IMLebanon

الديار: تأهب واستنفار في «اسرائيل»… والرد الايراني لا يعني الحرب الشاملة؟

 

بعثات ديبلوماسية تحذر رعاياها… ولا وعود دولية للبنان بتغطية تكلفة العدوان

 الهجرة غير الشرعية الى قبرص مشكلة اوروبية… – ابراهيم ناصرالدين

 

عشية كلمة مرتقبة للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله خلال احياء يوم القدس العالمي اليوم، تقف المنطقة على «رجل واحدة» ترقبا لرد الفعل الايراني على الاعتداء الاسرائيلي على القنصلية الايرانية في دمشق. وفيما رجحت مصادر ديبلوماسية حصول رد ايراني متوازن لا يؤدي الى حرب شاملة في المنطقة، وقللت من شأن التهويل الاسرائيلي، سارعت سفارات دول كبرى في بيروت الى رفع منسوب التحذير لرعاياها ودعتهم الى الاستعداد للأسوأ والحذر في تحركاتهم خلال الساعات والايام المقبلة مُصحبة تحذيرها بتعليمات لوجستية تتعلق بكيفية التصرف بحال حصول حرب شاملة. في المقابل ساد «الهلع» على نحو واسع في «اسرائيل» على خلفية تسريب تحذير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية «لاسرائيل»، بان الرد الايراني هذه المرة مرجح داخل «الاراضي الاسرائيلية»، لكن هذا لم يمنع من الاعلان مساء امس عن رفع حالة التأهب في السفارات والبعثات الإسرائيلية وتم نقل الدبلوماسيين إلى أماكن بديلة.

جردة حساب وتشويش

 

في هذا الوقت، قدمت الدولة اللبنانية جردة حساب للخسائر التي تسبب بها العداون الاسرائيلي امام مجموعة من السفراء المعتمدين والتي تتعدى 72 مليون دولار، لكنها لم تحصل على اي وعد بتقديم المساعدات، فيما لوحظ امس ازدياد عمليات التشويش التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي على نظام GPS والتي يشكو منها مطار بيروت، ولاحظ العديد من اللبنانيين بطئاً في عملية الانترنت وتشويشاً على عدد من التطبيقات الإلكترونية والبث التلفزيوني.

استنفار في «اسرائيل»!

 

وبحسب موقع واللا الإسرائيلي قامت إسرائيل بزيادة مخزونها الطارئ من المواد الأولية الأساسية إلى حدٍّ غير مسبوق خشية هجوم إيراني محتمل، واستعدادًا لحرب شاملة مع حزب الله، فيما تهافت الإسرائيليّون إلى المتاجر لشراء مواد تموينية تحسّبًا للرد الإيراني، وحذر البنك المركزي في «إسرائيل» البنوك من ارتفاع حدة سحب الأموال النقدية، بعدما هرع الاسرائيليون الى سحب الاموال النقدية.

لا داعي للهلع؟!

 

وفي مقابل هذا «الهلع»، تستبعد مصادر ديبلوماسية في بيروت خروج الموقف عن السيطرة حتى لو حصل رد ايراني، يبدو انه حتمي، لكنها تتحدث في المقابل عن اتصالات رفيعة المستوى تجري على اكثر من صعيد لاحتواء الموقف وعدم الذهاب في التصعيد الى مواجهة واسعة النطاق لن تكون مفيدة لاي طرف، ولفتت الى انه لا داعي للهلع اقله في هذه المرحلة!

«القصة» اكبر من لبنان!

 

من جهتها، تشير اوساط سياسية لبنانية بارزة الى انها للمرة الاولى لم تسمع تحذيرات مباشرة من دبلوماسيين غربيين بشان التطورات على الحدود الجنوبية، بعدما اقر عدد من السفراء ان الامور باتت تتجاوز حدود الجبهة اللبنانية وتطوراتها، حيث ارتفع نسق التواصل الدبلوماسي وبات مهمة وزراء الخارجية الذين يحاولون احتواء الموقف على صعيد المنطقة بعدما باتت جبهة الجنوب جزءا من الكل، وليست قائمة بحد ذاتها، في ظل استبعاد تلك الدول ان يكون لحزب الله دور مباشر في الرد على ضرب القنصلية الايرانية، باعتبار ان طهران معنية هذه المرة بالرد على ما اعتبرته المؤسسة الدينية، والسياسية، والعسكرية اعتداءً على السيادة الايرانية ويستوجب الرد المباشر لاسباب كثيرة واهمها الحفاظ على ثقة الشعب الايراني بالقيادة.

تحذيرات «السي اي ايه»

 

في هذا الوقت، تعيش «إسرائيل»، حالة ترقّب في ظل اجماع امني وسياسي بان الرد الايراني واقع لا محالة، مع اختلافات في تقدير شكله ومداه، وما سيؤدّي إليه، وكشفت مصادر إسرائيليّة رفيعة المُستوى امس عن تحذير وجهته وكالة المخابرات المركزية الأميركيّة «لاسرائيل»، جاء فيه أنّ إيران ستردّ على اغتيال هجوم دمشق بشكلٍ مباشرٍ، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّ تقدير المخابرات الأميركيّة والإسرائيليّة أيضًا تُشير إلى أنّ الردّ الإيرانيّ سيشمل قصفًا لأماكن استراتيجيّةٍ حساسّةٍ في الكيان بواسطة صواريخ إيرانيّةٍ مجنحةٍ وبعيدة المدى.

تناقضات اسرائيلية؟

 

وفي السياق نفسه، اوقف الجيش الإسرائيلي منح الإجازات لجميع الوحدات القتالية امس، وذكر في بيان انه وفقا لتقييم الوضع، تقرر إيقاف الإجازات مؤقتا لجميع الوحدات القتالية التابعة للجيش الإسرائيلي، وأضاف أنه في حالة حرب وأن نشر القوات يخضع لتقييم مستمر وفقا للاحتياجات. وفي محاولة لتهدئة روع المستوطنين، اعلن الجيش الإسرائيلي امس إنه لم يطرأ أي تغييرعلى التوجيهات المتعلقة باستعداد الجبهة الداخلية، وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاجاري في منشور على منصة «إكس» ليست هناك حاجة لشراء مولدات كهربائية وجمع الطعام وسحب الأموال من أجهزة الصراف الآلي، وأضاف كما فعلنا حتى اليوم، سنقوم على الفور بتحديث أي تغيير، في حالة حدوثه، بطريقة رسمية ومنظمة.

ازدياد عمليات التشويش

 

وفي محاولة منها للتاثير في الصواريخ الدقيقة، والمسيرات، كثفت «إسرائيل» عمليات التشويش على نظام تحديد المواقع العالمي»جي بي اس»، وامتد من الشمال ليشمل تل ابيب والقدس المحتلة. ووفقا لصحيفة «هارتس» كانت اضطرابات نظام تحديد المواقع محسوسة بشكل رئيسي شمال البلاد، من منطقة حيفا إلى الحدود اللبنانية، وأظهرت خدمات خرائط نظام تحديد المواقع للمستخدمين أنهم في بيروت، كما ظهرت ظاهرة مماثلة جنوب البلاد، حيث أظهرت أجهزة تحديد المواقع للمستخدمين أنهم في القاهرة.

الرد الايراني حتمي

 

وبحسب الخبير العسكري ألون بن دافيد، من القناة الـ 13 بالتلفزيون الاسرائيلي، فان الإيرانيين أكثر إصرارًا هذه المرّة ممّا كانوا عليه في المرات السابقة على الردّ بشكل كبير على عملية الاغتيال في دمشق.  ونقل عن محافل أمنيّة واسعة الاطلاع في تل أبيب، تأكيدها انها لا تستبعد تعرض «اسرائيل» لهجوم صاروخي من الاراضي الايرانية، ولهذا رفعت حالة التاهب في سلاح الجو وتقرّر استدعاء جنود الاحتياط . من جهته قال موقع «والاه» أنّ السلطات المحلّية في غوش دان (الوسط) تدرس فتح الملاجئ العامة. وفي السياق عينه، نقلت قناة (كان) الاسرائيلية عن مصادر سياسية، قولها إنّ الأيّام المقبلة ستكون متوتّرة جدا، مع اقتراب نهاية شهر رمضان وعملية الاغتيال في دمشق المنسوبة إلى «إسرائيل»، مضيفة أنّ هنالك استعدادات عالية في «إسرائيل» والعالم لاحتمالية قيام إيران بشنّ ردٍّ انتقامي…

قلق من حزب الله؟

 

من جهتها، نقلت صحيفة «هارتس» عن مسؤول اسرائيلي تاكيده ان حالةً من الاستعداد واليقظة والتأهب من الخطر المحدق وبمستوى خطرٍ تسود المنظومة الأمنيّة، وذلك على خلفية التقديرات التي تُشير لإمكانية عمليّةٍ إيرانيّةٍ انتقاميّةٍ، تشمل الهجوم الإيرانيّ المباشِر ضدّ «إسرائيل»، أيْ قصف قواعد استراتيجيّة من إيران نفسها، أوْ قصف مكثّف من لبنان وسورية عن طريق حلفاء ايران وفي مقدمتهم حزب الله.

الرد  الايراني المدروس

 

من جهته، رجح معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب، أن تبحث ايران عن ردّ ثأري مدروس لا يضطر «إسرائيل»، ومعها الولايات المتحدة، الى ردّ واسع، وأنها غير معنية بحرب شاملة، وتستبعد قيام إيران بإطلاق صواريخ باليستية من أراضيها على «إسرائيل»، لكنها لا تستبعد أن يأتي الرد من حزب الله على شكل صواريخ تصل الى العمق الإسرائيلي، وتصيب أهدافاً رمزية تؤدي الى عدد من الضحايا.

الوضع الميداني

 

ميدانيا، نفذ الطيران الحربي الاسرائيلي ايضا غارة مستهدفا المنطقة الواقعة بين بلدتي عيترون وعيناتا في قضاء بنت جبيل وملقيا صاروخي جو – ارض على المنطقة المستهدفة.  وشن غارة على بلدة مارون الراس حيث القى صاروخي جو- ارض. في المقابل، في المقابل، دوّت صفارات الإنذار في مستوطنتي «بتست» و «شلومي» في الجليل الغربي تزامناً مع سماع دوي انفجارات. واستهدف حزب الله  ايضا ‌‏فريقا فنيا اسرائيليا أثناء قيامة بصيانة التجهيزات الفنية والتجسسية في موقع بياض بليدا. واعلن حزب الله انه استهدف ‌‌‌‌بقذائف المدفعية مقر قيادة كتيبة ليمان المستحدث في الجليل الغربي». واعلن ايضا استهداف تموضعات لجنود العدو خلف موقع جل العلام بالأسلحة الصاروخية. واشارت القناة 12 الإسرائيلية الى سقوط صاروخ في بلدة شلومي في الجليل الأعلى ووقوع أضرار في المكان. ولفتت الى إطلاق صاروخين على الأقل من لبنان في اتجاه إصبع الجليل.

جردة لبنانية بالاضرار ولا وعود دولية

 

داخليا، خرقت جلسة مجلس الوزراء، بمقرراتها الحياتية والاجتماع مع السفراء المعتمدين لتقييم الاضرار الناتجة من الاعتداءات الاسرائيلية، وازمة النزوح مع قبرص، رتابة وجمود الحركة الداخلية. وحضر الوضع الجنوبي على طاولة جلسة مجلس الوزراء التي استهلها رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي باطلاع الوزارء على الاجتماع مع منظمات الأمم المتحدة وسفراء الدول المانحة والمعنية، وقال انه تم اجراء نقاش مستفيض حيال ما يحصل في الجنوب وطلب لبنان المساعدة السريعة وخصوصاً أن هناك حوالى 100 ألف نازح من قرى الجنوب و313 شهيداً وحوالى 1000 جريح، والكارثة الكبرى هي في الأضرار الحاصلة في القطاع الزراعي حيث هناك 800 هكتار تضرروا بشكل كامل، و340 ألف رأس ماشية فقدوا وحوالى 75 في المئة من المزارعين فقدوا مصدر دخلهم النهائي. واقترح ميقاتي وجوب اعلان منطقة الجنوب منكوبة زراعياً وخصوصاً أن هذه المشكلة ستنسحب على السنوات المقبلة. الأمر ذاته ينسحب على القطاع التربوي، حيث هناك حوالى 75 مدرسة مغلقة نهائياً، ناهيك بملف إعادة إعمار ما تهدم وأولوية البحث عن مصادر التمويل.

الارقام لا تشمل اعادة الاعمار

 

وكان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اجتماعا مع السفراء المعتمدين في لبنان والمنظمات الدولية بهدف شرح الواقع الإنساني والوضع الحالي في الجنوب، في السراي، وقال وزير البيئة ناصر ياسين بعد الاجتماع ان التقديرات المطلوبة من الان حتى نهاية حزيران تقدر بنحو 72.4 مليون دولار لإكمال الامور الاغاثية الأساسية فقط، وقال «لا نتكلم عن اليوم التالي في ما  يتعلق بإعادة الأعمار او اعادة أحياء المناطق التي تتعرض للعدوان، فنحن نتكلم فقط عن تأمين الامور الاغاثية والإنسانية للأشهر المقبلة. حصل  نقاش بشأن  بعض الأولويات في ما  يتعلق بالغذاء والأمور الصحية والأساسية وسنستكملها في اجتماعات ثنائية مع السفراء لتحفيز دولهم لتقديم دعم إنساني اكبر».

رفع الحد الادنى للاجور

 

وبعد جلسة الحكومة، أعلن وزير العمل مصطفى بيرم رفع الحد الادنى للأجور في القطاع الخاص إلى 18 مليون ليرة لبنانية، لافتًا إلى انه تمّ إقرار مرسوم زيادة المنح المدرسيّة. ايضا، أعلن وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي أن مجلس الوزراء وافق على مرسوم الاستعاضة عن الشهادة المتوسطة بامتحان وطني موّحد تجريه المدارس الرسمية والخاصة، مشيرًا إلى أحكام خاصة لتلامذة الجنوب.

ما اسباب الازمة مع قبرص؟

 

وتعليقاً على احتجاج قبرص على وصول مهاجرين غير شرعيين إلى أراضيها من لبنان، قال رئيس الحكومة «فوجئنا بملامح أزمة ديبلوماسية مع قبرص، حيث هاجمت بعض الصحف القبرصية لبنان صباح على خلفية ملف النازحين الذين يصلون إلى قبرص بطريقة غير شرعية عبر المياه اللبنانية». واكد ميقاتي انه تمنى على الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس أن يطرح في اجتماع الدول الأوروبية المتوسطية المقبل موضوع الضغط على الاتحاد الأوروبي لمساعدة لبنان في عملية ترحيل النازحين غير الشرعيين من لبنان.

ما هو الحل؟

 

ووفقا للمعلومات وصل الى قبرص بحرا من لبنان نحو 730 مهاجرا غير شرعي خلال الساعات القليلة الماضية يضافون الى نحو 2500 آخرين وصلوا الى الجزيرة قبل فترة، ووفقا لمصادر رسمية لا حل لدى لبنان، والحل هو عند الاتحاد الاوروبي، والمجتمع الدولي المطالبين بتغيير استراتيجيتهما، والتعاون لاعادة النازحين السوريين الى بلادهم.

شكوى ضد ميقاتي!

 

على صعيد آخر، قدمت مجموعتان تعملان في مكافحة الفساد شكوى في فرنسا ضد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وأقاربه، سعيا لإجراء تحقيق في شبهات جرائم مالية منها غسل الأموال. وقال ميقاتي في بيان صادر عن مكتبه إنه لم يتم إبلاغه رسميا بالشكوى، وإن ثروة عائلته تم اكتسابها بشفافية ووفق القانون. ولفت الى أن الاتهامات جزء من حملة إعلامية تهدف إلى «الإساءة إلى اليه وأفراد العائلة». وقُدمت الشكوى بتاريخ الثاني من نيسان إلى مكتب المدعي العام المالي في فرنسا من مجموعتي مكافحة الفساد، منظمة (شيربا) غير الحكومية لمكافحة الجريمة المالية وتجمع ضحايا الممارسات الاحتيالية والإجرامية في لبنان.

ما هي الاتهامات؟

 

وذكر مكتب المدعي العام المالي في فرنسا أنه ليس في وسعه تأكيد استلام الشكوى في الوقت الحالي، ورفض الإدلاء بمزيد من التعليقات. وتتناول الشكوى مجموعة من الشركات والعقارات التي يملكها ميقاتي وأقاربه في فرنسا، أو المسجلة في دول أخرى، قائلة إنها تتطلب المزيد من التحقيق في أعمال مزعومة تتعلق بغسل الأموال وتلقي بضائع مسروقة. وقال ويليام بوردو محامي شيربا لوكالة رويترز امس «هذا هو نوع العواقب الحتمية لكونك سياسيا مليارديرا، فأنت تعتبر منصبك كحماية من الملاحقة القضائية». وجاء في بيان صحفي صادر عن شيربا امس أن الشكوى تلفت انتباه السلطات إلى تحويلات مالية بين رئيس الوزراء السابق وأقاربه ومصرف لبنان؟