Site icon IMLebanon

صبرٌ إضافيّ… أَم مفاجأة سارّة؟

من العلامات الجيِّدة والمشجِّعة إجراء الانتخابات البلديَّة والاختياريَّة في مواعيدها. وإجراءات الوزير نهاد المشنوق كفيلة بتوفير أجواء هادئة. وباقبال وحماسة قد يعيدان إلى أذهان الناس شيئاً من عجقة انتخابات “الزمن الديموقراطي”.

لكن هذه الخطوة المهمّة في إيجابيّاتها لا تمحو من الأذهان فضيحة الفراغ الرئاسي، بل ربما تذكّيها، وتزيدها تأجّجاً…

مهما كُتِبَ وأُعلِنَ وقيل في هذه الكارثة “المهداة” إلى لبنان من “محبّيه” في الداخل والخارج، يظلُّ أقلَّ بكثير من واقع الحال. ومن هَوْل هذه السابقة الغريبة والمريبة. كما يظلُّ أكثر بكثير ممّا يمكن أن يُكتب ويُعلن في هذا المجال. في هذه “الهديَّة” المرسلة مع الحب من بلد للبنان “منزلة خاصة” لدى حكّامه.

وهذا أمرٌ بات أَشهرَ من نارٍ على علم. إذاً، كيف الخروج من هذا المأزق، من هذا النفق؟

كيف الوصول إلى ساحة النجمة مع أكثرية دستوريَّة كفيلة بعقد جلسة انتخابيَّة، وكيف السبيل إلى التفاهم على رئيس توافقي، ينتشل بانتخابه بلد المليوني لاجئ، والشلل شبه التام، والفراغ المهيمن من فقش الموج لمرمى الثلج؟

فهمنا، وسمعنا مباشرة، وقرأنا في بعض المؤشِّرات الدوليّة أن موعد “العيد الرئاسي” قد أُرجئ إلى يوم يتناسب مع موعد اعلان انتخاب رئيس جديد للولايات المتحدة الأميركيَّة.

ومع فيض من التفاصيل، يرد اسم ايران ودورها، عَبْرها، أكثر من مرة، وفي عدد من العوامل والأسباب التي لم يشأ الرئيس باراك أوباما أن يتصدَّى لها، ولا حتى الاقتراب منها. أرجأها لمن يخلفه. ومن غير أن يشرح أو يفسِّر.

والحال بهذا الوضوح، وبهذه التفاصيل، لا يعود من المجدي الاصغاء الى كل ما يُنشر، ويُعلن، ويُطرح من مقترحات، وأسماء، ومحاولات، وأفكار لا تسمن ولا تُغني من جوع ولا تغيِّر حرفاً من الوضع الراهن.

ولا تقدِّم خطوة في اتجاه قصر بعبدا، ولا تقصّر فترة من “المهلة” شبه المحدَّدة سلفاً، بالاتفاق بين واشنطن وطهران، وفق ما استنتجه الذين التقاهم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لدى زيارته بيروت قبل أسابيع قليلة.

إنّما ذلك لا يمنع اللبنانيّين الغاضبين، والمقهورين من قصة الفراغ بكل تفاصيلها، من توجيه التهم وتوزيع المسؤوليّات، وتحميل هذه الفئة وذاك الحزب وذلك التيار نتائج إغراق لبنان في فراغ رئاسي دخل عامه الثالث، وقد يتمدَّد العرض أشهراً إضافيَّة غير محدَّدة.

على هذا الأساس، وفي ضوء هذه التفاصيل التي لا تفتقر إلى شرحٍ وتبيان، يصبح المطلوب من المرجعيَّات والقيادات يتخطّى قدراتها واستعدادتها. ويصبح الجواب الجاهز: “من صبرَ سنتين يضيف إليهما بضعة أشهر”.

هل يتحوَّل ذلك كلّه مقدمة لمفاجأة تدهش اللبنانيّين والعالم؟