Site icon IMLebanon

الديار: بايدن سيردّ على مقتل عسكريين اميركيين في الاردن تحت سقف عدم توسيع الحرب

 

 تحرّك رئاسي جدّي لسفراء «الخماسية» مع إستبعاد الأسماء

مقترح باريس الأمني لوقف النار في غزة يشمل على مراحل تسليم المدنيين والمجندين والجثامين – صونيا رزق

 

ما زالت مؤشرات إتساع الحرب على الحدود اللبنانية الجنوبية تطغى على ما عداها، بالتزامن مع المساعي الخارجية لعدم تمدّد تلك الحرب، والدخول على خط الوساطات للجم التدهور الامني والاعتداءات الاسرائيلية اليومية على القرى الحدودية، والتي تستتبعها ردود عسكرية من قبل المقاومة على المنطقة الشمالية، وسط التهديدات الاسرائيلية المتكرّرة وآخرها ما قاله وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت «أن جيشه سيتحرك قريباً جداً في الشمال، وانه ابلغ الجنود المتمركزين قرب الحدود مع غزة، أنهم سيغادرون المنطقة للانتقال الى هناك إذ سيتم تعزيز تلك المنطقة»، فيما الواقع يؤكد بأنّ الرد لطالما كان مناسباً من جنوب لبنان على تلك التهديدات اليومية، بالتزامن مع رفض الشروط من قبل حزب الله، والتي تتضمّن سحب عناصر الحزب للابتعاد عن الحدود، لمسافة آمنة لطمأنة سكان المستوطنات للعودة الى مناطقهم وتثبيت الامن وفق ما يقول الاسرائيليون.

 

وفي جديد المواقف من أمن المنطقة، اعلن الرئيس الأميركي جو بايدن مساءً انه اتخذ قراره بشأن طبيعة الرد على الهجمات، التي قتلت عسكريين أميركيين في الاردن، وقال: «لا نريد حرباً واسعة النطاق في الشرق الأوسط»، مما يعني انّ الرد سيكون تحت سقف عدم توسيع الرد، لكن أين سيكون موقع وتوقيت هذا الرد؟.

 

وعلى الخط السياسي الرئاسي، إنشغل في الامس سفراء اللجنة الخماسية اي الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية ومصر وقطر، وإنطلقوا من عين التينة حيث زاروا رئيس مجلس النواب نبيه بري، وأكدوا توحيد موقفهم ضمن جو إيجابي وودّي، لم يتم التطرق خلاله الى الأسماء لا من قريب ولا من بعيد، كما قال السفيران المصري والفرنسي بعد اللقاء.

 

اما الرئيس برّي فقد إستفسر منهم حول ما يردّد من رفض بعض الدول لأسماء رئاسية، فكان الجواب أن الدول لن تدخل في الأسماء، على ان يعقد السفراء لقاءات مع عدد من المسؤولين اللبنانيين، من ضمنهم رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب، بالإضافة الى قيادات سياسية، مع تشديد السفراء على عدم إخضاع الاستحقاق الرئاسي، لأي بازارات مرتبطة بملفات أخرى.

تواصل بين البخاري وأماني

 

الى ذلك أشارت مصادر سياسية مطلعة لـ «الديار» الى انّ طهران على خط التواصل والتشاور مع اللجنة الخماسية، والسفير السعودي في لبنان وليد البخاري يتولى هذه المهمة مع السفير الإيراني مجتبى أماني، خصوصاً بعد اللقاء الذي جمعهما، وبأنّ شهر شباط سيكون حافلاً بالتحرّك الرئاسي، على أمل ان يكون الداخل اللبناني على السمع، ويجري سلسلة تشاورات للتوافق على إسم الرئيس، خصوصاً انّ الخيار الثالث مطروح من قبل «الخماسية»، وإن لم يصرّح وزراؤها في العلن، لانّ لا حل كما يبدو في حال إستمر التعنّت والتمسّك بمرشح لا يرضي الفريق الاخر والعكس صحيح، كما انه في حال نجحت الوساطة وتحقق وقف إطلاق النار في غزة، وجرت تسوية في المنطقة، فبالتأكيد سيولد الحل الرئاسي سريعاً في لبنان، لانّ كل شيء مرتبط بالوضع العسكري والامني.

تعنّت الموالاة والمعارضة

 

داخلياً افيد وفق المعلومات، بأنّ التفاؤل على لسان السفراء خلال مغادرتهم عين التينة، لن يبقى مطوّلاً، خصوصاً حين سيلتقون القيادات اللبنانية من موالاة ومعارضة، حيث سيحملون معهم الخيار الرئاسي الثالث، غير الموافق عليه من قبل الثنائي، الذي يستمر بتمسّكه بمرشحه رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية ولن يتنازل عن دعمه، كذلك المعارضة التي ووفق ما قال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، في آخر حديث له، بأنّ المعارضة ما زالت داعمة لترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، اي انّ التحدي المتبادل ما زال قائماً، ولن يكون هنال توافق على المرشح الثالث إلا اذا فُرض، وكانت هنالك ضمانات، لذا وإنطلاقاً من عدم وجود اي تفاهم حتى اليوم على إسم الرئيس المرتقب، ووفق ما نقلت المصادر السياسية لـ «الديار» على ما يجري رئاسياً في الخارج، بأنّ توافقاً فرنسياً وسعودياً على إسم قائد الجيش العماد جوزف عون، فيما ما زالت قطر مصرّة على دعم المدير العام للامن العام بالانابة اللواء الياس البيسري، أما مصر فإهتمامها يصّب حالياً في خانة المركز الثالث، اي هوية رئيس الحكومة المرتقب في العهد الجديد، فيما الولايات المتحدة فتشدّد على تنفيذ القرار1701 منعاً لتفاقم الحرب.

وساطات للجم التدهور العسكري

 

وفي هذا الاطار تتواصل الوساطات الخارجية لضبط الوضع الامني، ومنع تطوره خوفاً من تداعياته الخطرة، وعلى صعيد الداخل نُقل عن مصدر وزاري بأنّ الرئيس نجيب ميقاتي أجرى اتصالات دولية خلال الايام القليلة الماضية، للعمل على منع حصول حرب كبيرة على لبنان، واشار المصدر الى انّ حراك ميقاتي نجح في لجم إتساعها.

مقترح فرنسي لوقف إطلاق النار

 

وعلى خط غزة، أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، أنّ الحركة تلقت مقترحاً من باريس لوقف إطلاق النار وستدرسه للرد عليه، ورأى أن أولوية «حماس» إنهاء الهجوم العسكري «الإسرائيلي» وانسحاب الاحتلال بالكامل من غزة. وأفاد بأن «حماس» منفتحة على كل الأفكار التي من شأنها أن تؤدي إلى إنهاء العدوان على غزة وتأمين إيواء النازحين.

 

وفي السياق اشار مسؤول كبير في «حماس» الى انّ مقترح باريس يشمل 3 مراحل: الإفراج عن المدنيين كالنساء والأطفال والمرضى، وإطلاق سراح كل المجندين والمجندات، أما المرحلة الثالثة فتشمل تسليم الجثامين.

كيف بدا المشهد الجنوبي؟

 

عسكرياً الوضع الجنوبي الى تفاقم، والقصف الإسرائيلي اليومي على القرى الحدودية بدأ صباح امس بإطلاق نيران الرشاشات الثقيلة، باتجاه أطراف بلدة عيتا الشعب، مع تحليق للطيران الاستطلاعي فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط وصولا الى مشارف مدينة صور، بالتزامن مع إطلاق القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الازرق.

 

كما شهد يوم أمس سلسلة غارات اسرائيلية، إستهدفت أطراف بلدة ميس الجبل وعيتا الشعب في قضاء بنت جبيل، كذلك منطقة الوادي بين بيت ليف وياطر، وعصراً شنّت غارة على منطقة الوعر الواقعة بين بلدتي بيت ليف وياطر. وليلاً سُجلّت غارات اسرائيلية على بلدة الخيام.

 

على الخط المقابل، صدر بيان عن المقاومة الاسلامية جاء فيه: «دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة ‌‌‌‏والشريفة، استهدفت ‌‌‌‌‌‌‏‌‏‌‌‌‏قوة ‏القناصة عند الساعة ‌‎ الواحدة والربع ‎من بعد ظهر يوم ( امس) الثلاثاء تجهيزات تجسّسية مقابل قرية الوزاني، وحققت فيها إصابات مباشرة. كما اطلقت قذائف من جنوب لبنان في إتجاه عرب العرامشة في الجليل الغربي».

لا جلسة حكومية بعد

 

حكومياً ، لم يحدّد بعد الرئيس ميقاتي موعداً للجلسة التي من المنتظر ان تبحث في ملف الزيادات على الرواتب والاجور، ومعاشات التقاعد للمدنيين والعسكريين،على وقع اضراب الادارة العامة الذي بدأ يوم أمس ويستمر حتى التاسع من شباط المقبل.

اضراب الادارة العامة شلّ البلد

 

بالتزامن مع دعوة رابطة موظفي الإدارة العامة الى الإضراب، بدءاً من يوم امس ولغاية التاسع من شباط ، اعلن تجمّع موظفي الدولة بأن لا سقف للاضراب ونطالب بـ600 دولار كحد أدنى للرواتب.وفي صيدا تمثلت اولى التحركات بالتزام الموظفين قرار الاضراب، وسجلت جميع ادارات محافظة لبنان الجنوبي، تأييدها التحرّك باقفال مكاتبها، باستثناء المنطقة التربوية التي تنشغل بتسليم لوائح الطلاب تمهيدا لتحضيرات الامتحانات الرسمية.

 

كما التزمت هيئة إدارة السير والآليات (النافعة) فروع صيدا النبطية وزحلة الإضراب التام، كذلك التزم موظفو سرايا جونيه الاضراب، فاقفلت دوائر المساحة والعقارية والقائمقامية والمالية، والإدارات الرسمية في سرايا الهرمل.

 

ومساءً اعلن موظفو قصور العدل الإعتكاف والإضراب في كل لبنان إبتداءً من غد الخميس، على أن يقتصر العمل في القضايا في اليوم الأخير من المهلة القانونية في كل ملف قضائي فقط.

اعتصام في بيروت رفضاً لوقف تمويل «الأونروا»

 

وضمن الاعتصامات ايضاً، نظم «العمل الجماهيري» في حركة «حماس» اعتصاماً أمام مقر وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» في بيروت، رفضاً لقرار عدد من الدول المانحة بوقف تمويل الوكالة، شارك فيه ممثلون عن الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية، وحشد من اللاجئين من لبنان والنازحين الفلسطينيين من سوريا، حيث حمل المعتصمون يافطات ورفعوا شعارات، تندّد بهذا القرار وتؤكد تمسكهم بدور «الاونروا» حتى العودة.

 

والقيت كلمات وصفت القرار بالخطير الموجّه بشكل أساسي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، ورأى المتحدثون بأن قيام 12 دولة بوقف تمويل الأونروا خلال 48 ساعة، دليل على استخدام ضغوط هائلة على هذه الدول، لتنفيذ مخطط كبير يهدف الى معاقبة الفلسطينيين في قطاع غزة، وفرض برنامج حكومة نتنياهو التي تعمل على تهجير أهلها او منعهم من العودة إلى مناطقهم.