اسئلة حول اهداف التسريبات الاميركية وميقاتي متفائل «بهدنة رمضان»
الرئاسة «ترواح مكانها»… والانقسام حول الزيادات يبقي الرواتب معلقة! – ابراهيم ناصرالدين
يواصل جنود وضباط جيش الاحتلال «الرقص» فوق جثث الجياع في فلسطين، وفيما اقرت قيادتهم بعد طول انكار بالمسؤولية عن مجزرة «الطحين» في شارع الرشيد غرب غزة، طبعا مع تبرير عمليات القتل، ووصف وزير الامن القومي ايتمار بن غفير لجنوده القتلة «بالابطال»، اكتفى العالم بدوله العربية والغربية العاجزة والمتواطئة ببيانات استنكار خبيثة، ومخجلة، وسخيفة لا «تثمن ولا تغني عن جوع»، وتشبه الى حد كبير موقف شريحة سياسية لبنانية متخاذلة تعتقد ان على لبنان ادارة وجهه عن المسلخ المفتوح في القطاع، ودفن «الرؤوس في الرمال»، وتتولى مهمة الهجوم على حزب الله والتحريض عليه لانه اقدم على فتح جبهة المساندة، تحت شعار» ان لا شأن لنا في هذه الحرب»؟!
ما اهداف التسريبات؟
وفيما رجح رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي حصول هدنة في غزة تحت عنوان «تفاهم رمضان» وتوقع انعكاسها ايجابا على وقف النار على الحدود الجنوية، واصل رئيس حكومة العدو تهديداته وقال»سنضرب «حزب الله» ونقضي على مسؤوليه في جنوب لبنان. في هذا الوقت، دخلت واشنطن «القلقة» على انهيار محادثات الهدنة المفترضة،على خط التهويل الاسرائيلي بشن حرب واسعة جوية وبرية ضد لبنان، لكن التسريبات الاستخباراتية الاميركية، حملت هذه المرة، موعدا محددا يتارجح بين مطلع الصيف او نهاية الربيع المقبل، ما يطرح اكثر من علامة استفهام حيال هذا التسريب المقصود وتوقيته، فهو من جهة محاولة واضحة للضغط على حزب الله لوقف جبهة المساندة لغزة بعدما باتت جبهة الشمال «خاصرة» موجعة للاسرائيليين، لكنها من جهة تفقد الاسرائيليين عنصر المفاجئة، اذا كان التقرير صحيحا، بما يؤدي الى منع الحرب التي عملت الادارة الاميركية على تجنبها، ليس خوفا على لبنان، وانما لحماية اسرائيل من نفسها في ظل سوء تقدير قياداتها السياسية، ولعدم رغبة ادراة الرئيس جو بايدن بالتورط بحرب في الشرق الاوسط قبل الانتخابات الرئاسية في ظل غياب اي ضمانة بعدم اشتعال المنطقة الملتهبة اصلا على كل جبهاتها في حرب منخفضة الوتيرة حتى الآن.
حزب الله جاهز للحرب
وفي هذا السياق، لفتت مصادر مقربة من حزب الله الى ان المقاومة ستوقف اطلاق النار على الجبهة الجنوبية في حال حصول هدنة في غزة، واشار الى انها في الوقت نفسه غير معنية بالتوقف كثيرا عند خلفية التسريبات الاميركية، فاذا كانت للضغط في اطار الحصول على تنازلات سياسية او امنية جنوبا، فهذا الامر لن يحصل وهم يعرفون ذلك جيدا. اما في حال كان التهديد جديا فلن يكون اي اعتداء نزهة، وهم يعرفون ذلك ايضا، وما خفي لدى المقاومة من قدرات تسلحية «اعظم» ولا يمكن ان يتخيله قادة الاحتلال، والمقاومة جاهزة لكافة السيناريوهات وقيادة الاحتلال تعرف انها فقدت منذ الـ 8 من تشرين الاول عنصر المفاجأة بينما لا تزال لدى حزب الله الكثير منها. اما الكيلومترات التي يهدد الاسرائيليون بالتوغل فيها فستكون «مقبرة» لجنودهم، والحرب ستكون مفتوحة ودون «سقوف» كما وعد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. واذا كان المحلل العسكري الإسرائيلي في صحيفة «يديعوت احرنوت» يوسي يهوشع قد اشار الى إن بلاده ستنهي العام الحالي بـ 12 ألف جندي معاق بسبب الحرب على قطاع غزة، فان ما سيواجهه في لبنان سيضاعف هذا الرقم عشرة اضعاف واكثر، فضلا عن اعداد قتلى هائل، ودمار غير مسبوق في البنى التحتية على امتداد كيان الاحتلال.
«هدنة رمضان» والتهدئة جنوبا؟
في هذا الوقت، اكد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في حديث إلى «رويترز» الى ان هناك حديثا جديا قد يكون مطلع الأسبوع القادم عن وقف العلميات العسكرية في غزة يسمى «تفاهم رمضان»، واكد بان وقف القتال في غزة سيطلق المحادثات حول التهدئة في لبنان. وتوقع ميقاتي محادثات لأسابيع لتحقيق «استقرار طويل الأمد» في جنوب لبنان بمجرد التوصل إلى اتفاق غزة، واكد بانه «يثق أن حزب الله سيوقف إطلاق النار إذا فعلت إسرائيل الشيء نفسه». واعلن بان «المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين سيزور لبنان «قريبا».
المازق الاسرائيلي
من جهته، تحدث رئيس الاركان الاسرائيلي هرتسي هاليفي عن مأزق اسرائيلي مع لبنان، وقال ان الاشكالية في الحل الدبلوماسي الذي تعمل عليه واشنطن لاعادة الهدوء على الحدود الشمالية، يكمن في ان اسرائيل لا تملك قدرة على مراقبة التنفيذ، كما حصل مع القرار 1701، ولهذا ستجد اسرائيل نفسها مضطرة للقيام بعملية عسكرية واسعة في جنوب لبنان لضمان ذلك، والجيش يستعد لذلك. وفي هذا السياق، تواصل وحدات خاصة بالتدرب على حرب في الشمال.وبعد جلسة تقييم لقيادة جيش الاحتلال حضور هاليفي تقرر نقل وحدات قتالية جديدة الى جبهة الشمال، وقد بدأ نشر منظومات دفاع جوي جديدة، فيما ذكرت وسائل اعلام اسرائيلية، ان التحديات الاخطر تبقى المسيرات التي لا حل لها.
«جز العشب»!
وفي السياق نفسه، اكد مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، ان إسرائيل مستعدة لإعطاء الدبلوماسية فرصة، وتأمل أن تنجح، لكن إذا لم يكن بالإمكان حل القضية دبلوماسياً، فسيتعين على إسرائيل النظر في وسائل بديلة. لكنه اكد ان الاتفاق الذي يدفع حزب الله ببساطة إلى التراجع عن الحدود قد لا يكون كافياً لإسرائيل، فمن شأن التوغل البري أن يمنح إسرائيل فرصة «لجز العشب» وتدمير البنية التحتية المادية لحزب الله في الجنوب، والتي من شأنها على الأقل إبطاء عودته المستقبلية إلى المنطقة الحدودية.!
«التهويل» الاميركي
وكان مسؤولون كبار في الإدارة الأميركية ومسؤولون مطلعون على المعلومات الاستخبارية، كشفوا أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ومسؤولي المخابرات يشعرون بالقلق من مخططات إسرائيلية لتوغل بري في لبنان يمكن أن يبدأ في الأشهر المقبلة إذا فشلت الجهود الدبلوماسية. وقال مسؤول أميركي مطلع لـ «سي ان ان»، إن التوغل الإسرائيلي المحتمل ربما يكون أوائل الصيف المقبل. كما أشار إلى أن «الإدارة تعمل وفق افتراض حدوث عملية عسكرية إسرائيلية في الأشهر المقبلة». وتابع قائلاً: «ليس بالضرورة أن يحصل التوغل خلال الأسابيع القليلة المقبلة ولكن ربما في وقت لاحق من هذا الربيع». أضاف أن العملية العسكرية الإسرائيلية باتت احتمالاً واضحاً. وفي حين لم يتم اتخاذ قرار إسرائيلي نهائي بعد، إلا أن القلق البالغ من حصول مثل هذا التحرك شق طريقه إلى الإحاطات الاستخباراتية لكبار المسؤولين في الإدارة، وفق ما أوضح مسؤول مطلع لشبكة «سي أن أن».
تهديد لتحسين التفاوض؟!
لكن مسؤول اميركي رفيع المستوى، اكد انه سمع آراء مختلفة داخل الحكومة الإسرائيلية حول الحاجة للذهاب إلى لبنان، لكنه اعرب عن اعتقاده أن ما تفعله إسرائيل هو أنها تثير هذا التهديد على أمل أن يكون هناك اتفاق تفاوضي. من جهته اكد مسؤول كبير آخر في إدارة بايدن بإن هناك عناصر داخل الحكومة الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي تؤيد التوغل في الاراضي اللبنانية،وهي تقول «مرحباً، دعنا نأخذ لقطة. دعونا نفعل ذلك فقط «، محذراً من أن أي توغل يمكن أن يؤدي إلى تصعيد كبير لا نعرف حتى أبعاده. ولهذا فان مجتمع الاستخبارات الأميركي «يدق أجراس الإنذار».
ماذا على واشنطن ان تفعل؟
وفي هذا السياق، للإدارة الأميركية دور في كبح جموح نتنياهو وشركائه اليمينيين المتطرفين، كما تقول وكالة «بلومبرغ» الاميركية، اذا ارادت تجنب حربا واسعة. وبرايها فان تحركات بايدن تبدو غير مقنعة حتى الان، ولهذا يتعين على بايدن اتخاذ مواقف أشد صرامة مع نتنياهو، وعليه استخدام مجلس الأمن الدولي لخلق حقائق قانونية دولية وإجبار إسرائيل على تقليص حربها في غزة ومستوطناتها في الضفة الغربية، إلى جانب القبول بدولة فلسطينية مستقلة في المستقبل وفي الوقت نفسه، على بايدن العمل على عدم إشعال حرب مباشرة مع ايران. وبالتالي يجب أن يكون هدف بايدن النهائي في الشرق الأوسط هو تحقيق الاستقرار في المنطقة، ومن ثم الخروج منها لأنها تحتاج إلى التواجد في مكان آخر.
تباين اميركي-اسرائيلي!
وفي سياق متصل، اكد معهد الامن القومي في اسرائيل ان عددا من التطورات المحتملة يمكن أن تشكل معضلات صعبة للإدارة الاميركية في الأسابيع المقبلة وتؤثر على العلاقات مع إسرائيل. ولفت الى ان الانزعاج في الإدارة سببه شعورها بأن قرارات نتانياهو في ما يتعلق بطريقة إدارة الحرب بشكل عام، وقضية المختطفين بشكل خاص، تتأثر باعتبارات سياسية قد تؤدي أيضاً إلى تصعيد كبير مع حزب الله على الساحة الشمالية. ومن المرجح أن تستخدم الإدارة أدوات كبيرة لحمل إسرائيل على إظهار أقصى قدر من ضبط النفس. وبشكل رئيسي، تخشى الإدارة أن تجد نفسها، في القضايا الثلاث، في حاجة إلى دعم الإجراءات الإسرائيلية المخالفة لمواقفها.
عمليات المقاومة
ميدانيا، استهدف حزب الله مستوطنة «إيلون» بدفعات من صواريخ الكاتيوشا ردّاً على استشهاد مواطنَين في كفرا، كما استهدفت المقاومة انتشاراً لجنود إسرائيليين في محيط موقع جل العلام بالقذائف المدفعية وحقّقت فيه إصابات مباشرة. وكذلك استهدفت تجمعا لجنود العدو الإسرائيلي في محيط تلة الكوبرا بالأسلحة الصاروخية.نعت المقاومة الإسلامية الشهيد على طريق القدس محمود علي حمود من بلدة كفرا.
الاعتداءات الاسرائيلية
في هذا الوقت، تواصلت الاعتداءات الاسرائيلية وتعرضت بلدة الجبين وأطرافها لقصف مدفعي اسرائيلي مباشر من دبابات الجيش الاسرائيلي في الضهيرة. وتعرضت اطراف طير حرفا لقصف مدفعي. كما استهدف قصف مدفعي اسرائيلي مرتفعات الهبارية ، فيما استهدف الطيران المسير بلدة بليدا. كما شنت طائرات الجيش الاسرائيلي اكثر من غارة على منطقة اللبونة وجبل بلاط، والمنطقة الواقعة بين رامية وبيت ليف. وصباحاً، استهدف الجيش الاسرائيلي بالقذائف المدفعية أطراف بلدة الناقورة في القطاع الغربي. وأطلقت القوات الاسرائيلية منطادا تجسسيا فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الازرق.
«الصياد» تحول الى «طريدة»
في هذا الوقت، لا تزال تبعات وتداعيات إسقاط الطائرة الإسرائيليّة «هرمس450» تلقي بظلالها على الأجندة الأمنيّة والإعلاميّة في دولة الاحتلال، وتثير الشكوك لدى صُنّاع القرار من أنْ يكون بحوزة حزب الله صواريخ قادرة على إسقاط طائراتٍ أخرى، الأمر الذي من شأنه أنْ يُغيّر المعادلة ويؤثّر سلبًا على تفوّق سلاح الجوّ الإسرائيليّ. وفي هذا السياق، قال موقع «واللاه» الاسرائيلي انّ مقطع الفيديو للطائرة المسيّرة وهي تدور ببطء وتحترق فوق الأراضي اللبنانية بعد إصابتها بصاروخ أطلقه حزب الله، كان تحذيرًا بارزًا ومثيرًا للقلق.وأضاف «بعد 30 سنة على اختيار طائرة (هرمس)، في مناقصة سرية للغاية حينها في وزارة الأمن، لتكون أول طائرة غيرمأهولة وهجومية تابعة لسلاح الجو، ظهرت للمرة الأولى وهي تسقط بنيران حزب الله. وبرايه فان سلاح الجو لم يخسر فقط طائرة من دون طيار عمرها 20 عامًا، لكنّه أدرك للمرة الأولى أنّ حزب الله يتطوّر ويُصبح محترفًا، وهو مستعد بما يتناسب مع الموقف، بعدما تحول الصياد إلى طريدة، ولهذا لا يجب على سلاح الجو ووزارة الأمن الاستخفاف بذلك.
لملف الرئاسي: «مكانك راوح»
سياسيا، على الخط الرئاسي يستقبل الرئيس نجيب ميقاتي سفراء اللجنة الخماسية الدولية اليوم، فيما ستلتقي كتلة «الاعتدال الوطني» الاثنين المقبل كتلة الوفاء للمقاومة، دون امال كبيرة بوجود جديد يمكن البناء عليه راهنا، كما تقول اوساط سياسية، لان الملف اللبناني بمجمله بات مترابطا بانتهاء الحرب على غزة والجنوب حيث لن يكون لبنان بعيدا عن معالم الخرائط الجديدة في المنطقة. وقد اعلن النائب حسن فضل الله أن حزب الله مع الحوار الداخلي غير المقيّد بأي شروط مسبقة، أو وضع فيتوات أو فرض خيارات محدَّدة، وهو دائماً مع الدعوات للحوار غير المشروط وقال ان اي مبادرة في هذا المجال عندما تُعرض علينا سندرسها بروح إيجابية، من منطلق الحرص على الوصول إلى نتائج تحقق مصلحة البلد.
الرواتب معلقة!
اقتصاديا، عاد عدد لا بأس به من الادارات الى العمل امس غداة الزيادات التي اقرها لها مجلس الوزراء فيما بقي آخر خارج الخدمة، لا سيما تعاونية موظفي الدولة، وموظفو المالية، فيما اعرب تجمع العسكريين المتقاعدين رفض الزيادات غير العادلة ولوحوا بالتصعيد. وقد عقد أعضاء تجمع موظفي الإدارة العامة، اجتماعاً امس طالبوا فيه المعنيين بتوضيح بعض النقاط الملتبسة التي صدرت في محضر جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، المرتبطة بحقوق الموظفين وأعلنوا بنتيجة الاجتماع تعليق الإضراب موقتًا لغاية يوم الجمعة 8/3/2024 ضمنا في جميع الإدارات العامة باستثناء وزارة المالية الذي سيصدر بيان عنها نهار الإثنين يوضح الموقف من تعليق الإضراب. وهذا يعني ان الرواتب ستبقى معلقة حتى اشعار آخر!
من اين التمويل؟
وفي سياق متصل، لفتت مصادر وزارية الى ان 30 مليون دولار وهي قيمة الزيادات شهريا مؤمنة، والالية المعتمدة ستكون كالتالي «وزارة المال ترسلها بالليرة الى المصارف التي تدفعها بالدولار على سعر 89 الف ليرة»، وهي تحصل على الدولارت من مصرف لبنان ،وستدفع من الايرادات والضرائب التي تجبيها الدولة، وليست من الاحتياط الالزامي، وهي مؤمنة ولن تؤدي الى ارتفاع سعرف صرف الدولار في السوق. لكن بعض الاقتصاديين طرحوا الكثير من التساؤلات حول استدامة هذه الزيادات كونها مرتبطة بايرادات غير ثابتة على المدى الطويل، وحذروا من التضخم؟!.