حزب الله يوجه رسالة قاسية لإسرائيل: بنك أهدافنا كبير جداً في حال اندلعت الحرب – بولا مراد
رسائل تحذيرية عالية النبرة حملها المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين الى المسؤولين اللبنانيين من تل ابيب، مفادها انه في حال عدم المسارعة للعودة بالوضع جنوب لبنان الى ما كان عليه قبل السابع من أكتوبر فان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو سينفذ تهديداته بشن حرب واسعة ضد حزب الله في لبنان.
جواب «ناري» من حزب الله
والملفت ان الحزب لم ينتظر مغادرته ليبعث بجوابه عن استعداده للعودة لتطبيق الـ1701 قبل انتهاء الحرب في غزة، اذ سارع وبعد اكثر من 48 ساعة على وقف العمليات العسكرية باتجاه الاراضي المحتلة تزامنا مع عيد الفطر، لاستئناف هذه العمليات مستهدفا دبابة ميركافا داخل موقع حدب يارين بمسيّرة انقضاضية. كما شن بعد الظهر هجومًا جويًا بسرب من المسيّرات الإنقضاضيّة على مربض مدفعيّة تابع للكتيبة 411 (تابعة للواء النار 288) في نافه زيف، مستهدفا نقاط تجمّع ضبّاط العدو وجنوده.
اما الصفعة الكبيرة التي وجهتها المقاومة للكيان فكانت بنشرها مشاهد استطلاع جوي، لمناطق شمال الكيان المحتل، عادت بها طائرات القوة الجوية في المقاومة الإسلامية. وشملت المشاهد التي جاءت بها مسيرة “الهدهد” الكثير من النقاط التي تشكل بنكا للاهداف في شمال الكيان المؤقت، بينها: ميناء حيفا وحاويات المواد الكيميائية في محيطه، مطار حيفا ومهبط الطائرات فيه، مراكز تصنيع صواريخ ونقاط للدفاع الجوي الاسرائيلي، مراكز تجارية، مراكز سكنية لعسكريين او لعاملين في مراكز محيطة في الشمال.
وبحسب “الاعلام الحربي” لـ”حزب الله” فان ابرز الاستنتاجات التي يمكن الخروج بها من المشاهد المصورة: اولا، مسيّرة تجسسية لحزب الله مسحت الشمال وعادت لتثبت عجز الرادارات الإسرائيلية.ثانيا، لدى المقاومة بنك أهداف كبير جداً في حال اندلعت الحرب.ثالثا، أكثر من نصف مليون مستوطن لا يوجد من يحميهم من المسيرات الانقضاضية. ورابعا، نصف الاقتصاد الإسرائيلي تحت مرمى النار.
وقالت مصادر مطلعة على جو حزب الله لـ”الديار” ان “العدو اعتقد انه هو في موقع قوة اليوم ليطلق التحذيرات ويهدد ويتوعد محملا المبعوث الاميركي رسالة قيل انها قد تكون الاخيرة قبل الحرب الموسعة. فجاءته المفاجأة مدوية لتؤكد المقاومة مرة جديدة انها هي التي ترسم المعادلات وتثبتها وابرزها معادلة الردع التي رسختها في الاشهر القليلة الماضية وجعلت العدو يُعد للالف قبل المغامرة في لبنان. وهي معادلة يتم تعزيزها مع مرور الايام”.
رسالة تحذيرية أخيرة!
وكان هوكشتاين بدأ لقاءاته أمس من اليرزة بلقاء قائد الجيش العماد جوزيف عون. وكشفت مصادر مطلعة لـ”الديار” أن “المبعوث الاميركي تحدث خلال لقاءاته عن مخاطر حقيقية من تصعيد إسرائيلي كبير وعن رسالة تحذيرية قد تكون الاخيرة قبل توسعة الحرب، في حال لم تحصل ترتيبات معينة سريعة من قبل الجانب اللبناني سواء لجهة انسحاب حزب الله الى منطقة شمالي الليطاني او لجهة نشر الجيش اللبناني وعناصر اليونيفل على طول الحدود اللبنانية- الاسرائيلية”. واضافت المصادر: “نتنياهو الذي يدرك انه مأزوم في رفح قد يعلن قريبا انتهاء العمليات الكبرى هناك ليتفرغ لجبهة الشمال ومن هنا الخشية الاميركية من تفرد اسرائيل بهكذا قرار رغم الخطوط الحمراء التي كانت قد ابلغت بها واشنطن نتنياهو لعلمها بأن اي مغامرة من هذا النوع قد تجر المنطقة كلها الى الحرب”.
وأفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن “إسرائيل أبلغت المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين بأن العمليات في رفح شارفت على الانتهاء”، لافتة الى ان “هوكشتاين تبلغ بأن انتهاء العمليات في رفح سيؤثر على المنطقة وعلى جبهة لبنان”.
وعقد هوكشتاين مؤتمرا صحافيا بعد لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري قال فيه “ان الصراع على جانبي الخط الأزرق بين حزب الله وإسرائيل طال بما فيه الكفاية وهناك أبرياء يموتون وممتلكات تدمر وعائلات تتشتت والإقتصاد اللبناني يُكمل إنحداره والبلاد تعاني ليس لسبب جيد” معتبرا انه “لمصلحة الجميع حل الصراع بسرعة وسياسياً وهذا ممكن وضروري وبمتناول اليد”.
وبعد لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي قال هوكشتاين: “نمر بأوقات خطيرة ولحظات حرجة ونحن نعمل سويا لنحاول ان نجد الطرق للوصول الى مكان نمنع فيه المزيد من التصعيد”.
من جهته، أكد ميقاتي أن “لبنان لا يسعى الى التصعيد، والمطلوب وقف العدوان الاسرائيلي المستمر على لبنان والعودة الى الهدوء والاستقرار عند الحدود الجنوبية”.
وقال: “إننا نواصل، السعي لوقف التصعيد واستتباب الامن والاستقرار ووقف الخروقات المستمرة للسيادة اللبنانية واعمال القتل والتدمير الممنهج التي ترتكبها اسرائيل”.
وشدد على ان “التهديدات الاسرائيلية المستمرة للبنان، لن تثنينا عن مواصلة البحث لارساء التهدئة، وهو الامر الذي يشكل اولوية لدينا ولدى كل اصدقاء لبنان”.
حل لمسيرات حزب الله؟!
أما جنوب لبنان، ومع تفعيل حزب الله عملياته العسكرية مجددا، واصل العدو الاسرائيلي، قصفه القرى والبلدات اللبنانية فاستهدف وادي بلدة شبعا قضاء حاصبيا، مما أدى إلى اشتعال النيران. كما استهدف بلدة راشيا الفخار وأطراف بلدة الخيام والطيبة والعديسة وكفركلا. وبعد الظهر، استهدفت مسيرة معادية سيارة، في داخلها شخص واحد، عند مفترق البرغلية شمال مدينة صور، وبعد تجمهر الاهالي لتفقد السيارة الاولى التي أغارت عليها المسيرات، باغت العدو الاهالي واستهدف سيارة أخرى ما ادى، بحسب “الوكالة الوطنية للاعلام” الى اصابة 8 مدنيين، وصفت إصابتهم بالطفيفة، نقلوا الى مستشفيات صور للمعالجة.
ولفت ما تحدّثت عنه صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبريّة، عن تقديرات أمنيّة بالتّوصّل خلال 3 أشهر إلى حلّ تكنولوجي لاعتراض مسيّرات “ حزب الله”، مشيرةً إلى أنّ وزارة الدفاع الإسرائيلية منحت شيكًا مفتوحًا للصّناعات الدّفاعيّة لحلّ مشكلة مسيّرات الحزب. وأوضحت الصّحيفة أنّ الجيش سيعيد نشر مدافع “فولكان” القديمة، وسيجري تحسينات على منظومة القبة الحديدية للتّعامل مع الجبهة الشّماليّة، لافتةً إلى أنّ المنظومة الأمنيّة تؤكّد أنّها لن تتمكّن من اعتراض مسيّرات “حزب الله” بشكل تام، رغم العمل على أيّ تحسينات.