Site icon IMLebanon

اذاً اخطفوا أبو مازن!

يستشيطون غضباً من تل أبيب الى واشنطن، وهذه قمة الجريمة الاسرائيلية وقمة الحماقة الاميركية، ولم يعد ينقص المجانين سوى تنفيذ عملية إنزال في رام الله لاعتقال الرئيس محمود عباس او لاغتياله ولحلّ السلطة الفلسطينية والإعلان عن “اوشفيتز الفلسطيني” تأكيداً لنظرية يهودي يدعى سيغموند فرويد قال “ان الضحية تتوق الى لعب دور الجلاّد”.

لكن نتنياهو وزمرته يتفوقون على الجلاّدين النازيين، عندما يطالبون الفلسطينيين بأن يبقوا في المعتقل الى الأبد لأن أمن اسرائيل يفرض ذلك، الى ان يتمّ محوهم من التاريخ والجغرافيا لتستقيم نظرية “شعب الله المختار”!

السماء ترفض هذا العسف المطلق، لكن أبانا الذي في البيت الأبيض يبارك استمرار اقدم احتلال في العالم المعاصر، رغم فشل ربع قرن من المساعي الاميركية لترتيب حلٍ سلمي، تبيّن انها كانت مجرد خديعة او مضيعة للوقت!

كل ما فعله محمود عباس انه تقدم بمشروع قرار الى مجلس الأمن، يدعو الى انهاء الاحتلال الاسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية وفقاً للقرارات الدولية ولمسلسل طويل من الوعود الأميركية ولحماسة اوباما الزائفة حيال نظرية الدولتين. وكما سبق ان هدد البيت الأبيض دول العالم لمنع حصول فلسطين على مقعد مراقب في الجمعية العمومية، هدد بمنع حصول القرار الفلسطيني على تسعة اصوات رغم انه رفع “الفيتو” في وجه أبو مازن قبل أن يقرع باب مجلس الأمن!

إنه التوحش في أبشع صوره، لكنه الغباء في أحطّ منحدراته، وما يمكن ان يستجلبه من تداعيات على اميركا كقوة كبرى ذات مسؤولية دولية، وعلى مصالحها ليس في بلاد العرب والمسلمين بل في أي مكان من اصقاع العالم، ذلك انه لم يكف اميركا إفشالها القرار، فانهال غضبها الى جانب تهديد تل أبيب على السلطة الفلسطينية، لأن أبو مازن رد باستخدام حقّه القانوني فوقع على صكوك انضمام فلسطين الى ٢٠ منظمة دولية بينها المحكمة الجنائية الدولية وتم تسليم الصكوك الى الأمم المتحدة!

يهددون عباس والفلسطينيين، ولكن الغريق لا يخشى من البلل ولا الأسير من الأسر ولا القتيل من القتل، وعلى اوباما ان يقرأ جيداً كلام صائب عريقات “كلما زادت الدولة قوة زادت مسؤولية”، والمسؤولية تفرض الخلقية ومناصرة الحق والعدل، وكل الامبراطوريات في التاريخ انهارت لأنها جعلت المسؤولية في خدمة الظلم والطغيان!

عشية تقديم مشروع القرار إتصل جون كيري بمحمود عباس قائلاً: “ان المشروع ليس بنّاءً لأنه يضع جدولاً زمنياً اعتباطياً لإنهاء الإحتلال”، وهذا ليس كلام مسؤول عبيط زار المنطقة ١١ مرة وتلقى صفعات الفشل من نتنياهو، بل كلام استعباط مقزز للفلسطينيين الذين شبعوا من انتظار حل عادل لن يصل ومن الصمت ريثما تتم إزالتهم من الجغرافيا والتاريخ!