تفاعل وزير الصحة وائل أبو فاعور مع ما كُتِب أمس في هذه الزاوية، وجاء هذا التفاعل معبِّراً في استهلال البرنامج الحواري الرائد كلام الناس مع الأستاذ مرسال غانم.
وسبب هذا التفاعل أنَّ الوزير أبو فاعور يلتقط نبض الشارع ومعاناة الناس، إما ميدانياً وإما من ميدان الصحافة، وهو الصحافي البارع الذي وضعَ قلمه في ما مضى في خدمة الناس وأوجاعهم ونبضهم.
أحد أسباب نجاح الوزير الصديق وائل أبو فاعور أنّه يتابع ملفاته حتى إنجازها، فبعض المسؤولين يكتفون بفتح الملف من دون الإكمال فيه، وبعضهم الآخر يفتحون الملف للعراضة الإعلامية، أما هو فيفتح الملف ليعمد الآخرون إلى اللحاق به، أليس هذا ما حصل بالنسبة إلى إهراءات القمح وعينات القمح الفاسد؟
فلولاه لاستمر الوضع على ما هو عليه.
***
في الثوابت التي أطلقها، يتأكد للجميع أنَّ وزارة الصحة تعمل بكامل طاقتها من أجل الوصول بالمواطن إلى شاطئ الأمان والإطمئنان الطبي والإستشفائي، فهو يكشف أنَّ العمل بمشروع التأمين الصحي الشامل سيكون اعتباراً من الأول من أيلول المقبل، وأنَّ التغطية مئة في المئة لمَن بلغوا ال64 عاماً هي لحالات الإستشفاء التي تتطلَّب دخولاً إلى المستشفى. ورداً على المشككين بأن المشروع غير واقعي يقول الوزير أبو فاعور:
المشروع ليس قذفاً إلى المجهول بل نقوم بدراسته جيداً، بدليل أنَّ كلفته هي قرابة ال18 مليار ليرة، ومن السهولة تأمين هذا المبلغ خصوصاً أنَّ هاجسي الناس وليس المستشفيات.
***
وينتقل الوزير أبو فاعور من سلامة مخططه الصحي إلى سلامة الغذاء، فيجزم بأنَّ كثراً شككوا بحملة سلامة الغذاء ولكننا اليوم تابعنا العمل رغم كل الضغوطات.
هذا ليس كلام وزير فحسب، بل هو كلام مسؤول يشعر مع الناس ويقوم بمسؤوليته على أكمل وجه ليكون وزير الناس.
***
في الميدان وزير آخر هو نهاد المشنوق الإستثنائي، وقد نجح في وزارته بعد سلسلة من الإنجازات وفي مقدمها الإنتخابات البلدية والإختيارية وتعقُّب شبكات الإرهاب. هذه الإنجازات لم تُثنِه عن متابعة ملفات يعتقد البعض للوهلة الأولى أنها ليست من صلاحيته، ليتبيّن لاحقاً أنها من صلب مهامه. وهذا ما حصل في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة حيث وقع سجالٌ بين رئيس الحكومة والوزير المشنوق، والسبب يعود إلى أنَّ المشنوق طلب تأجيل مناقصة فرز وجمع نفايات بيروت والتي ستجري الإثنين المقبل، لكن الرئيس سلام رفض التأجيل، عندها أكد الوزير المشنوق على صلاحيته كرئيس للجنة المكلفة الإشراف على تنفيذ خطة النفايات، وهذه الصلاحية مثبتة بقرار من مجلس الوزراء، عندها انفعل الرئيس سلام، وقال من دون أي تبرير:
لن أتراجع.
***
معذورٌ الرئيس سلام، فهو لا يريد أي شيء يُعكّر رحلته الإستجمامية إلى جنيف، يريد للمناقصة أن تمر وتُمرَّر بصمت، حتى ولو كانت تشبه المناقصات المنفوخة، ولهذا ردّ بانفعال على الوزير الحريص نهاد المشنوق، لكن المعلومات تؤكد أنه حتى لو تمت المناقصة فإنه سيتم الطعن بنتائجها حتى قبل أن يعود الرئيس سلام من الإستجمام.