رضوان الذيب
كشف احد اعضاء الوفد الفلسطيني المفاوض في القاهرة للقيادات الفلسطينية في بيروت خلال زيارته الاخيرة، ان «إسرائيل» غير جاهزة للتسوية مطلقا، ونتنياهو ما زال يفتش عن صورة النصر، ولم يستوعب حتى الان ما حصل في 7 تشرين الاول من نتائج كارثية على مستقبل كيانه وما خلفه طوفان الاقصى، واعطى الاوامر لتنفيذ مجازر في رفح، ومطلبه استسلام الفلسطينيين وانهاء حركات المقاومة وتصفية قياداتهم ورموزهم وإطلاق الاسرى دون قيد او شرط ورسم معالم الادارة الجديدة لغزة والمنطقة، ويرفض اي وقف لاطلاق النار ولا يكترث للتحركات الشعبية، ومصمم على الاستمرار في مجازره بغطاء أميركي شامل وغياب عربي مما يجعل إمكانية وقف الحرب صعبة لا بل مستحيلة في المدى المنظور، وهذا ما قاله الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في قطر امام الجالية اللبنانية، بان الحرب طويلة وقد تستمر لآخر السنة او ما بعدها.
وتكشف القيادات الفلسطينية في بيروت، ان المفاوض الفلسطيني ابلغهم ان المقاومة في غزة بالف خير، وجسمها العسكري متماسك وسليم، والانفاق تحت السيطرة والاضاءة مؤمنة فيها، والاتصالات سليمة ودائمة بين القيادات والمقاومين على طول الجبهات، والعمليات يتم تصويرها، كما ان الاتصالات بين قيادات حماس في الداخل والخارج يومية، ومحمد السنوار يتابع الاتصالات السياسية بشكل دائم ويعطي توجيهاته ويلتقي القادة العسكريين ولن يفرج عن الاسرى الا بعد الوقف الشامل لاطلاق النار ورفع الحصار بضمانات دولية وعربية، كما ابلغت القيادات الفلسطينية في غزة المفاوضين الفلسطينيين، أنهم ما زالوا في موقع القوة والجبهة الداخلية متماسكة، والمقاومون استعدوا لحرب استنزاف طويلة.
جبهة الجنوب
الاستعصاء في الحل على جبهة غزة ينطبق ايضا على جبهة الجنوب في ظل وحدة المسار والمصير، حسب المتابعين للتطورات السياسية والعسكرية، وهذا ما يؤشر إلى صيف جنوبي ساخن مع استبعاد تطور الأحداث الى مواجهة شاملة نتيجة موازين القوى وقدرة حزب الله على ردع العدو، وسط اهتمام عربي ودولي بالتطورات العسكرية في الجنوب ومراقبة أداء حزب الله القتالي الذي فاجأ جميع السفارات العاملة في بيروت بالاضافة الى ضباط المخابرات لجهة القدرة على مواجهة كل التقنيات الاسرائيلية والاميركية والاوروبية والمراقبة الدائمة لاكثر من 70 طائرة للاجواء اللبنانية على مدار ال 24 ساعة وهذا ما يمنع العدو من الاقدام على اي مغامرة.
وفي المعلومات، ان الانتشار الاسرائيلي في جنوب لبنان ما زال انتشارا دفاعيا ولا تعزيزات توحي بعمل عسكري كبير، ورغم ذلك فان حزب الله جاهز لكل الاحتمالات، وبالتالي، فان كل الأحاديث والتسريبات عن هجوم اسرائيلي واسع من قبل السفراء والمحللين لا اساس له على الارض ويأتي في إطار الحرب النفسية، كما ان واشنطن لا تريد اي توسع للحرب في الجنوب قبل الانتخابات الاميركية، وهذا ما لمسه الوفد النيابي اللبناني الذي زار واشنطن ولاحظ مدى اهتمام الحزب الديموقراطي بحصر المواجهات.
الخماسية
وفي هذه الاجواء، فان حركة الخماسية ما زالت خجولة وغير حاسمة بعد ان غرقت بالتفاصيل الداخلية وتقمصت ادوار القيادات اللبنانية المتباعدة « كل يغني على ليلاه « بانتظار زيارة الموفد الفرنسي لودريان الثلاثاء والاجتماع بالرئيسين بري وميقاتي كما سيجول على رؤساء الكتل السياسية وسيلتقي كتلة الاعتدال في قصر الصنوبر على طاولة الغداء. وفي المعلومات، ان لودريان سيقوم باعداد تصور شامل عن الملف الرئاسي وتقديمه الى الرئيس ماكرون لطرحه مع الرئيس الاميركي بايدن خلال القمة التي تجمعهما منتصف حزيران.
وحسب المصادر المتابعة لحراك الخماسية، فانها لم تضع اي آلية لتسويق ما توصلت اليه، ومن أين تبدأ ؟ وكيف ستفكك الالغام الكثيرة من رئاسة جلسات الحوار مقابل رفض البطريرك الماروني لترؤس بري للحوار والدعوة اليه مدعوما من جعجع والتغييريين.
– هل يمكن لبري وجنبلاط وجعجع وباسيل ان يسمحوا لكتلة الاعتدال الوطني ان تشكل بيضة القبان في الاستحقاق الرئاسي ؟
– هل يوجد توافق بين اعضاء الخماسية على الاسم، فرنسا لا تزال تعمل على المقايضة بين فرنجية والجنوب، قطر مع قائد الجيش او المدير العام للامن العام بالوكالة، السعودية ضد مرشح حزب الله، القاهرة على الحياد فيما واشنطن تنتظر وقف النار لتبدا المفاوضات حول الجنوب .
– الدكتور جعجع أبلغ السفير الفرنسي رفضه لجلسات الحوار قبل انتخاب رئيس الجمهورية.
خلافات على الجلسات المتتالية والنصاب، الى غيرها من العقد التي تحول دون إجراء الانتخابات الرئاسية، حتى النائب في كتلة الاعتدال وليد البعريني قال في تصريح منذ اسبوع انه يستبعد حصول الانتخابات الرئاسية في وقت قريب، وهناك قوى سياسية تستبعد حصول الانتخابات في عهد المجلس النيابي الحالي، وبالتالي الرئاسة بعيدة وطويلة، حتى إن جنبلاط كشف ان الرئيس ماكرون لم يفاتحه بالملف الرئاسي قطعيا.
الخطة الامنية
كشف مصدر وزاري، انه لا تراجع عن الخطة الامنية مطلقا وسيتم تعزيزها على الطرقات الدولية والمطار، وان القوى السياسية لم تنتقد الخطة الامنية حتى حزب الله، بل طالبوا بمعالجة بعض الثُغر التي تم تصحيحها لجهة فتح النافعة وفك الحجز، والسؤال للمعترضين: هل يعقل ان تكون النسبة الكبرى من الدراجات من دون أوراق ثبوتية، علما ان الخطة حظيت بدعم المواطنين في كل المناطق بعد ارتفاع نسبة الجرائم والتعديات واستسهال عمليات القتل.
المسدسات التركية
اما التطور الأمني الاخر والمتعلق بالمسدسات التركية التي غزت الأسواق اللبنانية، وتحديدا طرابلس والشمال منذ سنتين وعلى مرأى من القوى الامنية، وبيعت المسدسات بأسعار زهيدة في مختلف المناطق اللبنانية عبر مافيات تجار السلاح، هذا النشاط عاد الى الاسواق منذ اسابيع مع ارتفاع طفيف بالأسعار، لكنه بقي ارخص من أصناف المسدسات الاخرى، وهذا ما رفع من قيمة الطلب على شرائها، والمعروف ان هذه المسدسات تدخل من مرفأ طرابلس والحدود السورية، ويقوم المسلحون السوريون الموجودون في ارياف حمص وتدمر ببيعها الى المهربين اللبنانيين والسوريين الناشطين في منطقة وادي خالد. والمعلوم ان عمليات البيع والتصدير لا تعتبر في تركيا مخالفة للقانون، والكميات المهربة في كل شاحنة تضم 400 الى 600 مسدس.