IMLebanon

حسابات الانفجار العظيم في الشرق الأوسط!

 

 

كوريا الشمالية ليست من وزن الاتحاد السوفياتي في ذروة الحرب الباردة. ومع ذلك فان رئيس الدولة الأعظم في العالم دونالد ترامب يناكف الرئيس الكوري الشمالي بأسلوب أولاد الأزقة: زرّي أكبر من زرّك على طريقة بيّي أقوى من بيّك وأمّي أقوى من أمّك! وعندما تقف على قمة هرم السلطة في العالم عقلية على هذه الدرجة من السطحية والبله والارتجال، فانها لا تثير القلق والتوجّس وحسب، وانما تبعث على الهلع والذعر! ولم تتحوّل الولايات المتحدة الأميركية الى امبراطورية عظمى بفضل رئيسها وقادتها حتى ولو لم يكونوا عظماء، وانما أصبحت كذلك بفضل نظامها أولا وأخيرا. وقد انطوى هذا النظام على ضوابط تضمن توازن السلطات بما فيها سلطة الرئاسة، بحيث اذا شاءت الصدفة ان تتكرّر قصة وقوف الملك عاريا وسط حاشيته، الا تتبعه الحاشية والدولة والمجتمع بالعري، بل يسارع النظام الى ستر عري الرئيس، أو الى الحجر عليه اذا لزم الأمر!… ولكن هل من الممكن أن يفسد الرأس وتبقى سائر وظائف الجسم سليمة؟ وهل من المحتمل ان يكون بعض من يشغل وظيفة ضبط النظام في عهد ترامب هو من طينة ترامب نفسه؟ وإلاّ كيف نفسّر عجز النظام في عهد ترامب عن كبح جماح رئيسه في اتخاذ القرار الجامح والمتفجّر بشأن القدس، بعد أن امتنع عنه ١٣ رئيسا سبقوا ترامب الى البيت الأبيض!

 

***

يتعاظم الهمس في عواصم القرار الدولية والاقليمية عن احتمال حدوث انفجار عظيم في المنطقة، وأخذ يتحوّل الآن الى ضجيج. ومصدر ذلك هو حصرا القرار المتهوّر الذي اتخذه ترامب بشأن القدس. وأخطر ما في الأمر ان هذا القرار سيكون له ما بعده، ليس فقط في حسابات ترامب واسرائيل والصهيونية العالمية، وانما أيضا في حسابات ما يمكن تسميته ب الطرف الآخر الذي يضمّ كل المتضررين، والمنضمين اليه دوليا لحسابات أخرى مختلفة تخصّ مصالحهم. وتتصرّف اسرائيل اليوم وكأنها تشعر بمزيد من الارتياح، بتسليمها زمام الدفاع عنها الى مقاول دولي – اقليمي يخوض الحرب بالنيابة عنها بقيادة أميركا، ويزيل من أمامها العقبة الأخيرة الممثلة بالنظام الايراني، ويفتح لها أبواب الفتح الصهيوني من الفرات الى النيل، ووضع يدها العليا على الشرق الأوسط! وكان السيد حسن نصرالله آخر المتحدثين عن احتمال هذا الانفجار العظيم في المنطقة، وأطلق عليه تسمية الحرب الكبرى. وكل من توهّم انه يعني حربا بين حزب الله واسرائيل انطلاقا من لبنان، هو اما ساذج واما مغرض. والحرب الكبرى هي حصرا تلك التي سيشنها على ايران حلف المغامرين بقيادة ترامب، مما يعني ان الرد سيكون شاملا المنطقة بأسرها من ضفاف ايران على الخليج الى المتوسط، بمشاركة مئات الألوف من المقاتلين الذين سيحوّلون التهديد الى فرصة!

***

أطفال المنطقة نشأوا على أسطورة ٣ مجانين زغار، فهل سيعيشون فصولها على كبر؟!