IMLebanon

تحقيق إختراق بالملف الرئاسي مُستبعَد قبل تبيان مصير الحرب السورية

تحقيق إختراق بالملف الرئاسي مُستبعَد قبل تبيان مصير الحرب السورية

إصرار على إبقاء ملف الإنتخابات الرئاسية في الواجهة برغم سياسة التعطيل والأبواب الموصدة

لا تقلِّل المصادر السياسية من أهمية التحركات والاتصالات التي تسارعت في الأيام الأخيرة بعد عودة زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري

تستبعد مصادر سياسية بارزة تحقيق اختراق ملموس في ملف انتخابات رئاسة الجمهورية في وقت قريب بسبب استمرار «حزب الله» بموقفه الرافض لإنجاز هذا الانتخاب لحسابات محلية وإقليمية بالرغم من التداعيات والأضرار الناجمة عن الفراغ الرئاسي على الدولة ككيان سلطوي ينسحب على جميع مؤسساتها وإداراتها العامة ومخاطر هذا الضعف على تراجع الدورة الاقتصادية ومستوى عيش النّاس اليومي وتوفير المستلزمات الضرورية لدورية الحياة العامة في البلد ككل.

وفي اعتقاد المصادر أن استمرار التعطيل على النحو السائد منذ بدء الشغور الرئاسي قبل ما يقارب العشرين شهراً مردّه إلى أمرين أساسيين، أولهما يعود إلى رغبة «حزب الله» مستقوياً بسلاحه غير الشرعي في إبقاء الكرسي الرئاسي بلا رئيس للجمهورية ليتسنى له التفلّت من أي ضوابط أو مساءلة لمواصلة التحرّك بسلاحه بلا رقيب أو حسيب لعبور الحدود للمشاركة في القتال والحرب الأهلية إلى جانب قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد ضد أبناء الشعب السوري الثائرين عليه أو العراق وغيرها من الدول كما هي حاله في الوقت الحاضر، في حين أن وجود رئيس للجمهورية على رأس السلطة سيؤثر بشكل أو بآخر على استمرار الوضع الحالي، ويؤدي انتظام عمل المؤسسات وتقويتها وفاعلية السلطة إلى وضع حدّ لهذا التفلّت ويقلّل كثيراً من فرص استعمال لبنان كمنصة للإنطلاق منه للمشاركة في حروب الآخرين أو أي نشاطات هدامة وتخريبية كما حدث مع العديد من الدول العربية والأجنبية لمصلحة النظام الإيراني.

أما الأمر الثاني الذي ساعد على استمرار الفراغ الرئاسي فهو انشغال الدول المؤثرة بالوضع اللبناني في الحروب والصراعات الدائرة بالمنطقة العربية وتحديداً في سوريا، وعدم وجود رغبة قوية وفاعلة لاستعمال نفوذها للضغط على الأطراف المعنيين لتسريع خطى إنجاز الملف الرئاسي في الوقت الحاضر كما كانت تفعل كلما نشبت أزمة بين اللبنانيين حول الانتخابات الرئاسية منذ استقلال لبنان، وهذا الواقع المتفلّت من الضغوطات وعدم الاهتمام، شكّل منفذاً للحزب كي يبقي هيمنته مستمرة على منع إجراء الانتخابات الرئاسية بالترهيب ولو عن طريق تعطيل النصاب القانوني لجلسات إنتخاب الرئيس التي لم تسفر عن أي تقدّم في هذا الملف المهم.

وتتوقع المصادر استمرار الوضع السائد حالياً بالداخل البناني لحين إنقشاع غبار الحرب الدائرة في سوريا وإلى أي اتجاه ستسلكه الأمور هناك، وهذا بالطبع يتطلّب وقتاً غير قصير، في حين لا يمكن تجاوز الصراع الدائر بين الدول العربية بقيادة المملكة العربية السعودية وإيران في المنطقة العربية ككل ونتائجه على الوضع اللبناني عموماً وعلى ملف انتخابات رئيس الجمهورية تحديداً، إضافة إلى استحقاق الانتخابات الإيرانية بعد أيام معدودة ونتائجها المتوقعة على سياسة النظام الإيراني في التعاطي مع أزمات المنطقة ولبنان من ضمنها أيضاً وهذا يتطلب وقتاً لن يكون قصيراً بالطبع.

ولا تقلل المصادر السياسية من أهمية التحركات والاتصالات التي تسارعت في الأيام الأخيرة بعد عودة زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري إلى لبنان من الخارج مع معظم الأطراف والأحزاب والشخصيات لتحريك وتسريع إنجاز الإنتخابات الرئاسية بالرغم من اصطدامها بجدار تعطيل إجواء هذه الانتخابات عمداً من الحزب وحليفه «التيار العوني» في محاولة فرض ترشيح النائب ميشال عون للرئاسة دون غيره من سائر المرشحين المطروحين وبأسلوب ترهيبي ممجوج، لأنها أبقت هذا الملف مطروحاً على طاولة النقاش السياسي وباهتمام من جميع الأطراف من خلال تسليط الضوء على أهمية إجراء هذا الاستحقاق وتسريع حصوله ومدى تأثيره على الدولة ككل ومفاصل الحياة العامة والدورة الاقتصادية ومستقبل لبنان، وكذلك لأنها سلّطت الضوء وبقوة على الجهة التي تواصل تعطيل إجراء الانتخابات الرئاسية وهي ممثّلة بحزب الله تحديداً في حين أن باقي القوى والأطراف هي ملحقة به وتأتمر بأوامره ولا تؤثر بمجرى الأحداث لا من قريب ولا من بعيد.

وتعتبر المصادر السياسية ان مواصلة التحركات والاتصالات والمطالبة الملحة باجراء الانتخابات الرئاسية بالرغم من سياسة التعطيل والابواب المغلقة التي يعتمدها حزب الله حالياً، لا بدّ في النهاية من ان تحدث خرقاً ما سيؤدي في النهاية إلى اجراء الانتخابات ووصول رئيس جديد للجمهورية مما يتيح تحقيق انفراج في حل الأزمة السياسية مهما تعقدت الأمور حالياً.