Site icon IMLebanon

المجرم ترامب وفده يشترك لنقل السفارة والمخطط صهيوني ــ أميركي ــ سعودي

المجرم ترامب وفده يشترك لنقل السفارة والمخطط صهيوني ــ أميركي ــ سعودي
أكبر اقتحام للمسجد الأقصى منذ حرب 67 ومنع الآذان وقرع الأجراس يوم نقل السفارة
شارل أيوب

 

لن ننساك فلسطين والقدس لنا، وألف شخص مثل الرئيس الاميركي ترامب لا يغيرون ذرة من تراب يا قدس، فأنت يا قدس لنا، ومهما تجبرت اسرائيل ومهما حصلت على دعم دولي فلن تستطيع السيطرة على ارضنا وحقوقنا وتشريد شعبنا.70 عاما مرت على النكبة، 70 عاما على الجريمة والعالم منحاز الى المجرم ويحارب الضحية، يعطي كل الاسلحة الى المجرم العدو الاسرائيلي ويحاصر اي دولة عربية تقف في وجه المخطط الصهيوني – الاميركي – السعودي.

محمد بن سلمان ولي العهد السعودي اصبح نابغة العصر والضيف الاول في واشنطن والشريك مع صهر الرئيس الاميركي ترامب جاريد كوشنير اليهودي واخترعت مخابرات الصهيونية واميركا ودول اوروبا والسعودية والخليج وتركيا اكبر مؤامرة على ما اسمته الربيع العربي وسبق ذلك عدوان اميركي على العراق دون سبب، وهاجمت السعودية اليمن وكل ما يحصل هو لضرب مفاعيل حرب 2006 عندما ألحقت المقاومة الهزيمة بالعدو الاسرائيلي، لكن لم يدركوا ان المقاومة في كل العالم العربي وليس فقط في لبنان من خلال الشعوب تنتفض وترفض تثبيت اسرائيل على ارضنا ولو قامت دول العالم كلها بتثبيت اسرائيل فشعبنا لن ينحني وسيقاوم مرفوع الجبين.

اسرائيل تحتفلين بعيدك السبعين ونحن نقول لك : الاجل آت، والقريب آت، وحربنا معك عقود واجيال وزمان، ونقول لك لقد عثت فسادا في بساتيننا وارضنا ونحن عائدون الى شجر الزيتون في فلسطين الى بساتين الليمون الى ارض فلسطين المقدسة، نحن عائدون الى الخليل الى رام الله والناصرة وحيفا وبيسان وورودها والى صفد. وكلامنا ليس في الهواء، فأنت اعتبرت ان المقاومة العربية انتهت باجتياحك لبنان سنة 1982 وضربك للجيش السوري، واعتقدت ان مصر والاردن والسعودية ومنظمة التحرير الفلسطينية ستوقع معك، ولقد وقعت مصر ووقع الاردن ومنظمة التحرير الفلسطينية اتفاق اوسلو البشع، وقامت الدول العربية بالتطبيع وعلى رأسها السعودية، وقامت بالتطبيع بصورة سرية، والان اصبحت علنية، وهي تتبنى صفقة القرن وما هي هذه الصفقة؟ هي عدم حق العودة، هي توسيع غزة لناحية سيناء بنسبة 10 الاف كلم واعطاء الثلاثة بالمئة من صحراء النقب، وهناك تقوم الدولة الفلسطينية المجردة من السلاح مع بقاء الفلسطينيين في الضفة الغربية، ولكن تدريجيا ازدياد الاستيطان حتى يصبح عدد اليهود في الضفة الغربية اكثر من الفلسطينيين اصحاب الارض والحق.

اسرائيل، لو اعطتك اميركا كل الاسلحة وانت تملكين السلاح النووي، نقول لك : نحن نربي اطفالنا على ان فلسطين لنا، اذا كنت تعتقدين ان العرب نسوا قضية فلسطين فأنت مخطئة جدا، ففي المخيمات الفلسطينية الرضيع يرضع فلسطين، وكلما كبر اخبرته امه عن فلسطين، وكلما كبر جلس بالقرب من جده وهو يحمل مفتاح منزله في فلسطين المحتلة. واياكي ان تعتقدي ان القدس لك، فلو جاء مئة ترامب او مئة كوشنير وابنة ترامب، فكل ذلك تفاصيل، وهو مجرد ديكور، والدم الذي يجري في شرايينا ينادينا ويطلب منا ان نقدمه الى فلسطين ونحن نتمنى ذلك.

اليوم نفتخر بحزب الله، نفتخر بالمجاهدين وبالدماء الذكية التي سالت من شهداء حزب الله في سبيل ردع اسرائيل وهزيمتها في 2006. ونفتخر ان المقاومة قاتلت التكفيريين حلفاء اسرائيل وصناعة صهيونية سعودية تركية اميركية اسرائيلية ودمرتهم ولاحقتهم من قرية الى قرية، مع احترامنا للجيش العربي السوري ودوره الكبير. لكن دعينا يا فلسطين نتحدث عن لبنان وعن النفس السورية، ونتكلم عن سوريا الكبرى وسوريا الطبيعية، فليس لك مكان يا اسرائيل في فلسطين الطبيعية جبل حرمون الذي تحتلين، سنصعد اليه مجددا وسنقصف مراكزك فيه.

ونقول لك يا اسرائيل سنة 1983 كنت تعتبرين اعمال المقاومة مجرد اشتباكات بين مسلحين وجيشك المنظم، ورأيت كيف تطورت الامور فأصبحت دورياتك وجنودك يقعون في كمائن وفي اعمال باهرة للمقاومة. وتذكري يا اسرائيل انه سنة 2000 لم تعودي تستطيعين تحمل الخسائر، فانسحبت من الجنوب، وحتى لم تسمحي لعملائك بالدخول الى فلسطين المحتلة فاغلقت الباب في وجههم، وتذكري يا اسرائيل انه سنة 2006 اعطيت لبنان فرصة 48 ساعة كي يسلم لبنان والمقاومة بشروطك ولما رفضنا شروطك شننت الحرب الارهابية الاجرامية العشوائية علينا بكل انواع الطائرات والبوارج والصواريخ والمدافع، وهاجمت بريا فما كانت النتيجة؟ كانت هزيمتك. فتقرير لجنة فينوغراد التي تألفت عندكم هو من قال ان اسرائيل لحقت بها الهزيمة واستقالت قيادة الحكومة من رئيس الوزراء الى وزير الدفاع وقائد الجبهة الشمالية وقائد سلاح الجو. ومن الان نقول لك تذكري الايام المقبلة والسنوات المقبلة، تذكري الاشهر المقبلة. ونقول بصراحة انك ستلاقين هزيمة نكراء واكبر من هزيمة عام 2006، حتى لو قمت بألف مناورة ودعمتك اميركا بكل انواع الاسلحة. فالقضية ليست سلاحاً بل قلوب مؤمنة بحقها وربها وارضها، وربنا هو غير ربك، فربنا يطلب منا الخير ويطلب منا مساعدة الاخرين ويطلب منا المحبة، اما ربك الذي تتحدثين عنه في كتابك فهو يدعوك الى استعباد الشعوب واستعمال الشر ضد الشعوب، ولقتل الاطفال دون السنتين لمجرد ان المجوس والملاك بشروا بولادة السيد المسيح.

اذكري يا اسرائيل، ان حربنا ليست سنة او سنتين، بل حرب وجود، اما فلسطين لنا او فلسطين لك. ولن تكون فلسطين لك طالما بقي عربي واحد تمتلئ شرايينه بالدماء الذكية الجاهزة للاستشهاد. واذا كنت تعتقدين ان بعض الحكام الخونة من العرب اعترفوا بك وساهموا في التطبيع معك، واليوم يجري التطبيع حالة عادية ويتسابقون اليك ويدعونك لضرب ايران، وتدفع السعودية الف مليار دولار كي تضرب الولايات المتحدة ايران.

فاعلمي يا اسرائيل، ان كل سلاحك وكل مؤامراتك اميركا والصهيونية والسعودية وتركيا فشلت في اسقاط نظام الرئيس بشار الاسد، وفشلت في العراق بعدما عاد العراق الى عافيته ويعود تدريجيا.

واذكري يا اسرائيل، ان غزة المحاصرة ما زالت ابية عليك.

واذكري انك اردت اقتلاع حزب الله من لبنان فما نجحت، بل اقتلعنا يهود الداخل من لبنان وسوريا حتى باتوا يقولون ان اسرائيل هي العدو الاول، وتوقفوا عن موجة تحويل البوصلة ان ايران هي العدو الاول.

اسرائيل لعنة الله عليك، لعنة كل نقطة دم نزلت من جسد المسيح عليك.

اسرائيل، لعنة لا اله الا الله وان محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم هي لعنة عليك.

فنحن لا نؤمن الا بالاديان المنفتحة والتي كل انسان يستطيع ان ينتمي الى هذا الدين مثل الدين الاسلامي والمسيحي، وانت مغلقة ولا تعترفين بولد ولد من اب يهودي وزوجة غير يهودية.

الحرب المقبلة آتية، والاعمار بيد الله، وهذه المرة يا اسرائيل سأحمل البندقية واذهب الى الجنوب ولن يكون مكاني في الجريدة، بل ساكون على الجبهة وسأرجو المقاومة ان تقبل ذلك.

اسرائيل، اخيرا تذكري ان حربنا حرب عقود واجيال ووجود، فاما تعود فلسطين الى اهلها وستعود، وإلا لا حياة لك في فلسطين.

الشعوب العربية تنتفض، الشعوب العربية ترفض اسرائيل، لكن الانظمة تريد الاستسلام الى اسرائيل لتحمي نفسها من شعبها، واخر بدعة هي ان الخطر الاكبر هو ايران وليس اسرائيل. ودفعت السعودية مئات المليارات كي تجيش العرب على انها العدو الاول لان ايران مع الحق وتدعم المقاومة، ولانها طورت 50 الف صاروخ بالستي، ولانها ارسلت مئة الف صاروخ الى المقاومة في لبنان والى سوريا، ولان ايران في زمن رئاسة مرسي في مصر ونشاط خلية حزب الله استطاع الحزب تهريب الاسلحة الصاروخية الى غزة عبر البحر الاحمر والسودان واوصلها الى غزة، ولم يطلب الحزب ذكر اسمه حتى لو تجاهل خالد مشعل شكر الحزب، بالرغم من انه شكر كل الاطراف، والذي قدم فعلا تضحيات في سبيل تسليح غزة كان مجموعة من حزب الله ولا يعتب عليهم ولا يحاسب بشكل شخصي. وكل مناضل ضد المخطط الصهيوني هو حليف لحزب الله، شرط ان يكون مقاتلاً للعدو الصهيوني على قاعدة واحدة هي تحرير فلسطين واعادة الحقوق الى شعب فلسطين والى العرب حيث احتلت اسرائيل ارضا لهم.

سامحيني يا فلسطين،

سامحيني يا فلسطين، لانني عندما كنت طيارا حربيا ولم تكن طائرتي قادرة على قتال طائرة اف 16 واف 15، اني لم احلق بطائرتي باتجاه قاعدة عسكرية اسرائيلية واستشهد في عملية استشهادية ادمر القاعدة واقدم دمي فداء لفلسطين وادمر طائرتي لكي اقوم بتدمير قاعدة اسرائيلية بالكامل.

سامحيني يا فلسطين،

لقد مر العمر ولم اقدم لك نقطة من دمي.

لكن يا فلسطين، على الاقل ابقيت الذكرى في ذاكرة اولادي، فولدي حنا، وهو من التراث السوري العظيم وهو ابني الكبير وحده، انتمى الى الفكر السوري القومي الاجتماعي، واقول الى الفكر فقط. واما اليسا التي اسميتها على اسم ملكة صور، فتحمل هموم الامة دون ان تتكلم بكلمة، انما تعصر بين اضلعها روحية العز من اجل فلسطين ومن اجل بلادنا. وابنتي اوديت التي كان لها دور كبير في تاريخ سوريا الكبرى، تكتب لك يا فلسطين مقالا وراء مقال كي تزهر ازهار الربيع في ارضك يا فلسطين. وابنتي سناء التي اسميتها على اسم الشهيدة البطلة سناء محيدلي، وابني حنا الذي اسميته على اسم حنون ملك جبيل وهو من ابحر بباخرته الى الولايات المتحدة واثار الكنعانيين ما زالت هناك، واليسا التي اسميتها على اسم ملكة صور، واما انطون الشاب وعمره 22 عاما، فاسمه على اسم الزعيم انطون سعادة وفكره مشبع بالفكر القومي. وحربنا معك يا اسرائيل هي حرب اجيال، لن نتراجع. تذكري امرا واحدا انك في سنة 1982 كنت تسيطرين على لبنان حتى البترون، وتذكري كيف انسحبت وانصبت عليك الضربات وتم تفجير المقر العسكري الكبير في صور. وتذكري كيف البطل السوري القومي الاجتماعي هو اول من اطلق النار على ضابط اسرائيلي في مقهى في شارع الحمراء، والاف العمليات من المقاومة من حزب الله في الجنوب اللبناني حتى تحرر الجنوب، واليوم بدأنا عصر تحرير الجولان وسنفعل وسنقاتل حتى تحريره بالكامل.

طبعا يا شعبنا نقول لك المصيبة في بعض الانظمة التي استسلمت لاسرائيل وتقوم بالتطبيع دون تسوية او اعتراف. واكبر مؤامرة حاكها محمد بن سلمان مع صهر ترامب كوشنير، وهي صفقة القرن. وبكل وقاحة جاء بن سلمان ليضغط على رئيس السلطة كيلا يعارض الرئيس ترامب. وأي وقاحة ان يضغط على الاردن كيلا يذهب ملك الاردن الى مؤتمر اسطنبول، كيلا يدين موقف الرئيس الاميركي ترامب.

يا فلسطين مشكلتنا مع انظمة ومشكلتنا ليست مع شعبنا، وليتهم يتركون شعبنا، فها نحن في لبنان وبحرية لبنان واجوائه نشأت المقاومة، حررت الجنوب وهزمت اسرائيل سنة 2006، والهزيمة المقبلة ستكون أكبر للعدو الاسرائيلي.

 

الإمارات والبحرين.. تطبيع مع إسرائيل بالسرعة القصوى

 

في لحظة فارقة من عمر القضية الفلسطينية، ووسط دعم غير محدود من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإسرائيل توجت بنقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة، تمضي خطوات التطبيع بين كل من أبوظبي والمنامة وقبلهما الرياض مع إسرائيل حثيثا في مساراتها وأبعادها المختلفة.

وأفادت وسائل إعلام أميركية -وكالة أسوشيتد برس وصحيفة واشنطن بوست- أن سفيري الإمارات يوسف العتيبة والبحرين عبد الله بن راشد آل خليفة، التقيا رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في مطعم راق بواشنطن في آذار الماضي.

وذكرت أسوشيتد برس أن العتيبة وآل خليفة اجتمعا بمطعم «كافي ميلانو» بحي جورج تاون بواشنطن مع المستشار الأميركي والمسؤول في وزارة الخارجية براين هوك وعدد من الصحفيين الأميركيين، ليحضر بعد ذلك نتنياهو وزوجته، و«تحصل أحاديث ودية وتعلو الضحكات».

وبحسب صحيفة واشنطن بوست، فإن العشاء بين الطرفين يسلط الضوء على أحد أسوأ الأسرار المحفوظة في العالم العربي، وهو «العلاقات الهادئة بين إسرائيل والإمارات وبعض من جيرانها العرب الذين يزداد اقترابهم من إسرائيل، رغم عدم اعترافهم رسميا بوجودها».

وتشير الصحيفة إلى أن هناك قضية جديدة مشتركة تجعل هؤلاء أكثر قربا من إسرائيل وهي الوقوف ضد إيران، مشيرة إلى أن اللقاء يلقي الضوء على «مدى علاقات التعاون الودي بين إسرائيل وبعض من دول الخليج العربي بقيادة السعودية، التي تقوم على وجهة نظر مفادها أن إيران تمثل الآن تهديدا للمنطقة أكثر من إسرائيل».

 

السياسة والرياضة والصفقات

 

وتشير تقارير نشرتها الصحف الأميركية والإسرائيلية إلى أن كلا من الإمارات والبحرين والسعودية تجاوزت مرحلة «التعارف» مع إسرائيل لتصل إلى توطيد العلاقات، والتنسيق حول ملفات ساخنة بالمنطقة، خصوصا الملف الفلسطيني في علاقة بما يسمى «صفقة القرن» أو «التهديد الإيراني».

وإضافة إلى لقاءات بين مسؤولي الدول الثلاث ومسؤولين سياسيين وأمنيين إسرائيليين ورجال دين جرت خلال الأشهر والسنوات الأخيرة في واشنطن وعواصم أوروبية، أشارت صحيفة هآرتس إلى عقد لقاءات في تل أبيب، ضمت شخصيات سعودية كبيرة لم تكشف عنها.

وإذا كانت السعودية قد فتحت باب التطبيع على مصراعيه من الجانب السياسي والإعلامي ضمن سياسة الانفتاح الجديدة التي يعتمدها ولي عهدها محمد بن سلمان، فإن الإمارات والبحرين كانتا الأكثر نشاطا في هذا السياق.

وبادر معلقون وكتاب سعوديون بالترحيب بالانفتاح على إسرائيل معتبرين أن تطبيع العلاقات مع تل أبيب يقوم على تحطيم الحاجز النفسي، وهي النظرية نفسها التي اعتمدها الرئيس المصري الراحل أنور السادات في ذهابه إلى القدس وإمضاء معاهدة السلام.

وهذا التوجه الجديد عبرت عنه نخبة إعلامية، بينها الباحث والإعلامي عبد الحميد الحكيم الذي هنأ في تغريدة له إسرائيل بمناسبة ما سماه «عيد الاستقلال»، قائلا إن «السياسات الإيرانية هي السياسات النازية نفسها التي استهدفت إبادة شعبكم».

من جهته، دعا الكاتب في صحيفة الرياض أحمد الجميعة في مقال له العرب إلى التطبيع مع إسرائيل وإعلان قرار السلام معها للتفرغ لإيران لأنها أخطر من إسرائيل على حد قوله.

إذا كانت السعودية قد فتحت باب التطبيع على مصراعيه من الجانب السياسي والإعلامي ضمن سياسة الانفتاح الجديدة التي يعتمدها ولي عهدها محمد بن سلمان، فإن الإمارات والبحرين كانتا الأكثر نشاطا في هذا السياق.

عمليات التطبيع التي كانت تجري بشكل سري وعلى استحياء في السنوات الماضية، مثل بعض اللقاءات العابرة أو مشاركة رياضيين بشكل فردي، أصبحت تجري بشكل علني ودون وجل، حيث شاركت كل من الإمارات والبحرين الشهر الماضي في «طواف إيطاليا 2018» للدراجات الهوائية في الأراضي المحتلة، كما واجهت الإمارات المنتخب الإسرائيلي في بطولة أوروبية لكرة الشبكة مؤخرا في جبل طارق.

ولقيت هذه المقابلات التطبيعية -غير المسبوقة- ترحيبا إسرائيليا كبيرا ووصفتها بالاختراق الكبير والانتصار الإسرائيلي كما أكد يوناثان جونين المسؤول بوزارة الخارجية الإسرائيلية، وأوفير جندلمان المتحدث باسم رئيس الوزراء في تغريدتين لهما.

صحيفة «ميدل إيست مونيتور» كانت قد كشفت نقلا عن وثائق من موقع ويكيليكس أن الأمر أبعد من الرياضة، فالتنسيق الاقتصادي والديبلوماسي والأمني والعسكري بين أبوظبي وتل أبيب يجري على قدم وساق، مشيرة إلى الدور الكبير للسفير يوسف العتيبة في هذا السياق.

وأشارت الصحيفة إلى أن شركات أمنية إسرائيلية أبرزها «إي جي تي» حصلت على عقود حماية مرافق للغاز والنفط بالإمارات، كما تعمل على إقامة منظومات مراقبة إلكترونية في أبوظبي، وأن الإمارات شاركت نهاية عام 2017 في مناورات «العلم الأحمر» باليونان إلى جانب إسرائيل والولايات المتحدة.

وكان وزير خارجية البحرين قد فاجأ قبل أيام الإسرائيليين أنفسهم -كما أكدت صحف إسرائيلية- عندما أيد حق تل أبيب في الدفاع عن النفس بعد قصفها أهدافا في سوريا. وفي أوج الانتفاضة على قرار ترامب بنقل السفارة الأميركية إلى القدس أواخر العام الماضي، كانت البحرين قد أرسلت وفدا إلى إسرائيل تتويجا لخطوات التقارب.

هذه التصريحات والزيارات تأتي على خلفية علاقات نمت بشكل متسارع بين البحرين وإسرائيل بدأت منذ تسعينيات القرن الماضي توجت بلقاءات على مستوى عال بين قيادات عليا في البلدين خلال السنوات الماضية، وتنسيق في مواضيع أمنية وسياسية وتجارية، كما ذكرت صحف أميركية وإسرائيلية.

 

السبق والرهان

 

وبالنسبة للمسؤولين الإسرائيليين، فهم لا يخفون ترحيبهم بتوجهات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في الانفتاح على إسرائيل والدفع باتجاه تحقيق «صفقة القرن» بالتعاون مع إدارة ترمب واعتباره القاطرة التي تشد دولا أخرى إلى هذا المسار.

وكان وزير الاتصالات الإسرائيلي أيوب قرّا قد أكد أن السعودية والبحرين والإمارات باتت تدفع بالعلاقات مع إسرائيل إلى الأمام وبشكل علني، مؤكدا أن زيارات المسؤولين من هذه البلدان أصبحت متكررة لكنها غير معلنة.

وأثنى مسؤولون إسرائيليون على الرياض بعد السماح لخطوط الطيران الهندية بالمرور إلى إسرائيل عبر المجال الجوي السعودي، في حين اعتبرت حركة مقاطعة إسرائيل «بي دي أس» ما حصل تطبيعا جديدا.

ولخص رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تنامي علاقات بلاده مع هذه البلدان الثلاثة وبلدان أخرى بقوله إن «العلاقات مع الدول العربية تعيش حاليا تطورا غير مسبوق، وهي أكبر من أي وقت مضى، وهذا تغيير هائل».

وأشار نتنياهو إلى أن الزعماء العرب ليسوا عائقا أمام توسيع العلاقات العربية مع إسرائيل، لكن الشعوب والرأي العام السائد بالشارع العربي هي العائق الأساس أمام ذلك، على حد تعبيره.

وتأمل إسرائيل بتجاوز العائق الشعبي وصعوبة اختراق المجتمع المدني العربي لاستثمار النسق الحثيث لكل من الرياض والمنامة وأبوظبي والتطبيع الرسمي لتحقيق ما تصبو إليه.

 

سفارة أميركا للقدس.. استنفار إسرائيلي وغضب فلسطيني

 

بدأت إسرائيل وسط إجراءات أمنية مشددة احتفالاتها بالذكرى الـ51 لاحتلال القدس وإعلانها «عاصمتها الموحدة»، حيث نظم مساء أمس مهرجان رسمي في حضور الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على خط التماس مع القدس الشرقية المحتلة.

وستصل هذه الاحتفالات ذروتها عصر اليوم بافتتاح السفارة الأميركية في القدس في حضور وفد أميركي رفيع المستوى يضم وزير الخزانة ونائب وزير الخارجية وصهر الرئيس الأميركي ومستشاره جاريد كوشنر وعشرات من أعضاء الكونغرس.

 

حماس بالقاهرة

 

وفي تطور لافت، كشفت مصادر للجزيرة أن وفدا من قيادة حركة حماس برئاسة إسماعيل هنية سيغادر قطاع غزة اليوم صوب القاهرة لإجراء لقاءات مع قيادة جهاز المخابرات المصرية.

وأعلنت سلطات الاحتلال في وقت سابق مضاعفة عدد جنودها قرب غزة وفي الضفة الغربية تحسبا لأي تداعيات أمنية محتملة لنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس.

كما قصف الجيش الإسرائيلي ودمر السبت نفقا تحت الأرض في منطقة معبر بيت حانون (إيرز) شمال قطاع غزة قالت سلطات الاحتلال إنه تابع لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

واعتبرت الحركة أن القصف «محاولة بائسة وفاشلة لمنع شعبنا المشاركة في مسيرات العودة الكبرى في 14 أيار الجاري.

 

إغلاق المعبر

 

كما قررت إسرائيل إغلاق معبر كرم أبو سالم الحدودي مع قطاع غزة بذريعة تعرضه لأضرار خلال احتجاجات فلسطينية الجمعة، موجها أصابع الاتهام لمن وصفتهم بـ «مشاغبين» محسوبين على حركة حماس. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان «المعبر سيبقى مغلقا إلى حين إصلاح الضرر الذي ألحقته أعمال الشغب، وسيعاد فتحه وفقا لتقييم الموقف».

يشار إلى أن مظاهرات العودة تجري كل يوم جمعة منذ 30 من آذار الماضي على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، ويتوقع أن يبلغ هذا التحرك ذروته اليوم بالتزامن مع نقل مقر السفارة الأميركية إلى القدس. واستشهد بنيران الاحتلال الإسرائيلي 53 فلسطينيا حتى الآن من المشاركين في هذه الاحتجاجات.

 

خطيب الأقصى: لن نستسلم للقرار الأميركي وسنقاومه بهذه الطرق

 

قال الدكتور عكرمة صبري، إمام وخطيب المسجد الأقصى، إن المقدسيين سيقومون بواجبهم تجاه القدس وستكون هناك مسيرات حاشدة غدا باتجاة المقر الجديد للسفارة الأميركية.

وقال خطيب الأقصى، في اتصال هاتفي مع «سبوتنيك» امس، «نتوقع أن تكون هناك حواجز عسكرية مشددة لن تمكننا من الوصول إلى المقر بشكل مباشر، ولذا فإننا سنحاول الوصول لأقرب نقطة للمكان لنعلن رفضنا لتلك الخطوة التي تستهدف الإسلام والمسلمين».

وتابع عكرمة «هناك بعض الدول الأوروبية متأثرة باللوبي الصهيوني حالت دون إصدار قرار من الاتحاد الأوربي بالإدانة، لكن دول الاتحاد الأوروبي، الكثير منها أعلن رفضه لقرار ترامب في التصويت الذي جرى بالأمم المتحدة لمصلحة فلسطين، ونستطيع القول إن معظم الدول قد رفضت تلك الخطوة، لكن هذا الرفض غير كاف، لأنه لم تحدث أي ضغوط على أميركا للتراجع عن قرارها، فلم تحدث مفاطعة سياسية أو اقتصادية أو أي ضغوط على واشنطن لا من العرب ولا من المسلمين ولا من دول العالم ، لذا فإن القرارات الأميركية ستنفذ بسهولة، وأهل فلسطين أصبحوا في الميدان وحدهم في المواجهه وهذا ما نشعر به، ونرى أن البوصلة قد انحرفت عن القدس».

وأشار خطيب الأقصى إلى أن الدول العربية قد أصابتها الهزيمة والتراجع، متابعا «لن نستغرب لو علمنا بمباركات من العرب والمسلمين للولايات المتحدة على فتح سفارتها في القدس. هذا متوقع».

ولفت الدكتور عكرمة، إلى أن الاحتجاجات يمكن أن تقف بعد يوم أو يومين لأن الطاقات لدى الشعب محدودة، لكن هذا لا يعني الاستسلام وشرعنة ما يقوم به ترامب، مكملا «لن ننسى ولن يسقط حقنا في المطالبة، فالحق سيبقى قائماً والباطل سيظل باطلاً، ولا أتوقع تحول المسيرات إلى انتفاضة لأن السلطة الفلسطينية غير معنية والدول العربية (مهرية)».

 

سبعون عاما والخناق يشتد..  أين العرب من القدس؟

 

ومع قرب إحياء الذكرى السبعين للنكبة يجمع مراقبون على أن القضية الفلسطينية تذبذبت أهميتها على أجندات الأنظمة العربية صعودا وهبوطا، في حين حافظت فلسطين وعاصمتها القدس على مكانة ثابتة في قلوب الشعوب العربية والإسلامية.

ويزيد من غصة إحياء الذكرى هذا العام تزامنها مع تنفيذ قرار نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، بعد توقيع ترامب في السادس من كانون الأول الماضي قرارا يعترف فيه بالقدس عاصمة لإسرائيل، ويدعو لنقل السفارة الأميركية إليها.

وبينما يذهب البعض إلى اتهام الأنظمة العربية بالخيانة، يرى آخرون أن المسألة ليست أكثر من تواطؤ لخدمة أجندة ومصالح قُطرية وشخصية.

يتشدد المستشار الإعلامي محمد مصالحة في رأيه، فيعتبر طريقة تعامل الدول العربية مع القضية الفلسطينية على مدار العقود الماضية «خيانة تُمارس منذ سبعين عاما». ويدافع عن رأيه بالقول «هذا نهج مدفوع الثمن لأنظمة عربية نفذت وما زالت تنفذ أوامر المشروع الغربي، لتحظى بإمارات وبحماية لعائلاتها».

 

تجنيد أنظمة

 

وتجندت هذه الأنظمة – يضيف مصالحة- «لخدمة المشروع الصهيوني من تحت العباءات وخلف ربطات العنق، مما أضاع كرامتها وكرامة شعوبها وأفقدها هيبة بلادها أمام المجتمع الدولي».

واعتبر أن «هذا المناخ كان ملائما لتندس إسرائيل وتبني مصلحة دولتها القائمة على رواية الحق بأرض الآباء والأجداد على حساب سلب الأرض وتفريغ فلسطين من سكانها الأصليين.

 

إشغال بالتقسيم

 

وتطرق مصالحة لما تشهده الدول العربية، والانشغال بشعارات الربيع العربي على حساب تواصلها العاطفي مع عدالة القضية الفلسطينية؛ «الأمر الذي همش الأخيرة واستبدل بها ملفات إقليمية تقف خلفها قوى استعمارية أجنبية نجحت في تقسيم الشعوب وإراقة دمائها».

وحول تصريحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حول تقاسم السعودية الكثير من المصالح مع إسرائيل، وتلك المتعلقة باعتقاده بأنه من حق الفلسطينيين والإسرائيليين العيش على أراضيهم، وصف ولي العهد السعودي بأنه «أحد خريجي المختبرات الأميركية، ولا يخجل من موالاة إسرائيل وأميركا في مشروعهما الهادف إلى تصفية القضية الفلسطينية».

وتستعد سلطات الاحتلال لحفل نقل السفارة الأميركية اليوم، واستبقت بلديتها الحدث بتعليق لافتات في الشوارع الرئيسية والفرعية المؤدية الى موقع السفارة الأميركية بالأعلام الإسرائيلية والأميركية، التي كتب عليها «ترامب صديق الصهيونية» و«ترامب يجعل إسرائيل عظيمة».

ومن المتوقع أن تشهد المدينة المحتلة احتجاجات وتظاهرة دعت لها لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل المحتل، وستنطلق بالتزامن مع افتتاح السفارة في حي أرنونا بالقدس.

من جهته، يرى مدير البرامج في المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية (مسارات) خليل شاهين في حديثه للجزيرة نت أن القدس ما زالت المحرك الأول لمشاعر الشعوب العربية، لأبعاد مختلفة على رأسها المقدسات والتاريخ الذي يربط كل عربي ومسلم بها.

وأضاف أن القضية الفلسطينية تحتل مكانة كبيرة على مستوى الرأي العام العربي والإسلامي، وتحقق تقدما في التعاطف على المستوى الدولي، لكن عند الحديث عن القضية الفلسطينية في أجندة الحكومات العربية فهناك تراجع واضح في مكانتها.

 

تواطؤ

 

وأعاد شاهين أسباب التراجع إلى الأحداث التي شهدتها المنطقة منذ عام 2011 بانطلاق الربيع العربي وما رافقه من صراعات طائفية ومذهبية بطريقة تدفع باتجاه تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية كأولوية، بالإضافة إلى التحولات المتعلقة بتحديد العدو الذي يواجه الدول العربية وتقدم العداء لإيران واعتبارها العدو الرئيسي بدل إسرائيل.

ومن جانب آخر، أكد شاهين ضرورة عدم إغفال وتغييب مرحلة النهوض القومي العربي التي كان لها أهميتها في احتضان الثورة الفلسطينية المعاصرة، إذ «كان لحركات التحرر على المستويين العربي والعالمي دور في تشكيل قاعدة لدعم انطلاقة الثورة والكفاح الفلسطيني المعاصر».

ويميل شاهين لاستخدام مصطلح «التواطؤ» بدلا من نظرية «المؤامرة»، وإن كان يرى أنها تلازم بعض القــادة العرب تاريخيا، حسب تعبيره، لكنه يقول إن ما يشهده العالم الآن هو حالة مختلفة يتم فيها التواطؤ ليس مع الولايات المتحدة الأميركية فقط، وإنما مع إسرائيل نفسها من خلال علاقات تطبيع واستبعادها من خانة الخطر الرئيسي، وهذا يستوجب -حسب رأيه- سياسة استراتيجية فلسطينية للتعامل مع هذه الوقائع.