IMLebanon

الديار: البطريرك الماروني يهدئ الشارع المسيحي: لا للفتنة

 

الجيش تسلم جثمان سليمان ومراسم الدفن الجمعة – ادارة التحرير

 

لا تزال جريمة قتل منسق القوات في قضاء جبيل تحتل صدارة الاهتمامات على الساحة اللبنانية نظراً لخطورتها الأمنية والقومية على الساحة اللبنانية، اذ من جهة تدل على هشاشة الوضع الداخلي اللبناني وامكانية تحرك العصابات السهل بسيارات مسروقة وجثة ضحية على كامل الاراضي اللبنانية وصولاً الى الداخل السوري، او بارتداداتها على الساحة الوطنية والحقن الطائفي والمناطقي الذي لحقها جراء توزيع الاتهامات الناجمة عن الحقن السياسي واستباق التحقيقات.

 

وفي حين جزمت مخابرات الجيش اللبناني بناءً على التحقيقات التي أجرتها ان الدافع هو السرقة وان المغدور باسكال سليمان لن يستهدف لموقعه السياسي او لشخصه، تصر «القوات اللبنانية» على اعتبار الجريمة جريمة اغتيال سياسي لحين اثبات العكس كما دعت مخابرات الجيش الى الكشف عن مجريات وحيثيات التحقيق وجعله علنياً وشفافاً امام الشعب اللبناني.

 

هذا وبرزت مواقف متقدمة للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي خلال لقاءاته امس. حيث التقى قائد الجيش العماد جوزاف عون وعضوي تكتل «الجمهورية القوية» النائبين زياد حواط وملحم رياشي لمتابعة قضيّة قتل باسكال سليمان معه.

 

وتشير اوساط مسيحية مطلعة على جو البطريرك الراعي لـ «الديار» الى ان مواقف الراعي متقدمة جداً وخصوصاً انه كان حريصاً منذ اللحظة الاولى لجريمة الاختطاف ومن ثم الاعلان عن مقتل سليمان على السلم الاهلي وعدم التسرع وابقاء التحقيقات في إطار الدولة والاجهزة الامنية كما دعا الى التهدئة ورفض الفتنة وعدم تعكير العلاقات بين النسيج الجبيلي.

 

وتشير الاوساط نفسها الى ان الراعي وُضع من قبل الاجهزة الامنية في إطار خطة جديدة لتنظيم الوجود السوري وهي خطة قيد البحث حالياً بين الحكومة والجيش.

المولوي

 

وترأس وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي في مكتبه بعد ظهر امس اجتماعا استثنائيا لمجلس الامن المركزي بحضور قادة من الاجهزة الامنية والعسكرية ومسؤولين واداريين وقضائيين.

 

وأكّد مولوي بعد الاجتماع «أنّ جريمة قتل باسكال سليمان ارتكبها سوريون»، موضحًا أنّ «التحقيقات بوشرت منذ اللحظات الأولى وكل الأجهزة الأمنية والعسكرية تنسّق بين بعضها»، مشيرًا إلى أنّ «السيارة المُستخدمة في العمليّة سُرقت من الرابية قبل أيّام». وشدد على أنّ «البلد لا يحتمل مشاكل أكثر مما يواجهها، ولا يحتمل فتن»، داعيًا إلى «التعقل والاتكال على الأجهزة الأمنية والقضاء»، موضحًا «أننا لن نقبل إلّا بكشف خيوط الجريمة كاملة وإصدار القرار العادل بحق المرتكبين».

 

وذكر مولوي أنّ «خلفيات الحادثة وغايتها يكشفها التحقيق، وعلى اللبنانيين التحلي بالصبر، والتحقيقات تجري بطريقة شفافة واحترافية»، مؤكدًا أنّ خيوط الجريمة ستكشف طالما أن المرتكبين تم إيقافهم، و»دعونا لا نقارن جريمة باسكال سليمان بغيرها». وأوضح أنّ «الوجود السوري غير مقبول ولا يتحمله لبنان، ونرى أن هناك الكثير من الجرائم يرتكبها سوريون»، وقال: «أكّدنا للقوى الامنية ضرورة التشدد بتطبيق القوانين اللبنانية على النازحين السوريين»، كاشفًا عن أنّ «نسبة الموقوفين السوريين في السجون اللبنانية بلغت 35% تقريباً».

حضور الراعي مراسم الدفن

 

من جهة ثانية، اعلنت قيادة الجيش تسلّم جثة المغدور سليمان من السلطات السورية ، مضيفة «ستُنقل إلى المستشفى العسكري المركزي للكشف عليها استكمالًا للتحقيقات على أن تسلَّم إلى ذويه بعد ذلك». كما تسلمت مخابرات الجيش سيارة سليمان. وسيشارك اطباء من مصلحة الاطباء في حزب القوات اللبنانية بعملية التشريح بعد اخذ اذن من النيابة العامة… الى ذلك، تقبلت عائلة سليمان التعازي في صالون رعية مار جرجس جبيل امس وافيد ان مراسم دفن سليمان ستكون الجمعة عند الساعة 3 من بعد الظهر في كنيسة مار جرجس – جبيل، وسيترأسها البطريرك الماروني شخصياً نظراً لأهمية الحدث وانعكاساته الخطيرة على الوطن.

 

وفي سياق تعليقه على جريمة قتل منسق جبيل في حزب «القوات اللبنانية»، رأى مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم لـ «الديار»، أن جريمة قتل سليمان هزّت كل لبنان، وهي جريمة على مستوى الوطن، بحيث قد تؤدّي إلى فتنة في حال لم يجرِ العمل وبسرعة على جلاء حقيقتها.

 

وأشار أبو كسم، إلى أن «البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي طلب من القوى الأمنية والأجهزة القضائية القيام بالواجب اللازم، وإنزال أشدّ العقوبات بالمجرمين، لأن الجميع يريد معرفة من قتل سليمان ودوافعه، حتى ترتاح القلوب ويكون الموضوع واضحا أمام جميع اللبنانيين». وأشار أبو كسم، إلى أن «اللبنانيين سئموا حصول عملية قتل وإرهاب وسرقة واعتداءات بشكل يومي، لا سيما أن هذا غريب عن لبنان وشعبه وعاداته وتقاليده، وكأننا أصبحنا نعيش في غابة».

 

وطالب الأب أبو كسم، بضرورة «الحفاظ على الوحدة الوطنية، من أجل إخماد هذه الفتنة في مهدها، أما إذا كانت قد حصلت لأسباب سياسية، فهذا الأمر يمسّ بالسلم الأهلي وفي طبيعة عيشنا الواحد»، وتمنى أن «تنجلي مسبّبات هذه الجريمة وإنزال أشد العقوبات بالمرتكبين».

 

وشدّد أبو كسم على رغبة بكركي، في أن «يبقى لبنان بلد رسالة وتنوّع، إنما ليس على حساب كرامة أحد، أو على حساب حياة المواطنين».

الجبهة الجنوبية

 

وعلى خط امني آخر، وعلى الحدود الجنوبية تحديدا، تعرضت بلدة يارون قبل ظهر امس لقصف مدفعي اسرائيلي متقطع ومصدره مرابض الجيش الاسرائيلي المنصوبة داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة.

 

كما استهدف قصف مدفعي اسرائيلي اطراف بلدة دبل. وطال قصف مدفعي ايضا عين الزرقا أفي طراف طيرحرفا. وسجل قصف اسرائيلي على سهل مرجعيون.

 

واعلن حزب الله انه «استهداف ثكنة زبدين في مزارع شبعا بالأسلحة الصاروخية وحقق فيها إصابات مباشرة». واعلن «اننا أسقطنا جنودًا للعدو بين قتيل وجريح ودمرنا ميركافا بعد تنفيذ هجوم ناري على ثكنة دوفيف».

 

واستهدف «تحركا لجنود إسرائيليين في محيط موقع جل العلام بقذائف المدفعية».

 

وتشير اوساط ميدانية لـ «الديار» الى ان استهداف جيش العدو للقرى الجنوبية الحدودية على غرار ميس الجبل وعيتا الشعب وحولا وكفركلا وتعمده في الاسبوعين الماضيين التدمير الممنهج لأحياء بكاملها، يهدف الى ترسيخ معادلة ان قرى الجنوب اللبنانية مقابل مستوطنات الشمال وان عودة النازحين الجنوبيين الى قراهم مرتبطة بعودة مستوطني الشمال.

 

وتلفت الى ان العدو يحاول ايضاً تفريغ القرى مما تبقى من سكانها لحصار المقاومة وعملها ولإعتبار اي تحرك في هذه القرى ذي طابع عسكري.