IMLebanon

الديار: روسيا والصين استعملتا الفيتو واوقفتا مشروع القرار الأميركي

 

 ورقة بكركي في طور بدايتها والاغلبية المسيحية توافق عليها

«8 آذار» لـ «الديار»: الموضوع الرئاسي هو الحاكم على تفكير المعارضة – نور نعمة

 

استخدمت كل من روسيا والصين حق الفيتو ضد مشروع قرار اميركي في مجلس الامن بشأن حرب غزة لاعتبارهما ان هذا القرار الاميركي ملتبس وغامض فضلا انه غير عادل بما انه يعطي «اسرائيل» اليد العليا لتحقيق ما تريده في قطاع غزة ومن ضمنها شن عملية عسكرية في رفح. والقرار الاميركي بشأن حرب غزة هو مشروع محاولة التفافية على قرار الضمير الانساني بوقف العدوان على الفلسطينيين في القطاع حيث يلجأ الاميركيون الى اسلوب الخداع الامر الذي اصبحنا نألفه في منطقتنا.

 

هكذا احبطت موسكو وبكين قرارا اميركيا يسوده الكثير من النفاق السياسي والانحياز الاعمى للدولة العبرية واستهتار مطلق بحقوق الفلسطينيين المدنيين.

 

وفي السياق ذاته، يأتي الفيتو الصيني والروسي في اطار الصراع الدولي الحاصل بين الصين واميركا وبين الاخيرة وروسيا. ذلك ان الفيتو الروسي والصيني ليس فقط مرتبطا بحرب غزة فساحة الصراع بين بكين وموسكو وواشنطن واسعة فيوما تكون في اوكرانيا ،ويوما في غزة ويوما في افريقيا وتنعكس مظاهره في مجلس الامن الدولي.

 

وتجدر الاشارة الى ان الولايات المتحدة الاميركية كانت قد عطلت مشروع قرار للجزائر في مجلس الامن يهدف الى وقف اطلاق نار شامل وايصال المساعدات لغزة بينما اليوم قدمت اميركا مشروع قرار يعطي مشروعية لجرائم «اسرائيل» بحق الفلسطينيين ومن الطبيعي ان يعطل الصيني والروسي القرار الاميركي.

 

اما من جهة حكومة الحرب «الاسرائيلية» بقيادة بنيامين نتنياهو، فقد رأى مصدر سياسي مطلع ان الدولة العبرية خفضت عن سابق تصور وتصميم العمليات العسكرية في شهر رمضان ليس حرصا على حياة الفلسطينيين ولكن لادراكها ان العالم الاسلامي حاليا في حالة غليان وكل المشاعر تتجه نحو المسجد الاقصى والقدس ولذلك ترى ان الوقت غير مناسب للتصعيد العسكري في غزة بالرغم من التهويل الذي سبق شهر رمضان بان الجيش «الاسرائيلي» سيدخل رفح انما كان ذلك محاولة للضغط على المقاومة الفلسطينية لتقديم تنازلات في المفاوضات في القاهرة.

 

وتابع هذا المصدر ان اليوم كل المحاولات التي حصلت في مصر او في قطر للتوصل الى هدنة في غزة فشلت وهذا يؤكد ان الفريق الحاكم في «اسرائيل» يريد مواصلة الحرب وارتكاب الجرائم والابادة بحق الشعب الفلسطيني وبالتالي لفت الى ان جبهة الجنوب ستظل مساندة لغزة طالما ان العدوان الاسرائيلي على القطاع لم يتوقف.

اوساط فريق الممانعة للديار: الموضوع الرئاسي هو الحاكم على تفكير المسيحيين متجاهلين الاخطار المحدقة بالوطن

 

اعتبرت اوساط تابعة لفريق الممانعة ان الموضوع الرئاسي هو الحاكم على نمط التفكير عند المسيحيين واي مخطط اقليمي خبيث وان كان مخططا اسرائيليا هو غير حاضر بالنسبة لهم لان الاولوية لهم هي انتخاب رئيس للجمهورية. واضافت هذه الاوساط انه في هذا الوقت العصيب لا يجب ان يتحول الداخل اللبناني الى بيئة تطعن حزب الله في وقت تحتاج المقاومة الى ادراك اللبنانيين خطورة الوضع في المنطقة وما تحيكه «اسرائيل» من مخططات عدوانية تجاه لبنان وشعبه.

 

وفي اطار علاقة حزب الله والتيار الوطني الحر، رأت هذه الاوساط التابعة لفريق الممانعة ان لجوء النائب جبران باسيل الى التفلت من الشروط والقيود الموضوعة في اتفاق مار مخائيل ينبع من اعتقاده ان حزب الله منشغل بالجبهة الجنوبية وغير أبه للجبهة الداخلية وهذا امر غير صحيح. بيد ان المقاومة تعتبر ان انتخاب رئيس يتطلب حوارا لتقريب وجهات النظر بين الافرقاء وان البلاد يجب ان يديرها رئيس يلقى قبولا عند كل الاطراف وله حيثية شعبية. لكن كل الاطراف الاخرى رفضت دعوة الرئيس نبيه بري للحوار لاعتبارات عدة.

 

وعن تمسك حزب الله بالمرشح سليمان فرنجية، فقد اوضحت هذه الاوساط ان المقاومة ترى في فرنجية شخصا له حيثية دولية وشعبية داخلية فضلا عن علاقاته مع الدول العربية اما المرشحون الاخرون فيتم انزالهم بالمظلة على اللبنانيين وبين ليلة وضحاها وعليه تسعى احزاب معينة الى تسويقهم على انهم المرشحون المناسبون لرئاسة الجمهورية.

ورقة بكركي: ما اهدافها ؟

 

على صعيد اخر، تبذل الكنيسة المارونية وبطلب من الفاتيكان كل الجهود لايجاد مساحة مشتركة بين المسيحيين اولا وبين المسيحيين والمسلمين ثانيا نظرا لتعدد الازمات اللبنانية وتكاثر الخلافات بين القيمين على البلد في حين تتقلص بوادر الحلول في بلد يعاني ازمة وجودية وكيانية واقتصادية واجتماعية.

 

ولذلك قررت بكركي ان تجمع نوابا وشخصيات يمثلون احزابهم المسيحية لايجاد مساحة مشتركة بينهم اولا ولتقريب وجهات النظر بين المسيحيين والمسلمين ثانيا. والحال ان بكركي لن تقف متفرجة على تدهور الامور في لبنان دون ان تقوم بأي مبادرة وطنية تخفف من وجع وألم هذا الوطن وشعبه الذي يعاني الامرين. وهذه الورقة التي ظهرت اولى عناوينها والتي تحتاج الى المزيد من العمل والتفاوض، مفادها وضع خطوات عملية من شأنها ان تسهل انتخاب رئيس للجمهورية وفي الوقت ذاته لتكون جرس انذار للجميع بضرورة احترام الدستور والشراكة الفعلية بين اركان الحكم اللبناني الى جانب التاكيد على ثوابت وطنية تكون حجر الاساس في ادارة الدولة.

 

وعليه، حصل اللقاء الثاني اول من امس في حضور غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي والمطارنة بولس مطر، بولس الصيّاح، وانطوان أبي نجم مع النائب جورج عطالله عن التيار الوطني الحر والمستشار أنطوان قسطنطين ، النائب فادي كرم عن حزب القوّات اللبنانية، مستشار حزب الكتائب ساسين ساسين المحامي حبيب شارل مالك عن مشروع وطن الإنسان (النائب نعمة افرام)، المحامي إدوار طيّون عن «حركة الاستقلال» (التي يرأسها النائب ميشال معوّض)، الأمين العام لحزب الوطنيين الاحرار فرانسوا زعتر.

الاغلبية المسيحية متفقة على مرشح رئاسي ووثيقة بكركي وطنية سياسية

 

الى ذلك، قالت اوساط سياسية رفيعة المستوى للديار ان اللجنة الخماسية قامت بما قامت به واصطدمت بالاشكالية ذاتها التي واجهها تكتل الاعتدال وهي عدم انعقاد مجلس النواب لجلسة مفتوحة بدورات متتالية لانتخاب رئيس. وتعقيبا على ذلك، رفضت هذه الاوساط المعلومات التي تقول ان اللجنة الخماسية جمدت عملها في انتظار الموقف الذي سيتوصل اليه المسيحيون في بكركي حيث اوضحت ان الاغلبية المسيحية متفقة على المرشح جهاد ازعور وهي تريد انتخاب رئيس في اقرب وقت ممكن. وهذا يؤكد ان المشكلة ليست مسيحية في حين ان وثيقة بكركي هي وثيقة وطنية سياسية لا علاقة لها بالانتخابات الرئاسية. واضافت الاوساط السياسية ان ما تنتظره اللجنة الخماسية وتكتل الاعتدال ان يأخذ فريق الممانعة موقفا يتسم بالليونة حول الملف الرئاسي.

القوات اللبنانية: ورقة بكركي تسعى لتثبيت احترام الدستور والشراكة الفعلية وحماية لبنان من الصراعات حوله

 

من جانبها، قالت مصادر في القوات اللبنانية للديار ان اجتماعات انعقدت بمبادرة من الكنيسة المارونية في محاولة لاعداد ورقة سياسية وطنية في ظل التخبط السياسي الذي يعيشه لبنان. وشددت المصادر القواتية على التمييز بين مسألتين اساسيتين وهما رفض القوات لحصول لقاء القيادات الاربع في بكركي ورفضها اللقاء لـ 64 نائبا في بكركي ايضا. في المقابل، تجاوبت القوات اللبنانية مع مبادرة روحية للنواب المسيحيين حصلت السنة الماضية في مثل هذه الايام حيث ان الجهود المبذولة من بكركي للوصول الى ورقة سياسية بطابع وطني هو امر مرغوب وفقا لمصادر القواتية . وتابعت هذه المصادر ان هذه الورقة السياسية التي ترعاها بكركي تسعى الى ان تكون ورقة مشتركة تشمل تطلعات المسيحيين والمسلمين وان كانت تخرج من منبر مسيحي.

 

وطبعا لبكركي ثوابت لا تفاوض عليها وهي تقوم بهذه الجهود لضرورة احترام الدستور والشراكة الفعلية الى جانب حماية لبنان من الصراعات الحاصلة في المنطقة فضلا عن حل مشكلة النازحين السوريين وهنا القوات اللبنانية حتما تؤيد مساعي بكركي في هذا المجال.

مصادر مقربة من الوطني الحر للديار: الاهم بين كل المسائل هو انهاء الشغور الرئاسي

 

من جهتها، رأت مصادر مقربة من التيار الوطني الحر ان وثيقة بكركي وما تلحظه من بند ينص على حصر السلاح بيد الجيش لا يتعارض مع مضمون اتفاق مار مخائيل حول مسألة السلاح. ولفتت الى ان اتفاق مار مخائيل يتكلم عن الاستراتيجية الدفاعية وتقوية الجيش اللبناني مشيرا في الوقت ذاته الى ان موضوع السلاح لا يحل بين ليلة وضحاها خلافا لما يعقتده كثيرون متساءلة اذا كان الغرب سيعطي الجيش اللبناني سلاحا نوعيا ومتطورا كالسلاح الذي بحوزة حزب الله.

 

وتابعت المصادر المقربة من التيار الوطني الحر ان نائب امين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم قال ان اتفاق مار مخائيل معلق حاليا كما استندت على كلام رئيس الوطني الحر جبران باسيل الذي اعتبر ان اتفاق مار مخائيل هو لدعم المقاومة في دفاعها عن لبنان وليس عن غزة الى جانب انزعاجه من دعم «الحزب» لما تقوم به حكومة تصريف الاعمال برئاسة نجيب ميقاتي في ظل غياب رئيس للجمهورية.

 

وحول ما قاله الشيخ نعيم قاسم ان «مرشحنا قادر على ادارة البلد بشكل موحد»، اعتبرت هذه المصادر ان كل فريق يرى مرشحه هو الافضل في حين ان التيار الوطني الحر لا يرى ان رئيس تيار المردة قادر على حكم لبنان بطريقة موحدة ومشيرا الى ان مرشح الوطني الحر حتى اللحظة هو الوزير السابق جهاد ازعور.

 

اما الاهم بالنسبة للتيار الوطني الحر، فقدت اكدت المصادر المقربة من التيار الوطني الحر هو انهاء الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية.

اوساط في المعارضة لـ «الديار»: مرشحنا جهاد ازعور هو مرشح ضمن الخيار الثالث

 

بدورها، رات اوساط في المعارضة ان قول الشيخ نعيم قاسم ان مرشحهم الوزير السابق سليمان فرنجية قادرعلى جمع البلد بينما المرشحون للرئاسة الاخرون هم عاجزون عن تحقيق ذلك، هو كلام لا يعكس واقع الحال. ومع كامل الاحترام للوزير سليمان فرنجية لفتت اوساط العارضة الى الانقسام السياسي العميق بين خط الثنائي الشيعي وبين خط المعارضة منذ عام 2005 حتى اليوم ولذلك من الصعب ان يوفق مرشح الثنائي الشيعي بين اللبنانيين؟

 

وفي الاطار ذاته، قالت هذه الاوساط ان المعارضة تخلت عن مرشحها النائب ميشال معوض من اجل ان تذهب الى مرشح تقاطع وهو المرشح جهاد ازعور التي تعتبره مرشحا ضمن «الخيار الثالث».

 

واضافت انه طالما ان المعارضة او الممانعة غير قادرتين على ايصال مرشحهما الى قصر بعبدا،ولذلك تقول اللجنة الخماسية ومبادرة الاعتدال الرئاسية انه يجب الذهاب الى الخيار الثالث. وعليه كشفت اوساط في المعارضة انها لن تتخلى عن المرشح جهاد ازعور الا في حالة واحدة وهي اذا تخلى فريق الممانعة عن المرشح سليمان فرنجية وهنا تبدأ المشاورات حول الاسماء القادرة ضمن الخيار الثالث على ان تكون في سدة رئاسة الجمهورية.