Site icon IMLebanon

تفعيل مجلس الوزراء  من فعالية باسيل بالقاهرة

الرئيس نبيه بري يقول إن الاستحقاق الرئاسي اصبح في الثلاجة، وربما لهذا دفع جلسة انتخاب الرئيس الخامسة والثلاثين، شهراً كاملاً الى الأمام، والخشية أن تبقى جلسات مجلس الوزراء في الثلاجة عينها ما لم يُحسن التصرف اللبناني في اجتماع وزراء الخارجية العرب، بعد غد في القاهرة…

ورب سائل ما علاقة اجتماع مجلس الوزراء، باجتماع وزراء الخارجية العرب؟ والجواب بسؤال مقابل: أليست القاعدة، أينما حملت الأزمات، ستلد في لبنان؟..

والمشكلة المطروحة لا تتحمل الاجتهاد أو التأويل، انها تتعلق بموقف وزير الخارجية جبران باسيل في اجتماع القاهرة، في ظل الانقسام اللبناني أمام المحاور الاقليمية، فالتيار الوطني الحر الذي يرأسه باسيل، يحذر من محاولة تمرير خطوات تصعيدية هادفة الى قطع العلاقات مع طهران، وهذا برأيه لا قدرة ولا مصلحة للبنان على تحمله او ارتكابه، كما تقول ال O.T.V.، بينما جل ما تطلبه ١٤ آذار وتيار المستقبل من الوزير باسيل، أن يفصل مشاعره عن مسؤولياته في اجتماع القاهرة، أن يتذكر بأنه حيث هو، يمثل الدولة اللبنانية بواقعها المتعدد أو المنقسم الرأي، وبالتالي ان يلتزم بالموقف الواجب، تجنباً لارتدادات أي خطأ يقع فيه، على الاستحقاق الحكومي الملحّ، والمتمثل بتفعيل جلسات مجلس الوزراء…

ومن هنا، تنشط الاتصالات، للتفاهم مع الوزير باسيل على الموقف المتوازن المفترض اعتماده، خصوصاً وان الاجتماع الوزاري العربي سيخصص لما وصفه الامين العام للجامعة نبيل العربي بمواجهة التدخلات الخارجية في عالمنا العربي.

ويتم التداول الآن بخيارين يكون على الوزير اعتماد أحدهما، الاول اقرب الى سياسة النأي بالنفس، التي اعتمدها الوزير العراقي الجعفري، عندما طرح نفسه وسيطاً بين الرياض وطهران انسجاماً مع ظروف العراق الراهنة.

واما ان يكتفي بالقول: ان اقتحام السفارة السعودية في طهران خطأ، وبذلك يوفي قسط لبنان للمملكة الشقيقة، من دون الالتزام بما لا قدرة له على تحمله، كما يقول التيار الحر…

اما اذا شاء التوسع بالكلام، فقد يصبح هو معرضاً للوقوع في الغلط، وتواجه الحكومة ارتدادات غلطه، انطلاقاً من حتمية مراعاة التضامن العربي، الذي هو الملاذ الآمن الاخير للبنان ولمصالح اللبنانيين على اختلاف اطيافهم والتطلعات.

ولتجنب الخطأ في هذا الاختيار، برزت وجهة نظر، تقول بتأجيل الرئيس تمام سلام توجيه الدعوة لاجتماع مجلس الوزراء، الى الاثنين أو الثلاثاء، بدلا من اليوم او غدا، كما يأمل الرئيس نبيه بري من باب الاستعجال، وغاية التريث، أو التأجيل، هو انتظار المواقف المرتقبة في اجتماع وزراء الخارجية في القاهرة يوم الاحد، لتبني ١٤ اذار على موقف باسيل مقتضاه الوزاري، اما اذا وجهت الدعوة لمجلس الوزراء اليوم ليجتمع بعد ثلاثة ايام، اي الاثنين او الثلاثاء، ولم يكن الموقف مرضيا في القاهرة، يصبح التخلف عن الجلسة الوزارية، مقاطعة، وهذا ما ليس في سياسة المستقبل وحلفائه.

واللافت هنا ان التيار الحر الذي يرأسه الوزير باسيل ما زال ضد عقد جلسات لمجلس الوزراء، وقبل القبول بشرطيه الرئيسيين: تعيين القيادات العسكرية والامنية للجيش والقوى الامنية، في اول جلسة وزارية، واعتماد آلية العمل داخل مجلس الوزراء، التي تفرض الاجماع الوزاري، لا الاكثرية، الأمر الذي يعتبره المستقبل بمثابة فيتو وزاري من شأنه شلّ العمل الحكومي، على نحو ما هو حاصل الآن…

هذا الموقف يقابله، تشدد من الرئيس بري ومعه حزب الله، على استعجال عقد جلسات الحكومة، تسريعاً لبت الأمور الملحة، حتى لو كان انتخاب رئيس الجمهورية بعد ١٥ يوماً.. وحجة الرئيس بري رفضه إبقاء لبنان كابن اللبون ظهراً يُركب وضرعاً يُحلب؟…

لكن الطرف الآخر المتمسك باختبار موقف ممثل لبنان في اجتماع وزراء الخارجية العرب قبل أي أمر آخر، يقول انه ينفخ لبنان بعدما كواه حليب وزراء الخارجية السابقين في مناسبات أقل جذرية من المناسبة الراهنة، التي لا تتحمّل الغلط مع الحاضن الحقيقي للعاملين اللبنانيين في الخليج، وللدولة اللبنانية في شتى المحافل…