IMLebanon

الديار: «الاونروا» قنبلة موقوتة في لبنان بعد آذار

 

 ارتفاع في وتيرة التصعيد بانتظار هدنة غزة وواشنطن اكثر تواضعا ازاء 1701

 الفشل في اسقاط المسيرات وخطر العتمة الشاملة يثيران الرعب في كيان الاحتلال – ابراهيم ناصرالدين

 

مقابل الارباك والتخبط الحكومي في التعامل مع الملف المالي في الادارة الرسمية حيث الفوضى تعم القطاع المشلول بعد التعامل مع الموظفين «شي بسمنة وشي بزيت»، حافظت الجبهة الجنوبية على وتيرة تصعيد مرتفعة نسبيا، لكنها مضبوطة على ساعة توقيت المفاوضات المستمرة بزخم اميركي مستجد في القاهرة للتوصل الى هدنة في غزة قبل شهر رمضان المقبل. وبانتظار الرد اللبناني الرسمي على الورقة الفرنسية بشأن القرار ١٧٠١ التي تضمنت عدة بنود لإنهاء التصعيد على الحدود، والذي سيتضمن تاكيدا على الحل الشامل لا المؤقت، ربطا بجبهة غزة، يواصل المبعوث الاميركي عاموس هوكشتاين حراكه في «الكواليس» لصياغة التفاهمات المفترضة «لليوم التالي» لوقف النار. ووفقا للصيغة الاولية التي اطلعت عليها جهات رسمية لبنانية، لا يتضمن تشددا في انسحاب حزب الله الى شمال الليطاني. ومقابل تعزيز انتشار الجيش اللبناني، باتت واشنطن اكثر تقبلا لفكرة الحصول على ضمانات مشابهة لمرحلة ما بعد حرب تموز 2006، وذلك لانعدام الخيارات وضيق الهامش امام «اسرائيل» التي يخشى مستوطنوها «العتمة» الشاملة، ويعجز عسكريوها عن ايجاد حل لمسيرات المقاومة التي نجحت في تجاوز مختلف المنظومات الدفاعية.

 

ووفقا للمعلومات، فان الطرح الذي سيعيد الهدوء الى الجنوب في المرحلة المقبلة، ينطلق من القرار 1701 دون تعديل جوهري فيه بل سيصار الى تنفيذه «عمليا» على الارض. فاذا كان الجيش واليونيفيل انتشرا جنوبي الليطاني بعد العام 2006، فما سيحصل هو تعزيز الانتشار العسكري بعد دعمه، ماليا وماديا ولوجستيا، ولن يتراجع عمليا حزب الله الى شمالي الليطاني، وما سيكون على الارض عودة الى تفاهمات ما قبل السابع من تشرين الاول الماضي كمرحلة اولى، وبعدها سيتم الانتقال الى المرحلة الثانية التي تشمل التفاهم على الحدود البرية.

تهديدات ومخاوف اسرائيلية

 

في هذا الوقت جدد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو تهديداته بالامس بشن حرب لاستعادة الهدوء في الشمال دون اغفاله المسار السياسي، فيما حذر رئيس الحكومة الاسرائيلية الاسبق ايهود اولمرت من الايديولوجية المتطرفة التي تدير حكومة الحرب ولم يستبعد ان يتسبب الوزراء المتطرفين بمن فيهم نتانياهو باشعال حرب «يأجوج ومأجوج» تشمل الضفة الغربية والجبهة مع لبنان التي شهدت 10عمليات نوعية للمقاومة استهدفت ثلاث منها مباني تحصن فيها جنود في ثلاثة مستوطنات ما ادى الى احتراق مبنى بشكل كامل.

حدود التصعيد المرتقب؟

 

وفي هذا السياق، توقعت مصادر معنية بملف الجنوب ان تشهد الايام المقبلة تصعيدا على الحدود الجنوبية مع اصرار حزب الله على منع قوات الاحتلال من فرض قواعد جديدة للاشتباك من خلال استهدافات محددة لاهداف في المستوطنات، وصفت بالدقيقة والمؤلمة، بعد غارات الغازية، خصوصا ان قيادات عسكرية اسرائيلية اقرت بالامس بصعوبة اعتراض الطائرات المسيرة والتي تحمل «بصمة» شبه معدومة راداريا، ونجحت في اختراق كافة الانظمة الاعتراضية وهي تصل الى اهدافها بسهولة.

نيران على وقف التفاوض!

 

في المقابل، واصل جيش الاحتلال خرق قواعد «اللعبة»، وما حصل في كفررمان بالامس، دليل عملي على ذلك، لكن الارتقاء في تبادل «الرسائل النارية» يبدو انه لن يخرج عن السيطرة راهنا، في وقت تشهد فيه المفاوضات الاقليمية والدولية حول مصير غزة وصفقة تبادل الاسرى بين «اسرائيل» وحركة حماس محاولات جدية لاحداث خرق نتيجة جهود جدية يبذلها الفريق الامني المخابراتي الاميركي بقيادة رئيس وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز، ومشاركة مستشار الرئيس جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك.

المعركة الديبلوماسية

 

ووفقا للمعلومات، تدور معركة دبلوماسية شاقة في القاهرة بين رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية وكبار المسؤولين في المخابرات المصرية الذين يلتقون بدورهم مع ماكغورك فيما توجه بيرنز الى باريس، للتشاور في كيفية انهاء ملف الاسرى والتهديدات الاسرائيلية بالهجوم على رفح ، وقد أبلغ وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت، ماكغورغ، ان حكومة الحرب منحت وفدها المفاوض تفويضا اوسع بغية التوصل الى اتفاق. وبالانتظار، ستكون الجبهة في الجنوب امام تصعيد ناري متبادل في اطار الضغط على مسار التفاوض ومحاولة كل طرف ان تكون له «الكلمة» الاخيرة في حال نجحت الاتصالات في التوصل الى هدنة.

الخوف من «العتمة» في «اسرائيل»

 

في هذا الوقت، اقر وزير الطاقة الإسرائيلي بان منشآت الطاقة مهدّدة في حال تصاعد المواجهة في الشمال مع حزب الله لكنه حاول طمأنة المستوطنين الخائفين بالقول «لا حاجة للقلق نحن جاهزون». من جهته قال رئيس مستوطنات خط المواجهة، موشيه دافيدوفيتش، إنه وبعد أربعة أشهر ونصف من قتال الحكومة والجيش، لا يوضحون للسكان خططهم ولا يضعون جدولاً زمنياً مخططاً أو مقدراً لإعادة سكان الحدود الشمالية إلى بيوتهم. دافيدوفيتش الذي يشغل أيضاً رئيس المجلس الإقليمي «متيه آشر» على الحدود مع لبنان، أضاف أن الحكومة تخشى من أن تعد السكان بالأمن، لذا تطلق تصريحات غامضة وتختبئ وراء الجيش. وقال «رئيس الحكومة، نتنياهو، كان هنا وضرب على الطاولة ووعد بأن يعدّ وزير المالية خطة اقتصادية تهتم بنا خلال عشرة أيام» ومنذ ذلك الحين، مر 45 يوماً ولم يحدث شيء. ليس السنوار وحده من قُطع معه الاتصال، وبيبي أيضاً». ووصف الأجواء السائدة في أوساط السكان بـ «الخوف الفظيع»، وقال «من الواضح لنا جميعاً أن حزب الله يمكنه فعل أمور أسوأ من الأمور التي فعلتها حماس في 7 تشرين الأول».

شلل في المستوطنات

 

وبعد تقييم للوضع، قرر جيش الاحتلال إغلاق المزيد من الطرقات في إصبع الجليل بسبب الوضع الأمني حتى إشعار آخر. ووضعت لافتة عند مدخل «كريات شمونة» تفيد عن حظر دخول المستوطنين إلى منطقة الشريط الأمني حتى عودة الأمن إلى مدن الشمال. كما أفاد الإعلام العبري عن إقبال كبير على شراء المولدات الكهربائية في إسرائيل خشية من سيناريو العتمة.

نتانياهو واستعادة الامن؟!

 

في هذا الوقت، جدد رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، تهديده بعمل عسكري لإعادة الأمن على الحدود مع لبنان إذا لزم الأمر، وقال: لدينا هدف بسيط في الشمال هو إعادة السكان. وأضاف، في حديث مع جنود إسرائيليين بمنطقة جبل الشيخ قرب الحدود اللبنانية: من أجل القيام بذلك، يجب علينا استعادة الأمن، وهذا سيتحقق ولن نتهاون في هذا الأمر، سنحقق هدفنا بإحدى طريقتين: عسكريا إذا لزم الأمر، ودبلوماسيا إن أمكن. وخاطب نتنياهو حزب الله، قائلا «عليه أن يفهم أننا سنعيد الأمن، آمل أن يتم فهم هذه الرسالة هناك».

اولمرت والحرب الدموية

 

من جهته، حذر رئيس الحكومة الاسرائيلية الاسبق ايهود اولمرت من حرب دموية شاملة في المنطقة ستؤدي الى سفك الكثير من الدماء ولن تؤمن الامن «لاسرائيل»، وقال «ان الهدف الأسمى للثنائي، بن غفير وسموتريتش، ليس في المقام الأول احتلال قطاع غزة، وليس هو المأمول لمجموعة الحالمين المسيحانيين الذين سيطروا على الحكم في دولة إسرائيل. فالهدف النهائي لهذه الزمرة هو تطهيرالضفة الغربية من السكان الفلسطينيين، وتطهير المسجد الأقصى من المصلين المسلمين وضم الضفة الغربية لدولة إسرائيل وهذا الهدف لن يتحقق بدون مواجهات عنيفة وواسعة النطاق. انها حرب يأجوج ومأجوج، حرب الجميع ضد الجميع. في الجنوب وفي القدس وفي أراضي الضفة، وعلى الحدود الشمالية أيضاً».

لا يريدون حلا في الشمال؟

 

ووفقا لاولمرت، يمكن محاولة التوصل إلى تفاهمات مع لبنان حول حل قضية الحدود، التي قد تهدئ النار التي اشتعلت هناك وجعلت عشرات آلاف الإسرائيليين يهربون من بيوتهم، لكن بن غفير وسموتريتش لا يريدان تهدئة الحدود الشمالية يقول اولمرت، فالحرب هناك ستعزز الادعاء بأنه لا مناص من القضاء على كل الأعداء، في كل الجبهات وفي كل القطاعات، بأي ثمن وهذا المسار سينتهي بالكثير من سفك الدماء».

ترميم اميركي للردع الاسرائيلي

 

في هذا الوقت، وفي مقال يعكس التورط الاميركي المباشر في الحرب الاسرائيلية، وفي محاولة لاعادة ترميم منظومة الردع، اشارت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» الى ان حزمة المساعدات الأميركية بقيمة 14 مليار دولار «لإسرائيل» تم إعدادها بهدف حرب متعددة الجبهات وليس من اجل غزة فقط وهذه المليارات ستنفق لتعزيز الدفاعات الجوية الإسرائيلية، ومخزونات الذخيرة وأنظمة الأسلحة، وهي تتضمن تخصيص 4 مليارات دولار لشراء أنظمة مضادة للصواريخ قصيرة المدى لنظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي «القبة الحديدية». كما أنها تمول نظام مقلاع داود الذي يعترض الصواريخ متوسطة إلى طويلة المدى. وهناك 1.2 مليار دولار أخرى مخصصة لنظام مضاد للصواريخ «الشعاع الحديدي» الذي لا يزال قيد التطوير. وسيستخدم هذا النظام أشعة الليزر لإسقاط التهديدات المحمولة جواً والتي تتراوح من الطائرات دون طيار إلى قذائف الهاون والصواريخ المضادة للدبابات والصواريخ!

تشييع واعتداءات

 

وفيما شيّع الجنوب شهيدتي مجدل زون خديجة سلمان والطفلة امل الدر في ظل أجواء من الحزن الشديد، جدد الطيران الحربي الإسرائيلي استهداف مناطق بعيدة عن الحدود، وقد ادى استهداف مبنى سكني في بلدة كفررمان بصاروخين الى سقوط شهيدين وعدد من الجرحى، ووفقا للمعلومات، استهدفت الغارة الطابق الأخير من مبنى وسط حي سكني على أوتوستراد كفررمان- مرجعيون، بصواريخ ذكية، ما أدى إلى تدميره، كما أصيبت منازل مجاورة بأضرار. وقد استهل جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته بقصف مدفعي على تلة الحمامص وأطراف بلدات راميا وعيتا الشعب وراشيا الفخار ووادي حسن في مجدل زون ترافق مع تحليق مكثف للطيران الحربي في أجواء الجنوب وصولاً إلى جبل لبنان أتبعها بغارات على كفركلا والخيام ومارون الراس وخرق لجدار الصوت فوق القرى الحدودية.

عمليات المقاومة

 

في المقابل، استهدف حزب الله مقر قيادة اللواء الشرقي 769 في ثكنة عسكرية في «كريات شمونة»، ومبنى آخر يتموضع فيه جنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة «كفريوفال» قبالة الوزاني. وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى إصابة المنزل بصاروخ مضاد للدروع أطلق من لبنان، كما أصاب صاروخ آخر مضاد للدروع أطلق من لبنان منزلاً في «كريات شمونة» من دون انطلاق صفارات الإنذار. وأفاد الإعلام العبري عن إطلاق صواريخ في اتجاه منطقة «هاردوف» في مزارع شبعا كما اعلن حزب الله استهداف موقعي رويسات العلم والسماقة وثكنة «برانيت»، وكذلك استهدفت صواريخ موقع حانيتا الاسرائيلي، ومساء اعلن حزب الله استهداف مبنى يتحصن فيه جنود إسرائيليون في مستوطنة المنارة.

«قنبلة» الاونروا ؟!

 

في هذا الوقت، قد تنفجر «قنبلة» اجتماعية موقوتة في لبنان بعدما حذرت مديرة مكتب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) امس من أن الوكالة ليس لديها «خطة بديلة» لما بعد شهر آذار المقبل، في حال تمسك الدول المانحة، التي أوقفت تمويلها في أعقاب اتهامات إسرائيلية، بتعليق التمويل. وقالت «نتمنى أن يشير أكبر عدد ممكن من المانحين للوكالة إلى أنهم يعيدون النظر في تجميد التمويل، وأنهم سيعيدون تمويل الوكالة بطريقة نتمنى ألا تجعلنا نواجه مشكلة في التدفق النقدي، وأن تستمر الخدمات من دون انقطاع». وقالت «ليس لدينا خطة بديلة وقد لا يتمكن مكتب «الأونروا في لبنان» بالفعل من تمويل التوزيعات النقدية الفصلية لنحو 65 في المائة من اللاجئين الفلسطينيين؟!

تخبط حكومي يشل الادارات

 

داخليا، وفي انتظار ما ستحمله جلسة مجلس الوزراء بعد ظهر اليوم من جديد على مستويي مشروع القانون المتعلق بمعالجة أوضاع المصارف في لبنان وإعادة تنظيمها ومصير الحوافز الاضافية التي تم تخصيصها  لبعض موظفي الادارة العامة دون سواهم، اوقف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي امس القرار، بعدما اثار القرار الفوضى والغضب في مختلف قطاعات الادارة العامة،عطّلت عجلة العمل في مؤسساتها بما فيها الاعلامية وسط تصعيد واسع نفذه العسكريون المتقاعدون الذين تظاهروا مطالبين بالمساواة والعدالة،على أن يستكمل البحث في هذا الملف برمته في جلسة مجلس الوزراء اليوم من خارج جدول الاعمال.

«الكيل بمكيالين»

 

وكانت قضية موظفي القطاع العام قد تفاعلت بعد المعلومات عن تقديم حوافز مالية بالدولار الأميركي من قرض للبنك الدولي بقيمة 34 مليون دولار لموظفي وزارة المال ورئاستي الجمهورية والحكومة فقط من دون باقي موظفي الوزارات والإدارات العامة الذين أعلنوا الإضراب العام تباعاً واعترضوا على السياسة غير المسؤولة والتمييز بين موظفي الدولة، مطالبين بتصحيح الخلل والإجحاف.

 

وقد اتصل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بوزير المال يوسف خليل وطلب منه وقف دفع الحوافز الإضافية مع مفعول رجعي، ما دفع بموظفي وزارة المال بدورهم إلى إعلان الإضراب احتجاجاً في كل المصالح والدوائر.

حركة بلا بركة

 

وفيما اعلن مندوب فرنسا في مجلس الأمن ان استقرار لبنان مهم جدا بالنسبة لباريس، شهدت الساحة الداخلية حراكا دبلوماسيا لافتا لكن دون نتائج، فبعد مغادرة وفد الكونغرس الاميركي الذي ركز محادثاته مع المسؤولين على الوضع الجنوبي وفي شكل خاص كيفية مساعدة الجيش ومسار صرف المساعدات الأميركية الممنوحة له، بعد تاجيل مؤتمر الدعم في باريس، تحرك سفراء فرنسا ومصر والولايات المتحدة في اتجاه المقار السياسية والدينية لاطلاع المسؤولين على اجواء مداولات اللجنة الخماسية، لكن المعلومات تؤكد ان هذا الحراك لا يزال دون المستوى الجدي لاحداث خرق رئاسي.