك يجدر التوقف ملياً أمام تحركين لافتين قام بهما الملك سلمان: الأول إعلانه، عبر امر ملكي، أنه أمر الحرس الوطني بالتوجه الى الحدود السعودية اليمنية، والثاني حفاوة الاستقبال التي لقيها الرئيس سعد الحريري، والتي ظهرت في استقبال الملك له بحضور ولي العهد الامير مقرن بن عبد العزيز وولي ولي العهد وزير الداخلية الامير محمد بن نايف ورئيس الديوان الملكي».
يعدّد القيادي في «8 آذار» ست خلاصات من الحرب السعودية على اليمن:
ـ فشل «عاصفة الحزم» في تحقيق أهدافها العسكرية.
ـ الهجوم غير المسبوق الذي قاده الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله على آل سعود والنظام الوهابي واتهام هذا النظام بالعمل على تقويض التراث الاسلامي الحقيقي لهذه المنطقة، كما التراث الوطني والقومي، وجعل السعودية في موقع المتهم والراعي والداعم للجماعات التكفيرية، كما ظهرت ضعيفة وعاجزة عن الرد، حتى أنها لم تجد من يناصرها من حلفائها، سواء في الدول الشقيقة او الاسلامية، في الدفاع عنها والرد على نصر الله، لان ما قاله حول دور السعودية كان كمن يضع اصبعه على الجرح.
ـ وجدت السعودية نفسها وحيدة في الحرب عندما خذلتها كل من مصر وباكستان، ولم تتجاوبا معها في مسألة إرسال وحدات من جيشيهما إلى السعودية.
ـ الهجوم غير المسبوق لرئيس اميركي على السعودية، عندما دافع باراك اوباما عن الاتفاق الاطار بين ايران ومجموعة 5+1 حول الملف النووي بقوله للقيادة السعودية ان مشكلتكم ليست مع ايران بل في الداخل السعودي. ثم جاء موقفه الاكثر حزما عندما اتهم السعودية ومعها قطر والامارات، من دون تسميتهما، بتمويل الارهاب في ليبيا.
ـ اتصال الملك السعودي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث نصح بوتين الملك سلمان بإعادة النظر في السياسة السعودية المتبعة لجهة دعم الحركات التكفيرية في المنطقة من سوريا الى العراق الى اليمن، والتوجه للانفتاح على ايران والحكم في سوريا و«حزب الله» في لبنان والحوثيين في اليمن، مؤكداً استعداد موسكو للحفاظ على ماء وجه السعودية مع حلفائه.
ـ وجدت السعودية نفسها معزولة من اصدقائها الاوروبيين الذين تأثروا بالانتقاد المباشر الذي وجهه أوباما لها، حيث دعا إلى إجراء اصلاحات في نظامها السياسي. كما تأثروا باتهام اوباما للسعودية وبعض دول الخليج بدعم الارهاب في ليبيا وهو الذي يرعب العواصم الاوروبية.
على ضوء ذلك، يعتقد القيادي «ان الاستقبال اللافت الذي خصصه العاهل السعودي للرئيس الحريري لا يعني إلا مسألة واحدة، وهي ان السعودية تتجه الى إعادة احتضان الحريري داخل أروقة الحكم الجديد في المملكة وفتح خزنتها المالية من جديد له ليتمكن من العودة إلى بيروت ويعيد انتاج دوره في الحياة السياسية اللبنانية بقوة، لكي يكون جسر عبور للمصالحة بين السعودية من جهة وحزب الله والنظام السوري وايران من جهة ثانية».
وينهي القيادي كلامه بالقول: «من هنا نفهم إصرار الرئيس نبيه بري على حماية الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل بكل ما اوتي من قوة وحنكة وصبر».