IMLebanon

الديار: هوكشتاين يُمهّد للهدنة بخطة من ثلاث مراحل… والمقاومة ترفض الإبتزاز

 

 جنود وضبّاط «غولاني» في «مصيدة» حزب الله… ممنوع تجاوز الحدود !

الضغوط الأميركيّة تثير أزمة في حكومة الحرب… لا ذخائر لحرب الشمال؟ – ابراهيم ناصرالدين

 

وسط حديث عن تقدم حذر في المحادثات من أجل التوصل إلى هدنة في قطاع غزة، ولأن البيت الابيض يحتاج الى الهدنة لاسباب انتخابية داخلية، ويريدها لتهدئة السخط العالمي على المجازر بحق المدنيين، وخوفا من توسع الحرب. ولان واشنطن تعتقد ان «اسرائيل» تتخبط عسكريا وسياسيا، وتحتاج الى من ينقذها من نفسها في ظل «تعنت» رئيس حكومة الحرب بنيامين نتانياهو، الذي يخوض معركته الشخصية التي تتعارض مع طموحات بايدن الرئاسية، تضغط الادارة الاميركية لانجاح المحادثات في القاهرة قبل شهر رمضان، وتريد ان تشمل التهدئة الحدود الجنوبية.

لا للابتزاز

 

ولهذا كان لا بد من ارسال الموفد الرئاسي الاميركي عاموس هوكشتاين الى بيروت في زيارة استمرت 7ساعات، غادر بعدها دون ان يقدم نصا مكتوبا حول «اليوم التالي» للحرب، لكنه تحدث عن مراحل ثلاث لخطة تبدأ بوقف للنار، تزامنا مع الهدنة المفترضة في القطاع. علما انه حاول ابتزاز الجانب اللبناني بالحديث عن عدم وجود قرار «اسرائيلي» حتى الآن، بوقف المعارك تلقائيا مع دخول هدنة غزة حيذ التنفيذ، وسمع بالمقابل في «عين التينة» ان المقاومة واضحة في موقفها، وليست في وارد الرضوخ للابتزاز الميداني وهي مستعد لكافة الاحتمالات. وسمع ايضا كلاما واضحا حيال عدم استعداد لبنان لمناقشة الترتيبات لوقف مستدام لاطلاق النار، الا بحصول تهدئة ووقف الحرب على غزة، وقد ابلغ هوكشتاين رئيس مجلس النواب نبيه بري انه حين يتم الاعلان عن الهدنة، سيعود لمناقشة مسودة اتفاق حول تطبيق القرار 1701.

 

تجدر الاشارة الى ان لقاء المبعوث الاميركي مع نواب في المعارضة، لم يحمل اي «رسالة» اطمئنان لجهة الملف الرئاسي، او حتى بالنسبة للبحث في سلاح حزب الله، الذي لا يعتبره هوكشتاين قابلا للبحث في هذه المرحلة المعقدة والخطيرة. تجدر الاشارة الى ان قوات الاحتلال استبقت زيارة هوكشتاين بمحاولتي تسلل على الحدود الجنوبية فجرا، انتهت بفشل ذريع بعدما تعرضت «لمصيدة» معدة سلفا من قبل قوات النخبة في حزب الله، وقد اثبتت من خلالها المقاومة جهوزية عالية لمواجهة اي تطور ميداني، وارسلت رسالة واضحة لقيادة جيش الاحتلال وحكومة الحرب، بان التقدم البري ممنوع حتى لو كان لامتار قليلة.

حل على ثلاث مراحل؟!

 

اذا، انتهت زيارة هوكشتاين بتثبيت «قواعد الاشتباك» ودون مفاجآت، ومطالبته بان تكون الهدنة المفترضة مقدمة لوقف نار مستدام على الحدود، مطلب لبناني قبل ان يكون اميركيا، بحسب مصادر سياسية بارزة، التي لفتت الى ان المبعوث الاميركي لم يقدم اي ورقة مكتوبة، وانما طور افكاره لكيفية استعادة الهدوء، وطالب في النقاش ان تحصل خطوات عملية لكي تسري الهدنة في غزة على الحدود الجنوبية، مشددا على دور الجيش في تطبيق الـ1701.

 

ووفقا للمعلومات، فان هوكشتاين بات مقتنعا بتجزئة الحل الى ثلاث مراحل، تبدأ من تثبيت وقف إطلاق النار على الجبهة الجنوبية فور إعلان وقف إطلاق النار في غزة، ومن ثم إزالة الاعتداءات الإسرائيلية على الحدود اللبنانية، وأخيرا العودة الى تطبيق القرار ١٧٠١.

موقف حزب الله؟

 

وفي هذا السياق، استبق حزب الله جولته بكلام لنائب الامين العام الشيخ نعيم قاسم قال فيه صراحة «اوقفوا الحرب في غزة تتوقف الحرب في كل المنطقة»، فيما اكد عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق على ان «المقاومة استعدت لكل احتمالات التصعيد لتصنع نصراً هو أعظم من نصر تموز 2006، كما أنها استعدت لرفع آثار العدوان وإعادة الإعمار حتى تعود البيوت المدمرة أجمل مما كانت.

هوكشتاين والتهويل على لبنان!

 

وكان هوكشتاين اعرب عقب لقائه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري لنحو ساعة ونصف الساعة، عن أمله في الوصول إلى حل ديبلوماسي لإنهاء الأزمة على الحدود وعودة النازحين اللبنانيين و»الإسرائيليين» إلى منازلهم. اما كلامه عن ان الهدنة في غزة ليس بالضرورة أن تمتد تلقائياً إلى لبنان، فاعتبرته مصادر معنية بالملف تهويل لا يمكن الركون اليه، باعتبار بقاء الجبهة اللبنانية على اشتعالها يجهض الحراك الديبلوماسي الاميركي، لان المنطقة ستكون عندها امام احتمالات خطيرة للغاية. مع العلم ان احدى مهام هوكشتاين كانت التأكد من دخول وقف النار حيذ التنفيذ على الجبهة الجنوبية، تزامنا مع التهدئة في غزة.

 

وقال هوكشتاين بعد اللقاء : انا هنا من أجل الحث للوصول الى حل ديبلوماسي ينهي العمليات الحربية على الحدود بين لبنان و»اسرائيل» . وأضاف : إن الولايات المتحدة الاميركية ملتزمة بالعمل من أجل الوصول الى حل طويل الأمد من خلال مسار سياسي، وهذا ما يمكن أن يسمح للنازحين اللبنانيين بالعودة الى منازلهم، والأمر نفسه على الجانب الآخر من الحدود. واشار الى ان الزيارة اليوم هي إثر أسابيع من التصعيد، الذي لا ينفع ولا يساعد في عودة النازحين الى منازلهم، والتصعيد لا يساعد في حل هذه الازمة، وحتما ان التصعيد لا يساعد لبنان في إعاده البناء والتقدم في هذه المرحله الحساسة من تاريخه. وأضاف: إن وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار هو غير كاف، وكذلك الحرب المحدودة لا يمكن إحتواؤها، وأن الوضع الامني على طول الخط الازرق يجب ان يضمن أمن كل طرف، ان الولايات المتحدة الاميركية تؤمن بأن الحل الديبلوماسي هو السبيل الوحيد لوضع حد للعمليات الحربية القائمة، وبالتالي الوصول الى الإستقرار الطويل الأمد.

لقاءات المبعوث الاميركي

 

لاحقا، التقى هوكشتاين رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، وقائد الجيش جوزاف عون، ورئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط، كما التقى وفدا من نواب المعارضة في مجلس النواب وهم: جورج عدوان وجورج عقيص وسامي الجميّل والياس حنكش وميشال معوض. واشار عدوان بعد اللقاء الى انهم ابلغوا هوكشتاين إنّه علينا أن نتساعد لتطبيق الـ1701 ودعم الجيش اللبناني في حفظ الأمن على الحدود. من جهته، قال الجميل أن القرار 1701 يتضمن تأكيدنا على تطبيق القرار 1559، والذي يؤكد بدوره على ضرورة توحيد السلاح بيد الجيش، وألا يكون هناك سلاح بيد «ميليشيا»، حسب تعبيره.

النفط والغاز

 

تجدر الاشارة الى ان هوكشتاين التقى عند وصوله في المطار وزير الطاقة وليد فياض، وبحث معه امكانية استجرار الغاز من مصر والكهرياء من الاردن عبر سوريا، والدور المساعد الذي من الممكن أن يلعبه المبعوث الاميركي في هذا الاطار. ولفت هوكشتاين الى ضرورة استتباب الأمن ووقف الحرب، وما يمكن ان ينتج عن ذلك من استقرار على كافة الاصعدة، وانعكاس ايجابي في مواضيع عدة كزيادة التغذية الكهربائية والالتزام الاكبر بملف التنقيب عن الغاز والنفط في لبنان. وقبل مغادرته بيروت التقى هوكشتاين نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب.

لماذا تريد واشنطن الهدنة؟

 

ووفقا للاعلام «الاسرائيلي»، فان هوكشتاين يتحرك بالتوزاي مع الضغط الاميركي الكبير لاخرج صفقة الهدنة الرمضانية في غزة من «عنق الزجاجة»، وباتت الامور اكثر نضجا بعد ان وقف المجلس الوزراء الحربي ضد «تعنت» نتناياهو، الذي كاد يطيح بعملية التفاوض الجارية في القاهرة، عبر اصراره على الحصول على قائمة الاسرى «الاسرائيليين» الاحياء في غزة، مع علمه المسبق ان الامر غير متاح بسبب الفوضى السائدة هنا.

 

ووفقا للمعلومات، فان الضغط الذي يتعرض له الرئيس بايدن قد يؤدي إلى صفقة قبل رمضان. فالولايات المتحدة عادت لتطلب من «إسرائيل» تفسيرات في مواضيع مثل استخدام السلاح الأميركي وتقليل عدد المصابين الفلسطينيين وزيادة المساعدات الإنسانية لغزة. فيما يتعرض بايدن لضغط حزبي شديد لتخفيف المساعدات الممنوحة لـ «إسرائيل»، وذلك بالتوازي مع التظاهرات التي تجرى ضده ووضعه المتدهور في الاستطلاعات السياسية، حيث يتعاظم التخوف في أوساط الديموقراطيين من خسارة البيت الابيض أمام دونالد ترامب.

ورقة ضغط اميركية

 

وبحسب صحيفة «معاريف» فان بايدن، الذي يعتبر وعن حق أكبر أصدقاء «إسرائيل» بين الديموقراطيين يحاول منع التدهور في وضعه السياسي، والضغط الأميركي على «إسرائيل» هو نتيجة لذلك. وفي هذا السياق، اشارت الصحيفة الى ان عدم تلبية المطالب الأميركية قد يؤدي إلى تأخير في تجديد توريد الذخائر اللازمة قبل حرب محتملة مع حزب الله. وهي «ورقة» ضغط مهمة للغاية تملكها واشنطن في وجه نتانياهو، الغاضب من زيارة عضو الحكومة بني غانتس الى واشنطن دون موافقته!

خلاف اميركي- «اسرائيلي»؟!

 

وفي هذا السياق، اتهم وزير المالية «الإسرائيلي» بتسلئيل سموتريتش، واشنطن بالسعي لـ «دق إسفين» في الحكومة، عبر دعوتها غانتس لزيارتها دون موافقة نتنياهو. وفي تعبير اكثر وضوحا عن الغضب الاميركي من نتانياهو، قال زعيم المعارضة «الإسرائيلية» يائير لبيد الذي يعتبر في «اسرائيل» انه «رجل» اميركا، إن نتنياهو لم يعد مؤهلا لإدارة الدولة، داعيا الى اجراء انتخابات على نحو فوري. واعتبر لبيد أن «إسرائيل» أمامها خياران «حكومة سيئة وخطيرة ومتفككة وسامة، أو انتخابات تؤدي إلى حكومة جيدة ستعيد الأمن لشعب إسرائيل»حسب تعبيره.

حكومة نتانياهو الكاذبة

 

في هذا الوقت، أكّد نائب رئيس مجلس الأمن القومي «الإسرائيلي» سابقاً عيران عتسيون، أنّ حكومة بنيامين نتنياهو تكذب على «الاسرائيليين»، إذ إنّه لا يوجد حلول عسكرية لمشاكل «الإسرائيليين» لا في الشمال ولا في الجنوب. وأضاف في تصريحٍ القناة لـ»13 الإسرائيلية»، أنّه ليس صدفة أنّ الحكومة لم تحل مشكلة حماس في قطاع غزة بعد خمسة أشهر من الحرب، موضحاً أنّها خلقت توقعات غير واقعية لمعركة الجنوب، وتواصل ذلك حيال الجبهة الشمالية مع حزب الله. وخلص عتسيون الى القول» لا يوجد حروب قصيرة، لا في الشمال ولا في الجنوب، ولا يوجد حلول عسكرية صرفة لمشاكلنا لا في الشمال ولا في الجنوب، وعلى الجمهور «الإسرائيلي» أن يدرك ذلك ويستفيق من توقعاته، على الحكومة التوقف عن الكذب على الجمهور».

لا يمكن تفكيك حزب الله

 

وفي السياق نفسه، اكدت «القناة 13 الاسرائيلية» أنّه ليس هناك من يخدع نفسه بأنّ «إسرائيل» قادرة على تفكيك حزب الله، وقالت « الجيش الاسرائيلي غير قادر الآن على غزو لبنان وتأسيس حزام حتى نهر الليطاني، أو إبعاد جميع عناصر حزب الله عن الحدود، لقد استيقظنا من هذا الحلم للأسف».

احباط عمليتيّ تسلل

 

ميدانيا، كان التطور العسكري البارز خلال الساعات الماضية هو إحباط حزب الله محاولتي تسلل لجنود الاحتلال الإسرائيلي إلى داخل الأراضي اللبنانية . المحاولة الاولى كانت محاولة للتقدم من جهة بلدة رميش واخرى عبر زرعيت.

 

ووفقا للمعلومات، فان جنود وحدة «غولاني» تخطوا الخط الازرق بضعة امتار، فوقعوا في كمائن محكمة للمقاومة، اضطروا بعدها للانسحاب، ويبدو ان جيش الاحتلال اراد اختبار خط دفاع المقاومة، وجمع معلومات استخباراتية من خلال نصب كمائن متقدمة، لكنه فوجىء بان جهوزية حزب الله على اعلى درجات، رغم المراقبة الجوية المكثفة للمنطقة وعمليات التمشيط المستمرة. .

 

وميدانيا ايضا، اقر الإسعاف «الإسرائيلي» انه تعامل مع سقوط قتيل و 7 جرحى بينهم 2 بحالة خطيرة و4 متوسطة و1 طفيفة جراء إطلاق صاروخ مضاد للدروع من لبنان تجاه مستطونة «مرغليوت».

شهداء من الهيئة الصحية

 

ومع ساعات المساء، ادت غارة جوية على مركز الهيئة الصحية في بلدة العديسة الى سقوط ٣ شهداء وجريح، كما وقعت اضرار مادية كبيرة وتحطم زجاج نوافذ وواجهات عدد من المنازل جراء الغارة «الاسرائيلية» على منطقة رأس المصري – علما الشعب. كما أغار الطيران الحربي المعادي قرابة الثامنة وعشر دقائق من مساء امس بالصواريخ الثقيلة على مدينة بنت جبيل. وحلق طيران العدو الإسرائيلي على علوّ منخفض فوق كسروان ومناطق الشمال وعلى علو متوسط فوق البقاع الغربي وراشيا.

 

كما أطلقت قوات الاحتلال النار في الهواء وعلى مسافة قريبة من مزارعين كانوا يرشّون المبيدات على مزروعاتهم، في محيط بلدة الوزاني قضاء مرجعيون. وطال القصف الفوسفوري والدخاني الجهة الشرقية لبلدتي حولا ومركبا المشرفتين على وادي هونين ومستعمرة مرغليوت. كما قصفت القوات «الاسرائيلية» بالقذائف الفوسفورية منطقة بئر المصلبيات على مدخل بلدة حولا الشمالي قضاء مرجعيون. واستهدفت المدفعية العدو الاحياء السكنية لبلدة مركبا.

 

وأغار الطيران الحربي المعادي على خلة وردة المتاخمة لبلدة عيتا الشعب، وعلى اطراف بلدة شيحين وبلدة ام التوت بالقطاع الغربي. وهرعت فرق الدفاع المدني التابعة لجمعية كشافة الرسالة الاسلامية الى مكان الغارتين، وتبين ان لا اصابات في الارواح. واعلن جيش العدو الإسرائيلي ان «طائراتنا قصفت موقعين عسكريين لحزب الله في شيحين وعيتا الشعب بعد رصد عناصر من الحزب.

الحراك الرئاسي

 

رئاسيا، زار تكتل «الاعتدال الوطني» كتلة الوفاء للمقاومة في حارة حريك، عارضا مبادرته التي وصفتها مصادر حزب الله بالايجابية، ووعدت بدرسها والرد عليها لاحقا. في هذا الوقت اتهم رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع «فريق الممانعة» بانه بدأ يعطي إشاراتٍ إلى الالتفاف عليها، من خلال الكلام عن وجوب ترؤس الرئيس بري اللقاء الحواري، وعن أن الحوار ليس تَداعياً، ورفض ترْك جلسة الانتخاب مفتوحة، وقال «أن الفريق الآخَر يطرح معادلة سليمان فرنجية أو لا انتخابات».

فك مؤقت للاضراب

 

اقتصاديا، فك موظفو الادارات العامة ومنهم موظفو المالية اضرابهم امس، وعادوا الى اعمالهم، الا انهم اشاروا الى ان هذه العودة مؤقتة لتسيير امور المواطنين، سيما لناحية صرف رواتب موظفي «العام»، وذلك بانتظار توضيحات من الحكومة حول الزيادات التي ستعطى لهم.