IMLebanon

الديار: اتفاق بري ــ المعارضة أنتج تمديدا للعماد عون… والتشريع قبل انتخاب رئيس

 

زيارة سوليفان للسلطة الفلسطينية اثارت حكومة نتنياهو المتطرفة – نور نعمة

 

مدد مجلس النواب برئاسة نبيه بري لقائد الجيش العماد جوزاف عون بعد ان دعمت المعارضة هذا الطرح وهندس النائب جورج عدوان المدخل الشرعي والقانوني لتحقيق هذا الامر من خلال البرلمان عبر رفع سن التقاعد لقادة الأجهزة الأمنية برتبة لواء وعماد لمدة سنة واحدة (بما ان النتيجة معروفة سلفا من قبل الحكومة حول التمديد) في ظل حضور نواب الكتائب والتغييريين والنواب اشرف ريفي وميشال معوض واديب عبد المسيح لاكتمال نصاب الجلسة التشريعية بعد انسحاب نواب كتلة الوفاء للمقاومة.

 

وعليه، تمكنت المعارضة من تحقيق هدفها بارجاء تسريح قائد الجيش حاليا ودون ان يتم كسر كلمة بكركي التي شددت على التمديد فضلا الى الجهود الفرنسية والاميركية في اتمام هذا الامر.

 

وبعد انتهاء الجلسة التشريعية، شدد الرئيس نبيه بري ان كل اللبنانيين مع الجيش اللبناني دون استثناء ولا احد يزايد على احد. وكان بري قد قال قبل التصويت على قانون التمديد الى ان «الصلاحية كانت للحكومة أولا وثانيا وثالثا ورابعا، والمجلس لا يستطيع سوى القيام بدوره في هذا المجال» مضيفا «قادمون على فترة اعياد وعطل وقد تمتد 15 يوما واذا لم ننجز هذا العمل اليوم ، نخشى ان ندخل في الفراغ».

 

وبدوره، رأى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل ان البديل عن حضورنا الجلسة التشريعية كان خراب الجيش اللبناني ولذلك امنا النصاب اتقاذا للامن القومي للشعب اللبناني رغم اننا نعلم ان التمديد هو من صلاحيات الحكومة وان كانت حكومة تصريف اعمال.

 

ومن جهتها، رأت القوات اللبنانية ان ما حصل على مستوى قيادة الجيش لناحية التمديد في البرلمان هو النموذج الذي نطالب به جميع الكتل النيابية بان تحذو حذوه في انتخاب رئيس للجمهورية. وبمعنى اخر، اشارت القوات الى انه كان هناك عدة اقتراحات من عدة كتل نيابية وتقاطعت هذه الكتل ووحدت اقتراحاتها وحصل تصويت وعليه تم ارجاء تسريح قائد الجيش ضمن اللعبة الديمقراطية واحترام الدستور. وعلى هذا الاساس، قال مصدر بارز في القوات اللبنانية ان الانتخابات الرئاسية يجب ان تحصل على هذا النحو من خلال التواصل، التفاعل، والتقاطع اي ضمن الاطار الديمقراطي الذي شهده مجلس النواب امس.

 

في المقابل، علت اصوات كثيرة ادانت التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون مشيرة الى ان هذا الامر هو انتداب دولي للبنان وانقلاب دستوري على الطائف.

هل خطوة التمديد لقائد الجيش ستستكمل بمساع ايحابية في المدى القريب لانتخاب رئيس للجمهورية؟

 

بعد عدم ترك موقع قيادة الجيش في الفراغ، اضحى السؤال التالي والذي يطرح نفسه: هل من جديد رئاسيا؟ ردا على هذا السؤال، قالت اوساط سياسية للديار ان اللجنة الخماسية من خلال الزيارة الاخيرة التي قام بها وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان الى جانب زيارة مسؤولين قطريين للبنان اعادا طرح الخيار الثالث ولكن على ارض الواقع لا يزال هناك معوقات كثيرة تمنع التوصل الى مرشح رئاسي خارج الاصطفافات السياسية الحاصلة في البلد.

مستشار الامن القومي الاميركي بحث مع عباس مستقبل غزة

 

على صعيد اخر، زار المستشار الامن القومي الاميركي جاك سوليفان مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله وبحثا مصير غزة بعد انتهاء الحرب اذ تقول المعلومات ان واشنطن تريد ان تتولى السلطة الفلسطينية الحكم في قطاع غزة. وهذا الامر سيبدأ بانسحاب الجيش «الاسرائيلي» تدريجيا من غزة ولاحقا تدخل السلطة الفلسطينية القطاع.

هل اقتربت حرب غزة من نهايتها؟

 

على صعيد اخر، قالت مصادر ديبلوماسية للديار ان «اسرائيل» باتت في وضع صعب الان لان الرأي العالمي اصبح مناهضا لحربها على غزة اضافة الى ان الرئيس الاميركي جو بايدن تكلم بصراحة تامة ان الحكومة «الاسرائيلية» لا يمكن ان تستمر بالنهج العسكري ذاته ابرزه القصف العشوائي في غزة. وتشير المعطيات الى ان الخلاف بين ادارة بايدن وحكومة «اسرائيل» المتطرفة بقيادة بنيامين نتنياهو مرجحة الى مزيد من التصعيد وبخاصة ان واشنطن بدأت تاخذ اجراءات عملية منها تعليق بيع اكثر من 20 الف بندقية ام16 لـ «اسرائيل» وفقا لموقع اكسيوس الاميركي وهو اجراء اظهر انزعاج البيت الابيض من بعض الممارسات الاسرائيلية من بينها عدم لمس ادارة بايدن نتائج كافية ومطلوبة من الحكومة «الاسرائيلية « لايقاف عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وايضا للقصف الغوغائي في غزة اضافة الى عدم تقديم حكومة نتنياهو اي سقف زمني لانهاء الحرب في القطاع.

 

وهنا، ووفقا للمصادر الديبلوماسية، تريد ادارة بايدن ان تسرع «اسرائيل» بعملياتها العسكرية الا ان جيش الاحتلال غير قادر على تحقيق ذلك لانه يواجه صعوبات ميدانيا في الاشتباكات مع كتائب القسام التابعة لحماس التي لا تزال توجه ضربات قاسية لجيش العدو الاسرائيلي واخرها كمين الشجاعية وتفجير منزل تحصن فيه جنود اسرائيليون في خان يونس.

 

اما عن اقتراب نهاية الحرب، فقد استبعدت المصادر الديبلوماسية هذا المعطى نظرا لرفض «اسرائيل» وقف اطلاق النار والى تمديد فترة القتال لتسجيل انتصارعسكري على حماس في غزة.

تصميم «اسرائيلي» على مواصلة الحرب على غزة رغم الخلاف مع ادارة بايدن

 

وتوازيا مع ملاحظات الادارة الاميركية لاسرائيل ، لفتت المصادر الديبلوماسية الى وجود تصميم «اسرائيلي» على تصفية حماس لان الدولة العميقة الصهيونية وضعت معادلة واضحة ترتكز على ان بقاء حماس يعني زوال «اسرائيل» والعكس صحيح وهذا ما لن تسمح به الصهيونية. انطلاقا من ذلك، ترى المصادر الديبلوماسية ذاتها ان الحرب على غزة ستستمر لشهرين وربما اكثر.

ضربات قاسية متتالية وجهتها كتائب القسام لجيش الاحتلال

 

اما من جهة كتائب القسام وسرايا القدس فقد اظهروا خلال الاشتباكات على قدرة عالية في ايلام العدو الاسرائيلي وقتل ضباط وجنود من مسافة صفر وهذا الامر يظهر شجاعة مقاتلي حماس وقدرتهم القتالية الشرسة بوجه جيش الاحتلال في غزة الامر الذي ادى الى هروب عدد لا بأس به من جنود «اسرائيليين» من الميدان . وواصل مجاهدو القسام امس باستخدام قذائف مضادة للتحصينات وهدم البيوت على رؤوس الجنود «الإسرائيليين».

 

كما تمكنت كتائب القسام من خداع ألوية لجيش الاحتلال توغلت في غزة وجرها الى كمائن مفخخة وكانت النتيجة مقتل عدد كبير من العسكريين «الاسرائيليين» حيث لم ينفع الجيش «الاسرائيلي» التطور التكنولوجي الذي يتميز به ويستخدمه في حروبه. ومن بين الكمائن، اثار كمين الشجاعية ارتدادا سلبيا كبيرا على الداخل الاسرائيلي وعلى حكومة نتنياهو وعلى الموساد حيث اعترف رئيس حكومة الحرب الاسرائيلية ورئيس الموساد بأن كمين الشجاعية كان امرا صعبا للغاية.

 

وعليه، اصبحت حصيلة القتلى في صفوف جيش الاحتلال خلال اسبوع 80 قتيلا واصابات خطيرة للجنود الجرحى.

 

وهذه التطورات الميدانية ، اظهرت ان خطط حماس العسكرية تتسم بالحنكة وباستراتيجية الخداع والتكتيك. وخير دليل على ذلك ما يحصل في خان يونس حيث يتكبد الجيش «الاسرائيلي» يوميا خسائر كبيرة في الارواح والعتاد في حين ان حكومة نتنياهو ركزت على محاصرة خان يونيس باعتبارها ان قادة حماس موجودون هناك وبالتالي تصفيتهم ستكون مسألة ايام او اسبوع في اقصى الحالات. ولكن الميدان اظهر ان السحر انقلب على الساحر ولا تزال حماس والجهاد الاسلامي صامدين وثابتين في الدفاع عن ارضهم الامر الذي احرق اوراق اسرائيلية كثيرة كانت تستخدمها في اطار المناورة في حربها ضد حماس.

لا تسوية قبل انتهاء حرب غزة

 

في غضون ذلك، قالت مصادر مطلعة للديار انه لن يكون هناك تسوية قبل انتهاء الحرب في غزة ميدانيا او عن كيفية اتجاه الامور في المنطقة. وفي الوقت ذاته، لفتت المصادر الى ان هناك بداية بحث افكار تتولاها الولايات المتحدة الاميركية الى جانبها فرنسا التي تلعب دورا على عدة اصعدة عن اليوم التالي اي بعد انتهاء الحرب في غزة. وهذه الافكار التي يتم بحثها من واشنطن وباريس تقوم على امرين: اولا، كيف يجب ان تكون المنطقة ؟ وثانيا، البحث في الوضع الفلسطيني الذي يشكل المنطلق الاساسي لاي تسوية. وقصارى القول، هل ستبقى حماس هي التي تحكم غزة ام ستتسلم السلطة الفلسطينية ادارة القطاع فضلا عن كيفية تفاعل الدول العربية مع مسألة غزة؟ هل موضوع التطبيع بين السعودية و»اسرائيل» سيستكمل مساره بعد انتهاء الحرب؟

 

واشارت المصادر المطلعة للديار ان لا شك ان الحروب على رغم دمويتها وقساوتها ودمارها تقدم فرصا لحلول وتسويات لذلك هناك جهود لارساء قواعد جديدة لاستقرار ثابت وعادل والا الحرب في غزة اليوم ستتكرر حتما بعد سنوات .وهنا على اسرائيل ان تقبل باقامة مبدأ الدولتين وشروط القمة العربية 2002.

بريطانيا واكثر من 12 دولة طالبت «اسرائيل» بالتصدي الفوري لعنف المستوطنين في الضفة الغربية

 

دعت اكثر من 13 دولة معظمها يدور في الفلك الاميركي وهي بريطانيا وأستراليا وبلجيكا وكندا والدنمارك وفنلندا وفرنسا وأيرلندا ولوكسمبورغ وهولندا والنرويج وإسبانيا والسويد وسويسرا،  «إسرائيل» إلى اتخاذ خطوات فورية وملموسة للتصدي لعنف المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة. وقالت الدول في بيان مشترك نشرته الحكومة البريطانية امس إن «هذا الازدياد في وتيرة عنف المستوطنين المتطرفين ضد الفلسطينيين غير مقبول. يجب الآن اتخاذ خطوات استباقية لضمان الحماية الفعالة والفورية للتجمعات الفلسطينية».

 

كما اعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إن أولئك المسؤولين عن عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين سيتم منعهم من دخول بريطانيا، في أعقاب خطوة مماثلة من قبل الاتحاد الأوروبي.

الحرب النفسية والاعلامية التي تقوم بها «اسرائيل»

 

الى ذلك، لجأت «اسرائيل» مؤخرا الى استخدام الحرب النفسية والاعلامية كوسيلة لاضعاف اعدائها حيث تلقي مسيّرات اسرائيلية مناشير وبيانات على قرى في جنوب لبنان تبث سمومها من خلالها مفادها تحريض المواطنين اللبنانيين في الجنوب على المقاومة والقاء «اسرائيل» اللوم عليها بان «حزب الله يستغل الفرصة للتسلل في بيوتكم واراضيكم الطاهرة ومحيط عملكم ورزقكم».

 

ولكن الشعب اللبناني متيقظ جدا وهو الاعلم بنوايا «اسرائيل» الخبيثة تجاهه والاعلم ايضا بظلمها ولذلك لن تحقق اهدافها هذه المناشير «الاسرائيلية».