نتانياهو يمارس سياسة الصدمات ويبتز بايدن لمصالحه الانتخابية ودعما لترامب
لا انتخاب رئيس جمهورية قبل الخريف القادم نتيجة الازمة في فرنسا والانتخابات الاميركية – ميشال نصر
وسط خلط اوراق متسارع على ساحة المنطقة، تعيش الساحة السياسية اللبنانية حالة من الارباك، وسط انقسام عمودي، عززته المخاوف المتصاعدة من انفجار حرب وشيكة، مع استمرار الشغور في بعبدا، رغم كل المبادرات المطروحة، التي ما زالت عالقة في عنق زجاجة الحوار الذي ترفضه في المبدأ المعارضة وغالبية القوى المسيحية، مع تقدم الوضع الجنوبي الى الواجهة، خصوصا بعد الابعاد التي اكتسبها الملف مع اطلالة الامين العام لحزب الله الاخيرة.
فزيارة هوكشتاين اكدت ان بت الملف الرئاسي لم يحن وقته بعد، وانه مؤجل الى الخريف المقبل، في ظل الازمة الداخلية الفرنسية، بعد انتخابات الاتحاد الاوروبي وتقدم اليمين، من جهة، ودخول العالم مرحلة «شلل» في انتظار نتائج الانتخابات الرئاسية الاميركية، لما لها من تاثير وتداعيات على الصعيد الدولي، ما يعني عمليا «تجميد» عمل الخماسية الباريسية.
وفيما تستمر المشاورات التي تقودها ميرنا الشالوحي، رأت اوساط في التيار الوطني الحر، ان الهدف اليوم يتمثل باقناع القوات اللبنانية المشاركة في الحوار. ففي ظل الازمة التي تمر بها البلاد، كل شيء يصبح ثانويا امام الزامية ايجاد الحلول، كاشفة ان اللقاء مع القوات اللبنانية حصل في بيت الكتائب المركزي، حيث تم الاتفاق مع المعارضة على ان يكون هناك تقاطع على عدد من الاسماء للرئاسة وعدم حصر الامر باسم واحد.
الوضع جنوبا
في غضون ذلك، وعلى وقع استمرار العمليات العسكرية، على الجبهة الجنوبية، وان بوتيرة اخف، فرضتها المعطيات الميدانية، وفقا لمصادر متابعة على الارض، لوحظ امس ان قوات اليونيفيل باشرت عملية تحصين اضافية لبعض مراكزها عند الخط الازرق، خوفا من تعرضها لعمليات قصف ولحماية جنود وحداتها، في تدبير احترازي، جاء نتيجة تقارير استخباراتية، تؤشر الى ان الحرب قد تحصل في أي لحظة.
وكانت نجت فرق تابعة للدفاع المدني من قصف اسرائيلي باربع قذائف، استهدف تلة العزية باتجاه بلدة دير ميماس، حيث كانت في مهمة لاطفاء حرائق اندلعت نتيجة استهداف المنطقة بقذائف فوسقورية.
نتانياهو
اوساط دبلوماسية رأت ان تل ابيب تعيش ازمة داخلية غير مسبوقة، يضاف اليها ضغط اميركي كبير، وصل حدود «التحدي» بين نتانياهو وبايدن، حيــث اتخــذ الصــراع طابعــا شخصيا، عبر عنه ذهاب رئيس الوزراء الى حد حل «مجلس الحرب»، منشئا على انقاضه «هيئة وزاريّة أمنيّة مصغّرة» ضم اليها وزير اليمين المتطرف، ايتيمار بن غفير، رغم رسائل الاعتراض الاميركي، التي وصلت اليه عبر اكثر من مسؤول.
وكشفت المصادر، ان نتانياهو يمارس سياسة الابتزاز مع الادارة الاميركية، حيث يحتاج الى السلاح لاكمال حربه، خصوصا الـ 3500 قنبلة من حجم 2000 رطل، التي تسببت بخسائر كبيرة في الارواح، وهو امر ما زال قيد الدرس على الطاولة الاميركية، حيث يدور النقاش حول تزويدها بقذائف من عيارات اخف، علما ان اكثر من مسؤول اميركي سبق واكد ان كل الاسلحة التي طلبتها تل ابيب قد تم تقديمها.
وفي وقت تشهد العلاقات بين إدارتَي الرئيس الاميركي جو بايدن ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو تدهورا ملحوظا، حيث يدعم وصول الرئيس السابق دونالد ترامب الى البيت الابيض، حذر الاخير المسؤولين الأميركيين من أن «إعاقة إرسال الأسلحة «لإسرائيل» سيقود إلى وضع يقرب الحرب مع «حزب الله»، أكد فيه وزير الخارجية الأميركي خلال محادثاته مع وفد ضم مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، على أهمية تجنب المزيد من التصعيد مع حزب الله والتوصل إلى حل دبلوماسي بين الطرفين.
بيان قبرصي
وعلى وقع المخاوف الدولية والعربية من اتساع الصراع، أكدت الحكومة القبرصية أنها تُعتبر مزوداً موثوقاً به بالاستقرار ومركزاً إقليمياً معترفاً به في العمليات الإنسانية، مع الحفاظ على علاقات متميزة مع الدول المجاورة كافة. وركزت في بيان على أن قبرص تسعى دائماً إلى تعزيز السلام والاستقرار الإقليميين من خلال الحوار والوساطة الدبلوماسية، ملتزمة بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. وأبرز البيان العلاقات المتميزة بين قبرص ولبنان، مشيراً إلى زيارات عديدة لمسؤولين قبرصيين لبيروت وتقديم حزمة مساعدات مالية من الاتحاد الأوروبي لدعم استقرار لبنان.
غوتيريش
في الاثناء، وفي وقت اشار فيه رئيس بعثة إيران في الأمم المتحدة، الى ان أي قرار متهور من «إسرائيل» قد يغرق المنطقة في حرب جديدة، لن تكون طهران خارجها، وهو ما كان سبق وحذر منه وزير الخارجية الاميركية، مؤكدا ان «حزب الله يملك القدرة على الدفاع عن نفسه وعن لبنان»، اعرب الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش، من جهته، عن قلقه العميق بشأن التصعيد بين «اسرائيل» وحزب الله، مضيفا، «شعوب العالم لا يمكن ان تتحمل ان يصبح لبنان غزة اخرى، والعديد من الارواح فقدت على جانبي الخط الازرق وعشرات الالاف من الاشخاص نزحوا»، مشددا على انه «على كل الافرقاء الالتزام بقرار مجلس الامن 1701»، لافتا الى انه « لا يوجد حل عسكري للاوضاع المتوترة على الحدود اللبنانية – الاسرائيلية».