IMLebanon

الديار: لودريان محبط: في لبنان ينتظرون واشنطن ولا يتعاملون معنا بجدية!

 ايجابية لبنانية مع «وقف التنفيذ» ازاء الورقة الفرنسية ولا رد اسرائيلي

سجال «كهربائي» عقيم ولا كهرباء… و«اسرائيل» تخشى مفاجآت نصرالله – ابراهيم ناصرالدين
انتهت زيارة المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان بالاعلان عن النعي الرسمي للاستحقاق الرئاسي، واتضح ان حضوره شخصيا الى بيروت كان فقط للمشاركة في مراسم «الدفن» التي لم يعرف بعد اسباب اصرار باريس على المشاركة فيها بهذا المستوى الرفيع. ولعلمه المسبق ان ثقل بلاده يعادل «الصفر» ولا وزن لها داخليا وخارجيا، لم يفاجأ لودريان من عدم وجود من يصغي اليه على الرغم من تحذيره من تبعات الفراغ القاتل، وغادر»محبطا» دون ان يتمكن من فك طلاسم احجية الخلاف على «جنس الملائكة» حيث قضى جل وقته في شرح الفرق بين «التشاور والتحاور»، وفي النتيجة لم يعقد هذا ولا ذلك، واكتشف ان المعنيين لا يتعاملون مع بلاده بجدية وينتظرون الاميركيين، كما نقل عنه احد الاصدقاء اللبنانيين! في هذا الوقت، خيبة امل ثانية اصيبت بها الدبلوماسية الفرنسية بعد حديث الخارجية الفرنسية عن رد ايجابي نسبي من لبنان بشان مقترح خفض التصعيد جنوبا، لكن «اسرائيل» امتنعت عن الرد حتى الآن، اي ان النتيجة ايضا «صفر».

داخليا، اندلع سجال عقيم بين وزيري الطاقة والاقتصاد حول المشروع القطري لانشاء معمل على الطاقة الشمسية، انتهى بعدم معرفة اللبنانيين الاسباب الحقيقية لعدم تعامل مجلس الوزراء بجدية وايجابية مع العرض بعد 7 اشهر على اقتراح يمنح البلاد الكهرباء دون تكلفة تذكر. هذا الفشل البنيوي في الدولة الفاسدة، يقابله على الحدود فشل اسرائيلي مماثل وارباك يتظهر يوميا في المواجهة مع حزب الله، وكان ابرزه بالامس اسقاط طائرة استطلاع مسلحة من نوع «هرمز900» المتطورة بنيران القبة الحديدة، فيما اقر الطيارون الاسرائيليون بصعوبة المهمة في الشمال في مواجهة مسيرات حزب الله.

لودريان محبط
في هذا الوقت غادر المبعوث الفرنسي جان لودريان بيروت «محبطا» من نتائج محادثاته، بعدما شعر ان من التقاهم في لبنان لا يتعاملون بجدية مع الجهد الفرنسي. ووفقا لمصادر صديقة التقت المبعوث الفرنسي، فهو لمس ان معظم من التقاهم ينتظر «كلمة السر» الاميركية، ولا يقيم وزنا للجهد الفرنسي، باعتبار ان باريس بالنسبة اليهم لا تملك وزنا دبلوماسيا في الداخل والخارج، ولمس ضعف  موقف بلاده التي لا تملك «العصا» «والجزرة».

لا خرق فرنسي
ووفقا لمصدر ديبلوماسي فرنسي، فإنّ لودريان «لم يحقّق أي خرق يذكر» في الملف الرئاسي، بعد لقائه قوى سياسية رئيسية في لبنان بينها «حزب الله». وأضاف المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، أنّ كل فريق متشبّث بمواقفه، ممّا دفع لودريان الى تحذير المسؤولين الذين التقاهم من أنّ وجود لبنان السياسي نفسه بخطر»، مع استمرار الشرخ في البلاد. وقال ان لودريان حذر خلال لقاءاته في بيروت من «مخاطر إطالة أمد الأزمة» وسط السياق الإقليمي المتوتّر، مشدّداً على «الضرورة الملحة لانتخاب رئيس للجمهورية من دون تأخير».

بري وافق ثم تراجع…؟
ووفقا لمصادر مقربة من عين التينة، لم يقدم لودريان اي طرح او رؤية ولم يعرض على الثنائي ولا على فرنجية مسألة «الخيار الثالث». ولفتت الى ان بري رفض المس بآلية الجلسة على الرغم من موافقته على تسمية «الحوار» «بالتشاور» ورفض اي كلام حول «الاسم الثالث» قبل انعقاد الجلسة التشاورية. وكشفت تلك المصادر،ان بري كان مستعدا للقبول بان يترأس جلسات الحوار نائب رئيس المجلس الياس بوصعب، شرط الحصول على ضمانة من «الخماسية» بحضور جميع القوى السياسية، الا ان سلبية مواقف المعارضة، وفي مقدمتها موقف رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع دفعته الى التراجع خطوة الى الوراء، والتمسك بترؤس الحوار.

الخلاف على «جنس الملائكة»؟
وفي هذا السياق، لفتت اوساط مطلعة الى ان العبرة ليست في خارطة الطريق التي رسمها البيان الاخير للجنة الخماسية وسفرائها في لبنان لملء الشغور الرئاسي، انما هي في تمكنهم من ترجمة مضمون البيان الى افعال في ظل الخلافات السياسية والنيابية القائمة التي تستدعي حراكا وضغطا اوسع واكبر من قبل واشنطن والسعودية. ولهذا فان الخلاف على «جنس الملائكة» استمر وتعمق في تعبير واضح عن عدم نضوج التسوية الخارجية ، فالهوة بين اطراف الانقسام الداخلي حول النظرة الى الحوار الرئاسي بين من يرفضه بالمطلق باعتباره خارج الاصول الدستورية وبين من يؤكد عليه كونه يندرج في سياق الحوارات التي تسبق كل استحقاقات الرئاسة وبين من يريده فقط للتوافق على مرشحه، مجرد شعارات «مضحكة» لتمرير الوقت.

الخلاف على الجلسات
اما الاكثر اثارة للسخرية، فهو الخلاف على جلسات الانتخاب. فثمة اطراف تريدها مفتوحة لانتخاب الرئيس بدورات متتالية يتخللها تشاور بين النواب وبين من يريدها جلسات متتالية وصولا الى الجلسة التي يصار فيها الى انتخاب رئيس وليس جلسة مفتوحة كالتي يطالب بها البعض وتؤدي الى شل عمل المجلس نهائيا حيث انه في حال ابقاء جلسة الانتخاب مفتوحة يتعطل دور المجلس التشريعي ولا يعود في امكانه مقاربة اي اقتراح او مشروع تشريعي، وبهذه الحال تصبح البلاد من دون رئيس وحكومة شرعية ومجلس نيابي عامل.

نعي مبادرة «الاعتدال»
وفي نعي واضح للمبادرة، اعتبر عضو كتلة «الاعتدال الوطني» النائب وليد البعريني أن لم يعد هناك وجود لأي مبادرة ويجب الدخول بطرح أو أسلوب جديد لتحريك المياه الراكدة في لبنان. وشدد على أن الموفد الفرنسي جان إيف لودريان لم يذكر موضوع الخيار الثالث ولكنه اعتبر أن المرشحَين غير قادريَن على حصد الأصوات اللازمة للنجاح.

ماذا دار عند بري؟
من جهته، أعلن عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم أن «رئيس مجلس النواب نبيه بري يتعاطى من ضمن صلاحياته ولا ينتظر أحدًا لمنحه صلاحيات فوق صلاحياته ولا إمكان لإنتاج رئيس للجمهورية من دون حوار»… وأشار إلى أن «خلال اللقاء بين برّي والموفد الفرنسي جان ايف لودريان لم يُطرح الخيار الثالث كما لم يُطرح خيار سحب رئيس تيار المردة سليمان فرنجيّة».

حراك فرنسي في «الوقت الضائع»
جنوبا، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان أن «إسرائيل» لم ترد بعد على مقترحات باريس لخفض التوتر في جنوب لبنان، وتلقينا ردا إيجابيا نسبيا من لبنان بشأن مقترحات خفض التصعيد مع «إسرائيل». وقال لوموان ان باريس لم تتلق أي رد من «إسرائيل» حتى الآن!  تجدر الاشارة الى ان المقترح الفرنسي المكتوب  يتضمن انسحاب حزب الله مسافة عشرة كيلومترات من الحدود مع «إسرائيل» بينما توقف الأخيرة غاراتها على الجنوب. وفي هذا السياق، اكدت مصادر مطلعة ان ما اسماه المتحدث الفرنسي بالرد الـ «نسبي» اللبناني، يعني عمليا استعداد لبنان لمناقشة المسوّدة ايجابيا، لكن دون القبول بتفاصيلها حول مسافة انسحاب حزب الله التي تبقى «مبهمة»، فضلا عن عدم الدخول في اي محادثات غير مباشرة قبل وقف الحرب على غزة، وهما نقتطان مفصليتان يتولى مهمة بلورتهما المبعوث الاميركي عاموس هوكشتاين، لا الجانب الفرنسي الذي يتحرك في «الوقت الضائع».

مفاجآت نصرالله؟
ميدانيا، نفذ حزب الله 4 عمليات ضد مواقع قوات الاحتلال، وبعد ساعات من الهدوء النسبي شن الطيران الاسرائيلي غارات على بلدة حولا حيث سقط شهيدان، كما اغار الطيران الحربي على بلدة عيتا الشعب، فيما تظهر الارباك الاسرائيلي باقرار وسائل الاعلام الاسرائيلية باسقاط «القبة الحديدة» لطائرة استطلاع متطورة من نوع «هيرمز 900» بعد الاشتباه في انها تابعة للمقاومة. وفي هذا السياق، اكّدت وسائل إعلام إسرائيلية، أنّ حزب الله نجح طوال الحرب في مفاجأة «اسرائيل» من خلال استخدام سلاحٍ مُتقدّم، ولفتت الى ان الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله يخطط لخطوات مفاجئة على مستويين: الأول استخدام سلاح لم يُستخدم من قبل في هذه المعركة بما في ذلك صواريخ دقيقة بعيدة المدى، والثاني استخدام صواريخ أرض- جو، ستطلق باتجاه طائرات سلاح الجو الإسرائيلي.

عجز امام المسيرات
بدورها، قالت الباحثة الإسرائيلية في معهد أبحاث «الأمن القومي» الإسرائيلي والتي تُدير برنامج «تكنولوجيا متقدمة، وضمنه الذكاء الاصطناعي»، ليران عنتبي إنّ حزب الله كثّف خلال الأسابيع الأخيرة من استخدام الطائرات المسيرة المتفجرة، وقام أيضاً، باستخدام طائرة مُسيّرة تُطلق صواريخ ضمن ساحة المعركة، الأمر الذي يُلحق أضراراً وخسائر في الأرواح بين الجنود والمستوطنين، وأيضاً خسائر مادية. كذلك، لفتت إلى أنّ الجيش الإسرائيلي يواجه صعوبةً مستمرة في تحديد واعتراض تلك الطائرات المسيّرة، والتي من المتوقّع أنّ يتمّ استخدامها بشكلٍ مكثّف من قبل حزب الله في اي حرب شاملة، وهو امر اقر به طيارون في الخدمة في تصريحات لوسائل الاعلام بالامس حين اقروا بالعجز عن اسقاط تلك المسيرات من خلال استخدام أنظمة الدفاع الجوي التقليدية، وكذلك الحرب الإلكترونية.

«الردع» لم يتآكل بل انتهى!
وقد اقر مصدر عسكري اسرائيلي ان الردع لم يتآكل فقط، بل انتهى، واوضح ان حزب الله يستخدم الصواريخ الدقيقة ضدّ الدبابات والمقذوفات الأخرى، والتي تنجح جميعها في اجتياز منظومات الدفاع الإسرائيليّة وإصابة الأهداف بدقّةٍ، وحتى اللحظة لا توجد لدى الدفاعات الأرضيّة والجويّة امكانية صدّ مُسيرّات حزب الله. ووفقا للاعلام الاسرائيلي، فإنّ اعتراض المسيّرات اللبنانيّة بات مستحيلاً، لأنّها تطير على ارتفاعٍ منخفضٍ جدًا، وتتمكّن بذلك من اجتياز منظومة الرادارات، وعندما تكشفها الرادارات تكون المسيرات قد ضربت الهدف المُحدّد مسبقًا ودمرته. بالمقابل، فإنّ ما يقُضّ مضاجع صُنّاع القرار من المستويين الأمنيّ والسياسيّ في تل أبيب هو السؤال هل حزب الله، وفي إطار المفاجآت التي وعد بها الأمين العام للحزب، السيّد حسن نصر الله، هل يملك دفاعاتٍ جويّةٍ لاعتراض الطائرات الحربيّة الإسرائيليّة في حال اندلاع المنازلة الكبرى بين الطرفيْن.

الجيش الاسرائيلي «مهترىء»
وفي هذا السياق، اكد الجنرال السابق في جيش الاحتلال اسحاق بريك إن الجيش ينشر الأوهام ولا يقول الحقيقة بشأن الحرب في قطاع غزة، مؤكدا أن الجيش مهترئ وغير قادر على القضاء على حماس، فكيف اذا اندلعت الحرب مع حزب الله؟ وقال «الجيش الإسرائيلي ينشر الأوهام، ويذر الرماد في عيون الجمهور، ولا يقول الحقيقة، أننا جيش صغير غير قادر على القضاء على حماس، فمن المؤكد أننا سنواجه مشكلة إذا بدأنا حرباً شاملة على الحدود الشمالية مع لبنان. ونصح بقبول اتفاق لوقف إطلاق النار لان الوضع يزداد سوءا، وانهيار الدولة ليس سوى مسألة وقت، لأننا عرضة لفقدانها عندما تندلع حرب إقليمية شاملة»،»عندئذ لن يكون لدينا أمل في البقاء على قيد الحياة»، يقول بريك.

فوضى التجنيد
بدورها وتحت عنوان «عبء أكثر ومساواة أقل»، قالت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية ان الحرب في غزة وعلى الحدود مع لبنان ترتدي صورة حرب الاستنزاف، وتتضح تأثيراتها الكبيرة في المجتمع وفي الاقتصاد، في ظل فوضى استدعاء مئات الرجال والفتيات الى التجنيد مجددا. وبعد أن تم إلغاء جزء من هذه الأوامر، نشأ وضع خدمت فيه كتائب من قبل لأشهر كثيرة في غزة ومنطقة الشمال، وينتظرها تشغيل عملي آخر صيفاً، ثم حصلت الآن على أمر الامتثال للخدمة.

النقص في المعدات
ما خلق واقعا تتأرجح فيه وحدات عسكرية بدون تخطيط من مكان إلى آخر. وهذا العبء تتحمله الآن وحدات قليلة نسبياً، وضغوط كثيرة وتخطيط سيئ يفقد أي توزيع متساو، ويضر بدافعية الجنود في الخدمة. ويضاف إلى ذلك شكاوى متجددة، وحتى متزايدة، على نقص المعدات المناسبة لجنود الاحتياط. فالقادة يبحثون لوحداتهم عن مئات الخوذات التكتيكية والستر الواقية والزي المضاد للحريق لطواقم الدبابات والحوامات، وهي غير متوافرة اليوم.

الهجرة المعاكسة من «اسرائيل»؟
وفي تسليط للضوء على حركة الهجرة المعاكسة من «اسرائيل»، لفتت «هآرتس» الى إن عدم الثقة بات امرا واقعا بالدولة.  قالت «لن نصدق ما وعدنا به الآباء والمعلمون والقادة والزعماء الذين قالوا إننا أذكياء وأقوياء. لقد تبين أننا ضعفاء ونعتمد على الآخرين. لن نصدق أيضاً أنه لا مكان لنذهب إليه. بالتأكيد لنا: الأماكن التي لا يقتل فيها اليهود، ولا يكون دين معين شرطا للعيش فيها. ستتفاجؤون، فهذه الدول موجودة!»

فضيحة الكهرباء؟!
في غضون ذلك، سجال كهربائي بين وزير الطاقة وليد فياض ووزير الاقتصاد امين سلام انتهى بعدم وضوح الصورة حول اهمال الحكومة عرضا من قطر لبناء ثلاثة معامل لانتاج الطاقة الكهربائية بدون تكلفة على الدولة، تقدمت به منذ ٧ أشهر. وفي هذا الاطار، تمنى وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فيّاض من الجميع عدم المزايدة ، مؤكّدًا أنّه «مهتم جدًّا بزيادة التغذية الكهربائيّة خصوصاً من خلال الطاقة الشمسيّة». وانتقد ما اسماه الشعارات الشعبويّة الرخيصة وقال إنّنا «نتكلم على معمل واحد للكهرباء وليس ثلاثة وبمئة ميغاوات ويتضمن عقد شِرْكة بين القطاع العام والقطاع الخاص عبر عقد طويل الامد وليس هبة كما يُزعم». وشدّد فيّاض على أنّ «العرض بإنشاء معمل لإنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية ليس هبة وكلفته ليست «صفرا» كما أُشيع، مشيرًا الى أنّه «بحاجة إلى أرض وقد وصل أوّلًا إلى ميقاتي قبل أن تصله رسالة ثانية منذ شهر لإعادة إحياء المشروع»!

تضييع الفرصة؟
من جهته، اتهم وزير الاقتصاد امين سلام الدولة بتضييع الفرصة وقال إن «البوصلة هي أن نأتي بالكهرباء التي نسمع بها منذ أعوام، والعرض اليوم جدي فالقيادة القطرية تريد مساعدة لبنان، وعلينا نحن أن نتجاوب ونعطي النتيجة المرجوة، لان ما يهم هو اضاءة البلد، وهناك مبادرة قدمت الى لبنان ويجب وضعها في اطارها الاستثماري لمدة 25 سنة، ما يعني أن قطر تقدم هذا العمل تبنيه وتشغله من دون أن ندفع فلسًا واحدا، أي بتكلفة صفر الى حين ينطلق المشروع».