IMLebanon

الديار: عمليات اسرائيلية مكثفة في رفح والاستعدادات لحرب موسعة تتواصل!

 

التيار والقوات في سجال «الوقت الضائع» – بولا مراد

 

يبدو واضحا أن عودة العمليات العسكرية الواسعة والمكثفة الى غزة تؤسس لنهاية مرحلة والدخول في مرحلة ثالثة من الحرب كان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو اول من تحدث عنها بقوله بأن «المرحلة المكثفة من الحرب مع حماس في غزة على وشك الانتهاء». ففيما نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن جيش العدو تقديره أن «هناك حاجة إلى 4 أسابيع إضافية لإتمام العملية في رفح»، عادت الضغوط على حزب الله ولبنان بالتهديد والوعيد بالحرب وبخاصة مع اعلان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أمس الثلاثاء «مواصلة تعزيز الاستعداد للحرب في الشمال والجهود الدفاعية على جميع حدودنا».

4 اسابيع حاسمة!

 

هذا وأفيد بالأمس بتعرض خان يونس لقصف عنيف أوقع شهداء وجرحى وهو ما بدا باطار استعدادات الجيش الإسرائيلي لعملية عسكرية جديدة بالمدينة بالتزامن مع استمرار الهجوم على حي الشجاعية. وقدّرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن «الأمر الجديد الذي أصدره الجيش الإسرائيلي بإخلاء أحياء في خان يونس ورفح في جنوب قطاع غزة يطال نحو ربع مليون شخص». واشارت المتحدثة باسم الأونروا لويز ووتريدج، الى اننا «رأينا ناسًا ينتقلون إلى أماكن أخرى وعائلات تنتقل إلى أماكن أخرى وأشخاصًا بدأوا بحزم أمتعتهم ويحاولون مغادرة هذه المنطقة»، مضيفة أن الوكالة «تقدّر أن نحو 250 ألف شخص تأثروا بهذه الأوامر».

 

ولم تقتصر العمليات العسكرية أمس على غزة، اذ استعرت المواجهة في الضفة الغربية وتجددت الاقتحامات الإسرائيلية ما أدى الى مواجهات في نابلس وطوباس.

 

وقالت مصادر واسعة الاطلاع ان «نتنياهو سيتسفيد حتى النهاية من المهلة الزمنية التي أعطته اياها واشنطن قبل وقف الحرب على غزة بشكلها الحالي والتي تنتهي مطلع آب المقبل» لافتة في حديث لـ«الديار» الى ان «الاسابيع الـ٤ المقبلة ستكون حاسمة على اكثر من صعيد وبخاصة بما يتعلق بجبهة لبنان، فاما يتجرأ العدو على توسعة الحرب ما قد يجر المنطقة الى انفجار كبير، واما نكون بدأنا الاستعداد لنهاية الحرب من دون ان يعني ذلك ان اي تسوية قد تبصر النور قبل نهاية الصيف الحالي».

 

ميدانيا، شهدت جبهة جنوب لبنان هدوءا نسبيا مقارنة بالايام الماضية بحيث ابرز ما سُجل كان قصف اسرائيلي على اطراف بلدتي  البستان والزلوطية في القطاع الغربي ادى لسقوط شهيد مدني. بالمقابل، نفذ حزب الله عمليتين باتجاه الاراضي المحتلة، فاستهدفت الاولى موقع جل العلام واستهدفت الثانية ثكنة كريات شمونة بعشرات صواريخ الكاتيوشا.

تمويل سعودي بـ 10 ملايين دولار

 

داخليا، تركزت الانظار على الاعلان امس عن إطلاق 28 مشروعاً ممولا سعودياً في لبنان بقيمة عشرة ملايين دولار. اذ قال السفير السعودي في لبنان وليد بخاري، خلال حفل توقيع مذكرة التعاون المشترك بين مركز الملك سلمان للاغاثة والهيئة العليا للاغاثة في لبنان، أن «السعودية ستقدم مساهمة مالية بقيمة عشرة ملايين دولار من خلال مركز الملك سلمان في لبنان».

 

واكد بخاري ان «هذا الدعمُ يأتي امتدادًا لحرصِ القيادةِ الرشيدة في السعودية على دعم العمل الإنسانيِ والإغاثيِ وتحقيق الاستقرارِ والتنميةِ في الجمهوريةِ اللبنانيةِ».

 

ولم يتضح بعد خلفية العودة السعودية المفاجئة الى لبنان بعد سنوات من «الحياد السلبي». وفيما ربط البعض هذه المساعدات بالتنافس السعودي – القطري على الساحة اللبنانية باعتبار ان الاعلان السعودي اتى بعد ساعات من ارسال الدوحة ٢٠ مليون دولار لدعم رواتب عناصر وضباط الجيش، لم يستبعد البعض الآخر ان يكون ما حصل خطوة اولى باتجاه علاقات لبنانية- سعودية متجددة تواكب التقارب الايراني- السعودي كما السعودي- السوري وصولا لقرار ازالة حزب الله عن قائمة الدول في جامعة الدول العربية للمنظمات الارهابية.

 

وبدا لافتا تزامن الاعلان السعودي مع ما كشفه تقرير «الاستثمار العالمي 2024» الصادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية – الأونكتاد (UNCTAD)، عن أن صافي الاستثمارات الأجنبية المباشرة الوافدة إلى لبنان ارتفع بنسبة 25.26٪ في العام 2023 إلى 582 مليون دولار أميركي من 461 مليونًا في العام 2022.

 

كل هذا يأتي بوقت سجلت حركة مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، في الشهر السادس من السنة الأرقام الأعلى منذ بداية العام الجاري 2024، ان على صعيد أعداد المسافرين من والى لبنان أو حتى على صعيد الرحلات الجوية لشركات الطيران الوطنية والعربية والأجنبية المستخدمة لهذا المرفق الحيوي الهام. اذ بلغ مجموع الركاب الذين استخدموا المطار خلال شهر حزيران الفائت 707 آلاف و 201 راكباً، بأعداد تكاد توازي ما سجله الشهر ذاته من العام السابق والذي سجل 708 آلاف و 970 راكباً. وبلغ عدد الوافدين الى لبنان 406 آلاف و396 وافداً مقابل 427 ألفاً و 854 وافداً في حزيران 2023.

سجال القوات – التيار

 

في هذا الوقت، واصل حزب «القوات اللبنانية» و «التيار الوطني الحر» سجالهما المفتوح باطار محاولاتهما المستمرة لتسجيل النقاط في مرمى بعضهما البعض.

 

ورد «القوات» على تصريحات سابقة لرئيس «الوطني الحر» جبران باسيل هاجم فيها رئيس «القوات» لرفضه الحوار، فقال في بيان: «اذا أراد النائب باسيل أن يفيد الوضع العام، فما عليه سوى أن يصمت طويلا أو أن يقل في كلامه قليلا، وبخاصّة إنّ أوضاع البلد مأساويّة وأوضاع الناس كارثيّة ولبنان بحاجة لمن يحمل مشاريع سياديّة وإصلاحيّة واضحة وليس كلام يتراوح بين النفاق والتزوير، وبين كلام يتناقض جذريًّا بين قبل الظهر وبعده».

 

وعاد «التيار» ورد على «القوات» قائلا: «من الواضح لجميع اللبنانيين أن التيار الوطني الحر ورئيسه النائب جبران باسيل، يشكلان الهاجس اليومي لرئيس القوات سمير جعجع، الذي يبدو قلِقًا ومهجوسًا ممّا لا يمتلكه ولا يستطيع القيام به لجهة السياسة والديناميكية التي يقوم بها التيار ورئيسه.إن من استفاق متأخراً، كالعادة، بعد ثلاثة عشر عامًا على مخاطر النزوح السوري، وأراد استلحاق نفسه أمام الرأي العام، ومن هاجم الأجهزة الأمنية لمحاولة تطبيقها القانون على النازحين، ومن استهدف التيار الوطني الحر لأنه رأس حربة في مواجهة معضلة النزوح، هو من يجب أن يصمت، وطويلا جدا، رأفة بناسه ومجتمعه».

 

وكشفت معلومات «الديار» عن توجه لدى «المعارضة» للقيام بحركة ما بالملف الرئاسي بمسعى لتحميل مسؤولية التعطيل لأصحابها وقذف كرة المسؤولية مجددا الى ملعب «الثنائي الشيعي»، من دور ان يعني ذلك انها تمتلك اي خطة لاخراج الملف من عنق الزجاجة.