IMLebanon

حسابات في انتخابات جزين.. و«تمّ السبع»

كما في صيدا .. كذلك في جزين ، حسابات وترتيبات للبيوت الداخلية للاحزاب والتيارات السياسية المقرر ان تخوض الانتخابات النيابية المقبلة  ، بالتزامن مع ورشة «دوزنة» للاداء السياسي لهذا الفريق ، وتصويب بوصلة التحالفات «المستجدة» التي يُرسم لها، وفق ما تقتضيه مصلحة هذه القوى في طبيعة قانون الانتخاب القائم على النسبية «ألمشوَّهة»، الذي اربكت تعقيداته وحساباته كل الذين دفعوا لاقراره، في آخر جلسة لمجلس النواب.

اللاعبون في دائرة صيدا ـ جزين ، اطلقوا اولى شارات الانطلاق نحو خوض الاستحقاق، .. وما هو محسوم في انتخابات دائرة صيدا ـ جزين ، وفق ما يرى احد ابرز الخبراء في «علم الانتخابات» ، ان ايا من الاطراف التي ستخوض الانتخابات في هذه الدائرة ، حتى ولو تصدر «لائحة الاقوياء»، لن يكون باستطاعته الفوز بكامل المقاعد ، اكان في جزين ام في صيدا، فلا يجدر ان يغيب عن بال احد ..ان «نسبية» القانون الجديد ، لا تشبه حساباتها بشيء ، حسابات قانون الـ 60 الاكثري.

هو واقع سياسي وانتخابي ، لن تُغيِّره احتفالية يرعاها رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل ، الذي «انتزع» كل هذه الانتصارات «المدوِّية» من فم السبع والديب ، لكنه سلم بحقيقة الخوف من المعركة في «عروس الشلال» ، حين قال «وفق القانون الاكثري نربح 3 اعضاء في جزين ، ولكن وفق القانون النسبي نحن بحاجة الى اكثر من 80 بالمئة من الاصوات مع حلفائنا في صيدا، ففي الحسابات الانتخابية المتداولة في جزين وصيدا، ان «التيار الوطني الحر» ، كما «تيار المستقبل» يحتاج الى ورشة جدية لترتيب بيته الداخلي في جزين، بعد صدمات وتصدعات اصابت جسمه خلال الانتخابات النيابية الفرعية في جزين لملء المقعد الماروني الذي شغر بوفاة النائب ميشال الحلو ، اثر ظهور حالة اعتراضية داخل التيار ، على خلفية رفض ترشيحات من خارج المدينة، وان فاز التيار بالانتخابات الفرعية ، لكنه خسر جزء من شعبيته الجزينية، جُيِّرت لصالح المرشح الجدي في الانتخابات المقبلة ابراهيم عازار نجل النائب الراحل سمير عازار الذي خاض معركة «الفرعية» وتمكن من تحقيق خرق واضح في انتخابات البلدية.

هل يُقام تحالف بين اخصام التيارين «الوطني الحر» و«المستقبل»؟

ثمة من يضع محاذير على «التيار» باي تغييرات في تشكيلة ترشيحاته، في دائرة انتخابية فيها ما يكفي لتكون انتخابات مفصلية للتيار ، كما للعائلات السياسية في جزين ، ولكن السؤال الساخن الذي طُرح على طاولة بعض الصالونات السياسية في جزين .. عما اذا كان «التيار» سيُقدم على «التضحية» بوجوهه الجزينية التي شكلت رافدا اساسيا للتيار من خلال تغيير في ترشيحاته؟، وسط هذه الاجواء ، ويُجمع متابعون للملف الانتخابي في جزين، على ان التيار سيكون في مواجهة يُحسب لها حساب مع المرشح عن المقعد الماروني ابراهيم عازار نجل النائب الراحل سمير عازار ، لكونه احد ابرز الاقوياء في جزين ، وهو حصد في الانتخابات الفرعية الاخيرة قرابة الثمانية آلاف صوت ، مشكلا «نقزة» لتحالف «التيار» و«القوات» ، وما يعزز هذه الفرضية تسويق التيار لاحد كوادره لترشيحه.

ثمة من يجزم ، وبالاستناد الى قراءة متأنية لخارطة اللاعبين الاساسيين في انتخابات دائرة صيدا ـ جزين  ، ان عازار سيكون محور جذب لصياغة تحالفات انتخابية متوقعة مع «الجبهة الصيداوية» ، ففي قانون الانتخاب «النسبي» تختلف الحسابات كليا عن انتخابات «الاكثري» ، ووفق ما يُعبر عازار في مجالسه الخاصة ، عن ارتياحه للعلاقة القائمة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي يشكل مع «حزب الله» رافعة انتخابية في دائرة جزين ـ صيدا، انطلاقا من الحرص على العلاقة التي كانت قائمة مع والده النائب سمير عازار ..النائب في الكتلة النيابية منذ اول انتخابات نيابية جرت بعد اتفاق الطائف عام 1992، يُضاف الى ذلك ان الارضية جاهزة لاقامة تحالف بين اخصام التيار الوطني الحر في جزين ، واخصام تيار المستقبل في صيدا، فلا اشكالات سياسية او حزبية تمنع اي تقارب او تحالف بين عازار وامين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور اسامة سعد ، طالما ان لا مكان لعازار في حسابات «الثنائي الماروني» الذي يمثله «التيار» و«القوات»، وطالما ان الفجوة كبيرة بين التنظيم الشعبي الناصري ورئيسه الدكتور اسامة سعد من جهة ، و«تيار المستقبل» و«القوات اللبنانية» من جهة ثانية.

خارطة القوى السياسية في دائرة جزين ـ صيدا

خارطة القوى السياسية الاساسية التي سيتمحور حولها المسار الانتخابي في دائرة صيدا ـ جزين ، تتوزع فيها قوى سياسية وحزبية هي التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وجمع من العائلات السياسية العريقـة في عالم السياسة اللبنانية ، ولها وزن يضاهي في كثير من الاحيان حجم  بعض الاحـزاب ، اما في صيدا فهناك «تيار المستقبل» والتنظيم الشعبي الناصري في صيدا قوى وتيارات حزبية يسارية واسلامية وفاعليات عائلية ذات اوزان ، فيما حضور الثنائي الشيـعي المؤلـف من حركة «امل» و«حزب الله» معالمه واضحة في كل من حزين وصيدا ، هذه القوى ستكون مـحور المعركة التي ستدور على المقاعد الخـمسة ، ثلاثة مقاعد في جزين التي يبلغ عدد ناخبيها 8400 ناخب، وفـق احصاءات لوائح الشطب للانتخابات البلدية  التي جرت في ايار العام 2016 ، فيما يبلغ عدد الناخبين في قضاء جزين بلغ 58400 ناخبا، يتوزعون على 37 بلدة ، اما التركيبة الطائفية فهي موزعة على النحو التـالي: الموارنـة 57 بـالمئة ، الشيـعة 22 بالمئة ، الروم الكاثوليك 14 بالمئة، السـنـة 3 بالمئة، الروم الأرثوذكس 2 بالمئة، الدروز 1 بالمئة وأقليات مسيحية 1بالمئة، ومقعدين للطائفة السنية في صيدا التي يبلغ عدد ناخبيها ، بحسب الاحصاءات نفسها ( الانتخابات البلدية عام 2016 ) 60600 نـاخب، تشكل الطائفة السنية نسبة تتجـاوز الـ 80 بالمئة ، فيما تتوزع نسبة العشرين بـالمئة بين الشيعة والمسيحيين والاقليات.