IMLebanon

منكوبو الأشرفية للعسكريين: أنتم أملنا الباقي…

 

 

لسان حال سكان محلة الأشرفيّة في بيروت واحد: «لا «القوات»، لا «الكتائب»، لا «العونيي»، لا «حزب الله»، لا «القومي»، لا السوري، لا الفلسطيني…، ما حدا عِملّنا شي، فرّقونا جوّعونا، نحنا منموت وهنّي بيعيشوا، بس هَوني بين الشوارع كل شبّ من الجيش اللبناني طول الباب عم ينضّفلنا الشارع».

 

النقمة في الأِشرفية عارمة، على الطبقة السياسية برمّتها، صحيح أنّ بعض الحزبييّن أعماهم الولاء السياسي إلّا أنّ الواقع الحالي لم يعد في الامكان نكرانه.

 

 

«أنا إبن الرميل»، يقول العم «أبو نبيل»، وقد عَكّر الانفجار صفو حياته وقلب مقاييس تفكيره بعد «كل هَالعمر»، ويسأل: «من تضامن معنا؟ من وقف الى جانبنا؟ وحدهم شباب الجيش، كلّ شب طول الباب، عم ينضّفلنا ويكَنّسلنا الشارع؟».

 

قُرعَ الجرس، فتح العمّ أبو نبيل الباب المخلّع الى 3 أقسام جرّاء الإنفجار، بادَره حندي الجيش اللبناني بالقول: «الحمدالله عالسلامة»، أحضر العم أبو نبيل هويّته على الفور، تسلّم المساعدة وشكر الجيش قائلاً: «أوّل مرّة بتوصَلّنا مساعدات، يعطيكم العافية، قلبنا معكم، الله يخليكم بهالهمّة إنتو أملنا الباقي… كلّ السياسيين من نوّاب ووزراء ومسؤولين هم جوهر المشكلة، زرعوا فينا الطائفية وعلّمونا على التفرقة لنموت نحن ويبقوا هنّي».

 

في المبنى المجاور، وقفت «أم جوزف» على شرفة منزلها في الطبقة الثالثة تنادي: «لا يمكنني النزول أنا مصابة»، فيجيبها الجندي: «لا تقلقي، إبقي في منزلك نحن سنصعد». ولدى تسلّمها المساعدة تشكر أم جوزف الجندي وتقول له: «أنا وابنتي وصديقتها نظّفنا المنزل، وأنتم أوّل الواصلين لمساعدتنا. أنا ابنة الرميل، وإذا أجريتم اليوم استفتاء في المنطقة من الجميّزة ومار مخايل الى ساسين فأوتيل ديو، بين كبار السنّ وشبان وشابات وأولاد… ستسمعون أنّ أحداً منهم لا يريد الأحزاب بعد 4 آب، بَدنا الجيش…».

 

تهافت الناس على تَسلّم المساعدات مَنع بعضهم من الانتظار في منازلهم، فبادروا بأنفسهم الى التوجّه نحو آليات الجيش اللبناني المركونة في كلّ الشوارع، وسلّموهم هويّاتهم، وحصلوا على المساعدة المقدمة. إحدى السيّدات المصابة في ذراعها وصلت الى المكان لتحصل على المساعدة، قالت: «خِفت ما تطلعوا.. الدرج مكسور»، فبادرها أحد الجنود بحمل الحصّة الغذائية، وأبّى إلّا أن يرافقها الى منزلها حيث تقطن.

 

وفيما تنقطع الكلمات أمام دموع بعض الأهالي يكتفون بكلمة «شكراً».

 

آليّة التوزيع

وصلت آليّات الجيش اللبناني منذ ساعات صباح أمس الى أحياء في الرميل والجعيتاوي والروم محمّلة بصناديق المساعدات، و»مَشّط» الجيش الأحياء والمباني والمنازل، حمل عناصره صناديق المساعدات، وطرقوا الأبواب لتسليم أكبر عدد ممكن من المساعدات الى السكّان.

 

يسأل الجيش عن هويّة أصحاب الملك، وعند التأكّد من هويّته اللبنانية، يسلّمه المساعدة، ويسجّل الإسم مع الرقم، وذلك ضمن آلية هدفها توزيع المساعدات على أكبر عدد ممكن من الأهالي.

 

الثقة بجنود الجيش اللبناني واضحة، خصوصاً أنّ بعض الأهالي الميسورين لم يتسلّموا الحصص، وطلبوا من الجيش تسليمها لِمن هم أكثر حاجة لها.

 

إزالة الردم والركام

وعلى الدوام، حاول الجيش طمأنة الأهالي الى أنّ الحصص الغذائية كثيرة، وأنّه مستعدّ لطلب مزيد منها إذا استدعى الأمر.

 

الى الفرق التي وزّعت الحصص الغذائية، إنضَمّت فرق أخرى عملت على تنظيف الشوارع وإزالة الردم والركام من الشوارع، فيما لم يخفِ أحد العناصر صدمته من حجم الدمار اللاحق بالمنطقة.

 

وشَبك بعض النسوة من أهالي المنطقة سواعدهنّ بسواعد الجيش، فتركن منازلهنّ ونزلن الى الشارع لمساعدة الجنود في أعمال التنظيف.