IMLebanon

إدمان لبنان  

 

الديبلوماسي الذي مثّل بلده، سابقاً، في لبنان بادر إلى الإتصال (كعادته) سائلاً عن الأوضاع عندنا في البلد الذي أحبّه وعائلته. وقد درجت زوجته على تمضية بعضٍ من عطلة الصيف في لبنان من دون إنقطاع خلال السنوات الأخيرة ترافقها كريمتهما بينما هو يواصل عمله أميناً عاماً لوزارة الخارجية.

 

تداولنا الحديث مطوّلاً عن أحوال البلدين، وتبيّن لي أنه لا يزال مواظباً على الإطلاع على أحوالنا يوميّاً وكأنه يقيم بيننا. وعندما دخل في بعضٍ من تفاصيل التفاصيل، لاحظ تنويهي بدأبه على متابعة شؤوننا كافة. فقال: وهل نسيت أنني مدمن على حبّ لبنان، بلدكم؟ الذي أودّ أن أقول لك ما تعرفه من أننا نحبّه مثلكم؟ ولم يجنح إلى حدّ القول “أكثر منكم”.

 

وتناول الحديث الخطاب السياسي بين الزعماء اللبنانيين، فقال: يؤسفني أن ألمس هذا القدر من الحقد في البيانات والتصريحات… وكأن من يريد أن يدلي برأيه حتى عبر معظم التغريدات، يضع سلفاً نصب عينيه كيف يجب التركيز على السلبيّات، والإنطلاق سلفاً بالفكرة من أنه حتى لو وُجدَت إيجابيّات فإما يجب تلافي ذكرها أو تحويلها إلى سلبيّات.

 

ولفتني هذا الديبلوماسي الأجنبي “المريض بحبّ لبنان” أنه يُتابع بدقّة المؤتمرات التي يعقدها مسؤولون وزعماء وقادة أحزاب عندنا. وبالفعل أجرى مقارنة بين مؤتمرين صحافيين لافتين كانا مدار تعليق وإهتمام في الأيام الأخيرة. مشدّداً (كما في كلّ إتصال بيننا) على أنه يتكلّم بصفة شخصية لرجل يحبّ لبنان، وليس بصفته الديبلوماسية الرفيعة. وإذ أحتفظ لنفسي بما قاله، أكتفي بالإشارة إلى أنه كان إيجابياً تجاه أحدهما ومفنّداً سلبيّات الآخر. ولن أستفيض في هذه النقطة.

 

ولقد حرصت على الإشارة إلى هذا الإتصال المطوّل بيننا لألفت إلى أننا ننتمي إلى بلد “يتعلّق به” الغرباء ربما أكثر منا.

 

وكم كان الديبلوماسي الصديق ظريفاً عندما قال، قبل أن نتبادل عبارات الوداع: أودّ أن أخبرك أن غالون العرق الذي أرسلته لي معها، يكاد أن ينضب حتى آخر نقطة.

 

… وكاسك يا وطن.