IMLebanon

فعل الندامة  

 

 

عندما سمعت ما قاله فخامة الرئيس ميشال عون أول من أمس أمام مجموعة من الزملاء الصحافيين في حديقة قصر بيت الدين الخلفية، فهمت منه أنّه يريد أن يقدّم استقالته خصوصاً عندما قال إنّ مقاييس الاستراتيجية الدفاعية تغيّرت… فما هي المقاييس وما يعني بها؟

 

الاستراتيجية الدفاعية باختصار هي أن يكون السلاح جميعه في يد الجيش وقوى الأمن الداخلي، أي في يد الشرعية اللبنانية.

 

نشكر الرئيس السابق ميشال سليمان لأنه أصدر بياناً حذّر فيه من التراجع عن الاستراتيجية الدفاعية، متذكرين ما قال له محمد رعد عن «بيان بعبدا»: «اسلقه واشرب ماءه»، هذا أولاً.

 

ثانياً- يقول الرئيس إنّه يصحح «اتفاق الطائف»، فعلاً حيّرنا فخامته، يقول يوماً إنّه ضد «الطائف»، يوماً آخر يقول إنّه معه، يوماً ثالثاً يقول بتصحيح «الطائف»، فهل يمكن أن نعرف ماذا يريد أو ما هو موقفه النهائي من «الطائف»؟

 

ثالثاً- يقول الرئيس للكبار الذين يراجعونه: ارجعوا الى جبران باسيل لأنه رئيس حزب ورئيس أكبر كتلة نيابية وكتلة وزارية كبيرة، هل يفوت الرئيس أنّ جبران لا يمثل جبران ولا «التيار الوطني الحر»، أهمية جبران، اليوم، أنه الصهر المدلل وصاحب الكلمة المسموعة عند رئيس الجمهورية ولو لم يكن ميشال عون رئيساً لما كان جبران نائباً، خصوصاً أنه فشل مرتين متتاليتين في الانتخابات النيابية، واضطر أن يغيّر القانون الانتخابي فيؤتى بهذا القانون الهجين الغريب العجيب إكراماً لباسيل كي يتمكن من الوصول الى الندوة البرلمانية على قاعدة النسبية.

 

أما بالنسبة الى الذين يشتكون من باسيل لدى الرئيس، باختصار فإنّ الدكتور سمير جعجع لا يزال يعيش في حلم «اتفاق معراب» ناسياً أنّ أي اتفاق مع ميشال عون ليست له قيمة، لأنه سيكون اتفاقاً من طرف واحد، فيحقق عون منه ما يناسبه ويهمل الباقي، وتاريخه في الاتفاقات معروف.

 

يبقى أن نقول إنّ البيان الذي صدر أمس عن المكتب الإعلامي في قصر بعبدا هو خطوة تراجعية تمثل حقيقة ميشال عون الذي ذهب الى أميركا وتحدّث أمام الكونغرس الاميركي طالباً خروج القوات السورية من لبنان، وكان يجب أن يقول بعدم وجود أي بندقية خارج سلطة الدولة من أجل المصالح الانتخابية… ومن ثم عاد الى سوريا وأصبح بشار الأسد القائد الملهم.

 

وبالنسبة الى «حزب الله» فإنه طالما أيّد ميشال عون في الرئاسة، والحزب بالنسبة الى عون مقبول مع سلاحه ومع انخراطه في سوريا، يوم طلب منه ألاّ يذهب، ولا يهم ميشال عون من هو «حزب الله» طالما لا يزال يدعمه، وفي الأيام القليلة الآتية ستتغيّر الظروف وسنرى ماذا سيقول الرئيس عون.

 

عوني الكعكي