IMLebanon

غارات جوية اميركية ضد مراكز تدريب لـ«داعش» في العراق وألمانيا انهت استعداداتها

غارات جوية اميركية ضد مراكز تدريب لـ«داعش» في العراق وألمانيا انهت استعداداتها

كيري : داعش يصدّر النفط عبر تركيا او لبنان وهولاند : لن نشارك بريّاً

«تنظيم الدولة» يجتاح 22 قرية كردية شمال حلب وتركيا تنفي المساعدة

«الحرب الدولية» على الارهاب باتت وشيكة وعلى الابواب. و«ساعة الصفر» ستصدر خلال «اسبوع»، رغم ان البنتاغون اعطى الاوامر للبدء بشن الغارات الجوية على مراكز «داعش» منذ ايام حيث نفذت الطائرات الاميركية غارة شمال بغداد، وامس نفذت غارة جديدة على مراكز تدريب لـ «داعش» في العراق.

وبالتزامن مع هذه التطورات العسكرية، انهت المانيا استعداداتها للحرب وفرنسا اعطت الاوامر لطائراتها بالاستعداد، في حين ذكرت صحيفة «وول ستريت» ان مكافحة «داعش» قد تتطلب ارسال قوات اميركية برية لدعم القوات العراقية والمعارضة السورية المعتدلة لضرب تنظيم «الدولة الاسلامية» الذي اجتاح امس اكثر من 22 قرية كردية في شمال حلب ووصل الى الحدود التركية وفتح خطوط الامداد عبر الاراضي التركية. وقد رفضت انقرة الاتهامات بدعم المتطرفين وايوائهم. فيما ذكرت المعلومات ان طائرة استطلاع مجهولة الهوية قصفت مراكز لـ «داعش» داخل الاراضي السورية.

الدول تستعد للحرب واستنفرت كل اجهزتها وطاقاتها للتعامل مع هذه المرحلة الدقيقة واستنفرت جيوشها وباتت انظار العالم كلها مصوبة نحو العراق وسوريا والاستعدادات للحرب الدولية وحدود هذه الحرب؟ واهدافها؟ وحدودها؟ خصوصا ان الرئيس الاميركي اوباما اشار الى ان وجود «داعش» في العديد من الدول سنلاحقها اينما كان وسنقضي عليها».

وفي المقابل، تواصلت التحذيرات الروسية والايرانية من اهداف الحملة العسكرية وحدودها وما اذا كانت ستطال المواقع العسكرية في سوريا، خصوصاً ان روسيا وايران «متوجستان» من الخطط الاميركية وعدم التزام التحالفات الدولية السابقة باي ضوابط كما حصل في ليبيا، وضرورة تغطية الامم المتحدة لاي تحالف دولي والالتزام بسيادة الدول.

كل التصريحات والمواقف تؤكد ان «الحرب آتية» وستغير معالم المنطقة، وستطيح تنظيم «داعش»، لكن اين ستقف هذه الحملة، هذا هو السؤال والذي ليس له جواب حتى الآن؟

على صعيد آخر، يدرس الرئيس الأميركي باراك أوباما نشر مستشارين عسكرين لمساندة القوات العراقية في ميادين القتال بمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، جاء ذلك بعد ساعات من تأكيد أوباما أن القوات الأميركية، لن تخوض حربا برية جديدة في العراق، ولن يكون لها مهام قتالية في الحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، بل ستتولى تقديمَ الدعم الميداني للقوات العراقية.

من جهته أشار وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى ان «هدفنا حشد الواعظين ووسائل الإعلام ضد تنظيم داعش، حيث أن هناك 50 دولة ومؤسسة عبرت عن دعمها لمهمتنا ضد هذا التنظيم».

وأوضح كيري في مؤتمر صحفي أن «العراق لم يعد معزولاً عن جيرانه، فالمعارضة السورية المعتدلة ستحاربه برياً، ونحن نسعى للتخلص من شبكة ارهابية كاملة، والسلطات السعودية أيضا ستعيد فتح سفارتها في بغداد». ولفت الى أن «داعش تصدر نفطها عبر تركيا أو لبنان، والمقاتل الذي يحارب في سوريا، قد يعود إلى تركيا أو إلى دول أوروبا، وعلينا أن نتخذ المزيد من الخطوات».

ولفت الى أن «التدابير العسكرية التي قامت بها الولايات المتحدة أدت إلى إضعاف الزخم الذي كان يتمتع به تنظيم «داعش» ووفرت لنا الوقت والمساحة لكي نرسي الدعامتين اللتين ترتكز عليهما الاستراتيجية الشاملة ضد داعش وهما تشكيل حكومة عراقية شاملة، وإقامة تحالف دولي واسع النطاق»، موضحا أنه «مع تأسيس هذه الحكومة العراقية الجديدة الحاضنة، حان الوقت كي تتحول الاستراتيجية الدفاعية التي اتبعناها نحن وشركاؤنا الدوليون حتى الآن إلى استراتيجية هجومية- استراتيجية تسخّر قدرات العالم بأسره من أجل القضاء على تهديد «داعش» نهائيا».

وشدد على أن «هذه ليست حرب الخليج في 1991 وهي ليست حرب العراق في 2003، وذلك لسببين، الاولة هو أنه لن تُرسل قوات برية أميركية للقتال في هذه الحرب، فإن العراقيين هم الذين سيقاتلون على الأرض»، موضحا أن «القتال البري في سوريا ستضطلع به المعارضة المعتدلة التي ستشكل أفضل قوة موازنة في سوريا لمتطرفين من أمثال «داعش».

وزير الدفاع الاميركي تشاك هاغل، أعلن ان القوة العسكرية وحدها ليست كافية لهزيمة تنظيم «داعش»، وعلينا التنسيق على المستوى السياسي، ونجري مزيدا من المشاورات بشأن محاربة «داعش».

واكد هاغل في مؤتمر صحفي، انه «لا توجد مخططات ملموسة لمهاجمة الولايات المتحدة، وسنلاحق مقاتلي «داعش» في سوريا والعراق، مشيرا الى انه «ليس هناك تنسيقا عسكريا مع الرئيس السوري بشار الأسد في حربنا ضد «داعش». واوضح ان تنظيم «داعش» ارتبط بالقاعدة لكنه انفصل عنها فيما بعد»، لافتا الى «اننا خصصنا نحو 500 مليون دولار اميركي للمعارضة السورية وسندرب 5 آلاف من عناصر الجيش السوري الحر». وكشف هاغل، ان «القيادة العليا للجيش الأميركي أقرت خطة توجيه ضربات لـ«داعش» داخل سوريا».

الى ذلك اكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، ان «العالم برمته يمر بأزمات كبيرة، وتأمين أمن فرنسا من أولوياتنا في هذه المرحلة»، معتبرا ان «تنظيم «داعش» هو الأكثر خطورة بين جميع التنظيمات الإرهابية».

واشار هولاند في مؤتمر صحفي، الى «اننا انتصرنا على الإرهاب في مناطق عدة من العالم، وابلغنا السلطات العراقية باستعدادنا توفير دعم جوي لها»، مؤكدا ان «فرنسا ساهمت بإيصال السلاح إلى العراق لمحاربة «داعش».ولفت، الى ان «نحو ألف فرنسي انضموا إلى تنظيم «داعش» والعالم يتهدده خطر حقيقي من التنظيم»، موضحا «اننا لن نشارك في الحملة ضد داعش خارج العراق، ولن ننشر قوات برية على اراض العراق».

في الاثناء أشار الرئيس الإيراني حسن روحاني في حديثه لمراسلة قناة (إن بي سي) الاميركية، آن كوري، في المقر الرئاسي في طهران، الى الجرائم التي يرتكبها تنظيم «داعش» الارهابي، وأدان هذه الجرائم بشدة بما فيها ذبح الاشخاص الابرياء على يد الارهابيين. وانطلاقاً من هذا الاستدلال، حسب وكالة (فارس)، أضاف روحاني: اذن، فإن قتل الابرياء وذبحهم، في الحقيقة هو أمر يترك لهم سواد الوجه (ارهابيي «داعش») ويثير لدينا القلق والألم نحن البشر

على صعيد آخر ذكرت معلومات صحافية أن «الجيش الألماني انتهى من إعداد أول شحنة أسلحة متجهة للجيش الكردي في العراق، ومن بين الأسلحة التي تم الانتهاء من تجهيزها حتى الآن في مستودع مركزي بمدينة فارين بولاية ميكلنبورغ فوربومرن انتظارا لشحنها لشمال العراق بنادق و 20 سلاحا مضادا للدبابات و 120 قاذفا مضادا للدروع «بانزرفاوست»، ومن المقرر نقل أول جزء من شحنة الأسلحة الألمانية إلى مدينة أربيل الأسبوع المقبل».

ميدانيا ذكرت مصادر طبية في مستشفى الطب العدلي في الموصل (شمال) أن المستشفى استلم ثلاثين جثة على الأقل ونحو خمسين جريحا ينتمون إلى تنظيم الدولة الإسلامية أصيبوا في قصف جوي جنوب الموصل نفذته مقاتلات حربية رجحت مصادر عشائرية أن تكون أميركية.

وقالت المصادر إن مبنى كلية الزراعة الذي يقع في منطقة حمام العليل جنوب الموصل ويتخذه مقاتلو تنظيم الدولة مقرا لهم استُهدف بقصف جوي مركز استمر نحو ساعتين قامت خلاله المقاتلات التي نفذت العملية بإطلاق 15 صاروخا على الأقل، مما أسفر عن تدمير المكان بالكامل وقتل وإصابة كل من كان فيه.

وقالت مصادر إن هذا القصف هو الأول من نوعه الذي يقع في هذه المنطقة التي يسطر عليها ومنذ أكثر من ثلاثة أشهر مقاتلو تنظيم الدولة. ورجحت المصادر أن تكون الطائرات التي نفذت العملية أميركية.

وقالت مصادر عشائرية من المنطقة إن حجم الضحايا هو أكبر من العدد المعلن لأن عددا غير قليل من القتلى هم من المتطوعين من شباب المنطقة والمناطق المجاورة، تم نقلهم إلى ذويهم مباشرة، دون المرور بمستشفى الطب العدلي في الموصل.

وفي تطور آخر، قالت مصادر إن 14 عنصرا من مليشيا متطوعي الحشد الشعبي الشيعية أصيبوا بجراح في اشتباكات بين مقاتلي تنظيم الدولة والقوات الأمنية المدعومة بمليشيا الحشد في مدينة العوجة (15 كلم جنوب تكريت) بمحافظة صلاح الدين.وأضافت المصادر أن مقاتلي تنظيم الدولة شنوا هجوما على مدينة العوجة في محاولة للسيطرة عليها حيث دارت مواجهات عنيفة بين الطرفين استمرت نحو خمس ساعات، انسحب بعدها مقاتلو الدولة دون أن يتمكنوا من دخول المدينة.

في غضون ذلك أشار وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في تصريح الى «اننا نشعر بالحزن لما يوجَّه للسلطات تركيا من اتهامات ظالمة خصوصاً بشأن المقاتلين الأجانب في سوريا والعراق». وكان أعلن الناطق باسم قوات الحماية الكردية بولات جان أن «السلطات التركية سلحت تنظيم «داعش» بالأسلحة في ريف تل أبيض بشمال سوريا». ولفت جان في حديث تلفزيوني الى ان «تنظيم «داعش» اعتقل بعض المدنيين في ريف تل ابيض الاستراتيجية، وهو في طريقه للسيطرة على المنطقة».

على صعيد آخر بثّ تنظيم الدولة الاسلامية «داعش» شريط فيديو يظهر فيه المصور الصحافي البريطاني المخطوف جون كانتلي وهو يعلن ان التنظيم المتطرف أسره بعد وصوله الى سوريا في تشرين الثاني 2012. وشريط الفيديو الذي نشر على موقع «يوتيوب» يظهر فيه كانتلي، المصور الصحافي الحر الذي تعاون مع صحيفتي «الصنداي تايمز» و«الصن» و«وكالة الصحافة الفرنسية»، وهو يرتدي بزة برتقالية جالسا خلف طاولة ويتحدث مباشرة الى الكاميرا، مؤكدا انه «بين ايدي «الدولة الاسلامية» وان هذا الظهور هو الاول له في سلسلة حلقات مقبلة».

ميدانيا قال مراقبون، إنهم شاهدوا طائرة استطلاع فوق مناطق خاضعة لسيطرة الدولة الإسلامية، داعش، في محافظة حلب السورية.ولم يحدد المصدر لمن تتبع هذه الطائرة، في وقت قام سلاح الجو الفرنسي قبل يومين بأولى طلعاته الجوية الاستطلاعية فوق العراق، تحسباً لمحاربة تنظيم «داعش».

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرة بدون طيار واحدة على الأقل شوهدت فوق مناطق خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة حلب السورية، حيث أخلت الجماعة المتشددة معظم قواعدها.

وامس قال مصدر في تنظيم الدولة الإسلامية ومصادر عسكرية كردية إن مقاتلي التنظيم تمكنوا من السيطرة على جميع قرى ريف مدينة تل أبيض الغربي، شمال محافظة الرقة المتاخمة للحدود التركية.

وقالت مصادر التنظيم إن مقاتليه أصبحوا على مقربة من مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) والتي تعتبر معقلا رئيسيا لقوات الحماية الشعبية الكردية شمال حلب وبلدة عفرين.

كما نقل عن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تنظيم الدولة بات يسيطر على 21 قرية يقطنها مواطنون أكراد في الريفين الغربي والشرقي لمدينة عين العرب، إثر هجوم عنيف استخدمت فيه الدبابات والمدفعية.

وأشار إلى أن آلاف الأكراد يدافعون عن المنطقة، وأن مدينة كوباني باتت محاصرة بشكل كامل تقريبا، وأن «المنفذ الوحيد لها هو الأراضي التركية».

وقال الناطق باسم قوات حماية الشعب الكردية السورية ريدور خليل إن قوات تنظيم الدولة شنت هجوما واسعا في الساعات الـ48 الماضية على المناطق الكردية في محيط كوباني. ووصف الوضع بالمأساوي، وتحدث عن استخدام قوات تنظيم الدولة أسلحة متطورة وقوات كبيرة في تقدمها في الريف الغربي لمدينة تل أبيض ومحيط مدينة كوباني، وحول مدينة جرابلس وكامل القرى الكردية على الحدود السورية التركية.

وأردف خليل أن تنظيم الدولة استخدم أسلحة ثقيلة وعتادا متطورا في هجومه المستمر، وحذر من وقوع «مجازر» في القرى التي سيطر عليها التنظيم، وسط حالة من النزوح الكبير من سكان هذه القرى باتجاه الحدود التركية ومدينة كوباني، كما قال.

وقال إن قوات حماية الشعب الكردية توحدت مع وحدات الجيش السوري الحر في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، حيث جرى تشكيل غرفة عمليات مشتركة منذ فترة باسم «بركان الفرات»، وأنهم يقاتلون في جبهة واحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

ونقل عن أوجلان إيسو نائب قائد القوات الكردية في كوباني أن المقاتلين السوريين الأكراد طلبوا من الأحزاب الكردية الأخرى بالمنطقة تقديم مساعدات عسكرية لصد تقدم مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في شمال سوريا. دعا حزب «العمال الكردستاني» في بيان أكراد تركيا للانضمام إلى قتال تنظيم «داعش» في سوريا.