IMLebanon

إنجازات «فجر الجرود» بالدم.. والصوت والصورة

استشهاد عسكري والمعركة مستمرّة حتى الانتصار

إنجازات «فجر الجرود» بالدم.. والصوت والصورة

كل المؤشرات المتعلّقة بطبيعة سير معركة «فجر الجرود»، تدل على حتمية إنتصار الجيش وعلى تحقيق إنجازات وبطولات سوف تتحدث عنها المرحلة التي سوف تلي تحرير الجزء الأخير المُتبقّي من المساحات التي كان يحتلها تنظيم «داعش» في جرود القاع ورأس بعلبك. وهذه الإنجازات، لا بد وأن تُعمّد بالدم. فليل أمس، و«أثناء انتقال آلية عسكرية تابعة للجيش في جرود رأس بعلبك، تعرضت لإطلاق نار من جهة الإرهابيين ما أدى إلى استشهاد أحد العسكريين»، بحسب بيان أصدرته قيادة الجيش – مديرية التوجيه.

وبعيداً من الضجيج الإعلامي والجدل القائم على خلفية الدور البارز الذي يقوم به، يواصل الجيش تحقيق المزيد من الإنتصارات بشكل يومي، وهذا ما تُظهره بشكل موثّق، الأشرطة المصوّرة التي تنشرها قيادة الجيش – مديرية التوجيه بشكل متواصل والمتعلقة بسير العملية، وآخرها كان يوم أمس، حيث لاحقت عدسات الكاميرا ضباط وعناصر الجيش، وهم يتقدمون بخطى ثابتة نحو «طلعة العدم» و«دليل أم الجماعة» والسيطرة عليهما.

يبدأ الشريط المصوّر على صفحة موقع الجيش، بعرض مشاهد لأرتال من دبابات الجيش وهي تستعد للتقدم نحو طلعة العدم ودليل أم الجماعة. نيران مدفعية لا تهدأ تواصل إطلاق قذائفها ودكّ مواقع «داعش» في «الطلعة». رشاشات متوسطة وثقيلة تقوم بتغطية فعالة لعملية التقدم، تخرج من بين أصوات رشقاتها عبارات لضبّاط من الجيش عبر أجهزة اللاسلكي يوجهون من خلالها عمليات الرمي والقصف. في تلك الأثناء تتقدم الدبابات وعدد من الآليات نحو النقطة المحددة وسط قصف عنيف ودقيق، ومن بعيد تظهر سُحب الدخان وألسنة اللهب وهي تندلع من مواقع الإرهابيين. واللافت أن معركة التقدم والتي أظهرت قمّة التنسيق بين وحدات الجيش، غابت عنها الدعاية الإعلامية التي يتفنّن بها البعض، وأظهرت قدرة الجيش كقوة عسكرية رئيسية في البلد، يُمكن الاعتماد عليها عند الشدائد، في وقت تبرز محاولات الطعن بهذه القوّة والتشكيك فيها.

ليست غريبة الإنجازات التي تحققت على يد الجيش في معركة «فجر الجرود» وليس غريباً أن يلتف الشعب كله حوله ويمنحه ثقته في استحقاق هو الأوّل من نوعه منذ زمن حرب «نهر البارد». البعض كان صوّر عناصر «داعش» في لبنان، على أنهم «بعبع» وروّج لهم وكأنهم مصير مُحتّم على لبنان وبالتالي عليه أن يتأقلم مع وجودهم. لكن على الرغم من الألم الذي يكتنف هذا البلد عموماً والمؤسسة العسكرية خصوصاً وهي التي فقدت أغلى ما لديها قتلاً وأسراً على يد الإرهاب الذي ظهر على حجمه الحقيقي أمام قوّة وبسالة الجيش وتضحياته والذي أكد للجميع، بأنه رقم صعب لا يُمكن تخطيه، ولا يجوز وضعه في مقارنة أو «معادلة» لا تُشبهه ولا تفيه حقه أقله أمام التضحيات التي ما زال يُقدمها بصمت ومن دون منّة من أحد.

الجيش في «الطلعة». ساعات متواصلة من معركة تخوضها قوّة كتلك التي يمتلكها الجيش، لا يُمكن إلّا أن تُسفر عن تحطيم مواقع وتسجيل إنتصارات. مشاهد الجنود وهم أمام مواقع ودشم «داعش» المُدمرة بشكل كامل، كانت كفيلة للاستدلال على ضراوة المعركة وحماوتها. بقايا من أغراض كان يستخدمها عناصر «التنظيم»، خلّفوها وراءهم قبل إنسحابهم على عجل، خوفاً من تعرضهم لضربات شبيهة بتلك التي استهدفتهم أوّل من أمس حيث توزعت أعداد القتلى بينهم، على طرقات الجرود الفرعية وأمام مواقعهم. وفي نهاية الشريط الذي لا تتجاوز مدته الدقيقتين، يظهر جنديان لبنانيان وهما يقومان بتثبيت العلم اللبناني ولينتهي المشهد بتحقيق الهدف وبإنتصار غال تجلّى بالسيطرة على «طلعة العدم» و«دليل ام الجماعة».

قبيل إنطلاق معركة «فجر الجرود»، كانت قيادة الجيش قد أعلنت عن خطّة إعلامية لمواكبة كل التطورات ونقلها إلى كافة وسائل الاعلام المحلية والخارجية. ويُمكن الجزم بأن قيادة الجيش أظهرت حرفية عالية المستوى في طريقة تعاطيها مع وقائع المعركة من خلال نقلها صوراً واضحة لا غبار جرود فيها ولا نقاش ولا حتّى تساؤلات حول دقّتها. والأهم أن قيادة الجيش نجحت في اظهار مدى مواكبتها لأهميّة المسألة الاعلاميّة عبر اعتماد سياسة جديدة أعطت ثمارها باكراً، فحصرت من جهة المعلومات الاعلاميّة بها، وأبقت الجميع على بيّنة مما يحصل في الجرود. ومن هذه الخطّة الإعلامية، استمدت بقيّة الوسائل، معلوماتها مع تنويه مهني وصل إلى نسبة الصفر في المئة بما يتعلّق بالخسائر البشرية في صفوف الاعلاميين. ومن هنا، يُمكن القول، بأن الجيش انتصر في معركته حتّى قبل أن تبدأ تماماً كما هو الحال بالنسبة إلى إنتصاراته الميدانية المتواصلة.

وعلى خط إنجاز الأمس، أصدرت قيادة الجيش – مديرية التوجيه بياناً جاء فيه: «واصلت مدفعية الجيش وطائراته قصف ما تبقى من مراكز تنظيم داعش الإرهابي في وادي مرطبيا، واستهداف تحركات الارهابيين وتجمعاتهم، ما أسفر عن سقوط عددٍ من الإصابات في صفوفهم، فيما تتابع القوى البرية تضييق الخناق عليهم، والاستعداد القتالي لتنفيذ المرحلة الأخيرة من عملية فجر الجرود، كما تستمر الفرق المختصة في فوج الهندسة في شق طرقات جديدة، وإزالة العبوات والألغام والأجسام المشبوهة من مختلف المناطق التي حررها الجيش».

آثار الهزائم تظهر بشكل واضح على الجماعات الإرهابية، فعدا عن حجم القتلى والجرحى في صفوفها وبعيداً عن تشتت وفرار معظم عناصرها في الثلث الاخير من مساحة سيطرتهم ولجوئهم إلى كهفهم الأخير، فقد خلّف هؤلاء وراءهم العديد من الأسلحة والذخائر وجثث عناصر بعد أن فضّلوا النجاة بأنفسهم قبل أن تُدركهم رصاصات الجيش. ومن المعروف أن عناصر «التنظيم» في الجرود اللبنانية، يخضعون لأوامر القيادة العسكرية في بلدة الجراجير السوريّة، وما انكفاؤهم صوبَ المناطق الخلفيّة الواقعة على خطِّ التّماس مع المناطق السوريّة الخاضعة لسيطرة «التنظيم»، سوى مؤشّر واضح على عدم قُدرتهم على خوض القتال أمام الجيش، ومن هنا جاء الخيار بالإنسحاب باتجاه الأراضي السورية.

ولاحقاً، نعت قيادة الجيش «المجنّد الممددة خدماته ياسر حيدر أحمد الذي استشهد في جرود رأس بعلبك بعد تعرض آلية عسكرية لإطلاق نار من جهة الإرهابيين، وهو من مواليد 4/1/1994 المعلقة – زحلة. مُدّدت خدماته في الجيش اعتباراً من 8/2/2016. حائز تهنئة العماد قائد الجيش. الوضع العائلي: عازب».