IMLebanon

الديار: حزب الله يرفع نسق عملياته الردعية و«حذر» اسرائيلي من انتقال المقاومة للهجوم

تحذيرات امنية واوروبية من عمليات اغتيال تستهدف قيادات فلسطينية في لبنان
الدولة «السلحفاة» تتحرك والابيض يعد بآلية لاستدامة العلاج: السرطان لا ينتظر!

ارتفع نسق التصعيد على جبهتي غزة وجنوب لبنان، حيث شهدت الساعات القليلة الماضية مواجهات قاسية في الميدان وتبادل «للرسائل» النارية تزامنا مع محادثات امنية عالية المستوى في محاولة للوصول الى صفقة تبادل جديدة للاسرى ترفض حركة حماس اي تفاهم حولها قبل وقف شامل لاطلاق النار في القطاع، فيما تصر اسرائيل على هدنة مؤقتة. هذا التعثر اشعل الميدان فامطرت المقاومة تل ابيب بالصواريخ التي انطلقت من مناطق دخل اليها الجيش الاسرائيلي، كما واصلت عملياتها النوعية على كافة المحاور في غزة حيث سقط عشرات الضباط والجنود بين قتيل وجريح. جنوبا، كثف حزب الله عملياته النوعية، ردا على استهداف قوات الاحتلال للمناطق المدنية ادى الى استشهاد مسنة في بلدة مارون الراس.

ولان محاولة تغيير قواعد الاشتباك لن تمر دون ثمن استهدفت المقاومة المباني السكنية في اربع مستوطنات صهيونية، دوفيف، وافيفيم، كريات شمونة، والمطلة، كما نفذت ثلاثة هجمات بالمسيرات على تجمعات مستحدثة خلف مواقع العدو في مزارع شبعا المحتلة. ووفقا لمصادر دبلوماسية، فان التصعيد الاسرائيلي يأتي على خلفية قلق جدي يسود في اوساط امنية اسرائيلية من قيام حزب الله بخطوة هجومية غير متوقعة عبر الحدود على خلفية «الوهن» المفترض للجيش الاسرائيلي المتعب من الحرب في غزة، ولهذا يضغطون ميدانيا وعبر الضغوط الدبلوماسية الاميركية «لردع» المقاومة!

في هذا الوقت، كشفت تلك المصادر عن «رسائل» امنية مقلقة وصلت الى بيروت حول نية «الموساد» تنفيذ عمليات اغتيال لثلاثة مسؤولين فلسطينيين على الاراضي اللبنانية، وهو امر المح اليه وزير الاستخبارات الخارجية السابق برنار ايمييه، وربما كانت احد الاسباب التي دفعت الى تغييره من قبل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون؟

داخليا، مصالحة «عشائرية» بين رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ووزير الدفاع موريس سليم قد تفتح «الابواب» نحو حلحلة في ملف تعيينات المجلس العسكري، وفيما توقع البنك الدولي دخول لبنان في حالة من الركود، تحرك وزير الصحة فراس الابيض على خط ايجاد آلية لاستدامة تامين الادوية المستعصية والسرطانية، بعد انقطاعها عن الكثير من المرضى، وهو ما وصفته مصادر صحية بانه تحرك بطيء في معركة تحتاج الى تحرك سريع مع مرض لا ينتظر، ولهذا لا يجوز ان تبقى المعالجات موسمية ودون حل نهائي. وقالت «لننتظر ونرى»!

«رسائل» نارية متبادلة

ميدانيا، شهدت جبهة الجنوب تصعيدا متدحرجا من قبل حزب الله الذي رفع من نسق عملياته النوعية ردا على تمادي جيش الاحتلال في استهداف المناطق المدنية، في «رسالة» واضحة تفيد بانه غير مقيد في التعامل مع اي تحول في الاستراتيجية الاسرائيلية، خصوصا مع التسريبات الاسرائيلية الممنهجة التي كان آخرها الكلام عن اتخاذ كابينت الحرب قرارا بالانتقال الى الهجوم وترك التوقيت لقيادة الجيش في تنفيذ الامر، بعد ان تجاوز حزب الله «الخطوط الحمراء»، والخطة الهجومية لن تقف عند 4 كيلومترات فقط، كما يقول الاعلام الاسرائيلي الذي نقل عن رئيس الاركان الاسرائيلي هارفي هاليفي قوله للجنود في احد المراكز العسكرية في الشمال» ان اسرائيل لن تقبل بالعودة الى الوضع الذي كان قبل هذه المواجهات، سنتقدم الى الامام ونغير الوضع، وكونوا مستعدين».

مخاوف من هجوم لحزب الله

وفي هذا السياق، لفتت مصادر دبلوماسية الى ان الحديث المتصاعد في المستوطنات عن مخاوف من وجود انفاق لدى حزب الله تمكنه من الدخول الى مناطق الشمال في حال حصل تصعيد اكبر في المواجهة، يتزامن مع وجود قلق جدي لدى الاجهزة الامنية الاسرائيلية تم ابلاغه للاميركيين حول احتمال قيام الحزب بخطوة هجومية لاعتقاده ان الجيش الاسرائيلي بات مرهقا بع نحو 75 يوما من القتال، خصوصا ان حزب الله كان يتحضّر لهذه المعركة منذ عقودٍ طويلةٍ، واليوم يعتبر التوقيت اكثر من مناسب لوضع الخطط قيد التنفيذ، فإسرائيل وضعت الكثير من مواردها العسكرية في غزّة، في المقابل لم يستخدم الحزب اكثر من 3 بالمئة من ما يملكه وقوات النخبة لديه بعيدة عن ساحة المعركة ولا تزال في جهوزية عالية.ولهذا فان تلك الاوساط تخشى من مفاجأة كبيرة تفوق ما حصل في السابع من تشرين الاول في غزة، ولهذا تضغط اسرائيل ميدانيا وتحاول اثبات العكس في محاول»لردع» الطرف الآخر، فيما وعد الاميركيون بزيادة ضغوطهم الدبلوماسية لضبط اي تصعيد محتمل.

نفاد «الصبر»!

وفي سياق «التهويل» رأى وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت، أن إسرائيل لن تصبر على تهديدات حزب الله مؤكداً أن الجيش الإسرائيلي سيبعد الحزب عن الشمال. وأوضح انها ستبعده دبلوماسياً أو عسكرياً. وفي الإيجاز اليومي للعمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي إن «منطقة الجنوب اللبناني منطقة قتال وستبقى كذلك مهما واصل حزب الله انتشاره فيها «والاعتداء انطلاقا منها». وزعم انه منذ بداية الحرب يواصل حزب الله جر لبنان وسكان جنوب لبنان إلى منزلقات خطيرة.

البحث عن اتفاق؟

ووفقا للمعلومات، ابلغ رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت وزير الدفاع الاميركي لويد أوستن، ان إسرائيل لا يمكنها قبول نزوح عشرات الآلاف من مواطنيها لعدة أشهر بسبب الوضع الأمني على الجانب الآخر من الحدود. وأوضحا بأن إسرائيل تريد اتفاقا يتضمن دفع قوات حزب الله إلى مسافة كافية بحيث لا تتمكن من إطلاق النار على القرى والبلدات الإسرائيلية على طول الحدود أو أن تكون قادرة على شن هجوم مماثل للذي نفذته حماس في السابع من تشرين الأول.

الوضع الميداني

ميدانيا، استهدفت قوات الاحتلال المنازل السكنية ما ادى الى سقوط شهيدة وتسبب باضرار جسيمة بالممتلكات، فقد استهدفت المدفعية الاسرائيلية المتمركزة داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة الاحياء السكنية في بلدة مارون الراس بالقصف المدفعي، واصيب منزل المواطن ماجد مهنا اصابة مباشرة، مما ادى الى استشهاد زوجته نهاد موسى مهنا واصابته بجروح وهما في العقد الثامن من العمر . كما تعرضت اطراف الناقورة لقصف مدفعي اسرائيلي ودوّت صافرات الإنذار في مقر «اليونيفيل». واستهدفت مدفعية الجيش الاسرائيلي بركة كفرشوبا على طريق شبعا. وشن الطيران الحربي الاسرائيلي غارة على أطراف الخيام في المنطقة الواقعة بين الماري والخريبة. كما تعرضت اطراف بلدتي مارون الراس ويارون لقصف مدفعي متقطع مصدره مواقع الجيش الاسرائيلي داخل فلسطين المحتلة. كما طاول القصف المعادي محيط حديقة مارون الراس. وأغارت الطائرات الحربية صباحا بثلاثة صواريخ «جو-أرض» على منزل خالٍ في بلدة كفركلا في جنوب لبنان. كما استهدف القصفٌ المدفعي الإسرائيلي اطراف بلدتي مارون الراس وعيترون واطراف بلدات يارون وعيتا الشعب. وأطلق الجيش الإسرائيلي صباحا القنابل الحارقة على أحراش جبل اللبونة والعلام علما الشعب.

رد المقاومة الحاسم

في المقابل، اعلن حزب الله استهداف، دوفيف وأفيفيم بالأسلحة ‏المناسبة واوقع إصابات مؤكدة رداً على ‌‏إعتداءات العدو على القرى والمنازل المدنية وإستشهاد المواطنة نهاد موسى مهنا ‏وجرح زوجها. واعلن ايضا استهداف مراكز ‏تجمع لجنود الاحتلال الاسرائيلي في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية والمدفعية ‏. ايضا اعلن ان شن هجوم جوي ‏بثلاث مسيرات إنقضاضية دفعةً واحدة على تجمعات ‏العدو المستحدثة خلف مواقعه في مزارع ‏شبعا اللبنانية المحتلة وأصابت أهدافها ‏بدقة.واعلن انه استهدف نقطة الجرداح بالاسلحة المناسبة.

هل دفع ايمييه ثمن «التسريب»؟

في سياق متصل، وفيما اعلن وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، إن إسرائيل ستعمل على القضاء على رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ورئيس الحركة في الخارج خالد مشعل. علمت «الديار» من مصادر دبلوماسية ان تسريبات امنية وصلت الى بيروت تتحدث عن نية مبيتة لدى «الموساد» الاسرائيلي لاستهداف مسؤولين فلسطينيين في لبنان وعلى راس القائمة القياديان في حركة حماس صالح العاروري واسامة حمدان، والامين العام لحركة الجهاد الاسلامي زياد نخالة. ووفقا للمعلومات، فان المخاطر مرتفعة وتتطلب اجراءات استثنائية يجري العمل عليها ميدانيا، وهي معلومات جدية حذر منها، دون ان يقدم اي معلومة حول الاسماء المستهدفة، رئيس جهاز المخابرات الخارجية الفرنسية برنار ايمييه خلال زيارته الاخيرة الى بيروت. مع العلم ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ما كرون اعفى ايمييه قبل ساعات من منصبه وعين مكانه نيكولاس ليرنر في المنصب، وهو توقيب يثير «الريبة» وقد يكون دفع ثمن هذه التسريبات خصوصا ان خيبات الأمل التي أصابت الجهاز الخارجي تمتد الى عامين سواء في ما يتعلق بالشرق الاوسط، ومنطقة الساحل في القارة الافريقية، وعدم توقع الحرب في اوكرانيا، ويبدو ان «الكيل» قد طفح الآن بعد ابداء ايمييه حرصه على عدم اهتزازا الامن الداخلي في لبنان!

وعود الابيض لمرضى السرطان؟

في هذا الوقت، وبعد «الصرخة» المدوية من قبل الجمعيات المعنية بمتابعة معالجة مرضى السرطان نتيجة التوقف المفاجىء لوزارة الصحة عن تامين الكثير من الادوية بحجة عدم توفر الاموال، والتي تواكبها «الديار»، ترأس رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اجتماعا ضمن وزير الصحة فراس الابيض والمدير العام للوزارة المال جورج معراوي، واوضح الابيض بعد اللقاء ان البحث تركز على موضوع استدامة تامين ادوية الامراض السرطانية والمستعصية، وتم الاتفاق على حلول تضمن توفير الاموال اللازمة لذلك. وطمان الابيض المرضى، مؤكدا ان الآلية الجاري البحث فيها ستؤمن الادوية بشكل مستمر ومن دون انقطاع!

استراتيجية «السلحفاة»

وفي هذا السياق، استغربت مصادر صحية هذا البطىء في التحرك لمعالجة ملف بهذه الخطورة، وتساءلت عن الاسباب الكامنة وراء عدم استباق الازمة بحلول كان يجب ان تسبق التوقف عن تامين الدواء المدعوم للكثير من المرضى ،خصوصا ان رئيس الحكومة ووزير الصحة يعرفان جيدا ان الطريقة السابقة في التمويل عبر مصرف لبنان، ومن خلال حقوق السحب الخاصة قد وصلت الى نهايتها، والآن يشير الوزير الى ان الآلية الجاري البحث فيها ستؤمن استدامة الادوية، هذا جيد، لكن هل يدرك الوزير ان مرض «السرطان» لا ينتظر؟ وان الكثير من المرضى تتراجع اوضاعهم الصحية نتيجة التأخر في العلاج؟ فمتى ستبصر هذه الالية النور؟ وهل يتحمل الوضع المزيد من التاخير والبحث؟ لا يمكن معالجة هذا الملف على طريقة «السلحفاة»، تقول تلك المصادر، وقد حان الوقت كي ترأف الدولة بهؤلاء المرضى وتكون عونا لهم، بدل ان تزيد آلامهم، أو على الاقل تحفظ كرامتهم وكرامة ذويهم الذين تفوق قيمة العلاجات قدرتهم باضعاف في دولة منهارة على كافة الاصعدة.

مصالحة شكلية في السراي الحكومي!

في غضون ذلك، نجحت مساعي وزير الثقافة القاضي محمد وسام مرتضى في كسر الجليد بين الرئيس نجيب ميقاتي ووزير حليفه التيار الوطني الحر موريس سليم، وقام باصطحاب سليم الى السراي الحكومي حيث اجتمعا مع الرئيس ميقاتي، وزال ما اعتبره سليم سوء تفاهم مؤكدا احترامه وتقديره لميقاتي ومقام رئاسة الحكومة. ووفقا لمصادر مطلعة، فان الاجتماع تمهيدي ولم ينه الخلاف الا شكليا، وحتى الان لا تفاهمات نهائية بعد على الحلول. وقد عبر سليم الامر بالقول « القصة ليست قصة رئيس اركان، هناك مؤسستان وهذا الأمر لا يعرفه الرأي العام، ووزارة الدفاع الوطني تضم اربع مؤسسات رئيسية ومؤسسة الجيش واحدة منها وهي المؤسسة الأم والكبرى، وهناك مؤسستان شاغرتان أيضا هما المديرية العامة للإدارة والمفتشية العامة وهاتان المؤسستان ترتبطان مباشرة بوزير الدفاع الوطني، وهناك المجلس العسكري الذي يشكل المؤسسة الرابعة. فرئيس الأركان عندما يطرح موضوعه يطرح بشكل مبتور بالنسبة لحالة الشغور في المؤسسات العسكرية، وهذا موضوع كنت بادرت لمعالجته منذ أكثر من ثلاثة أشهر ولكن مرت أمور عديدة، جعلت الظروف لا تسمح باكتمال هذه الامور،.وقال ردا على سؤال بان هذا الموضوع لا يزال قيد التداول والنقاش وكل الحلول لن تكون الا وفقا للدستور وقانون الدفاع الوطني بطبيعة الحال. سئل: هل هناك تعيين ام لا؟ اجاب: لا يطرح هذا السؤال بهذه الطريقة بعد جوابي، ولقد قلت وفق الدستور وقانون الدفاع الوطني وهو قيد النقاش؟!

ركود اقتصادي

في هذا الوقت، قدم البنك الدولي امس رؤية متشائمة تجاه الاقتصاد اللبناني، واشار في تقرير الى أن الحرب في غزة تنذر بعودة الاقتصاد اللبناني إلى حالة الركود، رغم التوقعات المتفائلة التي تحركها السياحة وتحويلات المغتربين في البلاد التي تشهد أزمة. وأوضح البنك الذي يتخذ في واشنطن مقرا في تقرير أن تداعيات الصراع الحالي أثرت على الانتعاش الطفيف الذي حققه لبنان الغارق في أزمة اقتصادية عميقة منذ سنوات. وقال قبل تشرين الأول 2023، كان مـن المتوقع أن يسجل الاقتصاد – لأول مرة منذ عام 2018 – نمواً طفيفاً في عام 2023 (بنسبة 0.2%). ويعود السبب في معدل النمو الإيجابي المتوقع إلى الموسم السياحي الذي حقـق عائدات كبيرة في الصيف، وتحويلات المغتربين. لكنه أضاف أنه مع اندلاع الصراع الحالي، من المتوقع أن يعود الاقتصاد اللبناني إلى حالة الركود في عام 2023. وبافتراض استمرار الوضع الحالي المتمثل باحتواء المواجهة العسكرية على الحدود الجنوبية، تشير التقديرات إلى أن الاقتصاد سينكمش في عام 2023، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى الصدمة التي أصابت الإنفـاق السياحي. وعلى وجه التحديد، من المتوقع أن يتراوح انكماش إجمالي الناتج المحلي الحقيقي بين -0.6% و -0.9% وفقاً لحجم الصدمة التي سيشهدها القطاع السياحي.

امن الاعياد

وعشية الاعياد، أكّد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي، أنّ «القوى الأمنيّة حاضرة لتأمين الأمن ليلة الميلاد ورأس السنة، وسيكون هناك 462 ضابطًا و6872 عنصرًا و292 دورية»، طالباً من المواطنين التعاون مع القوى الأمنيّة حفاظًا على أمنهم. وشدّد بعد ترؤسه مجلس الامن المركزي على أنّ «القوى الأمنية ستكون بالمرصاد لمطلقي النار بطريقة عشوائيّة وسيخضع المخالفون للمحاكمة في القضاء المختص».