نواف سلام رئيساً لمحكمة العدل الدولية لثلاث سنوات… وتقدّم بشأن ملف تبادل الأسرى
جلسة حكومية غداً على وقع اعتصام العسكريين المتقاعدين… وموظفو الخلوي يواصلون إضرابهم – صونيا رزق
لا يمّر اسبوع إلا وتكون ملائكة الام الحنون فرنسا حاضرة في لبنان، عبر احد مسؤوليها او عبر الوساطات في المنطقة، او من خلال الرسائل شبه اليومية، في محاولة لضبط الوضع اللبناني من ناحية تبريد الاجواء الجنوبية، والتدخل للجم التدهور العسكري على الحدود، مع محاولة تنشيط الملف الرئاسي الجامد والمحتاج الى تدخلات دولية لحلحلته، وآخر حضور فرنسي برز في الامس، من خلال زيارة وزير الخارجية ستيفان سيجورنيه، الذي وصل إلى لبنان بعد زيارة «اسرائيل» ومصر والأردن، وذلك في محاولة لوقف الحرب الاسرائيلية على غزة من جهة، وبين حزب الله و «اسرائيل» من جهة اخرى، تحت عنوان الحل الديبلوماسي والتفاوضي لوقف التدهور العسكري.
والتقى سيجورنيه رئيس المجلس النيابي نبيه برّي ، وبعد الاجتماع لم يصدر أيّ تصريح رسمي عن الطرفين، لكن ووفق المعلومات فعلى أجندة الوزير الفرنسي بنود عديدة، ابرزها تطبيق القرار 1701، ومنع تمدّد الحرب، مع تحذير اسرائيلي وجهه الى المسؤولين اللبنانيين بضرورة وقف عمل المقاومة في منطقة جنوب الليطاني. كما نقل رسالة مباشرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بأن بلاده سيكون لها دور مركزي في أي حل سياسي مستقبلي في لبنان.
الى ذلك، شدّد سيجورنيه خلال جولته على المسؤولين اللبنانيين، على ضرورة ايجاد حل ديبلوماسي بين لبنان و «اسرائيل»، كما دعا الى الالتزام بالمحافظة على أمن القوات الدولية «اليونيفيل» لتمكينها من ممارسة دورها بالكامل وتطبيق القرار 1701 لتحقيق الامن.
الوزير الفرنسي في السراي
بعد عين التينة انتقل الوزير الفرنسي الى السراي، للقاء رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، حيث أفاد انّ زيارته الى لبنان تندرج في اطار جولة على عدد من الدول، في سياق المساعي لوقف الحرب في غزة، وحفظ الاستقرار في لبنان وابعاد الاخطار عنه. ورأى ان انتخاب رئيس جديد للبنان، مسألة اساسية لمواكبة الاستحقاقات الكبيرة التي يشهدها لبنان والمنطقة، وشدّد على أولوية حفظ التهدئة في الجنوب.
بو حبيب: «اسرائيل» لن تربح الحرب
كما زار سيجورنيه وزارة الخارجية، حيث التقى الوزير عبدالله بو حبيب، الذي اشار الى انّ الفرنسيين تهمهم سلامة لبنان، والوزير الفرنسي نقل الجو «الاسرائيلي» بإعادة المستوطنين الى قراهم، بينما نريد سلاماً كاملاً وانسحاباً كاملاً، وقال: «الحوار دائم مع حزب الله على مستوى الخارجية ورئاسة الحكومة ولا خلاف معه اطلاقاً»، ولفت الى « انّ اسرائيل لن تربح الحرب لو وقعت، مع الاعتراف بقدرتها الهائلة على التدمير، ونقترح المساعدة من قبل المجتمع الدولي لتأمين وجود اكبر للجيش لتجنيد 7 الاف عنصر، ولبنان يصرّ على ضرورة انسحاب «إسرائيل» من كامل الأراضي اللبنانية».
في السياق افيد، وفق المعلومات، بأنّ فرنسا أبلغت المسؤولين اللبنانيين استعدادها والمجتمع الدولي لمساعدة الجيش عتاداً وتدريباً، مع تقديم الدعم اللوجيستي والمالي عند انتشاره على الحدود الجنوبية، كما شدّدت على تكريس الاستقرار في الجنوب، انطلاقاً من تعزيز دور الجيش اللبناني، وعمل قوات الطوارئ الدولية ووقف العمليات العسكرية، وإمكانية إعادة تفعيل عمل لجنة مراقبة اتفاقية نيسان 1996 التي كانت فرنسا شريكة فيها، الى جانب أميركا مع لبنان و «إسرائيل».
وزير خارجية مصر في بيروت اليوم
وعلى الخط الديبلوماسي ايضاً، يصل مساء اليوم الاربعاء وزير الخارجية المصري سامح شكري، في إطار توافد السفراء لمنع انجرار لبنان الى الحرب وحلّ العقدة الرئاسية. على ان يلتقي رئيسي مجلس النواب والحكومة ووزير الخارجية، مع الإشارة الى انّ مصر هي احدى الدول الخمس المنضوية ضمن اللجنة الخماسية الدولية، المعنية بأزمة الانتخابات الرئاسية اللبنانية.
هذا الزخم الدولي الذي يشهده لبنان عبر قدوم الموفدين الغربيين والعرب، ينظر اليه لبنان بكثير من المخاوف، اي ان يكون هذا الزخم كمَن سبقه حركة بلا بركة، لا ينتج منه اي شيء، فبعد زيارتي وزيري خارجية بريطانيا دافيد كاميرون وهنغاريا بيتر سيارتو، وحراك سفراء اللجنة الخماسية لحل ازمة الرئاسة، من دون اي ان يصلوا الى بداية خاتمة لحل هذه المعضلة، تضاءلت نسبة نجاح تلك المحاولات، وبقي الاستحقاق الرئاسي في الأدراج، ما يشير الى فشل المفاوضات التي تحمل في طياتها شروطاً ليست يالسهلة، لوقف الحرب على الحدود او على الاقل عدم اتساعها، مما يطلق المخاوف من استمرار النزف الجنوبي حتى اجل بعيد، وان يستمر لبنان وجنوبه في دفع الاثمان الباهظة.
سلام رئيساً لمحكمة العدل الدولية
في إيجابية لافتة لمنصب دولي للبنان، انتخبت محكمة العدل الدولية في لاهاي امس القاضي نواف سلام رئيساً لها لفترة ثلاث سنوات، إثر انتهاء ولاية الرئيسة الأميركية القاضية جون دونوغيو، ليصبح بذلك ثاني عربي يترأس هذه المحكمة منذ انشائها عام 1945 بعد وزير خارجية الجزائر الأسبق ورئيس المحكمة الدستورية فيها محمد بجاوي.
وكان سلام انضم في العام 2018 الى هذه المحكمة، التي تتألف من 15 قاضيا يتم انتخابهم من قبل مجلس الامن والجمعية العامة للأمم المتحدة.
ومحكمة العدل الدولية تُشكّل أعلى سلطة قضائية في العالم ممّا أكسبها لقب محكمة العالم، والجدير بالذكر بأنّ وزير خارجية لبنان الأسبق فؤاد عمون عمل أيضاَ قاضياً في هذه المحكمة بين عامي 1965 و 1976 وانتخب نائباً للرئيس فيها.
وكان سلام قد شغل قبل ذلك منصب سفير لبنان لدى الأمم المتحدة بين 2007 و2017، ومثّله في مجلس الامن خلال ولايته فيه عامي 2010 و2011 وترأس أعمال هذا المجلس في شهري أيار 2010 وأيلول 2011.
أجواء التفاؤل تبدّدت…
في موازاة ذلك، أشارت مصادر سياسية مواكبة لما يجري في المنطقة، الى تبديد اجواء التفاؤل الني كانت سائدة، لانّ الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين لم يعلن عزمه زيارة بيروت بعد انتهاء محادثاته في تل ابيب، ما لم يكن يحمل مقترحاً جديداً الى المسؤولين اللبنانيين، خصوصاً بعد رفض حزب الله إبلاغ هوكشتاين أي جواب قبل وقف النار في غزة، لذا لم يعرّج كبير مستشاري الرئيس الأميركي على العاصمة اللبنانية، مما يعني ان لا جديد في الافق وتهدئة الجبهة الجنوبية لم يحن موعدها بعد، في انتظار التسوية والديبلوماسية والتفاوض لوقف إطلاق النار، التي يجب ان تكون عادلة وليس على حساب لبنان.
رد إيجابي من «حماس»
وعلى خط ملف تبادل الاسرى، أعلنت حركة حماس مساءً في بيان «أنها سلّمت ردّها حول اتفاق الإطار للإخوة في قطر ومصر، وذلك بعد إنجاز التشاور القيادي في الحركة، ومع فصائل المقاومة»، واشارت الى «أنها تعاملت مع المقترح بـروح إيجابية بما يضمن وقف إطلاق النار الشامل والتّام، وإنهاء العدوان على شعبنا، وبما يضمن الإغاثة والإيواء والإعمار ورفع الحصار عن قطاع غزة، وإنجاز عملية تبادل للأسرى».
جلسة حكومية غداً
حكومياً، يعقد مجلس الوزراء بهيئة تصريف الأعمال جلسة في التاسعة والنصف من صباح غد الخميس في السراي، لبحث مواضيع في جدول الاعمال، وتحضيراً للجلسة زار الرئيس ميقاتي يوم أمس عين التينة حيث التقى الرئيس برّي، وافيد بأنّ الجلسة ستبحث ملف زيادة رواتب القطاع العام.
تحرّك واسع للعسكريين المتقاعدين
ضمن إطار المطالب المعيشية المحقة والمطالبة بالحقوق، شهد صباح أمس تحركاً واسعاً وتجمّعاً كبيراً للعسكريين المتقاعدين أمام مدخل مرفأ بيروت ومبنى الـ TVA، احتجاجاً على عدم تحقيق الحكومة لمطالبهم وحقوقهم برواتب تسمح لهم بعيش كريم، وقد أشعلوا الاطارات لمنع اي احد من دخول المرفأ، وسُجلّت زحمة سير خانقة في المحلة.
الى ذلك، أكد المعتصمون أنّ جلسة مجلس الوزراء لن تنعقد غداً الخميس، في حال عدم الاستجابة لمطالبهم، ومنها راتب اقله 500 دولار اميركي شهرياً مع حقهم من كل رتبة بـ85 في المئة. كما طالبوا الحكومة بإلغاء الامتيازات مثل المساعدات الاجتماعية والسلفة على الرواتب، وبدل النقل غير القانونية دستورياً واستبدالها بسلسلة رتب ورواتب تكون منصفة ومتساوية للجميع. ودعوا الموظفين في الخدمة للوقوف الى جانبهم، والحكومة لاعادة النظر بالرواتب قبل 2019.
في السياق اعتصم العسكريون المتقاعدون ايضاً عند مستديرة النور في طرابلس، وعلى أوتوستراد البالما، ما أدّى إلى قطع السير على المسلك الجنوبي المؤدي إلى بيروت.
إضراب موظفي الخلوي يتواصل
وتحت أعباء المطالب ايضاً، يواصل موظفو شركتي الخلوي «ألفا وتاتش» منذ يوم الاثنين إضرابهم، بهدف تصحيح رواتبهم واستيفائها كاملة بالدولار الفريش، الى جانب توقيع عقد العمل الجماعي. وقد توقفت أعمال خدمات الزبائن، وأقفلت متاجر الشركتين في بيروت والمناطق، وتوقف توزيع الخطوط والبطاقات المسبقة الدفع وأعمال الصيانة.
وطالبت نقابة موظفي ومستخدمي القطاع الخلوي في بيان «عدم المسّ في حقوقهم ومكتسباتِهِم، وإلَّا ستَكون مضطرة للجوء إلى خطواتٍ تصعيدية نظراً لخطورة هذا الموضوع، ناهِيك بأنَّ موظفي القطاع حتى اليوم، لا يتقاضون رواتبهم بقيمتها الفعلية، ومع ضَرائب موازَنة سنة 2024 عندما تُنشَر قريباً، ستتآكل رواتبهِم أكثر فأكثر».
كهرباء لبنان تلغي بدل التأهيل
بعد المطالبة بضبط فاتورة كهرباء لبنان المرتفعة جداً، أعلنت مؤسسة كهرباء لبنان في بيان، عن إلغاء بدل التأهيل وإلغاء الـ 20 في المئة المضافة على سعر منصّة صيرفة في الفاتورة الكهربائية، وتخيير المشترك بين تسديدها بالدولار أو بالليرة اللبنانية.