موضوع ترشيح د. سمير جعجع للجنرال ميشال عون ومن معراب لا شك في أنه سيبقى لمدة طويلة حديث المجتمع، وسوف يكتب كثير من المحللين عن هذا الموضوع بين مؤيّد ومعارض، فطبيعي جداً أن ينقسم المجتمع اللبناني بين مؤيّد ومعارض لأنّ هذه تركيبة لبنان، وهذه طبيعة الديموقراطية.
أما موضوع الأصوات التي يمكن أن يحصل عليها المرشح الجنرال ميشال عون وتلك التي سيحصل عليها المرشح سليمان فرنجية أيضاً سوف تفتح مجالاً للأخذ وللرد، ومَن مع مَن ومَن ضد مَن، وهذا موضوع سيكون مدار تحاليل في وسائل الإعلام خصوصاً شاشات التلفزة.
موضوع آخر لا يقل أهمية وهو السؤال في هذا الترشيح: مَن ربح ومَن خسر؟ وكما قال د. سمير جعجع فسيكون هناك رابح وآخر خاسر، ونرى أنّ أحد الأسباب التي دفعت د. سمير جعجع لترشيح الجنرال عون ما ذكره أحدهم أنّ رئيس القوات ورث رئيس التيار الوطني الحر وحجز مقعداً رئاسياً له في المستقبل القريب.
على كل حال، كما أنّ طرح ترشيح النائب سليمان فرنجية من قِبل الرئيس سعد الحريري لرئاسة الجمهورية كان قد أحدث تحريك الملف الرئاسي الراكد فإنّ ترشيح الحكيم للجنرال أيضاً لا بد أن يحرّك من جديد ملف انتخاب رئيس للجمهورية، وفي تقديرنا أنّ المشكلة الحقيقية في موضوع الرئاسة، وبعيداً عن مَن رشح مَن ومَن مع مَن، هي:
أولاً- ما يجري في سوريا، وهل هناك تحرير للملف الرئاسي في لبنان عمّا يجري في سوريا؟
من ناحية ثانية، وأظن أنّ هنا المشكلة الأهم، إذ بعد التصعيد الكبير بين المملكة العربية السعودية وإيران والذي تمثل بـ»عاصفة الحزم» بدأ مشروع ولاية الفقيه يتقهقر كما يحدث اليوم في اليمن، إذ استرجعت القوات الشرعية 80٪ من مساحة اليمن ولم يعد هناك إلاّ القليل، وذلك بفصل ضربات الطيران السعودي والإماراتي والقوات العربية المشتركة من إماراتية وقطرية بقيادة المملكة.
كذلك كان إعدام الشيخ نمر النمر مع 45 مواطناً سعودياً يعتبر تصعيداً من قِبل المملكة ضد مشروع ولاية الفقيه هكذا نظرت إليه إيران…
وطبعاً علينا أن نراقب كما ذكرنا سوريا والعراق…
عوني الكعكي