IMLebanon

الإنجازات «الداعشية»

ما هي الانجازات التي حققتها الحركة الداعشية منذ قيامها قبل عام؟

ان جدولاً احصائياً بهذه الانجازات يبين انه في آسيا وحدها حيث يتواجد أكثر من نصف المسلمين في العالم البالغ عددهم مليار و200 مليون انسان :

1 – تحولت قضية الشعب الإيغوري في شرق الصين (اقليم سينغ يانغ) من قضية تحرير وطني (ديني وعنصري ولغوي) الى قضية ارهابية. فالمقاومة الوطنية التي دفعت الآلاف من الضحايا اصبحت تصنف الآن على انها قضية ارهابية. والسبب في ذلك هو ان 300 عنصر من المقاومة الوطنية غرر بهم واصبحوا يقاتلون مع داعش في سوريا والعراق.

2- تحولت قضية شعب جزيرة مانداناو في جنوب الفلبين من قضية وطنية ايضاً الى قضية ارهابية، وذلك بعد ان انضم الى داعش 100 جهادي تخلوا عن الجبهة الداخلية والتحقوا بالفصائل التابعة لداعش في الشرق الأوسط.

3- تحولت قضية الشيشان من قضية استقلال وطني عن الاتحاد الروسي الى قضية ارهابية، وذلك بعد انضمام مجموعات من المقاتلين الشيشان الى تنظيمي داعش والنصرة في سوريا والعراق. ومن شأن هذا التحول ان يعطي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «المبررات» لفرض المزيد من الهيمنة على الشيشان بذريعة سعيه لاحتواء التطرف الارهابي في الداخل الروسي وفي خارجه.. كما انه يعطيه المبرر لتقديم المزيد من الدعم السياسي والعسكري للنظام في كل من سوريا والعراق، باعتبار انهما يخوضان معه الحرب ضد هذا الارهاب!!.

هذا التحول في التوصيف ادى الى تراجع التعاطف الدولي مع هذه القضايا الوطنية. واعطى الصين وروسيا والفلبين الاعذار للمضي قدماً في ارتكاب المزيد من أعمال القمع بالقوة العسكرية من دون أن تتعرض الى أي انتقاد من المجتمع الدولي يكبح تلك الممارسات المناقضة للقوانين والمواثيق الدولية.

4- وحتى ماليزيا الدولة التي تتولى السلطة فيها حكومة من شخصيات اسلامية في معظمها، لم تسلم من هذه التداعيات السلبية. فرغم ان عدد الماليزيين الذين انضموا الى داعش لا يتجاوز الخمسين شخصاً، فان السلطات المحلية قررت اعادة العمل بالقوانين التي كانت تمارسها سلطة الاحتلال البريطاني والتي الغيت في عام 2012. وبموجب هذه القوانين فان من حق السلطة اعتقال المشتبه بهم من دون محاكمة!! وقد اثار هذا الأمر قلق الجماعات غير الاسلامية في ماليزيا كالهنود والصينيين، وأثارت حتى قلق الأحزاب الاسلامية المعارضة خوفاً من ان تطبق هذه الاجراءات الجديدة عليها أيضاً. وقد فجر هذا القلق المزيد من الاضطرابات السياسية الداخلية!!

5- وفي سنغافورة، الدولة الصغيرة جداً، والغنية جداً، يسود القلق العلاقات بين الأكثرية الصينية والأقلية الاسلامية، رغم ان عدد السنغافوريين الذين انضموا الى داعش يعدون على أصابع اليدين فقط. ذلك ان «تنظيم الجماعة الاسلامية» يبدي تعاطفاً مع داعش الأمر الذي فجّر موجة من الغضب واللاثقة بين الصينيين والمسلمين. وأثناء انعقاد المؤتمر الدولي «حوار شنكريلا» في سنغافورة، تحول المؤتمر من الاهتمام بقضية الخلافات مع الصين حول الجزر الصخرية في بحر الصين وهو الخلاف الذي يشغل دول جنوب شرق آسيا كلها- الى البحث في كيفية مواجهة خطر انتقال الفكر الداعشي الارهابي الى المنطقة.

لا يعكس هذا الخطر حجم المنضمين من دول المنطقة الى الحركة الداعشية، والذي يتراوح بين الفين واربعة الاف شاب فقط، من اصل 120 ألفاً من حول العالم، ولكن يعكسه القلق من العمل الارهابي الذي قد يقومون به، وخاصة في سنغافورة التي تتوفر على عدة أهداف اقتصادية كبرى تشكل قوة جذب لمثل هذه الأعمال (مثل برجي التجارة العالمية في نيويورك).

6- وفي الدولة الأكبر في عدد المسلمين، أندونيسيا، لم ينضم الى داعش سوى 500 شخص فقط. ومع ذلك فقد اعتبر ذلك مؤشراً الى احتمال تعرض الوحدة الوطنية الداخلية بين المسلمين والمسيحيين وخاصة في اقليم اتشه حيث الأصولية الاسلامية المتشددة، الى الخطر.

وفد وضع الرئيس الاندونيسي الجديد في سلم اولوياته العمل على ترميم العلاقات بين الاندونيسيين والصينيين الذين استوطنوا واصبحوا جزءاً من النسيج الاجتماعي، رغم هيمنتهم على معظم مرافق الاقتصاد.. مما يجعلهم هدفاً لأعمال ارهابية انتقامية باسم الاسلام؟!

7- لم تتمكن اسرائيل من لي ذراع المقاومة الفلسطينية الا بعد أن نجحت في الصاق تهمة الارهاب بها خاصة بعد سلسلة عمليات خطف الطائرات وبعد العملية التي وقعت اثناء دورة الالعاب الأولمبية الدولية في ألمانيا. وعندما تحولت المقاومة الفلسطينية من خلال الاعلام التشويهي الى قضية ارهابية في نظر المجتمع الدولي، اقتلعت أسنانها.. فانتقلت الى العمل السياسي الذي يدور في حلقة مفرغة منذ ذلك الوقت، فيما تمارس اسرائيل يومياً ابشع عمليات الارهاب ضد الشعب الفلسطيني في الاراضي المحتلة. 

وهكذا عندما يجري تحويل القضايا الوطنية الى قضايا ارهابية، تفقد هذه القضايا التعاطف الدولي، وتتعرض الى المزيد من القمع والاضطهاد الداخليين من دون أن يعترض ذلك اي شجب دولي أو أي تحقيق او حتى اي مساءلة.

8- والآن يتعرض ثلث مسلمي العالم، أي حوالي 600 مليون مسلم يعيشون في دول وفي مجتمعات غير اسلامية (أوروبة الولايات المتحدة روسيا الصين الهند كندا واوستراليا وسواها) الى الطعن في صدقية مواطنيهتم باعتبار انهم يدينون بالاسلام المتهم بالارهاب من خلال ارتكابات داعش باسم الاسلام.

9- وحتى حركات «الربيع العربي» التي قامت اساساً ضد الاستبداد السياسي، تحولت من خلال داعش وممارساتها الى حركات لفرض استبداد ديني يتناقض مع الاسلام شرعة ومنهاجاً.

لقد عاشت الشيوعية سبعين عاماً تحت شعار تحقيق السعادة للانسان في الحياة الدنيا. ثم تبين ان هذا الشعار كان وهماً سرعان ما تبدد وتلاشى. 

فكم من الوقت ستعيش الداعشية تحت شعار تحقيق السعادة للانسان في الحياة الآخرة من خلال القتل والانتحار؟ ومتى سيتبين للمغرر بهم ان هذا الشعار وهم لا بد ان يتبدد وأن يتلاشى؟..