الخلافات بين واشنطن و«تل ابيب» تتفاقم… بلينكن: بعد الحرب دولة فلسطينيّة!
حزب الله يُواصل دكّ تجمّعات ومواقع «إسرائيليّة» عند الحدود مع فلسطين المحتلة – بولا مراد
فيما يشهد العالم اليوم اضرابا كبيرا للضغط على «اسرائيل» وحلفائها لوقف الابادة المتواصلة في غزة، واصل العدو الاسرائيلي استشراسه بالحرب على القطاع، من دون ان يتمكن من تحقيق الاهداف الاستراتيجية التي وضعها، وذلك باقرار من واشنطن حليفته الاساسية، التي قال وزير خارجيتها أنطوني بلينكن ان «هناك فجوة بين هدف «إسرائيل» وما نراه في غزة»، لافتا الى انه «عندما تنتهي العملية العسكرية في غزة، يجب أن نصل إلى إقامة دولة فلسطينية».
وتؤكد تصريحات بلينكن ان الخلافات بين «تل ابيب» وواشنطن تتفاقم، رغم استخدام الاخيرة حق النقض (الفيتو) لمصلحة حليفتها في مجلس الامن ، متصدية لقرار بوقف اطلاق النار، مبررة ذلك على لسان بلينكن بأنه «من الممكن أن يتكرر ما حصل، وحماس تؤكد أنها ستكرر ما فعلته».
وفيما افيد عن ارتفاع حصيلة الشهداء والجرحى الفلسطينيين، جراء العدوان المتواصل منذ السابع من تشرين الأول الماضي على غزة إلى 17 ألفا و700 شهيد، و48 ألفا و780 جريحا، أقر جيش العدو بمقتل 426 جنديا وضابطا منذ بدء الحرب، وإصابة 1593 آخرين، بينهم 255 في حالة حرجة.
انجازات للقسام وسرايا القدس
هذا، وأعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام – الجناح العسكري لحركة حماس يوم امس الاحد، عن استهداف مقاتليها دبابات «إسرائيلية» عديدة في محاور القتال بقطاع غزة، كما قالت انها دكت تجمعات لقوات الاحتلال، وأعلنت عن قتل 21 جنديا «إسرائيليا» على الأقل. وقد أقر جيش الاحتلال أن قواته تخوض معارك ضارية في حي الشجاعية بمدينة غزة، وفي جباليا شمال القطاع، وأقر بتكبده خسائر فادحة.
من جهته، قال الناطق باسم القسام أبو عبيدة إن قواته دمرت 180 آلية عسكرية «إسرائيلية» كليا أو جزئيا خلال 10 أيام؛ أي منذ انتهاء الهدنة الإنسانية المؤقتة مطلع كانون الجاري. واكد انه «لن يخرج أحد من الأسرى أو المحتجزين «الإسرائيليين» في قطاع غزة، إلا من خلال التبادل المشروط الذي أعلنته الكتائب منذ بداية معركة طوفان الأقصى».
وتركز القتال في اليوم الـ65 من العدوان الإسرائيلي على غزة على عدة محاور أبرزها: خان يونس والفالوجا ومخيم جباليا.
وأعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، قيام مقاتليها امس ، بتدمير منزلٍ بحي الشجاعية بمدينة غزة، كان يتحصن بداخله أكثر من 13 جنديا صهيونيا. وقالت السرايا إن «جنود الاحتلال كانوا يحاولون العثور على فوهة نفق بحي الشجاعية، وتمكن أحد الاستشهاديين من الخروج من فوهة النفق وقتل جنديين منهم، قبل تفجير المنزل بالكامل وإيقاع القوة بين قتيل وجريح».
كما أعلنت سرايا القدس عن استهدافها عدة تجمعات للعدو الإسرئيلي وآلياته في محاور مختلفة في غزة وأوقعت خسائر في صفوفه. واشارت الى ان المجاهدين خاضوا اشتباكات ضارية مع «قوة إسرائيلية» متحصنة في منزل بالأسلحة الرشاشة والقذائف المضاد للأفراد، في محاور التقدم شمال شرق خانيونس.
وقالت مصادر عربية مطلعة ان «تصعيد العدو الاسرائيلي عملياته في القطاع شمالا وجنوبا كان منتظرا، وهو سيتواصل حتى انتهاء المهلة التي اعطته اياها واشنطن، والتي يفترض ان تنتهي نهاية الشهر الجاري»، لافتة في تصريح لـ«الديار» الى ان «تل ابيب بذلت وستبذل المستحيل لتسجيل خروقات كبيرة لاقناع واشنطن بمواصلة دعمها بتنفيذ خطتها القضاء على حماس، وتهجير اهل القطاع الى سيناء… صحيح أن التباينات كبيرة حاليا بين الطرفين، الا ان «تل ابيب» لن تستسلم بسهولة، وستستخدم كل اوراقها على الجبهات كافة، لضمان امن المستوطنين بالكامل قبل الوقف النهائي لاطلاق النار».
العدو يصعّد بالطيران لبنانياً
اما على جبهة لبنان، فقد اعلنت رئاسة مجلس الوزراء يوم امس، عن «اقفال كل الإدارات العامة والمؤسسات العامة والبلديات اليوم الاثنين، تجاوباً مع الدعوة العالمية من أجل غزة، وتضامناً مع الشعب الفلسطيني ومع أهلنا في غزة وفي القرى الحدودية اللبنانية»، فيما اعلنت وزارة التربية اقفال المدارس والمعاهد الرسمية والخاصة.
وكانت جبهة الجنوب شهدت تصعيدا كبيرا، مع لجوء العدو الى سلاح الطيران لتنفيذ معظم اعتداءاته. وقال النائب عن كتلة «الوفاء للمقاومة» حسن فضل الله ان «الضربات الجوية الإسرائيلية في جنوبي لبنان هي تصعيد جديد».
كذلك واصل العدو استهداف الجيش اللبناني ومراكزه، اذ اطلق قديفة امس على مركز للجيش في منطقة الوزاني، من دون وقوع اصابات.
كما دمرت غارات العدو الاسرائيلي حياً كاملاً في بلدة عيترون، وسوّت عدداً من المنازل بالأرض، كما تضرَّر عدد كبير آخر من المنازل، وقد هرعت طواقم الإغاثة إلى المكان. كما استهدف قصفاً مدفعياً عنيفاً للعدو محيط بلدتي الناقورة وعلما الشعب وخلة موسى، عند أطراف بلدة رميش.
حزب الله يستهدف مواقع العدو
وفي السياق، أعلنت المقاومة الاسلامية في بيان لها انه: «دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادًا لمقاومته الباسلة والشريفة، شنّ مجاهدو المقاومة الإسلامية صباح أمس، هجومًا جويًا بطائرات مسيرة انقضاضية على مقر قيادة مستحدث لجيش الاحتلال الإسرائيلي في القطاع الغربي جنوب ثكنة يعرا وأصابت أهدافها بدقة وأوقعت عددًا من الإصابات في صفوف جنوده».
وكانت أعلنت المقاومة الاسلامية في بياناتها المتتالية استهدافها لمواقع العدو بالاسلحة المناسبة:
– تجمع لجنود العدو الإسرائيلي بين موقعي زبدين والرمثا في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة ، وتمّ تحقيق إصابات مباشرة.
– دشمة في موقع العباد يتحصن فيها جنود العدو الإسرائيلي، وأوقعوا فيها إصابات مؤكدة بين قتيل وجريح.
– تجمع لجنود العدو الإسرائيلي في قلعة هونين (قرية هونين اللبنانية المحتلة)، وحقّقوا فيه إصابات مباشرة.
– موقع بركة ريشا بصواريخ بركان، وتمّت إصابته إصابة مباشرة.
– موقعا زبدين ورويسات العلم في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا اللبنانية المحتلة بصواريخ بركان، وتمّت إصابتهما إصابة مباشرة.
– موقع جل العلام ، وتمّت إصابته إصابة مباشرة».
وردت مصادر واسعة الاطلاع التصعيد «الاسرائيلي» على جبهة لبنان الى «سعي تل ابيب لتوجيه رسائل حازمة للداخل اللبناني، مرتبطة بتنفيذ القرار 1701» ، لافتة لـ «الديار» الى انه «وبعد فشل كل مساعيها الديبلوماسية للضغط للعودة الى تنفيذ القرار، تلجأ اليوم الى القوة ظنا بأنها بذلك تحقق ما لم تنجح فيه عبر الوسطاء الدوليين»، واضافت «يصح هنا المثل القائل حلم ابليس بالجنة».