الحلول في لبنان تتخذ صفة المؤجَّل.
والأزمات تتخذ صفة المعجَّل.
القوانين تتكدس، وبدل تطبيقها يُصار إلى الخلاف على تفسيرها.
هكذا لبنان:
كثافة في إنتاج القوانين، وسوء في تطبيقها.
كانت الدولة تسعى إلى صفر مشاكل، فها هي تقع في صفر حلول.
***
أنجزنا قانون انتخابات، بعد ثمانية أعوام على الوعد بالخروج من قانون الدوحة إلى قانون النسبية، وحين وُلِد القانون بدأ السباق المحموم على تفسيره ثم تطبيقه، ومن كثرة طباخي التفسير قد تُحرق طبخة الإنتخابات فتطير. وهذا احتمال من الإحتمالات بصرف النظر عن نسبة حصوله، ألسنا في لبنان؟
ألسنا في البلد الذي تتساوى فيه حظوظ التمديد مع حظوظ الإنتخاب؟
ومَن يقول بغير ذلك ليتذكَّر أننا بعد الطائف مددنا لرئيسين من أصل ثلاثة، ومددنا لمجلس 2009 ولاية كاملة، ولو بالتقسيط المريح.
***
اختلفنا على مرسوم الأقدمية للضباط، وها هو البلد في تشنّجٍ سياسي منذ أكثر من شهر، من دون أن يلوح في الأفق أنَّ هناك مخرجاً لهذه المعضلة. ولا يعرف المختلفون على هذا المرسوم حجم الجرح المعنوي الذي يسببه تفاقم هذا الخلاف على المؤسسة العسكرية.
***
اختلفنا في موضوع النفايات:
كانت الإقتراحات أولاً أن تُنقَل النفايات إلى السلسلة الشرقية من جبال لبنان، إلى درجة أنَّ الأعمال كانت قد بدأت. بسحر ساحر تمَّ وقف هذا المشروع، ثم قرَّ الرأي على أن تُنقَل إلى عكار، وبدأت الأعمال، ثم طار المشروع، ثم جرى الحديث عن ترحيل النفايات إلى إحدى الدول الأفريقية وإحدى المناطق الروسية، ليتبيَّن لاحقاً أنَّ العملية غير موجودة.
في هذه الأثناء كانت النفايات تتكدس في كلِّ مدن وبلدات وقرى لبنان، إلى درجة أنَّ كبريات محطات التلفزة العالمية، ومنها شبكة CNN الأميركية، أجرت تحقيقاً عن نفايات لبنان.
اليوم بعد ثلاثة أعوام على هذا الملف الفضائحي، تبدو النفايات عصية على المعالجة، وإن وجدت هذه المعالجة فهي لا تعدو كونها رمياً لهذه النفايات في البحر، سواء في الكوستابرافا أو في برج حمود، فهل من مهزلة بعد هذه المهزلة؟
***
كم كنا نود أن تكون الإيجابية هي الغالبة، لكن الإيجابية ليست أمنيات بل وقائع، ولكن من أين نأتي بالإيجابية في ظل هذا الوضع الذي لا يؤدي إلا إلى السلبيات؟
فمن يزرعون السلبيات كيف لهم أن يحصدوا الإيجابيات؟
المطلوب إعلان حالة طوارئ على كل المستويات، ثم تحديد الأولويات، لأنَّه من دون ذلك، على المعالجات السلام.