IMLebanon

الديار: حزب الله يقصف قاعدة خلال جولة لرئيس اركان العدو… وحركة اوروبية بعنوان «الحل الدبلوماسي»

 

الحكومة امام امتحان الرواتب اليوم… وتعديل تجميلي لمشروع الزيادة الأول

 مبادرة الاعتدال تعتمد على نوايا الكتل… واجواء ايجابية مفخخة بالتفسيرات والالية – محمد بلوط

 

استمر امس تصاعد حدة المواجهات بين حزب الله والعدو الاسرائيلي، ورد الحزب بشكل قوي وعنيف على الغارات التي استهدفت بعلبك وبلدات وقرى جنوبية في منطقة النبطية، فامطر قواعد ومواقع العدو بعشرات الصواريخ ما ادى الى اضرار وخسائر عديدة فيها.

 

وقصف على مرتين صباحا وبعد الظهر ردا على الغارات على بعلبك والبلدات الجنوبية بعشرات صواريخ الكاتيوشا والصواريخ الموجهة الدقيقة قاعدة ميرون للمراقبة الجوية في جبل الجرمق، ما ادى الى اضرار كبيرة فيها.

 

كما قصف بعشرات صواريخ الكاتيوشا لاول مرة مقر قيادة الفرقة 164 في جيش العدو في جعتون، محققا فيه اصابات مباشرة.

 

واعترفت وسائل الاعلام الاسرائيلية بسقوط عدد كبير من الصواريخ في المنطقة، وتكتمت بسبب الرقابة العسكرية على الخسائر.

 

والبارز امس ما نقلته وسائل الاعلام من مشاهد لصواريخ استهدفت منطقة يركا شرقي عكا، وتصدي القبة الحديدية لها وسط دوي صفارات الانذار. ولم يصدر عن حزب الله اي بيان في هذا الحدث.

 

وقالت هيئة البث الاسرائيلية ان حزب الله قصف قاعدة للجيش الاسرائيلي خلال جولة لرئيس الاركان الاسرائيلي هرسي هاليفي. ولم تشر الى الخسائر في القاعدة.

 

وكان طيران العدو شن امس غارات على البيسارية وجبشيت والمنصوري واطراف عيتا الشعب، في اطار الغارات المكثفة على مناطق مختلفة في الجنوب.

قلق دولي

 

وفي ظل هذا المشهد التصعيدي الواسع ارتفع منسوب القلق الدولي من انفجار الموقف على جبهة لبنان. وعبر قائد قوات اليونيفيل العاملة في الجنوب الجنرال اولدو لاثارو امس عن هذا القلق بقوله “ اننا نشهد خلال الايام الماضية تحولا مقلقا في تبادل اطلاق النار على الحدود الجنوبية، ونشهد الان توسعا وتكثيفا للضربات في الايام الاخيرة، ولقد واصلنا عملنا مع الاطراف لتخفيف التوترات لكن الاحداث الاخيرة لديها القدرة على تعريض الحل السياسي لهذا النزاع الى الخطر.

 

وعلمت “الديار “ ان قائد اليونيفيل اعرب عن هذا القلق خلال لقائه اولزامس الرئيس بري، كما ابلغ مخاوفه من توسع رقعة المواجهات لجهات حكومية وعسكرية.

وفود اوروبية لتغليب «الحل الدبلوماسي»

 

وفي ظل تصاعد التوتر على جبهة لبنان مع العدو الاسرائيلي، يشهد لبنان مجددا حركة موفدين اوروبيين ناشطة تحت عنوان تخفيف حدة الاحتقان وتغليب الحل السياسي والدبلوماسي لاعادة الاستقرار الى الحدود الجنوبية.

 

وعلمت “الديار” ان وفدين بريطاني ونمساوي سيزوران بيروت غدا ويلتقيان الرئيسين بري وميقاتي وعدد من المسؤولين في هذا الاطار.

 

وكان وفد امني يوناني زار الرئيس بري وبحث معه الموقف في الجنوب.

 

وفي موضوع متصل نقلت وكالة رويترز عن مصدرين امس ان حزب الله سيوقف اطلاق النار اذا ما وافقت حماس على هدنة مع اسرائيل ما لم يستمر قصف لبنان.

 

وفي اطار تصريحات قادة العدو ادعى وزير الدفاع الاسرائيلي غالانت امس “ ان حزب الله وايران يسعيان الى تحويل رمضان لمرحلة ثانية من ٧ تشرين الاول، وسنوقف ذلك “.

امتحان الحكومة وزيادة الرواتب

 

على صعيد اخر تتجه الانظار مجددا الى السراي الحكومي ومصير جلسة مجلس الوزراء المقررة عند الرابعة من بعد ظهر اليوم، وما ستقرره في شأن زيادة رواتب القطاع العام والمتقاعدين العسكريين والمدنيين، بالاضافة الى مشروع المصارف و٢٦ بندا مدرجة على جدول الاعمال.

 

وعلمت “ الديار” من مصادر حكومية انه سبق اعلان موعد الجلسة اتصالات مع الوزراء لتأمين نصابها، وعدم تكرار ما حصل بالنسبة لجلسة الاسبوع الماضي.

 

كما عقد الرئيس ميقاتي سلسلة اجتماعات على مدى الايام الثلاثة الماضية للتوصل الى صيغة حول زيادة الرواتب تحت العنوان الذي ورد في جدول الاعمال وهو “ اعطاء تعويض مؤقت لجميع العاملين في القطاع العام والمتقاعدين الذين يستفيدون من معاش تقاعدي، وتعديل تعويض النقل الشهري المقطوع للعسكريين “.

تحسينات محدودة للمشروع القديم

 

كما علمت “الديار” من مصادر مطلعة ان صيغة مشروع المرسوم الذي كان مطروحا في السابق منذ حوالي ٣ اشهر قد جرى تعديل عليها بشكل محدود، يراعي وضع الاموال المتوفرة في الخزينة والموازنة وفق مصادر حكومية، لكنه لا يلبي مطالب موظفي القطاع العام والمتقاعدين العسكريين والمدنيين.

 

واضافت المعلومات ان ما تم التوصل اليه نتيجة الاجتماعات المكثفة في الثماني والاربعين الماضية يعتبر بنظر المصادر الحكومية اقصى ما يمكن التوصل اليه في الوقت الراهن.

 

ووصفت مصادر متابعة لاجواء هذه الاجتماعات بان الصيغة المعدلة المطروحة هي عبارة عن نسخة محسنة للنسخة الاصلية في المرسوم السابق.

مشروع المصارف للترحيل والتعديل

 

وكان مصدر مقرب من رئيس الحكومة قال لـ “الديار” قبل الاعلان الرسمي عن موعد جلسة مجلس الوزراء : “ انه بالمبدأ بانتظار توفير النصاب وتأكيده فان الجلسة ستعقد بعد ظهر الغد(اليوم). وهناك مشروع اعد مع اضافة بعض التعديلات على مشروع الحوافز الاجتماعية سيقر في الجلسة اذا ما انعقدت. وهناك ايضا مشروع قانون المصارف الذي سيعرض خلال الجلسة بشكل عام، ويؤجل البت به لاستكمال البحث فيه لادخال كل التعديلات المطروحة على المشروع الاساسي. وهناك جدول الاعمال العادي الموزع والمعروف، والمسألة مرتبطة بتامين النصاب “.

 

وقال مصدر مطلع لـ “الديار “ مساء امس ان البت بالصيغة النهائية لهذا الموضوع سيكون على طاولة مجلس الوزراء، مع الاخذ بعين الاعتبار لدى الحكومة ان كل القطاع العام يجب انصافه ولكن ضمن السقف المالي المتاح والمتوافر “.

 

واكد ان هناك زيادة للمتقاعدين العسكريين والمدنيين افضل مما كان مطروحا في السابق، لكن بطبيعة الحال لا يدخل فيها بدل نقل كما الموظفين العاملين.

 

وكان مستشار الرئيس ميقاتي النائب نقولا نحاس قال “ ان مشروع المرسوم المعروض في خصوص رواتب القطاع العام على طاولة مجلس الوزراء منذ ٣ اشهر، سيعرض في الجلسة بعد أجراء تعديلات طفيفة عليه “، مضيفا ان لا حل لدينا سوى هذا الامر لان الصندوق الذي سيمول الزيادات (الخزينة) هو واحد وسيعطى منه الكل “.

 

واضاف “ ما قامت به الحكومة هو اعادة توزيع للاموال، فمن اجل تعزيز الفئات الدنيا يجب الاخذ من الفئات العليا “.

 

وقال مصدر وزاري لـ “الديار”: ان هناك توجها قويا لاقرار هذا الموضوع في جلسة الغد (اليوم) نظرا للتداعيات السلبية المتفاقمة جراء اضراب موظفي القطاع العام والشلل الحاصل في الادارات العامة والقطاعات الحيوية، وان الرئيس ميقاتي عبر في اجتماعاته الاخيرة على اهمية اقرار هذا المشروع، وعلى الاسراع في تقبيض الموظفين والعسكريين في اقرب وقت بعد ان تاخرت بسبب اصراب موظفي المالية.

اعتصام للمتقاعدين

 

وبعد اعلان موعد جلسة مجلس الوزراء اصدر تجمع العسكريين المتقاعدين بيانا رفض فيه الزيادة المقترحة التي تتضمن اعطاء ٣ معاشات اضافية للضباط و٤ للرتباء. ودعا المتقاعدين المدنيين والعسكريين الى الاعتصام في ساحة رياض الصلح مع موعد انعقاد الجلسة.

مبادرة الاعتدال :مخاوف من التفسيرات المفخخة

 

وعلى صعيد ملف رئاسة الجمهورية، واصلت كتلة الاعتدال تحركها في اطار مبادرتها الرامية الي التوصل الى مقاربة جامعة لهذا الملف يمكن ان تؤدي الى جلسة ناجحة لانتخاب رئيس الجمهورية.

 

وقال احد اعضاء الكتلة امس لـ “الديار” : ان الاجواء مع سائر الكتل والنواب الذين التقيناهم كانت جيدة، لا بل وجدنا تجاوبا مع مبادرتنا اكثر مما كنا نتوقع، وحصلنا منهم على اجوبة ايجابية ومشجعة للانتقال الى مرحلة التنفيذ وعقد اللقاء التشاوري بين ممثلي الكتل من اجل تاكيد الالتزام بالمشاركة في جلسة الانتخاب وتامين نصاب الـ ٨٦ نائبا.

 

وردا على سؤال حول درجة التفاؤل في نجاح مبادرة الكتلة، قال “ ما سمعناه من الكتل والنواب يبعث على التفاؤل، واذا ما صفيت النوايا نكون قد حققنا خرقا مهما في جدار الازمة، والنتائج ستكون في فترة قصيرة خلال اسبوعين او ثلاثة “.

 

وكانت الكتلة التقت امس كتلة اللقاء الديموقراطي، ومن المقرر ان تلتقي كتلة المردة اليوم.

 

وفي شأن اللقاء مع كتلة الوفاء للمقاومة قال عضو الكتلة النائب وليد البعريني بعد زيارة الكتلة للبطريرك الماروني بشارة الراعي في اطار زيارة الرؤساء الروحيين ان الكتلة طلبت موعدا معها، وتوقع ان يكون اللقاء الاسبوع المقبل.

 

ولفت تاكيد البعريني ان كتلة الاعتدال تحظى بدعم سائر اعضاء اللجنة الخماسية، مكررا ان الرئيس بري كان مرحبا بالافكار التي طرحتها عليك وشجعهم على التحرك.

 

والتقت الكتلة نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب، وشيخ عقل الطائفة الدرزية سامي ابو المنى.

 

وعلمت “ الديار “ ان الكتلة بعد الانتهاء من جولتها ستجتمع مجددا مع الرئيس بري لاطلاعه على خلاصة هذه الجولة قبل عقد اللقاء التشاوري الذي سيجمع ممثلي الكتل والنواب المستقلين في المجلس النيابي.

 

واضافت المعلومات ان اللقاء سيتناول طرح الاسماء المرشحة للرئاسة من قبل الكتل والنواب، وسيناقش الالتزام بتامين نصاب الجلسة الـ ٨٦ والاستمرار بها في اطار انتخاب رئيس للجمهورية.

 

وحسب مصادر كتلة الاعتدال فان الكتلة ستعود للقاء الرئيس بري لاطلاعه على نتائج اللقاء المذكور التي على اساسها يدعو الى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية.

 

وتقول مصادر نيابية انه في الاطار العام هناك ترحيب بمبادرة الاعتدال الوطني، لكن تبقى هناك اسئلة مطروحة حول الية ترجمتها، لا سيما حول ترؤس اللقاء التشاوري وادارته والتقرير الذي سيخرج به.

 

وتضيف ان هناك توجها لكي يقوم احد اعضاء الاعتدال الوطني بادارة النقاش، مع مقرر ربما يتم اختياره من المستقلين. اما التوجس او المخاوف فتكمن في تفسير بعض الكتل لفحوى المبادرة التي يبدو انها تحمل افخاخا عن قصد اوغير قصد، لا سيما حول مسألة طرح الاسماء المرشحة وعددها، مع العلم ان النائب البعريني قال ان العدد مفتوح وفق راي الكتل والنواب وهو غير محصور باثنين او ثلاثة.

 

وكان عضو تكتل القوات اللبنانية النائب غسان حاصباني رفض تسمية اللقاء بلقاء حواري مؤكدا على انه لقاء تشاوري.

 

ورأى في حديث لاحدى المحطات ان الهدف منه ليس الخروج باسم واحد او اكثر وانما الالتزام بحضور جلسة انتخاب مفتوحة بدورات متتالية وعدم تطيير النصاب.