حركة الموفدين بلا بركة والمطارنة الموارنة: التفاوض بشان الترسيم من اختصاص الرئيس
الحريري يحشد لذكرى 14 شباط… والموظفون ينتظرون الحكومة اذا اجتمعت – رضوان الذيب
نتنياهو يبحث عن صورة النصر بالسيطرة على خان يونس ورفح وهما معقلا قادة حماس قبل الموافقة على وقف اطلاق النار لحماية موقعه السياسي وعدم محاسبته عن الاخفاقات والدخول الى السجن، ولذلك اعطى الاوامر لجيشه بشن عملية واسعة هي الاكبر على خان يونس ورفح وارتكاب المجازر لدفع الفلسطينيين للمغادرة الى مصر واحداث توازنات جديدة لمصلحته بالتزامن مع الاتصالات بشأن وقف اطلاق النار واعلان الهدنة، وقد نفذ الجيش الاسرائيلي اوسع عملية عسكرية بحرية وبرية وجوية منذ طوفان الاقصى ضد خان يونس ورفح خلال الايام الماضية وتم قصفها بمختلف العيارات المدفعية، وعجز جيش الاحتلال عن التقدم مترا واحدا جراء المواجهات البطولية والالتحامات وعدم اخلاء المقاومة اي موقع مهما كانت النتائج، وسقط للعدو ضباط كبار نعاهم نتنياهو شخصيا، هذا العجز سيزيد من مازق رئيس حكومة العدو وبات خروجه من الحياة السياسية مطلبا اسرائيليا شاملا.
وحسب مصادر فلسطينية في بيروت، المقاومة انتصرت، وبعد ان كان المطلب الاسرائيلي انهاء حماس وقتل قادتها واخراجهم من غزة، فان المفاوضات تجري حاليا بين قادة العدو وقيادة حماس التي تضع شروطها على اية اتصالات، وحسب المصادر الفلسطينية في بيروت، فان الخلافات الإسرائيلية تعيق التوصل الى وقف شامل لاطلاق النار، والجميع الان ينتظر كيف ستتصرف اسرائيل في المرحلة القادمة؟ وحتما لن تتخلى عن اسلوب الاغتيالات وهذا يفرض اقصى درجات الحيطة والحذر، وبالتالي فان الاسبوعين القادمين حاسمان لجهة مسار المرحلة المقبلة وتحديد شكلها، ونتنياهو يريد مهلة الاسبوعين لتحقيق صورة النصر وحصل عليها.
حركة موفدين بلا بركة
عجقة موفدين في بيروت من عرب واجانب، بلا بركة، وقبل وقف شامل لاطلاق النار في غزة وموافقة حماس عليه فان جبهة الاسناد الجنوبية ستبقى مشتعلة لو جاء العالم كله من بلينكن الى وزراء خارجية فرنسا والمانيا وايطاليا واسبانيا وقطر ومصر، هذا هو موقف المقاومة منذ اليوم الاول لطوفان الاقصى وما زال ساري المفعول، ولن يتبدل، رغم حجم الضغوطات الهائلة التي لم يصل صداها الى حارة حريك ولن يصل، حتى سياسة « الجزرة» التي اعتمدها البعض وتحديدا الاميركيين لم تؤد مبتغاها، مما جعل هوكشتاين يتريث في زيارة لبنان حاليا ويمدد العمل بالمقايضة التي رسمها في زيارته الاولى مع الرئيس نبيه بري «بعدم توسيع رقعة الحرب « والباقي تفاصيل، اما فيما يتعلق بما نقله الوزراء الاوروبيون والعرب من مقترحات اسرائيلية بضرورة ابتعاد حزب الله مسافة 7 كيلومترات عن الحدود، فسمعوا ردا رسميا على رفض هذا الطرح والاملاءات الاسرائيلية، والتاكيد على وحدة الموقف الرسمي مع حزب الله والرئيس بري، والرئيس ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب كانا واضحين جدا مع الزوار الفرنسيين والعرب لجهة التاكيد بان حزب الله لن يبتعد عن الحدود حتى كيلومترا واحدا، وانتهت النقاشات عند هذا الحد، ومن الطبيعي ان يتعرض موقفي ميقاتي وابو حبيب لانتقادات عنيفة من قوى 14 اذار.
وفي المعلومات، ان الموفدين تطرقوا الى الملف الرئاسي عرضيا، من باب المواصفات والتمنيات والنصائح وسط خلافات تعصف باركان الخماسية، وكل المواعيد التي اعطيت لاجتماع الخماسية منتصف شباط لم يتم تاكيدها بعد، حتى اجتماع الرياض، فيما الخلاصة الوحيدة لاجتماعات السفراء في بيروت عبرت عنه السفيرة الاميركية بوضوح: «القرار لنا، ممنوع الاجتهاد وتجاوز موقفنا، نحن نبلغ ولا نتبلغ، نحن من يحدد الزيارات والمواعيد» ردا على تحديد السفير السعودي موعدا مع بري لسفراء الخماسية دون التشاور مع السفيرة الاميركية، مما ادى الى الغاء الموعد الاول الذي رتبه البخاري.
مجلس المطارنة الموارنة
من جهته، ايد مجلس المطارنة الموارنة في اجتماعه الشهري برئاسة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي مواقف البطريرك الرافضة للمتاجرة بحياة الجنوبيين، وطالب المطارنة بالسهر على المنطقة الحدودية وتنفيذ القرار 1701، وامل المطارنة في تعزيز الأجواء السياسية والدولية لتنفيذ القرار.
كما تابع المطارنة الموارنة، تحرك اللجنة الخماسية مع الأمل بالوصول إلى خاتمة سريعة وايجابية والاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية.
وحذر المطارنة الموارنة من المحاولات الدولية والمحلية لتمرير ترسيم مشبوه للحدود بين لبنان واسرائيل خال من اي ضمانات دولية واضحة، والتفاوض في هذا الشأن يبقى من اختصاص رئيس الجمهورية.
عودة الحريري
عودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت ستعيد النكهة الى الحياة السياسية والحيوية الى الشارعين السني والوطني بشكل عام، فقرار العودة اتخذ وسيلبي سعد الحريري نداء الجماهير المشاركة في مهرجان 14 شباط بالبقاء في بيروت والتراجع عن تعليق العمل السياسي والتحضيرللعودة الى السراي الحكومي مع العهد الجديد.
وفي المعلومات، ان الحريري لم يكن ياخذ قرار العودة وممارسة النشاط السياسي، لولا الموافقة السعودية و»قبة الباط «دون ان يعني ذلك ازالة الجفاء معها في ظل الكم الهائل من الملفات المتشعبة العالقة بينهما.
وفي المعلومات، ان الرئيس الروسي بوتين تدخل شخصيا في هذا الملف مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لترتيب اوراق الحريري في الرياض ونجح في ذلك، وان مستشار الحريري الروسي جورج شعبان لم يهدا بنقل الرسائل بين الحريري في الامارات ونائب وزير الخارجية الروسي لشؤون الشرق الاوسط بوغدانوف على مدى الشهرين الماضيين، ونقل بوغدانوف الى القيادة السعودية تمسك الحريري بالعلاقة مع الرياض والعمل ضمن الثوابت السياسة السعودية التي ردت بعدم الممانعة في العودة الى بيروت.
وفي المعلومات، ان عودة الحريري تاتي بالتزامن مع النهج السعودي الجديد في التعامل مع ازمات المنطقة، والانفتاح على ايران وروسيا والصين ورفض الدخول باحلاف عسكرية ضد الحوثيين ووصول القائم بالاعمال السعودي الى دمشق السبت رغم المعارضة الاميركية، بالاضافة الى المقاربة الجديدة للملف اللبناني القائمة على الانفتاح على الجميع، فالحريري دفع ثمن السياسات السعودية المتشددة ضد حزب الله منذ العام 2015 ورفضه خوض المواجهة معه على الارض وتدمير البلد، وستساعده السياسة السعودية الجديدة تجاه محور المقاومة على تجاوز الكثير من الملفات الداخلية بمقاربة مختلفة والعمل بظروف مريحة.
وفي المعلومات، ان موسكو ستشهد محطات لبنانية قريبا مع سعد الحريري ووليد جنبلاط وغيرهما، والرئيس بري الذي كان اول المرحبين بعودة الحريري قادر على اعادة خطوط التواصل بين الرجلين، وتبقى المشكلة امام رئيس المستقبل بالشريك المسيحي في ظل القطيعة مع القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر.
وفي المعلومات، ان استعادة الدور والوهج الداخلي والعربي والدولي مرهونة بقدرة الحريري على الحشد الجماهيري في 14 شباط والقول للجميع: القرار لي سنيا؟ وعندها ستفتح كل الابواب التي اقفلت منذ سنوات وسنوات، والجميع بانتظار 14 شباط، حيث بلغ الاستنفار لدى كوادر المستقبل اقصى درجاته مع رفع الصور والشعارات وتامين النقل المجاني من كل المناطق الى بيروت؟
في مجال اخر، تواصلت اجراءات وزير التربية عباس الحلبي بحق موظفي تيار المستقبل في الوزارة كما اعلن مسؤولون عن التيار الذين كشفوا عن فشل المساعي لترتيب الامور مع الاشتراكي، وكان الحلبي استغنى عن الموظفة في لجنة المعادلات هناء عمار من تيار المستقبل بعد اتهامها بتسريب فضيحة التزوير لطالبة عراقية مؤخرا، وكان قد استغنى قبلها عن المسؤولة عن لجنة المعادلات امل شعبان من تيار المستقبل ايضا، كما تم التعرض لموظف من التيار.
مجلس الوزراء ومطالب عمالية بالجملة
ينتظر الموظفون والمتقاعدون المدنيون والعسكريون نتائج جلسة مجلس الوزراء في السراي الحكومي اليوم وما تقره من تقديمات مالية وتعديلات على الرواتب والاجور، وسط تخبط مالي واقتصادي واضراب شامل يشل كل قطاعات الدولة مصحوبا بتباينات هائلة في الارقام حول الكلفة الاجمالية للزيادات نتيجة موازنة مبتورة تخلى عنها الجميع. وينتظر الموظفون الجلسة الحكومية اذا عقدت، وعلى ضوء ذلك يحددون الخطوات القادمة خصوصا ان بعض الوزراء نقلوا للموظفين تاكيدات على عجز الدولة عن تلبية كل المطالب وما تنتظروا «المعجزات».
وتعقد الحكومة جلستها، وهي مطوقة بسلسلة تحركات واحتجاجات امام السراي مترافقة مع تهديدات من تجمع المتعاقدين العسكريين بقطع الطرقات المؤدية الى السراي ومنع عقد جلسة الحكومة، هذا ما سيؤدي الى حصول مواجهات مع القوى الامنية.
وفي المعلومات ان القيمين على تجمع المتعاقدين العسكريين انجزوا كل التحضيرات لتامين اوسع مشاركة في تحركات اليوم وتامين اكبر حشد من المتقاعدين.
ورغم تطمينات الرئيس ميقاتي ان الزيادات ستقر بمفعول رجعي بدءا من 1/12 /2023 لكن عدم الثقة بوعود الدولة دفع المتظاهرون الى عدم التراجع عن تحركاتهم.
وفي المعلومات المؤكدة، ان العديد من الوزارات يتم فيها ادخال موظفين بالفاتورة او شراء خدمات او ابتداع وسائل معينة برواتب تتجاوز ما يتقاضاه الموظفون الدائمون.
الانتخابات البلدية
يؤكد مصدر في وزارة الداخلية، انه تم تحديد مواعيد الانتخابات البلدية على 3 مراحل في 12و19 و26 ايار المقبل مع استثناء الاحد في 5 ايار بسبب عيد الفصح لدى الطائفة الارثوذكسية، وقد عممت وزارة الداخلية القوائم الانتخابية وتقوم باعداد الامور اللوجيستية.
وتؤكد مصادر وزارية، ان الاحداث في الجنوب والاعتداءات الاسرائيلية هي العقبة الوحيدة التي يمكن ان تؤدي الى تأجيل الانتخابات البلدية بعد اقرار الموازنة تكاليف اجراء الانتخابات، لكن الحسم النهائي يعود الى القرار السياسي والتوافق على انجاز هذا الاستحقاق…