IMLebanon

الديار: مسؤول في حزب الله لـ«الديار»: لا حرب شاملة رغم التهديد والعويل «الاسرائيلي»

 

 الكتائب تريد حوارا بناء واوساط المقاومة تنعي المبادرات الرئاسية

القوات اللبنانية: نرفض استغلال الشغور الرئاسي لتكريس اعراف جديدة – نور نعمة

 

خلال الساعات الاخيرة رفعت الولايات المتحدة ضغطها على «اسرائيل» كي لا تقوم باي حرب ضد لبنان حيث قالت واشنطن ان اي حرب تبدأ بين لبنان و «اسرائيل» ستكون بلا حدود وستتوسع بشكل خطير. في المقابل اعلن الرئيس الفرنسي عن قمة ثلاثية فرنسية اميركية و «اسرائيلية» في حين كشف مسؤول «اسرائيلي» كبير ان اقتراح القمة الثلاثية جاء باقتراح «اسرائيلي» ولكن وزير الدفاع الصهيوني يؤاف غالانت رفض مشاركة بلاده في هذه القمة معتبرا ان فرنسا لها مواقف عدوانية تجاه «اسرائيل».

 

وفي غضون ذلك اصبحت الحرب بين مقاومة حزب الله والعدو «الاسرائيلي» في شمال فلسطين المحتلة حربا جدية واكثر حدة من الحرب في قطاع غزة. والحال ان كبار الضباط «الاسرائيليين» يتخوفون وفق صحيفة «معاريف» العبرية من ان اي اندلاع للحرب بين لبنان واسرائيل سيؤدي الى خسائر كبرى في العمق «الاسرائيلي» نتيجة قدرة حزب الله على اطلاق مئات الصواريخ الباليستية اضافة الى عشرات الالاف الصواريخ الدقيقة الهدف وهي ما لم تعد «اسرائيل» قادرة على ردعها عبر قبتها الحديدية ومن استيعاب هذه الحرب بعد تسعة اشهر من القتال ضد المقاومين الفلسطينيين دون تحقيق انتصار عسكري «اسرائيلي» اضافة الى التشرذم الحاصل على المستوى السياسي في الداخل «الاسرائيلي».

لا حرب شاملة

 

من جهته اعتبر مسؤول في حزب الله للديار ان احتمال اندلاع حرب شاملة لا يزال بعيدا في المرحلة الحالية وفقا لما يتوفر لدينا من معلومات سرية بالغة الاهمية الى جانب مراقبتنا لما يدور على الجبهة المعادية حيث ان معظم المؤشرات لا تدل الى ان الامور ذاهبة الى الانفجار رغم التحذير الاميركي والتهويل والعويل الاسرائيلي بشن حرب مدمرة على لبنان.

 

وقال المسؤول في حزب الله انه صحيح ان الكيان الصهيوني وجه لنا ضربة قاسية باغتيال القيادي طالب عبدالله ولكن هذه هي طبيعة الحرب حيث ان الحاج «ابو طالب» هو قائد ميداني يتنقل في مناطقه وهو حتما سيكون قريبا من خطوط النار وبالتالي معظم القادة الميدانيين هم مشروع شهيد. وتابع بالقول :»نحن من جهتنا قمنا بهجوم غير مسبوق باطلاق مئات الصواريخ والمسيرات ضد جيش الاحتلال في الجولان وشمال فلسطين المحتلة ما غطى سماء الجليل وطبريا المحتلة فضلا ان هذا الهجوم كبد العدو خسائر جمة في صفوف جنوده ودمر مواقع عدة له مشيرا الى ان هذا الرد الكبير مفاده منع وردع «اسرائيل» من تكرار الاغتيالات. واوضح ان الهجوم غير المسبوق الذي نفذته المقاومة ضد العدو الاسرائيلي انتقاما لاغتياله القيادي عبدالله طالب لا يصب في سياق الدفع باتجاه الحرب الشاملة ولا جر المنطقة الى تصعيد اقليمي بل لتوجيه رسالة للعدو ان حزب الله قادر على ردعه وعليه اذا فهم العدو الرسالة عندها يبقى القتال ضمن قواعد الاشتباك منذ 8 تشرين الاول. اما في حال اقدم العدو الاسرائيلي على خطوة متهورة تجاه لبنان فقد اكد المسؤول ان حزب الله جاهز وعازم وقادر على كسر هذا الجيش والحاق الهزيمة به.

 

وفي سياق متصل كشف المسؤول في المقاومة ان العدو الاسرائيلي منذ عام 2011 وهو يعمل على تجميع بيانات كثيرة عن حزب الله كما لديه جواسيس داخلية وخارجية مشيرا الى ان المقاومة تدرك انها تهاجم جيشا قويا ويتمتع بتطور تكنولوجي كبير ناهيك عن المعلومات الاستخباراتية التي توفرها واشنطن له. ولفت الى ان العدو الاسرائيلي يتفوق استخباراتيا علينا في عدة ايام وفي المقابل يتفوق حزب الله عليه ايضا في المجال الاستخباراتي في ايام اخرى وخير دليل على ذلك المواقع الدقيقة والمهمة للعدو والتي يستهدفها الحزب سواء في شمال فلسطين المحتلة او في الجولان المحتل.

 

وفي اطار التطور الملحوظ في القدرات العسكرية لحزب الله، قال المسؤول في الحزب ان المقاومة بدأت تمنع العدو من التفوق الجوي حيث اسقطت عدة مسيرات من طراز هرمز 450 وهرمز 900 كما ان حزب الله اصبح بحوزته صواريخ مضادة يطلقها ضد الطائرات الحربية الصهيونية. واضاف ان المقاومة تحصل ايضا على معلومات تفصيلية عن العدو ولذلك قصفت مواقع الزاعورة، وثكنتي كيلع ويوآف، وقاعدتي كتسرين ونفح وكتيبة السهل في بيت هيلل وغيرها. وقد ضرب الحزب هذه المقرات لجيش الاحتلال نتيجة اضطلاعه على معلومات مهمة عن وضع جيش العدو على الجبهة.

 

وحول تفكيك ونزع كاميرات المراقبة في الجنوب بتوصية من حزب الله رأى المسؤول ان هذا الطلب ينطلق من دوافع امنية وهي حماية امن المقاومة ولمنع الاستخبارات «الاسرائيلية» من الاستفادة من هذه الكاميرات لجمع معلومات من خلالها عن حزب الله.

الشغور الرئاسي مستمر

 

على صعيد الاستحقاق الرئاسي اكدت مصادر كتائبية لـ«الديار» بانها ليست ضد مبدأ الحوار ولا تتوقف عند من سيترأسه لان هذه الامور ثانوية علما ان الرئيس نبيه بري ترأس حوارات عدة ولم يخرج احد ليعتبرها عرفا جديدا. اما ما يهم حزب الكتائب هو المشاركة في حوار يصل الى نتيجة اي ينهي الشغور الرئاسي ولكن اذا كانت الدعوة للحوار قائمة على اساس ان الفريق الاخر غير مستعد لتقديم تنازلات عبر التخلي عن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ولا يريد ان يلاقي المعارضة بالليونة التي اظهرتها تجاهه عبر التخلي عن مرشحها ميشال معوض والقبول بعدم الاستمرار بترشيح الوزير السابق جهاد ازعور مقابل الذهاب الى الخيار الثالث فان هذا الحوار معدوم وسيكون مضيعة للوقت.

 

واشارت هذه المصادر الى ان حزب الكتائب وجه عدة اسئلة خلال لقائه الرئيس بري وايضا في اجتماعه مع النائب جبران باسيل ان الاكثرية المسيحية ترفض ان يكون سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية فهل سيستمر الثنائي الشيعي بترشيح فرنجية؟ وفي حال لبت الكتائب دعوة الحوار برئاسة بري انما التشاور بين الافرقاء فشل في تقريب وجهات النظر وردم الهوة بين المعارضة وبين فريق الممانعة فهل سيدعو بري لعقد مجلس النواب لحصول جلسات انتخابية ودورات متتالية لانتخاب رئيس للجمهورية في البرلمان كما ينص الدستور؟ وهنا لفتت المصادر الكتائبية انه حتى اللحظة لم تحصل على اي جواب لطروحاتها وبالتالي لا تطور على الصعيد الرئاسي.

 

من جهة اخرى قالت اوساط مقربة من حزب الله ان كل المبادرات التي اطلقها اللقاء الديمقراطي والنائب جبران باسيل وكتلة الاعتدال لانهاء الشغور الرئاسي مشكورة ولكن للاسف لن تؤدي الى اختراق جدي في الاستحقاق الرئاسي لان الفريق الاخر لا يقبل بالحوار الا تحت شرط واحد وهو ان يتخلى الثنائي الشيعي عن مرشحه سليمان فرنجية وبالتالي اي حوار مشروط لا يؤدي بطبيعة الحال الى اي نتيجة بناءة.

 

ولفتت هذه الاوساط ان الثنائي الشيعي على دراية انه غير قادر على ايصال مرشحه الى قصر بعبدا والامر ذاته ينطبق على مرشح المعارضة نظرا للتحالفات السياسية القائمة حاليا. وعليه رات الاوساط المقربة من حزب الله ان الجميع وصل الى حائط مسدود في حين ان الانسداد يمكن كسره فقط عبر رفع الفيتو الخارجي عن فرنجية والذهاب الى الحوار مع جميع الافرقاء دون شروط مسبقة.

 

من جهته اعتبرت اوساط مقربة من التيار الوطني الحر ان الحوار ضروري لانتخاب رئيس للجمهورية وان ترأس الرئيس بري «التشاور» ليس عرفا بل وضع استثنائي علما ان هناك اعرافا كثيرة سيئة لم نسمع اي اعتراض عليها.

 

وقال النائب جورج عطالله ان هناك فرصة يجب عدم هدرها في سياق الاستحقاق الرئاسي مضيفا ان الرئيس بري اعطى وعدا لتكتل لبنان القوي بالذهاب بعد الحوار الى 12 جلسة انتخابية على مدى ثلاثة ايام مع الالتزام سلفا بعدم تطيير النصاب.

القوات اللبنانية:نرفض استغلال الشغور الرئاسي لتكريس اعراف جديدة

 

بدورها دعت مصادر القوات اللبنانية ان يكشف التيار الوطني الحر عن الاعراف السيئة مشيرة الى ان القوات تحفظت علنا على مقررات اتفاق الدوحة عام 2008 حيث اعتبرتها انها تشكل انتهاكا لاتفاق الطائف لناحية تشكيل الحكومات والاقرار بالثلث المعطل وغيره. وارتكزت المصادر القواتية على تصريح النائب محمد رعد الذي قال «جرت العادة عشية كل انتخابات رئاسية يدعو رئيس مجلس النواب نبيه بري الى طاولة حوار ويرأسها وذلك تحول بالتالي الى عرف والعرف اقوى من الدستور». وعليه استغربت المصادر القواتية ان يقول النائب جبران باسيل ان ترأس الرئيس بري لطاولة التشاور او الحوار ليس عرفا في حين ان نائب في كتلة الوفاء للمقاومة يقر بذلك.» كما لفتت الى ما صرح به بري قائلا:» ارفض التنازل عن صلاحية هي جزء من صلاحية رئيس مجلس النواب» اي ان يدعو لطاولة حوار ويكون رئيسها. وهنا طالبت القوات اللبنانية الى الرجوع الى الدستور الذي لا يحتوي على بند يمنح رئيس البرلمان اجراء حوار قبل الانتخابات الرئاسية. اضف على ذلك شددت القوات اللبنانية على عدم استغلال الشغور الرئاسي لتكريس اعراف جديدة.

 

اما عن قول ان القوات اللبنانية ترفض كل ما يطرح، فقد اعتبرت المصادر القواتية انه اتهام باطل وغير صحيح بل ساهمت القوات بشكل اساسي للتمديد العسكري لانها رأت ان هذا التمديد ضرورة وطنية قصوى في ظل الشغور الرئاسي والحرب الدائرة في الجنوب وعليه لا يجب دفع البلد الى فراغات تؤدي الى ضرب اخر مساحة استقرار مطلوبة في لبنان. واشارت الى ان القوات ساهمت بشدة في الوصول الى التوصيات النيابية في مسألة الوجود غير الشرعي للنازحين السوريين في لبنان. وتابعت المصادر القواتية ان هناك امثلة كثيرة على مشاركة القوات في اي طرح ايجابي يرتد ايجابا على الدولة اللبنانية.

 

وردا على معلومات تفيد بان القوات تراهن على ضعف محور المقاومة بعد طوفان الاقصى نفت المصادر القواتية هذه المعلومات مشيرة الى انها لا تراهن على الخارج لحسابات في الداخل اللبناني.