IMLebanon

الديار: بيروت مقابل تل ابيب تمنع الحرب الشاملة… أين الرقابة على جنون الاسعار؟

 الحرب طويلة ونتنياهو يفتش عن نصر بأي ثمن وحماس: وقف النار اولا
مساع قطرية لترتيب حلول على خطي الرئاسة ووزير الدفاع وقائد الجيش – رضوان الذيب
نقل عن وفد حماس المفاوض الذي زار بيروت خلال الايام الماضية ان «اسرائيل غير جاهزة للتسوية» ونتنياهو ما زال يفتش عن نصر يريد تحقيقه مهما كان الثمن، والاميركيين ضد الوقف الشامل لاطلاق النار ويطرحون هدنة ل٦ اسابيع يتم خلالها اطلاق الاسرى المسنين وادخال المواد الغذائية، كل هذه المواقف تساهم في استمرار حرب الابادة خلال شهر رمضان وسط صمت عربي لم يصل الى هذا المستوى منذ نكبة فلسطين، بالمقابل فان الحركة على موقفها الحازم «وقف النار اولا»، والهدنة الاميركية خديعة لن تمر، وبالتالي المفاوضات عالقة والاقتراحات المتبادلة لم تصل الى نتيجة، وبالتالي لا وقف للنار ولا هدن في الشهر الفضيل.

اما بالنسبة لزيارة حماس الى بيروت ولقاء الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، فالامر طبيعي جدا، وسبقتها زيارات بعيدة عن الاعلام عند كل جولة تفاوضية، ومن الطبيعي ان تطلع حماس حزب الله على ما يدور في القاهرة وقطر، وسط تقدير عال لدور حزب الله وتضحياته ومواقفه الى جانب الشعب الفلسطيني، كما ان العلاقة بين الحركة والحزب ممتازة على كل المستويات. بالمقابل، ابلغ حزب الله حماس وقوفه الى جانب الشعب الفلسطيني واستمرار حرب الاسناد حتى تتوقف الة القتل الاسرائيلية في غزة.

وفي ظل هذه الاجواء، تتواصل الاتصالات في مصر بشان الوصول الى وقف للنار، لكنها تدور في حلقة مفرغة ودون نتائج، والكلام للميدان الى اجل غير مسمى، رغم محاولات مصر اقناع حماس بالحل المتدرج على ٣ مراحل، وهو حل اميركي _ اسرائيلي، يقوم على هدنة ل٦ اسابيع واطلاق ٤٠ اسيرا من المسنين الاسرى لدى حماس والبدء بالمفاوضات بشان وقف اطلاق النار.

اما المرحلة الثانية فيتم فيها اطلاق الاسرى الجنود الاسرائيليين مقابل اسرى فلسطينيين وزيادة المساعدات والتخفيف من الوجود الاسرائيلي في غزة، والمرحلة الثالثة تكثيف الاتصالات بشان الوصول الى وقف لاطلاق النار بشكل نهائي مع بقاء القوات الاسرائيلية في المناطق الاساسية، هذا الحل رفضته حركة حماس.

ويؤكد المطلعون على الاتصالات، ان ملف غزة ولبنان بات واحدا، وقبل انقشاع الصورة في غزة لن يسلك اي ملف داخلي طريقه الى الحل وتحديدا الرئاسي، حتى حزب الله يعتبر البحث في الملف الرئاسي حاليا ليس اولوية، نتيجة الاوضاع في الجنوب وحرب غزة، وتبقى الجهود القطرية وحدها الجدية في الفترة الاخيرة، وظهر ذلك من خلال جولات السفير القطري على القيادات السياسية، من ضمنهم وليد جنبلاط وجبران باسيل وسمير جعجع ونواب المجتمع المدني وكتلة الاعتدال الوطني ومستقلون، وكان قد سبقتها زيارة للوزير السابق علي حسن خليل الى الدوحة، وجوهر المبادرة القطرية الخيار الثالث واقتراح اسمي مدير عام الامن العام اللواء الياس البيسري والعميد السابق جورج خوري سفير لبنان في الفاتيكان، وتصر قطر على تمرير الاستحقاق حاليا وخلال فترة الهدنة اذا نجحت في غزة، لكن الطرح قوبل بتمسك الثنائي الشيعي باسم سليمان فرنجية، وما زالت الامور تراوح مكانها، فيما حراك الاعتدال تراجع نسبيا بعد تصويره من قبل المتضررين بانه موجه ضد حزب الله.

وحسب المطلعين في بيروت، فان الحراك الرئاسي ما زال اسير «البازارات الداخلية» والتسريبات واخرها تبلغ الوزيرين السابقين وائل ابو فاعور وملحم رياشي رفض المملكة لسليمان فرنجية اثناء زيارتهما الاخيرة للرياض.

وحسب اخر الاتصالات، اقتنع بعض الكبار، ان الولادة ليست محلية بل عبر اتصالات اميركية ايرانية وموافقة سعودية لم تنضج معالمها بعد كون الاولوية لغزة، فاذا تم التوافق على وقف النار ونجحت التسوية فان الخيار الثالث يتقدم حتما، واذا اصر نتنياهو على معركته ضد حماس الى النهاية فان المعادلة تصبح سليمان فرنجية «حتما» وبالتالي الكلام الجدي تفرضه تطورات الاوضاع في غزة وليس المبادرات المحلية، فالرئيس ليس صناعة داخلية.

عمليات المقاومة الاسلامية
معادلة حزب الله «بيروت مقابل تل ابيب» تمنع الحرب الشاملة بين لبنان والعدو الاسرائيلي، وحملات التهويل لا مكان لها في حارة حريك، ورسائل الموفدين التهديدية «كلام بكلام» وما دامت الحرب الاسرائيلية على غزة مستمرة فان جبهة الجنوب مفتوحة.

وفي هذا الاطار، واصل مجاهدو المقاومة الاسلامية منذ ٨ تشرين الاول ٢٠٢٣ دك المواقع الاسرائيلية بريا وجويا بمختلف انواع الاسلحة على امتداد الحدود مع فلسطين المحتلة، واوقعوا عشرات القتلى والجرحى في جنود الاحتلال وهجروا اكثر من ١٠٠ الف مستوطن ودمروا مواقع عسكرية ومحطات كهربائية وعطلوا كل مظاهر الحياة في المستوطنات، وامس، تصدى مجاهدو المقاومة لمسيرة اسرائيلية واجبروها على التراجع من اجواء القرى الحدودية، كما قصفوا مواقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا وثكنة زبدين في مزارع شبعا المحتلة واستهدفوا تجمعا للعدو شرق موقع حانيتا بالقذائف المدفعية، بدوره واصل العدو الاسرائيلي قصفه للقرى الحدودية بالطيران والقذائف المدفعية والصاروخية، كما استهدفت مسيرة قياديا من حماس قرب مفرق قانا مما ادى الى استشهاده على الفور وهو هادي علي مصطفى.

تكسير رؤوس بين ميقاتي وباسيل
العلاقة بين رئيس الحكومة وجبران باسيل في اسوأ مراحلها، فرئيس الحكومة ذهب الى حد المطالبة بمحاكمة باسيل، فيما رئيس التيار لا يرحم «نجيب العجيب» في مجالسه، هذا الوصف يردده تلفزيون التيار في كل نشراته الاخبارية، وفشلت مؤخرا كل جهود سعاة الخير من اصدقاء الطرفين لترتيب لقاء او الوصول الى هدنة، وامتد الخلاف العنيف بين الرجلين الى المؤسسة العسكرية مع تفاقم الصراع بين وزير الدفاع موريس سليم وقائد الجيش حول الصلاحيات، وما زال رئيس الاركان العميد حسان عودة الذي عينته حكومة ميقاتي لا يمارس اعماله وصلاحياته ويحضر الى مكتبه للديكور، بسبب اعتراض وزير الدفاع وعدم التوقيع على القرار، ولم تنجح كل الاتصالات مع باسيل لاقناعه بعدم الطعن في قرار تعيين العميد حسان عودة رئيسا للاركان، كما جرت اتصالات ايضا مع الرئيس ميشال عون لحل الموضوع دون جدوى، حتى ان نتائج دورة الضباط الاخيرة لم تصدر بعد بسبب عدم توقيع الوزير سليم عليها لاعتراضه على نتائج اختبارات الدخول، رغم ان اسماء الفائزين تم تسريبها والاهالي ينتظرون، وبالتالي الامور مرهونة بتسوية بين ميقاتي وباسيل مستحيلة حاليا، وعلم ان مسؤولين قطريين دخلوا على خط ترتيب الامور في موضوع الخلافات بين الوزير سليم وقائد الجيش دون اي نتائج حتى الان.

معاناة اللبنانيين في رمضان
«جنون الاسعار» في شهر رمضان المبارك وصل الى مستويات قياسية وفاقم هموم اللبنانيين المحاصرين بكم هائل من الازمات والمشاكل، خصوصا اهالي الجنوب والبقاع مع تصاعد الغارات الاسرائيلية ضد المدنيين و ترك اكثر من ١٠٠ الف مواطن منازلهم مؤقتا، وحسب مراكز الاحصاءات، سجل ارتفاع في اسعار اللحوم والاجبان والخضر بنسب عالية اقرت بها دوائر وزارة الاقتصاد وسط غياب شبه كامل لدوريات حماية المستهلك والتذرع بعدم وجود الموظفين مما حرم الكثير من اللبنانيين من اطباق افطارات رمضان، وتبقى الطامة الكبرى ندرة الحجوزات في نسب العائدين من المغتربين لقضاء الاعياد في لبنان، وهي النسبة الاقل منذ سنوات.