Site icon IMLebanon

الديار: القرار الاميركي ــ الاوروبي بشطب حماس يفرمل الرئاسة والتهدئة جنوبا

 

 مصادر عليمة: لم يبحث اي طرف مع طهران الانضمام الى الخماسية

 سجالات شعبوية وغياب النقاش العلمي بارقام الموازنة والعجز والضرائب والحلول – رضوان الذيب

 

نصيحة واحدة نقلها الموفدون الامميون الى حزب الله من هوكشتاين الى لودريان وما بينهما زوار بريطانيا وقبرص والمانيا وايطاليا «اوقف جبهة الجنوب ودعم حماس وخذ البلد والرئاسة ورفع العقوبات»، هذه الاغراءات كلها رفضها حزب الله واكد على وحدة المسار والمصير مع غزة، عندها اعتمد مسار دولي اخر في الضغوطات والتهديدات قائم على ابعاد حزب الله مسافة عدة كيلومترات عن الحدود، لكن الموفدين الدوليين والعرب فوجئوا براديكالية الرئيس نبيه بري وجوابه القاطع «تقريب الليطاني الى الحدود اسهل من انسحاب حزب الله عدة كيلومترات عن الحدود» عندها عاد مسار التهديدات الاميركية – الاوروبية للارتفاع بتدمير لبنان واعادته الى العصر الحجري وبث اجواء اعلامية تهويلية على الشعب اللبناني بقصف محطات الكهرباء والماء والبنى التحتية، هذا المسار التهديدي ما زال قائما حتى الان، وكرره المسؤولون الاسرائيليون امس، وطالب رؤساء سلطات محلية من المناطق القريبة من الحدود مع لبنان نتنياهو وكابينت الحرب بتسوية المنطقة الممتدة من الخط الحدودي حتى 10 كيلو مترات داخل لبنان بالارض، من اجل التخلص من التهديد المباشر على البيوت الذي تشكله الصواريخ المضادة للدروع التابعة لحزب الله، كما حذر وزير الخارجية الاسرائيلية من ان لبنان سيدفع الثمن اذا لم يتراجع حزب الله عن الحدود، واستبعد الوصول الى وقف لاطلاق النار.

 

وحسب مصادر سياسية رفيعة، فان مواقف الرئيس نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب والحكومة مجتمعة بالاضافة الى مواقف وليد جنبلاط وسليمان فرنجية وجبران باسيل والكتل النيابية ومعظم القوى السياسية الداخلية حصن الموقف اللبناني في وجه الضغوط الخارجية ومنع اللعب على التناقضات الداخلية كما حصل خلال حرب تموز، وادى تعامل حزب الله الاستثنائي مع جبهة الجنوب والحرص على عدم توسعها والحفاظ على البلد ومصالحه، الى ضبط خطاب المعارضين لحزب الله نسبيا وابقائه تحت السقف، باستثناء مواقف سامي الجميل الاخيرة وبعض النواب التغيريين في جلسة الموازنة امس، هذا النهج في التعامل المعتدل ترجم اعلاميا ايضا من المحطات التلفزيونية الذين سخروا شاشاتهم لنقل عمليات المقاومة في الجنوب.

 

وفي المعلومات المؤكدة، ان قوى 8 اذار وزعت تعاميم داخلية بتجنب الانتقادات للمملكة العربية السعودية في الاطلالات الاعلامية ودعم مواقفها الرافضة للدخول في احلاف خارجية ضد اليمن وعدم المشاركة في الغارات الاميركية البريطانية على الحوثيين، وهذا ما جعل التحركات ضد اليمن تفتقر الى الغطاء العربي، وقد ابلغ السفير الايراني اماني السفير السعودي البخاري في لقاء الخيمة باليرزة تاييد طهران ودعمها للمواقف السعودية من النزاع الدائر في البحر الاحمر والوقوف الى جانبها في وجه اية ضغوط كما ان الموقفين الايراني والسعودي يلتقيان على ضرورة وقف اطلاق النار في غزة كمدخل لسحب كل التوترات الحالية في المنطقة وينسقان على اعلى المستويات في هذا الملف، كما ان الرياض رفضت طلبا اميركيا بتاجيل فتح السفارة في دمشق، بعد ان عرقل الضغط الاميركي اعادة الامور الى مسارها الطبيعي بين البلدين منذ القمة العربية.

 

والسؤال، هل تؤدي الاجواء الايجابية بين طهران والرياض الى فتح خيوط التواصل بين السفير السعودي البخاري وحارة حريك؟ وهل يتحرك الاصدقاء المشتركون على خط العلاقة بعد سحب الكثير من الملفات التي ادت الى انقطاع التواصل، رغم ان هذا الامر ما زال من المبكر التطرق اليه وتناوله والسؤال ايضا، هل ينعكس التواصل الايراني السعودي المصري على ملف رئاسة الجمهورية ايجابا؟

الحرب طويلة

 

المصادر السياسية في بيروت تجزم بان الاصرار الاميركي البريطاني الفرنسي على شطب حماس من المعادلة الداخلية الفلسطينية يعرقل الحلول في الملف الرئاسي وكل الملفات اللبنانية والاقتصادية والمالية والنازحين وصولا الى ملفات المنطقة، ومن جاء الى لبنان من موفدين اجانب تجنبوا الاحاديث الرئاسية مطلقا وركزوا على امن المستوطنات وما تعانيه اسرائيل، فالقرار الاميركي الاوروبي واضح ومعلن، لا تراجع عن القضاء على حماس وشطبها وابعاد قياداتها الى الجزائر مع كوادرها العسكرية والامنية او قتلهم اذا رفضوا واصروا على القتال، وما زالت اميركا متمسكة حسب قيادات فلسطينية في بيروت بابعاد حماس عن اي حل مقترح لمستقبل غزة، ونشر قوات دولية واقامة ٤ مناطق عازلة، على ان يتولى الامن على معبر رفح قوات مشتركة مصرية _ اسرائيلية، هذا النهج الاميركي – الاسرائيلي – البريطاني المدعوم فرنسيا يجعل الحرب طويلة وقاسية ومفتوحة على كل الاحتمالات والجبهات «يا قاتل يا مقتول»، ولاخيار امام الشعب الفلسطيني وحماس الا القتال حاليا، وهذا يفرض الابقاء على جبهات الاسناد مشتعلة من الجنوب الى سوريا والعراق واليمن دفاعا عن غزة.

 

وحسب المصادر الفلسطينية في بيروت، فان محور المقاومة لديه خطوطه الحمراء ايضا بمنع سقوط غزة حتى لو تدحرجت الامور الى حرب شاملة والكلمة للميدان حتى اشعار اخر، والحلول مؤجلة، حتى اقتراح الهدنة لشهرين رفضته حماس مقابل الافراج عن معظم الرهائن.

جلسة الموازنة

 

غابت النقاشات العلمية عن بنود الموازنة واستغل الموالون والمعارضون الذين حضروا الجلسة اجواء النقل التلفزيوني للادلاء بمطولات انشائية حملت رسائل سياسية وغابت عنها النقاشات لبنود الموازنة المتعلقة بالارقام وكيفية تغطية العجز وتمويل المشاريع وحل قضية الودائع والمصارف ومعالجة الازمة المالية والتعامل مع البنك الدولي، واكتفى النواب بملاحظات عامة عن فشل الحكومة وكب الاتهامات. حضر الجلسة نواب القوات والتيار والتغييريون، ومن الطبيعي ان يكهرب ذلك اجواء الجلسة ويفجر سجالات عنيفة وينقل الخلافات الى داخل المجلس النيابي، وقد بدا السجال الحاد بين عدد من نواب كتلة التنمية والتحرير والتغيريين، بعد اصرار النائب ملحم خلف على الكلام في بداية الجلسة واعتبارها غير دستورية قبل انتخاب الرئيس اولا، لكن بري تمسك باعطائه حق الكلام بعد انتهاء ابراهيم كنعان من تلاوة مسودة الموازنة، فرفض خلف بشدة، عندها قال له بري: «لن اجعل منك بطلا ولن اخرجك من الجلسة» رد النائب فراس حمدان «ما حدا بيطلع حدا» عندها ارتفع الصراخ وقال علي حسين خليل «صرنا سنتين متحملينكن، ما بقا بدنا مسرحيات، ارطة مافيات» فردت بولا يعقوبيان «مطلوب للعدالة وعم يحكي عن المافيات» فرد خليل «جماعة تافهين» عندها حصل هرج ومرج، وانسحب ملحم خلف من الجلسة، ولوحظ ان خليل وفراس حمدان خرجا من الجلسة واجتمعا في احد المكاتب وعادا سوية الى القاعة العامة، واللافت ايضا، ان باسيل طلب من بري عبر احد نوابه الكلام في بداية الجلسة، فرد بري «ما عندي مشكل حلها مع جورج عدوان»، كما حصل سجال بين الرئيس ميقاتي ونائب رئيس المجلس الياس بو صعب حول طريقة تعامل ميقاتي مع وزير الدفاع، وقال لميقاتي «لو كان وزير الدفاع مسلما هل تعامله بنفس الطريقة التي تتعامل بها مع الوزير موريس سليم المسيحي» ورد ميقاتي بعنف على كلام بو صعب . فيما شطب بري من كلام النائب ابراهيم كنعان «دولة بلا شرف».

 

اما الجلسة المسائية، كان نجمها جبران باسيل وكرر مواقف التيار الرافض للتشريع في غياب رئيس الجمهورية منتقدا بعنف الحكومة ورئيسها وتجاوزها للدستور كما طالت انتقاداته القوات اللبنانية، وردت النائبة غادة ايوب على كلام باسيل وحملت التيار الوطني ما حل في البلد، فيما حيا النائب سجيع عطية شهداء غزة والمقاومة في الجنوب وصمود الجيش اللبناني وتضحياته.

اللجنة الخماسية

 

مصادر مطلعة على الاجواء الايرانية اكدت لـ»الديار»، ان انضمام ايران للجنة الخماسية كلام محلي، واعلامي داخلي، وان اي طرف حتى الرياض لم تبحث في انضمام طهران الى الخماسية، والجميع يعرف جيدا ان الولايات المتحدة الاميركية تدير الخماسية فكيف يمكن انضمام ايران اليها، هذا الموضوع لم يبحث مطلقا، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط قال اثناء العشاء في السفارة الايرانية «لا يوجد حل للموضوع الرئاسي دون التفاهم مع ايران» ولم يتطرق مطلقا الى الخماسية وانضمام ايران اليها كما اوردت العديد من الوسائل الاعلامية .

 

وقالت مصادر عليمة بالملف الرئاسي، في الحقيقة، ليس هناك تحركات جدية للجنة الخماسية كما نعلم، والاتصالات يقوم بها عدد من السفراء في بيروت وليست جديدة، وكشفت المصادر العليمة، ان واشنطن والرياض تعارضان بالمطلق التوجهات القطرية التي حملها الموفد القطري، واذا افترضنا انه حصل لقاء للسفراء الخمسة في بيروت لم يحدد موعده بعد، و حصل التوافق على ورقة موحدة بعد اجتماعات، وتم رفعها الى وزراء خارجية الدول الخمس، هذا يتطلب وقتا طويلا، والسؤال، هل ستناقش الورقة قبل احداث غزة او بعد وقف النار؟ هذا اذا اتفق الوزراء على موعد محدد للاجتماع في ظل التطورات في المنطقة؟ ولذلك، وحسب المصادر العليمة، ليس هناك تطورات استثنائية في الملف الرئاسي، «ما في شي» وليس هناك اي تطور في القريب العاجل يستدعي هذا الضجيج الاعلامي، والتسريبات محلية بالمطلق واستنتاجات اعلامية، ولاتوجد طبخة رئاسية على النار حاليا.

حركة جنبلاط

 

حركة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط منسقة كليا مع الرئيس نبيه بري، وفي القاموس السياسي لجنبلاط لايوجد نصف استدارة مهما كان حجم من تخلى عنهم في منتصف الطريق، لان شعاره الان «فلسطين اولا» وتحت هذا الشعار تناول العشاء في السفارة الايرانية واطلق المواقف المزعجة للعديدين، وزار فرنجية وكرامي وارسلان، فهل يصل مجددا الى دمشق؟ علما ان اوساط اللقاء الديموقراطي تؤكد ان الزيارات ستشمل جميع الاطراف اللبنانية دون استثناء من اجل تحصين البلد في هذه الظروف، ولذلك يدعو جنبلاط الى الاسراع بانتخاب الرئيس ولا مشكلة عنده في الاسم مطلقا، خصوصا انه وضع جمهوره في اجواء غير مريحة كليا خلال جولاته في الجبل، داعيا الى الوحدة والاستعداد لاستقبال النازحين اذا تطورت الحرب في الجنوب، والاحتمال وارد جدا في ظل حكم المجانين في اسرائيل، مشددا على امكانية تجاوز المرحلة بالتنسيق مع السيد حسن نصرالله والرئيس بري.

رئاسة الاركان

 

لا جديد على صعيد رئاسة الاركان، بعكس كل الاجواء الايجابية التي سادت خلال اليومين الماضيين، وما زال التيار الوطني متمسكا بانتخاب الرئيس اولا، ووزير الدفاع لن يقدم اي اقتراح بالتعيين، حتى التباينات الدرزية على الاسم ما زالت قائمة مع ميل الحزب الديموقراطي اللبناني الى تعيين العميد باسل الاحمدية، اما الحزب التقدمي الاشتراكي فيعتبر ان الكرة في ملعب ميقاتي لجهة طرح الملف في الجلسة القادمة للحكومة وتامين الثنائي الشيعي والمردة النصاب.