تعديلات بالشكل لا بمضمون «الورقة الفرنسية»
لا بروفيه وامتحان موحد لـ«الثانوية» – بولا مراد
مع تراجع الآمال المعقودة على نجاح مفاوضات الهدنة بين «اسرائيل» و «حماس» بعيد اعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ان احتمال التوصل إلى صفقة تبادل أسرى «ضئيل»، عاد العدو للتهويل على لبنان مع ابلاغ وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين نظيره الفرنسي ستيفان سيجورنيه، انه «إذا لم ينسحب حزب الله من الحدود فإننا نقترب من حرب شاملة».
وقال مصدر رسمي لبناني ان «هذه التهديدات ليست بجديدة وباتت اقرب الى حملة تهويل مستمرة… لكننا وان كنا نستبعد أن يلجأ الاسرائيلي الى خيار الحرب الموسعة، يفترض ان نتحضر لكل السيناريوهات ومن ضمنها اسوأها اي الحرب الشــاملة».
وأضاف المصدر لـ «الديار»:»ما هو محسوم ان اجتياح رفح سيسبق اي مغامرة غير محسوبة مع لبنان، وبالتالي نتوقع ان تكون المعطيات والظروف بعيد عملية الاجتياح مختلفة تماما عما هي اليوم، وبالتالي لا يمكن الحسم بشيء».
وبحسب وكالة «رويترز» يترقب سكان شمال إسرائيل حرباً شاملة محتملة مع «حزب الله»، حيث بدؤوا الاستعداد لها. وأشارت الوكالة الى ان رئيس بلدية حيفا حثّ السكان في الآونة الأخيرة على تخزين مواد غذائية وأدوية بسبب تزايد خطر تطور الأمر إلى حرب شاملة.
تعديلات الورقة الفرنسية
وبالتوازي مع التهديدات الإسرائيلية، ينشط الفرنسيون بمحاولة لاستيعاب تصعيد غير محسوب في المنطقة. فبعد تسلم رئيسي الحكومة والمجلس النيابي اللبنانيين نجيب ميقاتي ونبيه بري مساء الاثنين النسخة المعدلة من الـ «المبادرة الفرنسية» المرتبطة بالوضع جنوب لبنان، قالت مصادر دبلوماسية لـ «الديار» ان التعديلات التي أُدخلت على الورقة لم تتناول المضمون انما الشكل اي بعض التعابير والمصطلحات المستخدمة، لافتة الى ان «باريس لا تزال تسعى للتوفيق بين الشروط المتعارضة تماما لكل من لبنان واسرائيل، وهي جاهزة لادخال تعديلات اضافية مرة واثنتين وثلاث لان كل ما يعنيها النجاح في وقف التصعيد وتفادي اشتعال المنطقة.
وأوضحت المصادر ان «الورقة تلحظ وقفا فوريا لاطلاق النار، لكن المجتمع الدولي بات يتعاطى بواقعية مع الامور، ويدرك ان حزب الله ليس بصدد فصل الجبهتين ايا كانت وسائل الترهيب والترغيب التي يتعرض لها».
هدنة غزة: تراجع الايجابيات
في هذا الوقت، وبعد كل الضخ الايجابي بقرب التوصل الى هدنة في غزة، خرج نتانياهو ليؤكد أنّ «لا تغيير في أهداف الحرب، ولن نقبل اي تسوية بخصوص رفح»، متحدثا عن «احتمال ضئيل للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى»، مضيفا: «لن نقبل الانسحاب المطلق من قطاع غزة». واذ شدد على أنّ «قواتنا ستدخل رفح لاستئصال حماس، سواء تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار وصفقة تبادل أم لا»، زعم ببدء «إجلاء الفلسطينيين من رفح استعدادًا لعملية قريبة هناك».
ورد فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، على ادعاءات نتنياهو فأكد أنه «لم يُطلب من سكان رفح في جنوب قطاع غزة إخلاء المدينة حتى الآن».
وأشار لازاريني في تصريحات، نشرتها الوكالة الأممية على منصة «إكس»، إلى أن هناك اعتقاداً بأن عملية الإخلاء قد تحدث إذا لم يتم التوصّل إلى اتفاق مع «حماس» هذا الأسبوع.
في هذا الوقت وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى تل أبيب قادما من السعودية في اطار جولة إقليمية جديدة ستشمل الأردن ايضا، هي السابعة من نوعها منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، في تشرين الأول الماضي. وأشارت مصادر مطلعة لـ «الديار» الى ان بلينكن «سيحاول زيادة الضغوط على اسرائيل للسير بخيار الهدنة وفي حال لم ينجح ذلك سيدفع كي تكون عملية رفح محدودة بالوقت وسريعة ومدروسة جيدا بحيث لا يتم إيقاع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين».
احتدام القتال جنوبا
ميدانيا، واصل العدو الاسرائيلي يوم امس استهداف مناطق الجنوب اللبناني. وأفيد عن ان «الطائرات الحربية المعادية شنت غارة على بلدة عيتا الشعب واستهدفت مبنى في البلدة دمر جزئيا. والحقت الغارة اضرار كبيرة في مجمع يضم محالا تجارية، اضافة الى اضرار جسيمة في عدد من السيارات».
كما اغار الطيران الحربي الاسرائيلي على بلدة العديسة وبلدة يارون في قضاء بنت جبيل فيما قصفت مدفعية العدو بقذائف الهاون الحي الجنوبي لمدينة الخيام.
بالمقابل، اعلنت المقاومة الاسلامية انه «بعد رصد ومتابعة لحركة دبابة ميركافا إسرائيلية كانت تعتدي على أهلنا وقرانا وتتحصّن داخل موقع المطلة، باغتها مجاهدو المقاومة الاسلامية واستهدفوها بالصواريخ الموجهة ما أدى إلى إصابتها وتدميرها وسقوط أفراد طاقمها بين قتيل وجريح». كذلك استهدف المقاومون «تموضعاً لجنود العدو الإسرائيلي خلف الشادر العسكري داخل موقع المطلة بالصواريخ الموجهة وأصابوه إصابة مباشرة وأوقعوا أفراده بين قتيل وجريح». هذا وتم قصف موقع الرادار في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، اضافة الى مبنيين يتموضع فيهما جنود العدو في مستعمرة المطلة».
لا «بروفيه»
اما على صعيد الامتحانات الرسمية في لبنان، فقد حسمت وزارة التربية امرها، واعلن الوزير عباس الحلبي في مؤتمر صحافي، «الإبقاء على إجراء الامتحانات الرسمية الموحّدة لكلّ لبنان، مع اتخاذ بعض الإجراءات والتعديلات وإدخال استثناءات مدروسة منصفة للجميع».
وأكد أن «امتحانات الشهادة الثانوية ستحصل ضمن برنامج يراعي تلامذة الجنوب مع مواد اختيارية وأخرى إلزامية»، مشددا على «عدم سلخ الجنوب عن باقي المناطق».كما أعلن عن «إلغاء امتحانات البروفيه واعتماد العلامات المدرسية».
وعن التعليم المهني، قال «قررنا إلغاء الامتحانات الرسمية للبروفيه والتكميلية المهنية والتأهيلية الفنية التحضيرية وامتحان الدخول الى السنة الاولى للشهادة».