حزب الله: العدو لن يأخذ بالسياسة ما لم يأخذه بالقوة
«إسرائيل» تهدّد: أيّ هدنة في غزة لن تسري على لبنان – بولا مراد
واصل العدو الاسرائيلي تصعيد تهديداته بوجه حزب الله ولبنان يوم امس، اذ لفت ما نُقل عن وزير الدفاع «الإسرائيلي» عن نية العدو تكثيف إطلاق النار في الشمال، حتى لو أبرمت هدنة في غزة، علما ان اجواء سلبية اصلا احاطت بالمفاوضات المستمرة للتوصل لوقف لاطلاق النار في القطاع قبل شهر رمضان.
في هذا الوقت، نجحت لبنانيا المبادرة التي أطلقها تكتل «الاعتدال الوطني» بتحريك المياه الرئاسية الراكدة منذ فترة. فما فشلت بانجازه «اللجنة الخماسية»، التي حصرت عملها راهنا باجتماعات سفرائها في لبنان مع استبعاد عقد اي لقاء على مستوى وزراء الخارجية قبل تحقيق تقدم ملموس، أنجزه نواب التكتل الذين يصرون على القول انهم تحركوا من تلقاء أنفسهم، ومن دون ايعاز خارجي. وطرح تجاوب رئيس «القوات» سمير جعجع السريع مع المبادرة اكثر من علامة استفهام، خاصة وانها تلحظ جلسة تشاورية يشارك فيها ممثلون عن الكتل، فيما كان جعجع يصر على وجوب التوجه فورا الى الهيئة العامة لانتخاب رئيس، موافقا حصرا على حوارات ثنائية وثلاثية لتنسيق المواقف.
لقاء تشاوري قريباً
واكدت مصادر «القوات» لـ «الديار» ان «موقف جعجع المرحب بالمبادرة ليس تراجعا عن المبدأ الذي تتمسك به معراب الرافض للحوار الموسع»، موضحة ان «في المبادرة لا دعوة لحوار، انما الكتل والنواب هم يتداعون لجلسة في مجلس النواب، للمطالبة بجلسة رئاسية مفتوحة بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس للجمهورية، وهذا جزء اساسي من خطاب «القوات» لانتخاب رئيس، وهذا ما نريده «. واضافت المصادر «ستكون جلسة تشاور واحدة، وكل من يشارك فيها يكون التزم بجلسة لانتخاب رئيس بدورات متتالية».
من جهتها، اكدت مصادر «التيار الوطني الحر» لـ» الديار» انه «وافق على هذه المبادرة وسيشارك في جلسة التشاور، ومن بعدها بجلسة انتخاب رئيس»، لافتة الى «وجوب التدقيق ببعض مواقف رؤساء الكتل، لتبيان اذا كان هناك متغيرات خارجية قد تدفع باتجاه انجاز الاستحقاق الرئاسي».
واضافت المصادر: «نحن منذ البدء شددنا على لبننة الاستحقاق، وما يحصل اليوم ينسجم تماما مع ما ننادي به. صحيح اننا نفضل التفاهم على اسم رئيس خلال جلسة التشاور، ولكن حتى وان لم يحصل ذلك، فنؤيد الدعوة لجلسة انتخاب يصوّت خلالها كل فريق للمرشح الذي يفضله».
ويوم امس الاحد، قال جعجع: «الفريق السيادي مستعد للبحث في خيار مرشح ثالث، شرط أن يكون شخصية جدية ومستقلة، ويستطيع أن يكون رئيسا فعليا وليس مجرد صورة، لكن حزب الله لا يريد حتى هذا الخيار، وما زال متمسكا بمرشحه».
وبحسب المعلومات، سيواصل نواب «الاعتدال» الـ ٣ الذين يجولون على القيادات لقاءاتهم مطلع هذا الاسبوع ، على ان تتم الدعوة للقاء التشاوري الاسبوع المقبل، ليليها مباشرة الدعوة لجلسة انتخاب، وهذا ما يقوله النواب ان الرئيس بري تعهد به. وتقول مصادر مطلعة: «صحيح ان المبادرة نجحت بتحريك المياه الراكدة، لكن الآمال بالتوصل لانتخاب رئيس تبقى محدودة».
«اسرائيل»: سنكثف إطلاق النار في الشمال
ميدانيا، تواصلت عمليات القصف المتبادل بين حزب الله والعدو الاسرائيلي جنوب لبنان، ففيما قصف العدو تلة «شواط» في بلدة عيتا الشعب، و شرقي بلدة مركبا، ومنطقة شميس في أطراف كفرشوبا، وبرشقات رشاشة غزيرة من مستعمرة المطلة بإتجاه بلدة كفركلا ، وبتنفيذ الطيران الحربي المعادي غارة جوية إستهدفت بالصواريخ بلدة بليدا في جنوب لبنان، كما أطراف بلدة وعيتا الشعب، اصدر حزب الله بيانات متتالية افاد فيها عن استهداف تجمع لجنود العدو في محيط ثكنة «رايم» بالأسلحة الصاروخية وتحقيقه إصابةً مباشرة، كما ثكنة «زبدين» في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، ومرابض مدفعية العدو وانتشار جنوده جنوب «كريات شمونة». كذلك استهدفت المقاومة مبنىً يتموضع فيه جنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة «المنارة».
وكان رئيس تكتل «بعلبك الهرمل» النائب حسين الحاج حسن اكد أن «العدو لن يستطيع أن يأخذ بالسياسة أو المراوغة أو بالضغط والتهويل ما لم يستطع اخذه بالقوة، وأنه لم يتمكن من تغيير المعادلات أو أن يصنعها، وأن من يثبت المعادلات هي المقاومة».
وفي كلمته خلال لقاء سياسي نظمته السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال مع عشائر العيدين في بلدة عدوس في قضاء بعلبك، جدد الحاج حسن التأكيد بأن «المقاومة لن توقف العمليات قبل وقف العدوان على غزة».
بالمقابل، قال وزير دفاع العدو «سنكثف إطلاق النار في الشمال، حتى لو أبرمت هدنة في غزة حتى الانسحاب الكامل لحزب الله وعودة السكان إلى منازلهم».
واشارت مصادر مطلعة الى ان «هناك دفعا «اسرائيليا» لتفعيل العمليات العسكرية شمالي الاراضي المحتلة بوجه حزب الله» ، لافتة لـ «الديار» الى انه «وفي حال تم التوصل لهدنة تستمر شهرين، فذلك سيمكن العدو من توسيع الجبهات في لبنان للضغط على حزب الله عسكريا للتراجع الى شمالي الليطاني. لكن ما لا يدركه انه سيكون بذلك دفع بنفسه الى مستنقع لن يخرج منه حيا».
اجواء سلبيّة تحيط بالهدنة
اما في داخل الاراضي المحتلة، فقد سقط عشرات الشهداء والجرحى يوم امس الأحد، جراء غارات «إسرائيلية» على مناطق سكنية في قطاع غزة. وتحدثت وزارة الصحة في القطاع عن 7 مجازر ارتكبتها قوات الاحتلال في القطاع، راح ضحيتها 86 شهيدا و131 مصابا خلال 24 ساعة. وقالت الوزارة إن عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي ارتفع إلى 29 ألفا و692 شهيدا و69 ألفا و879 جريحا منذ السابع من تشرين الأول الماضي.
واشار الإعلام «الاسرائيلي» الى تكثيف العمليات العسكرية في قرى عبسان في منطقة شرق خان يونس.
سياسيا، دحض مصدر قيادي في حركة حماس أجواء التفاؤل بقرب التوصل لاتفاق بشأن صفقة تبادل الأسرى المحتملة، وقال انها «لا تعبر عن الحقيقة». وأضاف في بيان، ان «الحركة تعاملت مع الوسطاء بإيجابية، لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني ووقف حرب الإبادة التي يتعرض لها في غزة» ، متهما رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو بـ «التهرب من الاستجابة لأهم مطالب المقاومة المتمثلة في وقف العدوان، والانسحاب التام لقوات الاحتلال، وعودة النازحين لشمالي القطاع». وأكد المصدر أن «قتل الشعب الفلسطيني بالتجويع في الشمال، جريمة إبادة جماعية تهدد مسار المفاوضات برمته».
وكانت «هيئة البث الرسمية نقلت عن مصادر «إسرائيلية» أن «هناك تفاؤلا بأن يتم التوصل إلى تفاهمات قبل شهر رمضان الذي يبدأ خلال أقل من أسبوعين»، بيد أنها نقلت عن مسؤول أمني «أن الصفقة المحتملة لن تمنع العملية البرية في رفح جنوبي قطاع غزة».
من جهتها، نقلت القناة 12 «الإسرائيلية» عن مسؤول «إسرائيلي»، لم تكشف عن هويته، «أن هناك تقدما كبيرا وأساسا متينا للمحادثات»، معبرا عن تفاؤله بالتوصل إلى اتفاق بشأن صفقة تبادل محتملة للأسرى.
وقالت القناة «الإسرائيلية» إن مجلس الحرب قرر السماح لوفد «إسرائيلي» بالتوجه لقطر خلال الأيام المقبلة لمواصلة محادثات صفقة التبادل، مؤكدة بذلك معلومات كشف عنها مسؤولون ووسائل إعلام «إسرائيلية» أخرى يوم السبت. وفي نفس الإطار، نقلت وكالة «رويترز» عن مصادر أمنية مصرية أن قطر ستستضيف هذا الأسبوع محادثات بشأن الهدنة وتبادل الأسرى.
من جهته، ذكر نتانياهو إنه لم يتضح بعد إذا كانت المحادثات الجارية ستتمخض عن اتفاق بشأن الاسرى. ورفض نتنياهو في حديثه لشبكة «سي.بي.إس نيوز» الكشف عن تفاصيل، لكنه قال إن حركة حماس لا بد أن «تقبل بحل منطقي». ولفت الى إنه سيجتمع مع فريقه «لمراجعة خطة عسكرية مزدوجة تشمل إجلاء المدنيين الفلسطينيين، وعملية لتدمير ما تبقى من كتائب حماس». وأضاف «إذا كان لدينا اتفاق، فسيتأجل بعض الوقت لكنه سيُنجز، وإذا لم يكن لدينا اتفاق فسننجزها على أي حال».
واعتبرت مصادر مطلعة ان «العدو الاسرائيلي يراوغ بموضوع الهدنة، ولا يبدو انه يريد انجاحها» . وقالت المصادر لـ «الديار»:»لا تزال احتمالات نجاح الهدنة قبل رمضان متساوية مع احتمالات فشلها، والكرة اليوم في الملعب الاسرائيلي».