Site icon IMLebanon

الديار: محكمة العدل الدوليّة تلاحق «إسرائيل»: لوقف العدوان على رفح

 

واشنطن غير مُهتمة بانتخاب رئيس… وباريس تسعى لإنجازه في الصيف – نور نعمة

 

اصدرت محكمة العدل الدولية قرارا يلزم «اسرائيل» بوقف الحرب على رفح جنوبي القطاع، في وقت احيا لبنان عيد تحريرالجنوب من العدو الاسرائيلي عام 2000، حيث اصبحت هذه الذكرى محطة تاريخية لشعب اعتنق الكرامة ورفض الذل، ومناسبة لنحيي شهداءنا الابرار الذين اثمرت دماؤهم عزة واجلالا ووعدا صادقا، بدحر جيش الاحتلال من ارضنا.

 

هذا، ويستمر حزب الله بمقاومته الباسلة في ضرب جيش العدو اسنادا لغزة، مكبدا اياه الخسائر الفادحة، ومجبرا المستوطنين على اخلاء مناطقهم، اضافة الى انه في 16 من ايار الجاري قصفت المقاومة جويا من طائرة مسيرة قاعدة عسكرية للاحتلال قرب طبريا ومنشآت حساسة له. وهذا الامر ليس بحدث عابر، بل يوم مفصلي اذ اصبح لبنان اول دولة عربية تقصف «اسرائيل» جويا من خلال مقاومته، لتكون الغارة الاولى ضد الدولة العبرية منذ عام 1973.

حركة ديبلوماسية مكثفة

 

في غضون ذلك، برزت حركة ديبلوماسية مكثفة في المنطقة بعد حادثة المروحية ومقتل الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي ووزير الخارجية امير حسين عبد اللهيان ومرافقيهما، وذهاب وفود من دول عديدة للتعزية.

 

ومن جانبه، التقى الرئيس نبيه بري امير قطر في طهران، وتباحثا في الشان الرئاسي اللبناني. وتعقيبا على اللقاء، تسربت معلومات عن امكانية انعقاد البرلمان لجلسة انتخابية، غير ان تشخيص الوضع النيابي اللبناني يظهر ان الانقسام كبير في صفوف الكتل، وبالتالي لن تعطي اي جلسة نيابية لانتخاب رئيس اي نتيجة . من هنا، لا يمكن البناء على هذه الفكرة بدعوة مجلس النواب لجلسة انتخاب واحدة.

 

وفي سياق متصل، من البديهي ان يصرح الوزير السابق وليد جنبلاط ان اميركا تعطي الاولوية حاليا لغزة وللقضاء على حماس، على غرار هدف المشروع الصهيوني. اما اللافت وفقا لمصادر مطلعة، فهو الاتصال الذي حصل بين ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون تلاه اعلان عن زيارتين للموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، الاولى الى واشنطن للاجتماع مع مستشار الرئيس الاميركي اموس هوكشتاين، والثانية لبيروت للقاء المسؤولين وبحث الملف الرئاسي والتصعيد في الجنوب.

 

الاكيد ان المجهود الديبلوماسي المثلث متكامل مع بعضه، بحسب اوساط سياسية رفيعة المستوى، وهو دور «اللجنة الخماسية» التي تقوم به، الى جانب الجهود القطرية، فضلا عن المهمة الخاصة للموفد الفرنسي للرئيس ايمانيول ماكرون. هذه الجهود الثلاثية تسعى الى انهاء الشغور الرئاسي، قبل ان تدخل الولايات المتحدة الاميركية في عطلتها الانتخابية في شهر آب المقبل. وبمعنى اخر، يحاول ماكرون عبر موفده لودريان اقناع واشنطن بعدم البقاء على الحياد حول انتخابات رئاسة الجمهورية اللبنانية، بل حثها على المشاركة فيها. فهل ينجح ماكرون في تغيير موقف واشنطن حيال الملف اللبناني؟

اوساط غربية تحذر من خطورة إبقاء لبنان دون رأس

 

وفي هذا النطاق، تحذر اوساط غربية من خطورة ابقاء لبنان دون رأس وعدم اعادة ترتيب مؤسساته، فالتفكك في اكبر المؤسسات الى اصغرها يتفاقم يوما بعد يوما والانهيار الحاصل سيزداد حدة، وهنا الشعب اللبناني سيتعرض لظلم اكبر من الذي يشهده اليوم.

مصادر ديبلوماسية: نتنياهو يناور

 

وبموازاة ذلك، قالت مصادر ديبلوماسية لـ «الديار» ان الادارة الاميركية الحالية تحاول انتزاع ورقة هدنة في غزة بين حماس و «اسرائيل»، غير ان هذا الامر متعذر نتيجة قرار رئيس حكومة الحرب بنيامين نتنياهو بمواصلة الحرب على حماس. وعلى رغم المعلومات التي تقول ان المفاوضات ستستأنف في القاهرة نتيجة الضغط الدولي، وضغط اهالي الاسرى لدى كتائب القسام، الا ان نتنياهو لا يؤمن بالمفاوضات، وعليه سيناور بقبوله لاظهار بعض المرونة امام المجتمع الدولي، ولكن سرعان ما سيتجدد العدوان الاسرائيلي على رفح وعلى مناطق عديدة في قطاع غزة.

عبد الله لـ «الديار»: فلسطين قضية جوهرية

 

الى ذلك، اعرب عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب بلال عبدالله عن اسفه لعدم تلقف الجهات اللبنانية مبادرة الرئيس نبيه بري للحوار، بما ان المعارضة والممانعة لم يتمكنا من ايصال مرشحيهما الى الرئاسة. ولكن اليوم، بات واضحا ان انتخاب رئيس للجمهورية لن يحدث في المدى القريب، وستكون المساعي مجمدة بدخول الولايات المتحدة الاميركية مرحلة الانتخابات الرئاسية. ورأى ان هناك حربا مفتوحة على فلسطين، وهذه الحرب فرضت على لبنان لان الصراع وجودي وليس عسكريا، وبالتالي لا يمكن تجاهل قضية فلسطين التي هي اساسية وجوهرية، وهنا شدد على ضرورة العمل على ايجاد تسوية داخلية، لتحصين لبنان في ظل هذه الظروف المشتعلة.

 

وتعليقا على ما قاله الرئيس «الاسرائيلي» عن انه في حال حصل التطبيع بين السعودية وبلاده فهذا الامر سيغير قواعد اللعبة في المنطقة، اعتبر عبدالله ان هذا الكلام لا قيمة له، مشيرا الى ان مصر وقعت على اتفاقية تطبيع مع «اسرائيل»، ورغم ذلك لم يؤد هذا الامر الى دفن القضية الفلسطينية.

 

واضاف ان الحل الاساسي يكمن في اعطاء الشعب الفلسطيني حقه، اي حصوله على دولة فلسطينية وليس التطبيع مع دول عربية، وفي حال الاستمرار في حرمان الفلسطينيين من اقامة دولة لهم، فستظل المنطقة على فوهة بركان، وسيبقى الجرح نازفا لان هناك شعبا مظلوما سلبت ارضه. وعليه، اذا كانت الولايات المتحدة مصممة على تصفية حماس، فهذا لا يعني انتهاء القضية الفلسطينية، لان فلسطين قبل حماس ولا يمكن حصرها فقط بكتائب القسام. وتابع عبدالله ان الشعب الفلسطيني سيبقى يناضل بوجه الاحتلال حتى الرمق الاخير، سواء عبر حماس او غيرها، لان فلسطين قضية لا تموت.

«القوات»: نعمل على التعبئة الكاملة بمؤتمر بروكسل

 

اعرب مسؤول بارز في «القوات اللبنانية»عن حسن سير الحملة الامنية في البلاد، مشددا في الوقت ذاته على ان تكون هذه الحملات نهجا امنيا متواصلا وبسياق مستمر، لضبط المخالفات وابقاء الامور تحت السيطرة ومنع التفلت الامني والفوضى، وليس ان تحصل فقط لفترة محدودة. ولفت الى ان هذه الحملة تركت مساحة اطمئنان لدى الشعب اللبناني، في ظل الوضع الاقتصادي والمالي والاجتماعي الصعب الذي يعيشه.

 

وحول الوجود السوري غير الشرعي، رأى المسؤول انه لا شك في ان الضغط الذي مارسته، سواء البلديات او الاجهزة الامنية او الزيارات للمسؤولين الدوليين، اعطى فعله على ارض الواقع. واعتبر ان الانظار تتجه حاليا الى «مؤتمر بروكسل» الذي سينعقد الاثنين المقبل، حيث سيكون لـ «القوات» وفد يمثلها الى جانب النائبين بيار بو عاصي والياس اسطفان وكل المسؤولين «القواتيين» الموجودين في اوروبا، فضلا عن دعوات للتظاهر من اجل مواكبة المساعي اللبنانية، لوضع حد للنازحين السوريين غير الشرعيين في لبنان.

 

وأشار الى ان النازحين السوريين غير الشرعين الموجودين في لبنان هم امام خيارين لا ثالث لهما: الخيار الاول اعادتهم الى سوريا، سواء الى المناطق التي تقع تحت سيطرة النظام السوري او الى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. والخيار الثاني ترحيلهم الى بلاد اخرى. اما خيار ابقاء النازحين السوريين غير الشرعيين في لبنان، فقد اصبح امرا مستحيلا في ظل الاوضاع البائسة التي يمر بها اللبنانيون. وانطلاقا من ذلك، تعمل «القوات» بكل قوتها للتعبئة لمؤتمر بروكسل، لحث هذه الدول على عدم القاء عبء النازحين على لبنان، ولتتحمل مسؤوليتها تجاههم.