IMLebanon

الديار: «الخماسيّة» تتحرّك تحت ضغط الوقت دون خطة تمنع التصعيد جنوباً

 

تباين فرنسي ــ أميركي حول نجاح «المقايضة» بين الرئاسة والـ1701 ؟

 لقاء البخاري وسفير إيران إيجابي ولا نتائج ملموسة… مُستوطنو الشمال لن يعودوا! – ابراهيم ناصرالدين

 

لان رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو «ناكر للجميل»، ويتبنى استراتيجية «شراء الوقت»، ولا يعبأ بحجم المأزق الانتخابي الداخلي لرئيس الولايات المتحدة الاميركية جو بايدن، بعدما منحه الدعم الكامل لمجازره، وهو «يترنح» قبل نحو عام من الانتخابات. ولان نتانياهو يراهن على عودة دونالد ترامب الى البيت الابيض، ولا يأبه بنصائح الادارة الديموقراطية، فهذا يعني ان غزة والمنطقة ستبقى رهينة «لعبة» مصالحه الشخصية، ورهينة «اليمين الاسرائيلي» الذي يغامر باشعال حرب شاملة في المنطقة.

 

ولأن لبنان في «عين العاصفة» ومرشح للدخول في دائرة الجنون «الاسرائيلي»، تداعت دول «الخماسية» الى التحرك على خط البحث عن تخفيض لمستوى التوتر جنوبا كاولوية، لا يزاحمها الاستحقاق الرئاسي الذي يحضر فقط من «البوابة» الفرنسية، حيث تتفرد باريس بالترويج لمبادرة لا تبدو واقعية، لمقايضة تنفيذ القرار 1701 بتنازلات تقدم لحزب الله على المستوى الداخلي.

 

لكن وحتى الآن، لا مؤشرات حول وجود خطة واضحة لمنع توسع الحرب، ولا توجد ايضا ايجابية تشي بامكانية تحريك الملف الرئاسي من الدائرة المقفلة التي وصل اليها، ولم يلمس اي من الفرقاء في الداخل او الخارج استعدادا لدى حزب الله للبحث بمقايضة بين الـ1701 والرئاسة. ولهذا كل ما يحكى عن مبادرات او مساع في هذا الاطار، لا يتسم بالجدية وانما تحرك «لملء الفراغ».

 

وفي هذا السياق، وعلى اهميته في الشكل، فان لقاء السفيرين السعودي الوليد البخاري والايراني مجتبى اماني بالامس في اليرزة، لم يحمل جديدا يمكن تسييله على ارض الواقع، فالرئاسة ليست اولوية الآن، ولا تغييرات ملموسة في موقفي طهران والرياض، واذا كانتا متفقتين على تجنيب لبنان الحرب الواسعة، فان الرياض لا تملك ما تقدمه كي تقنع حزب الله بوقف دعم اهل غزة، ولا تملك ادوات الضغط على «اسرائيل» ايضا، فيما لا تزال ايران على قناعة بعدم امكانية التراجع خطوة الى الوراء الآن، فيما تتصلب المواقف «الاسرائيلية» وتصبح اكثر عدوانية.

 

وفي الانتظار، يزور المستشار السابق للبنتاغون دوغلاس ماكغريغور «اسرائيل» وقطر والسعودية، وقد يزور لبنان اذا لمس اي اشارات يمكن البناء عليها. في هذا الوقت عاد وزير الحرب «الإسرائيلي» يواف غالانت  الى التصعيد، واعلن ان «اسرائيل» لن توقف اطلاق النار على الحدود مع لبنان حتى ضمان عودة السكان، محذرا خلال لقائه نظيره الفرنسي، على ان «الحرب في الشمال ستكون مدمرة بالنسبة لحزب الله ولبنان»، وابلغ المستوطنين «ان عليهم الاستعداد لحرب سيتم من خلالها تدفيع لبنان وحزب الله اثمانا باهظة جدا؟!.

حراك ديبلوماسية دون «خطة»؟

 

وفي السياق، يتهيأ «الخماسي» الدولي لتكثيف نشاطه على خطي الرئاسة والحرب الدائرة في الجنوب، وكان لافتا تأجيل تحرك سفراء هذه الدول الى الاسبوع المقبل، بعد الغاء موعد مقرر الى عين التينة اليوم، والموعد ألغي بطلب من السفير السعودي وليد البخاري الذي يزور الرئيس نبيه بري في الموعد نفسه. وقد حرصت السفارة السعودية على تسريب اخبار تشير الى ان اللقاء كان مقررا مسبقا ولا علاقة له بالاجتماع الملغى. ووفقا للمعلومات، فان التأجيل جاء لاجراء المزيد من الدرس للخطوات المقبلة، في ظل تقدم اولوية الحد من مخاطر الحرب في الجنوب على ما عداها، وبانتظار تبلور افكار محددة حول الرئاسة في ظل تباين حول كيفية مقاربة الملفين، حيث تعتقد باريس انه بالامكان الربط بين الملفين.

تنشيط الحوار«الثنائي»

 

في هذا الوقت، سيضع السفير السعودي الوليد البخاري الرئيس بري بالاطارالعام للتحرك، وسيسأله عما اذا كان ثمة صيغة داخلية ممكنة للتحاور بعيدا عن الجلوس حول «الطاولة»، اي القيام بحوارات ثنائية سبق وانتجت تمديدا لقائد الجيش، على ان يجول سفراء الدول الخماسية على الرئيسين بري وميقاتي والرؤساء السابقين ورؤساء الطوائف والقادة السياسيين في وقت لاحق، بعد ان يعقدوا اجتماعا تنسيقيا هذا الاسبوع. وفيما يرجح وصول الموفد القطري جاسم بن فهد ال ثاني في بيروت خلال ايام قليلة، ينتظر ان يزور المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان لبنان منتصف الشهرالمقبل، بعد جولة تشمل الدوحة والرياض.

تهديد بعامل الوقت؟

 

ووفقا للمعلومات، تتحرك الخماسية تحت ضغط الوقت، ويروج سفراؤها في بيروت بان الوقت يضيق، لأن «إسرائيل» أبلغت الولايات المتحدة أنها ستمنح الجهود الديبلوماسية للتوصل إلى اتفاق جديد ، يُبعد حزب الله إلى شمال نهر الليطاني حتى نهاية الجاري، وبعد ذلك ستوسع الهجمات ضد حزب الله. وفي هذا السياق، من المرتقب أن يشارك عاموس هوكشتاين في اجتماع دول الخماسية، واذا حصل هذا الاجتماع فهذا يعني، بحسب اوساط مطلعة، رفع مستوى المحادثات وتدخلاً مباشراً للبيت الأبيض، لان الافتراض الأساسي لدى واشنطن أن المفاوضات السريعة بين «إسرائيل» ولبنان والتوصل إلى اتفاق نهائي حول الحدود، ستحيد حزب الله وتسمح بنشر الجيش اللبناني هناك. عندها يمكن أن تطلب بيروت من حزب الله سحب قواته. ولكن التهديد بتوسيع الحرب لن ينتظر حتى تبدأ «إسرائيل» ولبنان في النقاشات حول ترسيم الحدود، أو إنهاء المحادثات من أجل بدء انتشار جديد للجيش اللبناني وحزب الله.

انقسام «الخماسية»

 

ووفقا لصحيفة «هآرتس الاسرائيلية»، فان المجموعة «الخماسية» منقسمة فيما بينها حول مسألة كيف سيتم الدفع قدماً بالعملية الديبلوماسية بالصورة الأكثر نجاعة وسرعة. وقالت ان فرنسا تطرح الآن انتخاب سليمان فرنجية رئيسا مقابل تطبيق القرار 1701. لكن موقف الولايات الأميركية الحالي من هذا الطرح لم يتضح بعد، في حين أن اهتمامها موجه للتهدئة على الحدود. ومن غير الواضح أيضاً إذا كانت السعودية ستوافق على تأييد الحل الفرنسي أو مساعدة لبنان فيما بعد على الخروج من الأزمة الاقتصادية، إذا ترأس لبنان رئيس مقرب من حزب الله.

 

إضافة إلى ذلك، لا توجد حتى الآن أي ضمانة في أن تثمر نقاشات «مجموعة الخمس» بنتائج حقيقية على الأرض، فليس في يد أعضاء المجموعة أي أوراق مساومة أو رافعة ضغط، يمكنها أن تفرض حلاً سياسياً في مسألة تعيين الرئيس، أو حلاً ديبلوماسياً يُبعد حزب الله عن الحدود. سيكون القرار في نهاية المطاف لحزب الله نفسه، الذي أوضح حتى الآن بأنه يبقي الباب مفتوحاً أمام المفاوضات بعد وقف الحرب في غزة.

لقاء ودي في اليرزة

 

في هذا الوقت، وفي زيارة لافتة، إستقبل سفير المملكة العربية السعودية في مقر إقامته في اليرزة، سفير الجمهورية الاسلامية الإيرانية لدى لبنان مجتبى أماني. وجرى خلال اللقاء استعراض لأبرز التطورات السياسية الراهنة على الساحتين اللبنانية والإقليمية، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين، وتبادل الرؤى في العديد من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك. واشارت مصادر مطلعة، الى ان اجواء اللقاء كانت ايجابية جدا وودية، وهي تعكس التقدم المضطر في علاقة البلدين، والايجابية الاساسية تتمثل في ان مبادرة الرياض عبر سفيرها تعكس رغبة المملكة في اشراك طهران في اجواء الحراك المرتقب لدول الخماسية.

ماذا دار بين البخاري واماني؟

 

وقد تمحور اللقاء حول نقطتين اساسيتين: الاولى، لم تأخذ حيزا كبيرا من النقاش، وترتبط بالاستحقاق الرئاسي، ووضع البخاري نظيره الايراني في اجواء التحرك، دون ان يقدم جديدا في الموقف السعودي من الاستحقاق، لكن حاول «جس نبض» طهران ازاء اي اقتراح محتمل من «الخماسية» حول «الخيار الثالث»، فكان الجواب الايراني الروتيني نفسه، طهران لا تتدخل في خيارات حزب الله، وما يراه مناسبا يفعله.

 

اما ملف الحرب الدائرة على الحدود، فعبر البخاري عن قلق بلاده من توسع الحرب في ظل ارتفاع حدة التهديدات الاسرائيلية، ووجود مؤشرات تشير الى ان استمرار الحرب في غزة قد يطول، ولهذا طرح اسئلة عن مدى امكانية التوصل الى تسوية لفصل ملف غزة عن الملف اللبناني، ملمحا الى ان «الخماسية» ستحاول الدفع نحو هذا الامر. ووفقا لتلك الاوساط، عبّر السفير الايراني عن حرص بلاده على امن لبنان، ورغبتها بعدم توسع الحرب، لكنه شدد على ان المشكلة تبقى في استمرار العدوان على غزة، ويجب حل المشكلة لا النتائج.

المواجهات مستمرة جنوبا

 

ميدانيا، استهدف حزب الله تجمعا لجنود العدو الاسرائيلي في محيط موقع الراهب ‏‏بالأسلحة المناسبة وأصيب اصابة مباشرة. كما استهدف قوّة من الجمع الحربي «الاسرائيلي» في مرتفع أبو دجاج ‏‏بالأسلحة المناسبة وأصيبت إصابة مباشرة. وكانت المقاومة اعلنت انها هاجمت عند منتصف ليل الأحد – الاثنين، ‌قوّة «إسرائيلية» في محيط ثكنة زرعيت بالأسلحة الصاروخية، كانت تتحضّر لتنفيذ عدوان داخل ‏الأراضي اللبنانية، مما أدى إلى وقوع ‏إصاباتٍ مؤكدة في صفوفها. وقد نعى حزب الله ثلاثة شهداء على طريق القدس علي سعيد يحيى «جواد» من بلدة الطيبة، سامح أسعد أسعد «أبوتراب» من بلدة كفركلا، حيدر حسين ابراهيم «ساجد» من بلدة العديسة في جنوب لبنان.

… وكذلك الاعتداءات

 

واستمرت الاعتداءات «الاسرائيلية» على وتيرتها، حيث استهدف القصف أطراف بلدة مارون الراس وعيترون، وبلدتي يارين والبستان، وسهل مرجعيون. وشن الطيران الحربي المعادي غارة جوية على اطراف  بلدة شيحين دمرت منزلاً من طبقتين. كما شن غارة على مروحين، وأخرى على الطيبة قرب مركز للدفاع المدني، وقصفت مدفعية العدو أطراف بلدتي حولا وميس الجبل وتلة العزية في أطراف دير ميماس، واستهدفت المدفعية ايضا بلدة كفركلا بالقذائف الفوسفورية، وسط عملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة من المطلة باتجاه البلدة.

 

كما سقطت قذائف فوسفورية على بلدة عديسة عند حدود بلدة كفركلا. واستهدف جيش العدو الاسرائيلي تلة العويضة في محيط بلدة الطيبة بعدد من القذائف.

 

ونفذ الطيران عدوانا جويا حيث استهدف بغارة جوية منزل المواطن س- ياغي في بلدة طيرحرفا مطلقا باتجاهه صاروخين من نوع جو- ارض ، مخلفا فيه اضرارا كبيرة. واطلقت مسيرة صاروخا خلف معتقل الخيام – وادي العصافير، كما قصفت المدفعية تلة العويضة من جهة الطيبة. ايضا، أطلقت مسيرة “إسرائيلية” صاروخا على غرفة سكنية داخل مشروع زراعي في محلة آبل القمح خراج بلدة الوزاني من دون تسجيل إصابات.

«هلع» لدى المستوطنين

 

في هذا الوقت، اعرب نحو 40 بالمئة من مستوطني الشمال الذين أَخلوا المنطقة منذ بداية الحرب، أو تم إجلاؤهم منها، انهم لن يعودوا الى المستوطنات، وكشف استطلاع أجراه مركز المعرفة الإقليمي في الكلية الأكاديمية «تل حي» ومجموعة السلطات في الجليل الشرقي، «أنّ نحو 60% فقط متأكدون من أنّهم سيعودون عندما ينتهي القتال، وأنّ 4 من كل 10 تم إجلاؤهم لن يعودوا». تلك أرقام مقلقة جدا بحسب الاعلام «الاسرائيلي» .

 

وأظهر الاستطلاع أنّ العامل الذي سيساهم أكثر في شعور مستوطني الشمال بالأمن هو إبعاد قوات حزب الله عن الحدود الشمالية، مع ضمان عدم عمله في المنطقة منزوعة السلاح في لبنان، وفقاً لقرار الأمم المتحدة رقم 1701، وأيضاً ضرب بنيته التحيتة.

انهيار نفسي واقتصادي

 

في هذا الإطار، كشف الاستطلاع عن صورة مقلقة عن الوضع النفسي والاقتصادي لمستوطني الجليل الشرقي، وأظهر الاستطلاع أنّ 54% من المستوطنين الذين أخلوا منازلهم بشكل مستقل، وليسوا في بيئة مجتمعية أو يتلقون دعماً نفسياً منظماً يعانون مشاعر ما بعد الصدمة. وأفاد ما يقرب من 90% من أصحاب الأعمال والعمال المستقلين في الجليل الشرقي عن إلحاق ضرر بمدخولهم بعد الحرب، إذ يواجه ما يقارب نصفهم انخفاضاً يزيد عن 50% في دخلهم خلال هذه الفترة.

خطر الصواريخ الدقيقة

 

وفي هذا السياق، تحدّثت صحيفة «إسرائيل هيوم» عن ضرورة إجراء استعدادات تشمل ملاجئ ضخمة وفرق إنقاذ وتنسيق مع سلطات المستوطنات، في حال توسّعت الحرب مع حزب الله. ومن جهته اعرب الوزير السابق في حكومة الاحتلال الإسرائيلي مئير شطريت، عن قلقه إذا وقعت حربٌ مع لبنان، وقال «إنّ صواريخ حزب الله لن تصل إلى كريات شمونة فقط، بل ستطال تل أبيب وديمونا، وأيّ مكان في العمق الإسرائيلي».

لا اضراب للمدارس اليوم

 

في هذا الوقت، انتهى «الكباش» بين المدارس الخاصة ونقابة العلمين الى اتفاق ابعد «كأس» الاضراب عن المدارس اليوم، وخرج «دخان الابيض» من وزارة التربية بعد ساعات من «حبس الانفاس» انتهت بالتوقيع على اتفاق يقضي بالتزام اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة بتمويل صندوق التعويضات بمبلغ ٦٠ مليارًا شهريًا ، من أجل زيادة رواتب الأساتذة المتقاعدين بنسبة ستة أضعاف. وبناء عليه اعلنت نقابة المعلمين، أن اليوم الثلاثاء هو يوم تدريس عادي في المدارس الخاصة، مع حرصها التام على تنفيذ هذا الاتفاق بما يضمن حصول الزيادة على رواتب الأساتذة المتقاعدين ابتداء من نهاية هذا الشهر. وتعهدت بمتابعة النضال من أجل تحسين ظروفهم المعيشية، إلى حين إقرار سلسلة رتب ورواتب جديدة تحفظ كرامة جميع المعلّمين.

 

وكان لافتا تراجع نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض عن قراره عدم التوقيع على الإتفاق، الذي قضى بتخصيص إتحاد المؤسسات التربوية الخاصة للأساتذة المتقاعدين عن كل تلميذ 900 ألف ليرة بدلاً من مليون ليرة، وعلم انه اخذ تعهدا من إتحاد المؤسسات التربوية الخاصة بتأمين مبلغ الـ600 مليار الفارق.

افلاس المصارف؟

 

ماليا، يعقد اجتماع اليوم بين حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري وممثلين عن “جمعية المصارف” التي يعترض اصحابها على نية “المركزي” تعديل التعميم 151 الذي يسمح بدفع مبلغ 150 دولارا اضافيا للمودعين. وعلم في هذا السياق، ان المصارف  ستبلغه رفضها القرار، لان تطبيقه سيؤدي برأيها الى افلاس عدد من المصارف، لانها لن تكون قادرة على الحفاظ على التوازن الحالي في تأمين السيولة بالدولار للمودعين، الذين يملكون حسابات ما قبل الازمة. تنتظر جمعية المصارف توضيحات من منصوري “لتبني على الشيء مقتضاه”!